الاثنين، 1 أغسطس 2011

البيت أبو سبع أدوار


تعودنا أن نرى شخصاً يبني على أرضه الزراعية المطلة على أحد الطرق السريعة، بحجة أن الأرض "مش جايبة همها"، والبيت أبو سبع أدوار اللي هيتاويه هو وأولاده من غدر الزمان، والمخزن اللي تحتيه اللي هيتاويه هو وأولاده من كبسة البوليس!!!، هنا تنتفي المقولة الشهيرة "من حكم في ماله ما ظلم"، ربما هو ماله، لكنه أثـّـر سلبياً على المجتمع... بالمناسبة أنا لست ليبرالياً.

الغريب والذي لم نتعود عليه على الرغم من عجائب وطرائف شوارعنا المصرية بزيادة، أن نرى صاحب هذا البيت أبو سبع أدوار يقيم فرح أحد أولاده في المنطقة الصغيرة - الفسحة- الموجودة أمام المنزل، ولأن المنطقة محدودة بسبب الطريق السريع، و الأشخاص المعزومة مهدودة بسبب الصنف العالي فلا مانع من أن يُـنـصب الصوان على الطريق السريع نفسه!!!

بهذا إنقسم الطريق إلى نصفين، نصف يكفي بالكاد عبور السيارات التي هدّأت من سرعتها إضطرارياً، ونصف دخل ضمن صوان الفرح، وإرقصي يا بنت... نـقـّط يا واد، واللي يحبنا مايضربش نار علشان العروسة بتولد، والعريس لسة واخد براءة... من المحكمة... بضغط من المجلس السُــكري.

الموضوع له علاقة وثيقة بصفة تدعى الثقة، صفة إنتفت من قلوبنا لتختفي من عقولنا وتنتعش في خيالنا، حتى أنه إذا تكلم أحد ما عن الثقة ثم تبعها بكلمة الحكومة أو الدولة أو المجلس فإن أول رد فعل له سيكون عبارة عن مجموعة من الألحان الموسيقية النادرة الصادرة من الأحبال الصوتية، والخياشيم الأنفية، والتي تفوق السيمفونية الناقصة لبيتهوفن.

العجيب أن من فعل تلك الفعلة كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أنها لن تتحرك قيد أنملة، من فعل تلك الفعلة كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أن المسؤول أي كان لن يجازيه، وأن الصوان لن ينهدم على دماغه ودماغ العروسة الحامل، كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أن المسؤول بصفته مسؤولاً ليس مسؤولاً عن شيء بعد اليوم، كان واثقاً في الحكومة، ويعلم أنها في طور النقاهة، وربما في سبات شتوي لم ينتهي بعد، حكومة كهوف يعني.

نعم... لم تعد هناك ثقة في الوعود، ولا في العهود، ولا في التوقعات، ولا في الخطط الخمسية، في آخر زيارة دورية للطبيب نصحني بأكل جميع أنواع الطعام، محمر ومشمر، سخن وبارد، فاكهة وخضار، كل أنواع الطعام مفيدة ماعدا "الأونطة"، هي دوماً ما تسبب تلبك معوي... والعلاج دوماً ما يكون مكلف.


م / مصطفى الطبجي

ثوابت كروية... وجماهير مريبة


تعودت ألا أتكلم في الرياضة، لخمسة أسباب، السبب الأول أنا لست رياضياً معلوماتياً محترفاً، السبب الثاني الرياضة في مصر تفتقر في معظم مراحلها إلى شيء مهم جداً... ألا وهو الرياضة، السبب الثالث المبالغ الخيالية التي نسمعها كأسعار لاعبي كرة القدم والتي تفوق ميزانية إتحادات باقي اللعبات في المحروسة يصيبني دوماً بصداع جزئي، السبب الرابع مش فاكره دلوقتي، السبب الخامس في الرياضة لا يوجد جديد، فريق الأهلي دوماً في مقدمة تصنيف الدوري، وتصريحات الزمالك دوماً في مقدمة صفحات الجرائد 
.
 ما دفعني اليوم إلى الخوض في دهاليز رياضة كرة القدم، أمران لا ثالث لهما، أولاً المباريات إنتقلت من الملاعب إلى صفحات الفيسبوك، ثانياً اللاعبون إنتقلوا من الهجوم إلى الرقص على واحدة ونص، ثالثاُ الجمهور إنتقل من التشجيع إلى رحمة الله تعالى، طبعاً علمتم عن من أتحدث، مبروك عليك يا قارئ يا جميل، إنت فكرت صح، تكسب 100 جيه، أكيد... أكيد... أكيد... أنا أتكلم عن نادي الزمالك 
.
 من الثوابت الكروية التي تربى عليها الأباء و الأجداد والأحفاد أن "الدوري والأهلي إيد واحدة"، لكن ولأن لكل قاعدة شواذ، فإن القاعدة أحياناً تتحول إلى "الدوري والكاس والأهلي إيد واحدة"، ثم تتحول بقدرة قادر إلى "الأهلى والكاس والسوبر والدوري على الزمالك" وعلى المتضرر اللجوء لغرفة خلع الملابس، والحذر من المياة المسكوبة أو من العمل المدفون.

 هذا الموسم كانت الفرصة كبيرة ليحتل الزمالك أول الدوري منذ البداية، ويفوز بالدرع في النهاية، وما بين البداية والنهاية كنا سنرى أكثر المسلسلات الكروية شخلعة وهشتكة و بشتكة، فنادي الفن والهندسة كان يمكنه بكل بساطة حتى إن كان لاعبوه يلعبون برجل واحدة أو مغمي الأعين أن يقوم بعملية تصفية جسدية لحساباته القديمة مع كل نوادي مصر، من شرقها لغربها، وجه قبلي وجه بحري، رايح جاي. 

كما تعود ذلك النادي العريق مع جماهيره العريقة، دائماً وأبداً يطلع بهم سابع سما، ويحطهم فوق أعلى ناطحة سحاب، ثم يرميهم بدم بارد في حفرة عمقها 200 متر، فقط ليتأكد أنهم قد إنتقلوا إلى إذاعة خارجية على الهواء مباشرة، العجيب والمريب في نفس الوقت أن تلك الجماهير لا تتعلم من أخطائها، نفس الكلام يتكرر يوم يوم، لقاء لقاء، قمة قمة، دوري دوري، موسم موسم 
.
إلى هنا ينتهي كلامي، لكن عادة لا ينتهي الكلام، الأمر متروك لكم، كل يكمل باقي المقال بما يراه مناسباً، بما يراه واقعياً، لا أريد أحلام وردية، وتصريحات برسيمية، وتوقعات مرئية، وإجابات نموذجية.


م/ مصطفى الطبجي

شطحات عقلية

هذه الفكرة مقتبسة من (كلمات راقصة) للرائع جلال عامر، و(مواقف) للرائع أنيس منصور... أتمنى أن تكون على المستوى المطلوب

شطحات عقلية
·  إذا رأيت المساجد خالية، إعلم أنه أحدهما قد إنتهى... "شهر" رمضان... أو "شهر" الإمتحانات
·  بعد ثبوت تورط "أمين" شرطة في أحداث التحرير، وكرد فعل سريع للحكومة، تم حبس "أمين" أباظة 15 يوم على ذمة التحقيق
·  بعد الثورات تكون البيروقراطية هي السبيل لدفع "عجلة" التقدم للأمام، الأهم أن تكون "العجلة" منفوخة على 28
·  البعض "أشعل" الثورة من منزله، ثم نزل إلى التحرير، والبعض الآخر "إشترك" في الثورة من منزله، ثم نام على السرير
·  الكل يسأل هي مصر رايحة على فين؟ وهذا يدل على تقصير وزارة الداخلية، فلا توجد علامات مرورية إرشادية واضحة
·  وزير الداخلية يؤكد أن رجال العادلي لا يديرون الوزارة، وهو محق 100%، هم يتلاعبون بها... وبنا
·  حتى تريح الحكومة نفسها، يمكنها وضع عبوات متفجرة على خط الغاز، تنفجر تلقائياً بعد أي قرار خاطئ، وأهي تيجي منها أحسن ما تيجي من غيرها
·  أكبر إنجازات الدكتور عصام شرف حتى الآن، دخوله موسوعة جينز، وتوصيله الفول للعالمبة
·  المجلس العسكري يوافق على إعدام مبارك، لكنه يشترط عدم وفاته بعد تنفيذ الحكم
·   الكل ينادي الشعب و الجيش "إيـد" واحدة، الكل نسى أن "إيـد" لوحدها ماتصقفش، بتطرقع بس
·  دوماً ما يرشح الإسماعيلي لاعباً، ليتفاوض معه الزمالك، ليتعاقد معه الأهلي، ليأخذ به الدوري
·  أحمد حسن في الزمالك!!!... إذا كان الخبر صحيحاً فهو خبر مضحك، وإذا لم يكن صحيحاً... فهو خبر مضحك أيضاً
·  لماذا تصدر الأحكام بمنتهى السرعة على هؤلاء الهاربين خارج البلاد، والعكس صحيح
·  بعد الإفراج عن الظباط بالسويس، تأكد للجميع أن شهداء ميدان التحرير هم من قتلوا شهداء ميدان الأربعين

السبت، 2 يوليو 2011

موووود يا حماااار


فشل النظام السابق في توفير أي منتجات محلية يمكنها أن تنافس بضراوة في الأسواق العالمية، فأصبحنا دولة تمتلك الكثير من المواد الخام، والعوامل الملائمة، والأرض الخصبة، والأيدي العاملة الماهرة، لكنها مع ذلك تستورد القطن من دول لا توجد بها أرض زراعية، والكبريت من دول لا يوجد بها أشجار، وسجاجيد الصلاة من دولة لا يوجد بها مسلمون!!!

السلعة الوحيدة التي نجح النظام السابق في صنعها لكنه فشل كالعادة في تسويقها وتصديرها للخارج هي البلطجة، البلطجة... صناعة محلية بعقول مصرية وخبرة عصرية، البلطجة... تأتيك حيثما كنت، البلطجة... لكل مواطن وكل مواطنة، البلطجة... ليه تنضرب مرة لما ممكن تتغز مرتين، البطجة... من أجلك أنت.

سلعة ممكن نقول إنها رطرطت في السوق، تنزل العتبة تلاقيها على الرصيف، تدخل على الموسكي تلاقيها في وشك، تهاجر من القاهرة خالص وتنزل على أقاليم الوجه البحري تتكعبل فيها طول ما إنت ماشي، تعدي القناة وخط بارليف المنيع تتخبط فيها بعد إتنين تلاتة كيلو، تهرب من سيناء بدون غطاء جوي وعينك على وجه قبلي يطلعولك من بين غيطان القصب.

 المشكلة أن هذه البضاعة المحلية أصبحت فاسدة، أو أنها في الأساس فاسدة، رغم أنها لم تخزن في السجون لفترات طويلة، أو أنها لم تخزن نهائياً، بل كانت تـنـتـج وتـضخ في الأسواق مباشرة، لكن يبدو والله أعلم أن المواد الخام المستخدمة كانت منتهية الصلاحية، أو أن الحكومة -السابقة طبعاً... هِي هِي هِي هِي هِي هِي هِي- إستخدمت مواد خـام منـتـقاة بعناية، مواد خام غير صالحة للإستهلاك الآدمي.

فيما قبل الثورة كان مرشحي الحزب الشرير يوزعون البلطجة على منافسيهم في أي إنتخابات من باب إن النبي قـَــبــِـل الهدية، أي أنه كان معروفاً فيما تستخدم، ومن يستخدمها، أما الآن، تستخدم البلطجة لكسر الشعور بالأمان في ظل غياب الباذنجان، ولزعزعة الإستقرار في ظل إنسحاب الخيار، والقضاء على الثوار المسالمين في ظل بيانات زي الياسمين، لكنه حتى الآن لم يتم معرفة من الموزع الخفي ومن المورد المسؤول عن إنتشار ظاهرة البلطجة.

رغم القبض على العديد من أصحاب مهنة البلطجة، والحكم عليهم بعشر سنوات، إلا أنهم -المحكوم عليهم- بدو سعداء للغاية، فكل منهم عند دخوله السجن سيقابل إما أخاه أو أباه أو صديقه الصدوق ولو كان من إياهم... يبقى هيقابل الحِـتــّة بتاعته، يعني مزاجه حلو، أكل ببلاش، ونومة ببلاش، ولبس ببلاش، و.... ببلاش، يعني بقى في المووود!!! ولا في دماغه سجن، ولا في دماغه عقاب.


م / مصطفى الطبجي