الأحد، 28 نوفمبر 2010

زواج غيـر شرعي

دائـماً ما تـحقـق الأفـلام الأمريـكيـة بـإخـتـلاف أنواعها ( رومانسي - أكشن - رعب - خيالي - إثارة ) أعلى الإيرادات في جميع دور العرض المبعثرة هنا و هناك بأنحاء العالم، و لعـل السبـب معـروف فجودة التصوير و روعة الأفكار و قوة الحوار و خبرة الإخراج و تكلفة الإنتاج هي عوامل أساسية لنجاح أي فيلم مهما إختلفت جنـسيـتـه، و الأفلام الأمريكية متمكنة في هذا المجال، خاصة الأفلام الخيالية التي تدور أحداثها في عالم وهمي يعيش أبطاله بطريـقة خيالية، و لكنها مع ذلك كله تظهر في النهاية للمشاهد بصورة يمكن تـقبـلها بل و الإعتقاد أن ما يراه حقيقي.
على النقيـض و في الناحية الأخرى من العالم سنجـد أن الأفـلام الهنـدية خـاصة القديمة منها كانت تمتلئ بالكثيـر و الكثيـر من الإفتكاسات و الإشتغالات التي لا يصدقها عـقـل و لا يـتـقبـلها منطق، كانت لديهم بعض الأفكار المزركشة المنـتـفخـة المجنـونة لكنها كانت تـنـفذ بطريـقة العجيـن الفلاحي، كله على كله، و سيـبها تـخمـر، و كل حاجة هـتبـقى تمام، فحتى الآن لازت أتذكر مشهد ذلك البطل الأسطـوري الذي هـرب من عـربـة التـرحيلات و دمر وحده أكثر من نصف سيارات البلد بل و أنهى هروبه العظيم بأن " زحلق " الحصان من أسفل السيارة النقل.
السؤال هنا ماذا لو قدر لتـلك المدرستان المختـلفتان عقلياً و مادياً و نفسياً و معنوياً أن يـلتـقـيا؟ و لأن النفس عزيزة و الشيطان إبن كلب متـشرد، فـكل منهما رفض أن يذهب للآخـر، لذلك كان الإتـفاق على اللقاء على أرض محايـدة، و الأرض المحايدة هنا لا يجوز أن تكون سويـسـرا لأنه تذكرة الذهاب و العودة غالية الثمن، كانت الأرض المحايدة هي مصر، و من هنا نشأت الأفلام المصرية.
عندما يتزوج ذكر الحمار مع أنثى الحصان فالناتج هو مخلوق تعس إسمه ( البغـل )، سبب تعاسته أنه لن يرى أولاده أبداً، فهو حيوان عـقيـم، و هذا تماماً ماحدث عندما تـزاوجت الأفلام الهندية مع الأمريكية، نتج عن هذا الزواج الغير متكافئ أفلام مصرية غير قادرة على النضوج، غير قادرة على الوصول إلى العالمية و كأننا معزولون تماماً، صحيـح أن بعض الأفلام الحالية قفزت من ( جـزيـرة ) العزلة و تركت بعض البصمات، إلا أن الغالبـيـة العظمى تشبه ( الكتكوت ) المبلول، تموت بمجرد ولادتها.


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق