الثلاثاء، 22 فبراير 2011

عند أمك


" بمزاجي "
هذا ما قاله ذلك الصعلوك سائق التوك التوك عندما وقف بتوك توكه أمام سيارتي قاطعاً عرض الطريق لأنه لا يعلم أبسط قواعد المرور، و كيف يعلمها و قد كان طوال حياته المهنية القصير يسير في الحواري و القرى و الكفور، و الطرق الضيقة بين البيوت القديمة، كان يخشى قديماً أن تتلامس عجلته الأمامية بأسفلت الطريق الرئيسي خوفاً من أن يعكشه ظابط أو حتى أمين شرطة، أما اليوم و في ظل الغياب الأمني الذي نحن مسئولون عنه بشكل من الأشكال فإن التوك التوك أصبح ينافس التاكسي ... في عدد الركاب ... و في السرعة أيضاً.

" أنا مش هاتحرك من مكاني "
هذا ما قاله نفس الصعلوك اللي في الجزء اللي فوق، مهدداً بأنه لن يجعلني أمر، معتقداً أنه إن سبب لي العطلة فسوف أرجع عن طريقي لأفسح له المجال ... و الطريق، لكنه لم يكن يعلم أنه يتعامل مع مجنون، قلت له بكل بساطة أني ليس عندي ما هو مهم، و خرجت من السيارة و وقفت بجوارها، أرسلت له رسالة صريحة أن المتضرر الأول من هذه العطلة سيكون هو ذلك الفأر المتمثل في لباس غضنفر، الركاب الذين معه سوف يملون و تضيع منه الأجرة.

" ده عند أمك "
تراجع سائق التوك توك عن موقفه العدواني بعدما رأى موقفاً أشد جرأة، لكنه و لحفظ ماء الوجه قال لي و هو يهرول جرياً " بمزاجي ".
أخذت الكلمة و لم أستطع أن أمسك ذلك اللسان الذي تحول إلى كرباج، قلت له بأعلى صوت يمكن أن يخرج من أحبالي الصوتية " ده عند أمك "، و ركبت سيارتي و إتجهت إلى عملي ... فلقد كنت متأخراً بالفعل.


بقلم م / مصطفى الطبجي

الطبخة باظت

في أول الأمر أود أن أروي هذه الحكاية
إذا إنـتـقل أي منكم مع والديه إلى مسكن جديد، شقة أو فيلا أو قصر أو حتى غرفة واحدة بالتأكيد سيمر عليه هو و أسرته بعض الوقت يشعرون فيه بالإرتباك و أن كل شيئ "ملخبط" و غير موجود في مكانه.

ما الذي سيحدث في هذا الوقت "المكركب" إذا طلبت من ست الحبايب أن تعد لك "أكلة" إنت بتحبها؟ و لأنك جائع للغاية أردت منها الإنتهاء بسرعة البرق كما لو أنها ساحرة، لذا ظللت "تزن" على أذنها، رد الفعل سيكون واحد من إثـنـيـن، إما أنها ستحاول جاهدة الحفاظ على هدوءها و لكن بدون تركيز في عملية "الطبيخ"، أو أنها ستنفجر من وجهك لإسكاتك لأنك صدعتها.

النتيجة في الحالتين واحدة... الطبخة باظت، لا منك أكلتها، و لا منك "ريـحـت" أمك، و خليك بقى جعان يا أنتكة.
أن تطلب أمراً مشروعاً فهذا حق يكفله لك الجميع، لكن أن تستغل ظروفاً معينة لتطلب هذا الحق بإصرار و "زن" شديدين، فأنت الآن إنتقلت من خانة صاحب حق إلى خانة مستغل للظروف، و برضه كده هتضيع حقك يا أنتكة.

هناك مثل قديم يقول "أخذ الحق صنعة"، و معناه أنك لكي تطالب بحق هو في الأصل لك لا بد أن تكون ذكياً، و إلا سيضيع عليك حقك، و ستصبح أنت المعتدي على الغير، مع أنه في الأساس... أنت صاحب الحق يا أنتكة.
ظباط الشرطة أعلنوا إضراباً لأن لهم بعض المطالب، إذاً من الذي سيخرج المعتقلين من الأماكن التي لا يعلمها إلا الله و هم؟؟؟

موظفوا البنوك أعلنوا إضراباً لأن لهم بعض المطالب، إذاً كيف سيقبض باقي المواطنون مرتباتهم؟؟؟
بعض العاملين بوزارة الصحة أعلنوا إضراباً لأن لهم بعض المطالب، إذاً من الموجود في المستشفيات و العيادات؟؟؟

هذه الأمثلة هي بعض من كل، ستجد عزيزي "الأنتوك" أن كل الأمور متشابكة و كل المصالح متداخلة مع بعضها البعض، و أن المتضرر الأول من هذه الوقفات هو أنت، يا من تقف محتجاً في مثل ذه الوقفات... المتضرر الأول هو أنت يا أنتكة.

إذا أردنا فعلاً أن نحقق كل مطالبنا التي تـتـثـمل جميعها أو معظمها حالياً في رفع المرتبات أو إقالة بعض رؤساء مجالس إدارة فاسدين فكيف سنحققها إذا كنا سنظل في الشوارع معطلين الحياة تماماً؟؟، كيف سنعيد بناء دولة أسقطها فساد دام لـ30 عاماً؟؟، لن نعيدها إلينا إلا بالعمل، و العمل بإخلاص و ضمير... يا أنتكة منك ليه.

الثقة لا بد أن تبدأ بنا، نثق في الحكومة الجديدة حتى تثق هي بنا، نكشف رموز الفساد التي لم تنكشف بعد و نحن نمارس أعمالنا بشكل طبيعي، نعلن عن طلباتنا بدون أن يؤذي بعضنا البعض، نتابع ما وصلت إليه الأمور بكل دقة بدون أن نسبب أي هرجلة أو فوضى... فوضى تسمح للبعض بإستغلال الظروف يا أنتكة.

وجدت أن البعض يقول أننا نثق في الحكومة الحالية لكننا لم نرى منها سوى الوعود و التصريحات، لم نرى أفعالاً!!!!، هي الحكومة الحالية بقالها كام سنة؟؟؟ دي لسة يا دوب بنت إمبارح، و كنا في السابق نلوم الحكومة على القرارات الخاطئة، لمذا نطلب من هذه الحكومة قرارات سريعة، أي قرار متعجل أو في غير محله لن يسبب سوى أمر واحد، إن الطبخة هتبوظ يا أنتكة.


بقلم م / مصطفى الطبجي

المرحلة القادمة .... هي الشتيمة


ده فعلاً حقيقي
المرحلة القادمة هي الشتيمة، لأن أعصابي بدأت تتلف من هؤلاء الذين يصرون على هدم كل عظيم بنيناه في الأيام الأخيرة.

اليوم سألني أحد الأشخاص هل سأشارك في تظاهرة يوم الجمعة القادمة، مظاهرة مليوينة أخرى، كان إعتقادي أنها على حسب ما سمعت مظاهرة إحتفالية بالثورة، كما أنها إلى حد ما تكريم للرئيس الراحل، لأنه أي كان مساوئ حكمه، إلا أنه كان رئيسنا، و تكريمه واجب حتى و إن كان لا يستحق.

ذلك الشخص قال لي ... لااااااااا، هذه مظاهرة إعتراض على أحمد شفيق و حكومته، سألته لماذا، فتلك الحكومة لم يمر عليها أكثر من عدة أيام، لماذا الثورة إذاً؟؟؟ هم ليسوا سحرة يمتلكون عصا سحرية تمكنهم من حل كل مشاكل الدنيا ... و الآخرة في غمضة عين.

قال لي ذلك الشخص بإنفعال، لااااااااا، لكنه على الأقل المفترض أن يغير كل الوجوده القديمة، إنفعلت وقتها، و لولا أن هذا الشخص أكبر مني سناً لكان إرتفع صوتي في النقاش، ما الذي يمكن ان نفعله يرضي جميع الأطراف؟؟؟؟

بعض الذين قد يقرأون كلامي هذا سيعلمون أني كنت منذ يوم 25 يناير أتخوف من فكرة سوداء، هي أن المطالب التي طلبناها ستتغير إذا ما تنحى الرئيس و ستظهر بدلاً منها مطالب أخرى،و فعلا تحققت النبوءة، الآن التظاهرات تريد إسقاط حكومة أحمد شفيق، و إذا حدث و سقطت فسوف تخرج مظاهرة أخرى لإسقاط حكومة الجن الأزرق من فوق العرش.... و كله في البزرميط.

ضرب بنا المثل في التقدم و الرقي و التحضر عندما قمنا بثورة سلمية ضد نظام فاسد دون أن نخرب أو ندمر، ثم فاجئنا العالم بأننا ننظف بلدنا بعد أن إنتهينا من ثورتنا، إننا لسنا مخربين إذاً ... لماذا الآن نريد أن نرجع إلى عاداتنا السابقة و نستمتع بعملية تشويه كل ماهو جميل في بلدنا؟؟؟

طلبات مشروعة لكل المتظاهرين، لا جدال في هذا، لكن الحلول الفورية لكل المشاكل هو ضرب من الخيال، هناك أمور يمكن حلها على الفور و هناك أمور يمكن حلها بعد قليل من الوقت، الحكومة لم تعترض على أي مطلب من المطالب، الإفراج عن المعتقلين السياسين سيتم عند العثور عليهم، قانون الطوارئ سوف يلغى بعد إنتهاء هذه الأزمة، لأن قانون مثل هذا وضع لظروف مثثل هذه، فليس من المعقول ألا أستخدمه في الموقف المناسب له لمجرد أننا مللنا منه، السلطة المدنية هي التي ستحكم، ... كل شيئ طلب من ضمن مطالب الثورة لم يتم الإعتراض عليه، فقط كما قالتها الحكومة أعطونا المزيد من الوقت .... نريد وقتاً فقط.

هذه إحدى المشاكل التي تعصبني، المشكلة الأخرى هي نبرة التشكيك في الجميع، البعض بدأ ينشر صور تؤكد أن وائل غنيم ليس سوى جاسوس، بغض النظر عن إتفاقي أو إختلافي معه إلا أنه لا يجوز الآن أن نشكك فيه، البعض الآخر بدأ يشكك في وطنية و نوايا عمر سليمان، البعض بدأ يسأل لماذا عمر سليمان و زكريا عزمي مازالا في قصر الرئاسة؟؟؟

إذا بدأن في موجة الشك، فسوف ينتهي بنا المطاف و نحن نشك في أصابع قدمنا و هل كانوا هكذا في الصباح أم أنهم إختلفوا!!!!

أردنا أن يثق بنا الجيش ... أثل ما يجب أن نثق في الجيش و في الحكومة الجديدة، ليس معنى أن بعض الوجوه القديمة مازالت موجودة أن السياسة القديمة مازالت تتبع، فإذا ركزنا قليلاً و تركنا الإنفعالات الزائفة لوجدنا أن الوزارات السيايدة التي لها علاقة مباشرة مع المواطنيين كالداخلية و المالية و التعليم و الإعلام هي التي تغيرت، هي الوزارات التي تؤثر بشكل مباشر في حياة المواطن البسيطة.

فرضا وزير كوزير الكهرباء، ماذا سيفيد إن تغير أو بقى كما هو، كذلك وزير التضامن أو وزير الخارجية؟؟؟ جمعها وزارت لن تضر بأي مواطن مهما كانت الظروف.


بقلم م / مصطفى الطبجي

حتى لا نفقد الثقة في أنفسنا


تطورت الأحداث، حادث تلو الآخر، تخبطت القرارات، قرار تلو الآخر، تشتت الأفكار، فكرة تلو فكرة، حتى أصبح الجميع لا يعلم ما هو التصرف المثالي، و ما هو القرار الحكيم.

إذا نظرنا لمضمون الخطاب الثالث لسيادة الرئيس فسنعلم أنه تنحى، لكن الشعب لا يفهم، يريد أن يسمعها صريحة، كأن الحفظ طوال فترة التعليم قد لغت العقول، ما الفرق بين أن يقولها الرئيس صراحة أو أن يقولها بشكل دبلوماسي، المهم أنه تنحى... و بلا رجعة.

بعض الذين لم تنجبهم ولادّة أفتوا أنها ربما تكون خدعة، خدعة يهدأ بها الشعب، حقنة مسكنة، و بعد أن يهدأ الجميع و يعودوا إلى منازلهم فسيعود للسلطة مرة أخرى، كيف يعقل أن يسلم الرئيس كل سلطاته إلى نائبه ثم يعود في قراره، هو شغل عيال و لا إيه، و إذا كان الشغل شغل عيال فهو يمكن أيضاً أن يتنحى ثم بعد إستقرار الأمور يعود للحكم مرة أخرى، ماهى فوضى بقى.

يا شباب الـ25، يا من خرجتم لتقولوا لا لكل مظاهر الفساد، يا من طالبتم بحقوق كل مصري عاش و مات و سيولد على تراب هذه البلد، إفهموا أن مطالبكم قد أجيبت، الرئيس قد سلم سلطاته لنائبه عنه و غادر بلا عودة، تم تعديل الدستور، تم تغيير الحكومة، إلغاء قانون الطورائ، إنتهى عصر التوريث، النائب العام يقبض على الفاسدين تباعاً، ماهو المطلوب بعد ذلك؟؟

البعض مازال يقول لن نتحرك حتى يرحل!!! الرجل رحل، لماذا لا تفهمون؟؟، البعض يقول لن نرحل حتى يتم تحقيق جميع المطالب، الجيش وعد بأنه الضامن الأول و الأخير على تنفيذ جميع الطلبات، لماذا لا تـثـقون؟؟

منذ خمسة أشهر كان البعض ينادي بأن يكون عمر سليمان هو رئيس الجمهورية بدلاً من جمال مبارك، اليوم الكثيرون يرفضون هذا الرجل، لمجرد أن مبارك إختاره نائباً، إذا سألت أحدهم يخبرك فوراً بكلام مكرر و محفوظ أن عمر سليمان من عينة مبارك، لماذا إذاً إخترتموه رئيساً من قبل، ثم أن هذا الرجل لن يمكث في السلطة إلا لموعد الغنتخابات الرئاسية القادمة حتى أن الدستور لن يسمح له بالترشح للرئاسة، أي أنه ذاهب بلا رجع هو الآخر.

منذ يوم 28 يناير و الجميع يرحب بالجيش، الجميع يشيد بدوره في حماية المتظاهرين، الكل يشيد بمواقفه الحيادية، لا يعلم البعض أن الجيش يحمي الدولة، حتى من رئيسها إذا لزم الأمر، وثقنا في رجال القوات المسلحة، لماذا عندما أعلنوا أنهم سيكونوا الضامن على تنفيذ كل كلمة قالها الرئيس في خطاباته الثلاثة سقط جدار الثقة، هل أصبحت لا نثق في من كنا نثق بهم في الأمس، أخشى غداً ألا نثق في أنفسنا، و أن يكون حال الفرد منا هو الشك في كل من حوله.

ثار الشباب، و طالب بمطالب شرعية، تحقق منها الكثير، لم يتبقى سوى حل المجالس الباطلة، القوات المسلحة تضمن ذلك، لماذا لا نعطيها الفرصة؟؟؟

دعونا نفهم بأن مبارك قد رحل، دعونا نثق قليلاً في قواتنا المسلحة.


بقلم م / مصطفى الطبجي

الأنواع الثلاثة


قديمًا كانت مصر الفرعونية أو العثمانلية أو الفاطمية تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أهلاوية، زملكاوية، اسماعلوية، أما اليوم و بعد أن بلغت الثورة مداها، و بدأ عصر جديد من الحرية و الديمقراطية الي معمولة بالخلطة السرية فإن الشعب المصري انقسم إلى أنواع أخرى تمامـًا.

النوع الأول هم الذين يتابعون التلفزيون المصري و ما ينقله من أخبار وردية و حياة بامبـية تؤكد أن شعب كوكب بلوتو يعيشون في إستقرار تام و هدوء مفرط، مفيش مظاهرات غير قلة مندسة، لذلك تجد أصحاب هذا النوع يرحبون ببقاء سيادة الريس فقط حتى موعد الإنتخابات الرئاسية القادمة، أملاً في الإستقرار، طمعاً في الوفاء بوعوده.

النوع الثاني هم الذين يتابعون قناة الجزيرة المشعللة الموهوجة اللي ديما بتهدي النفوس عن طريق نقل كل الأخبار الكارثية و تجاهل أي خبر أو حادث قد يدفع المصريون إلى الأمام، شعارها حالياً (معاً لإسقاط مصر)، لذلك تجد أصحاب هذا النوع يطالبون سيادة الرئيس بالتنحي فوراً و بدون أي تعطيلات و تغيير الدستور و حل المجلسين و تطليق ماما سوزان.

النوع الثالث هم الذي يتابعون القنوات الأوروبية الملهلبة مع مزيج من سيجائر الحشيش و زجاجات البيرة المشبرة، إستفادوا من الغياب الأمني الطويل المدى حتى يحصلوا بسهولة على ما لذ و طاب من مذهبات العقل و مكسرات العظم، لذلك تجد أصحاب هذا النوع يرحبون ببقاء مبارك في رئاسة الدولة بشرط أن يتنحى نهائياً عن أي منصب رسمي.



بقلم م / مصطفى الطبـجي