تعودنا أن نرى شخصاً يبني على أرضه الزراعية المطلة على أحد الطرق السريعة، بحجة أن الأرض "مش جايبة همها"، والبيت أبو سبع أدوار اللي هيتاويه هو وأولاده من غدر الزمان، والمخزن اللي تحتيه اللي هيتاويه هو وأولاده من كبسة البوليس!!!، هنا تنتفي المقولة الشهيرة "من حكم في ماله ما ظلم"، ربما هو ماله، لكنه أثـّـر سلبياً على المجتمع... بالمناسبة أنا لست ليبرالياً.
الغريب والذي لم نتعود عليه على الرغم من عجائب وطرائف شوارعنا المصرية بزيادة، أن نرى صاحب هذا البيت أبو سبع أدوار يقيم فرح أحد أولاده في المنطقة الصغيرة - الفسحة- الموجودة أمام المنزل، ولأن المنطقة محدودة بسبب الطريق السريع، و الأشخاص المعزومة مهدودة بسبب الصنف العالي فلا مانع من أن يُـنـصب الصوان على الطريق السريع نفسه!!!
بهذا إنقسم الطريق إلى نصفين، نصف يكفي بالكاد عبور السيارات التي هدّأت من سرعتها إضطرارياً، ونصف دخل ضمن صوان الفرح، وإرقصي يا بنت... نـقـّط يا واد، واللي يحبنا مايضربش نار علشان العروسة بتولد، والعريس لسة واخد براءة... من المحكمة... بضغط من المجلس السُــكري.
الموضوع له علاقة وثيقة بصفة تدعى الثقة، صفة إنتفت من قلوبنا لتختفي من عقولنا وتنتعش في خيالنا، حتى أنه إذا تكلم أحد ما عن الثقة ثم تبعها بكلمة الحكومة أو الدولة أو المجلس فإن أول رد فعل له سيكون عبارة عن مجموعة من الألحان الموسيقية النادرة الصادرة من الأحبال الصوتية، والخياشيم الأنفية، والتي تفوق السيمفونية الناقصة لبيتهوفن.
العجيب أن من فعل تلك الفعلة كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أنها لن تتحرك قيد أنملة، من فعل تلك الفعلة كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أن المسؤول أي كان لن يجازيه، وأن الصوان لن ينهدم على دماغه ودماغ العروسة الحامل، كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أن المسؤول بصفته مسؤولاً ليس مسؤولاً عن شيء بعد اليوم، كان واثقاً في الحكومة، ويعلم أنها في طور النقاهة، وربما في سبات شتوي لم ينتهي بعد، حكومة كهوف يعني.
نعم... لم تعد هناك ثقة في الوعود، ولا في العهود، ولا في التوقعات، ولا في الخطط الخمسية، في آخر زيارة دورية للطبيب نصحني بأكل جميع أنواع الطعام، محمر ومشمر، سخن وبارد، فاكهة وخضار، كل أنواع الطعام مفيدة ماعدا "الأونطة"، هي دوماً ما تسبب تلبك معوي... والعلاج دوماً ما يكون مكلف.
م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق