الاثنين، 1 أغسطس 2011

الإستحقار والإستحمار


دون مقدمات وجدته يقول لي بعد حوار ونقاش دام لمدة نصف ساعة "على فكرة يا أستاذ مصطفى... حضرتك منافق جداً"، أعجبتني العبارة وظللت لفترة طويلة هادي الطباع ولم تنقصني سوى تلك الإبتسامة الصفراء التي ألقيها في وجه من هم على شاكلته، ربما لأنه رغم الهجوم مازال يتحدث بطريقة محترمة للغاية، لا أدري لماذا تخيلت أنه يقول لي "بعد إذنك يا فندم ممكن أشتمك وأبهدلك وأطلع عينك؟؟"... إحترام إحترام يعني.

في أول حواري مع هذا الشخص الإرجواني الفكر كنت أعتقده من (العارفين) ببواطن الأمور ربما لأنه واحد مسؤول، لكن في منتصف الحوار علمت أنه من (العازفين) عن إدراك معاني الكلام ربما لأنه كان واقف مزنوق، وفي النهاية تأكدت أنه من (العازفين) على واحدة ونص لأنه كان واقف مش على بعضه، وإرقصي يا جارية طبل يا سيدي.

السبب في كلامه هذا أنه يجدني يوماً أهاجم الإخوان، ويوماً أهاجم السلفيين، ويوماً أهاجم الليبراليين، ويوماً أهاجم المجلس العسكري، ويوماً أهاجم الحركات الشبابية، ويوماً أهاجم حزب الكنبة، ويوماً أهاجم الحكومة،  ويوماً... قاطعت كلامه العجيب الفسفوري المعنى لا لشيء، بل لأني كأي موظف حكومي أصيل أحتاج إلى يوم راحة في الأسبوع، وربما يومان، ده غير التزويغ، وما ذكره يتطلب جهد لسبعة أيام كاملة.

أسوء ما يمكن أن نقابله الآن هم هؤلاء الأشخاص الذين يصرون على أنهم هم فقط من يعلمون الحقيقة، ومن يتصرفون بطريقة صحيحة، ومن يفكرون بأسلوب منظم، الكارثة الأكبر عندما يتولى هؤلاء مناصب قيادية، ستضاف لكل تلك الصفات صفة أخرى ألا وهي الإصرار على أنهم أذكى من الجميع، وهنا تبدأ عملية متبادلة بين الطرفين، الطرف الأول -المسؤول- سيبدأ في (إستحقار) كل من هم دونه، والطرف الثاني -المواطن- سيبدأ في (إستحمار) كل من هو مسؤول، النتيجة سقوط البلاد من الدور العشرين وتقييد الجريمة على أنها إنتحار مع سبق الإفطار والترصد.

لماذا الإصرار على التقسيم؟؟ هل لابد أن أكون منتمياً إلى حزب أو حركة أو فكر أو إئتلاف ما حتى يحق لي الكلام في السياسة، أو حتى في البطيخ اللي من غير بذر، ألا يكفي أنه على ظهر الرقم القومي مكتوب أنني مصري!!!، أم يجب كتابة مصري وبين قوسين يتم تحديد إسم البزرميط اللي أنا منتمي ليه؟؟ على ما يبدوا إنها آفة الكثيرون منا، إختزال معنى الديمقراطية في محاولة إقناع الطرف الآخر بالرأي الخاص بنا مع الإصرار أنه الرأي الصحيح... على حسب ما نتوهم.


.


م / مصطفى الطبجي

يا ريت تفهمي بقى يا حكومة

علـّمنا "فس يلوف" الجيل الأستاذ لمبي أفندي كعب الغزال أن "الكارنيه غلب الجنيه"، وهنا كان يقصد أن كارنيه الحزب الوطني المخلوع - قصدي المنحل - يمكنه أن يفتح لك كل الأبواب المغلقة المتربسة بدلاً من دفع الرشاوي وخسارة فلوسك يمين وشمال، على اللي مايسواش واللي مايسواش.

الآن وبعد تطورات أحداث مابعد الثورة، تغير الوضع، الآن "الكارنيه غلب الكارنيه"، بمعنى أن من معه كارنيه جماعة الإخوان المسلمين اللي كانت محظورة - سبحان مغير الأحوال - أصبح في مركز القوة، صحيح أن فكر الرشاوي غير متوافر لدى المنتمين للجماعة التي أصبحت حزباً، أو على الأقل (معظمهم) يحكم ضميره ودينه في تعاملاته، لكن الأكيد أن أصحاب كارنيهات الحزب الوطني المتنيل على عينه أًصبحوا يمشون جنب الحيط، وظل حيطة ولا ظل حزب.

الوحيدون الذين سقطوا من غزوة الكارنيهات هم أصحاب الإئتلافات، عندنا بسم الله ماشاء الله 170 إئتلاف شبابي، يعني العدد في الليمون، وإن كنت لا أعلم هل هم إئتلافات أم إختلافات، فالمفترض أن أهدافهم واحدة، لذلك كان من الأدعى عدم تكوين هذا العدد المهول، لكن يبدو أن إختلاف الطلبات أدى إلى تعدد الإئتلافات، أو ربما هو... حب الظهور، المهم في الموضوع أن كل أعضاء هذه الإئتلافات ليس معهم كارنيهات... عاوزين كارنيهات لهم بسرعة يا حكومة.

لماذا أنادي بعمل كارنيه مزركش لكل إئتلاف؟؟، حتى نعلم بالتحديد هو مين تبع مين؟؟ ومنين يودي لفين؟؟ وإمتى كان إمبارح ولا أول إمبارح؟؟ لنعلم بالتحديد هل الذين أغلقوا مجمع التحرير من شباب 25 يناير، أم من شباب بير السلم، بعد الإغلاق أعلنت مجموعة من الشباب أن من يغلقون المجمع ليسوا من ضمن من خرجوا يوم 25 يناير، بل إنهم مجوعة إندست وسطهم، سؤال رفيع فارض نفسه، هو أي واحد فينا يقدر يعرف مين اللي كان في الميدان أيام الثورة، دول كانوا كام مليون نسمة يا عم الحاج؟؟؟، يعني محدش يقدر يعرف كل اللي كانوا موجودين واحد واحد، فرد فرد، شخص شخص، إسم إسم، كيف لي أن أؤكد أن من يغلق المجمع الآن لم
يكن معي يوم25 يناير وحتى 11فبراير؟؟؟

الموضوع إذاً يحتاج تقنين، تقنين غصب عن الطخين، واللي عامل فيها تنين، والتقنين يحتاج إلى حزم، وهذا ما تفتقده حكومة تسيير الأعمال ونفخ عجلة الإنتاج، بل كانت على العكس تماماً، حكومة تبليط في الخط... أو تبليط الرخام، أيهما أصح لا أدري، كانت حكومة ظريفة لطيفة خفيفة "شريفة"، أينعم لايوجد بها فساد مالي على حد علمي، لكن يوجد بها الكثير من الفكر المبارك السابق، ذلك الفكر الذي أثبت عقمه في مواجهة شعب لا يمر يوم إلا وينجب بطلاً يعلم معنى الشهادة.

وقد يكون هذا ما حاول المجلس العسكري إظاهره، حاول إظهار الكثير من الحزم والقوة في مواجهة من يريد تخريب مصالح البلاد وسرق عجلة الإنتاج، ذلك الحزم الذي تمثل في إصبع اللواء الفنجري، لكنه في الخطاب الذي بدى فيه عصبياً بطريقة واضحة لم يحدد إلى من يوجه كلامه، هل كان يتحدث إلى من يريدون غلق القناة وغلق المجمع، أم من يريدون تحقيق مطالب الثورة بطريقة سلمية، وهذا ما جعل الكثيرون يفقدون معزة هذا الرجل، بالمناسبة... تنطق معـزّة بتشديد حرف الزين، وليس مِـعزة بكسر حرف الميم.

إلا أنه في الحقيقة كان لابد من بعض الحسم، حتى وإن كان بصورة خاطئة، إلا أنه كان مطلوباً، العجيب أن الجميع كان يشتكي من تراخي الحكومة، الجميع كان يريدها أكثر شراسة في مواجهة الأحداث، لكن بشرط ألا تكون ظالمة، وعندما جاءت الشراسة الغير ظالمة من المجلس إنتقدها الجميع!!! يبدو أن عقدة الخواجة عادت للظهور، أتمنى من المجلس الموقر إستعارة شراسة توم كروز في سلسلة أفلامه "المهمة المستحيلة"، أو النظرات الثاقبة للمصارع الملقب بالصخرة في مبارياته في راسلمينيا.

صحيح بالمناسبة... هو ميدان التحرير إيجار ولا تمليك؟؟ أنا أتعجب كثيراً من أن البعض أصبح يقرر من له حق دخول الميدان، طبعاً أنا لا أتكلم عن الفلول أي كان شكلهم ووظيفتهم ومصدر رزقهم، هؤلاء يجب أن يمنعوا من دخول الحـمّام نفسه كنوع من أنواع العقاب، بل أتكلم عن المراسلين من القنوات المختلفة، أتكلم عن بعض الشخصيات العامة، أيضاً لا أتكلم عن تلك الشخصيات مثل "تمورة" التي ليس لها مبادئ أو فكر أو حتى مهلبية، تلك الشخصيات التي تعمل بمبدأ معاهم معاهم عليهم عليهم، تلك الشخصيات التي تريد ركوب الموجة، لكنها لا تعرف أبسط أساسيات العوم، وعلمني العوم والنبي يا إئتلاف.

أنا أتحدث عن من يشهد لهم بمعاداة النظام السابق، إلا أنه يختلف في الرأي مع البعض، أي أنه مؤيد للطلبات، ومعاه كارنيه الثورة، وإنضرب كام عيار مطاطي، وشم شوية غاز مسيل عمله حموضة على صدره، إلا أنه مع ذلك يرفض فكرة الإعتصام، هذا حقه، كيف لي أنه أمنعه من دخول الميدان لمجرد أنه مختلف معي في الرأي؟؟؟

الآن وبعد أن كنا منقسمين إلى ثورجية وفلول، بعد أن كنا منقسمين إلى تحرير ومصطفى محمود، أصبحنا منقمسين إلى معارض ومؤيد وفلول، أصبحنا منقسمين إلى تحرير وروكسي ومصطفى محمود، ويا عالم أنهي ميدان عليه الدور، والدور الدور الدور الدور موعودة يا اللي عليك الدور.

السؤال الذي يطرح نفسه، راح فين شعار "الجيش والشعب إيد واحدة"؟؟ تقريباً راح يجيب أومو علشان ينظف الوزارة، سؤال تاني بيطرح نفسه، لماذا دوماً ينجح الفلول في ما يخططون له؟؟ هل هو غباء منا في التعامل مع الأزمات، أم دهاء منهم في إدارة الأزمات، أم كما قال أحد أصدقائي... غباء منهم!!!

الطلبات كلها طلبات مشروعة، ويمكن تحقيقها في خلال أيام، لن تحتاج إلى ميزانية، أو خطة، أو تفكير، شيل ده من ده يرتاح ده عن ده، أشخاص يجب إقالتهم من منصبهم، والبدائل متاحة، بالإسم و السن و العنوان، قرارات يجب أن تتخذ، والنتائج جيدة، بالورقة والقلم وتوفيق مع عند ربنا، يا ريت بقى تفهمي يا حكومة‘ ياريت تفهمي يا حكومة إن حاسة السمع عندنا إنتقلت إلى الرفيق الأعلى، والتشاور والحوار إنتقلا إلى تحت السرير، نريد أفعال لا أقوال ووعود خلابة، بمعنى تاني "شِـعبي"، نريد أن نرى تغيير على أرض الواقع، مش تغيير في درج المكتب.




م / مصطفى الطبجي

البيت أبو سبع أدوار


تعودنا أن نرى شخصاً يبني على أرضه الزراعية المطلة على أحد الطرق السريعة، بحجة أن الأرض "مش جايبة همها"، والبيت أبو سبع أدوار اللي هيتاويه هو وأولاده من غدر الزمان، والمخزن اللي تحتيه اللي هيتاويه هو وأولاده من كبسة البوليس!!!، هنا تنتفي المقولة الشهيرة "من حكم في ماله ما ظلم"، ربما هو ماله، لكنه أثـّـر سلبياً على المجتمع... بالمناسبة أنا لست ليبرالياً.

الغريب والذي لم نتعود عليه على الرغم من عجائب وطرائف شوارعنا المصرية بزيادة، أن نرى صاحب هذا البيت أبو سبع أدوار يقيم فرح أحد أولاده في المنطقة الصغيرة - الفسحة- الموجودة أمام المنزل، ولأن المنطقة محدودة بسبب الطريق السريع، و الأشخاص المعزومة مهدودة بسبب الصنف العالي فلا مانع من أن يُـنـصب الصوان على الطريق السريع نفسه!!!

بهذا إنقسم الطريق إلى نصفين، نصف يكفي بالكاد عبور السيارات التي هدّأت من سرعتها إضطرارياً، ونصف دخل ضمن صوان الفرح، وإرقصي يا بنت... نـقـّط يا واد، واللي يحبنا مايضربش نار علشان العروسة بتولد، والعريس لسة واخد براءة... من المحكمة... بضغط من المجلس السُــكري.

الموضوع له علاقة وثيقة بصفة تدعى الثقة، صفة إنتفت من قلوبنا لتختفي من عقولنا وتنتعش في خيالنا، حتى أنه إذا تكلم أحد ما عن الثقة ثم تبعها بكلمة الحكومة أو الدولة أو المجلس فإن أول رد فعل له سيكون عبارة عن مجموعة من الألحان الموسيقية النادرة الصادرة من الأحبال الصوتية، والخياشيم الأنفية، والتي تفوق السيمفونية الناقصة لبيتهوفن.

العجيب أن من فعل تلك الفعلة كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أنها لن تتحرك قيد أنملة، من فعل تلك الفعلة كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أن المسؤول أي كان لن يجازيه، وأن الصوان لن ينهدم على دماغه ودماغ العروسة الحامل، كان واثقاً في الحكومة، كان واثقاً أن المسؤول بصفته مسؤولاً ليس مسؤولاً عن شيء بعد اليوم، كان واثقاً في الحكومة، ويعلم أنها في طور النقاهة، وربما في سبات شتوي لم ينتهي بعد، حكومة كهوف يعني.

نعم... لم تعد هناك ثقة في الوعود، ولا في العهود، ولا في التوقعات، ولا في الخطط الخمسية، في آخر زيارة دورية للطبيب نصحني بأكل جميع أنواع الطعام، محمر ومشمر، سخن وبارد، فاكهة وخضار، كل أنواع الطعام مفيدة ماعدا "الأونطة"، هي دوماً ما تسبب تلبك معوي... والعلاج دوماً ما يكون مكلف.


م / مصطفى الطبجي

ثوابت كروية... وجماهير مريبة


تعودت ألا أتكلم في الرياضة، لخمسة أسباب، السبب الأول أنا لست رياضياً معلوماتياً محترفاً، السبب الثاني الرياضة في مصر تفتقر في معظم مراحلها إلى شيء مهم جداً... ألا وهو الرياضة، السبب الثالث المبالغ الخيالية التي نسمعها كأسعار لاعبي كرة القدم والتي تفوق ميزانية إتحادات باقي اللعبات في المحروسة يصيبني دوماً بصداع جزئي، السبب الرابع مش فاكره دلوقتي، السبب الخامس في الرياضة لا يوجد جديد، فريق الأهلي دوماً في مقدمة تصنيف الدوري، وتصريحات الزمالك دوماً في مقدمة صفحات الجرائد 
.
 ما دفعني اليوم إلى الخوض في دهاليز رياضة كرة القدم، أمران لا ثالث لهما، أولاً المباريات إنتقلت من الملاعب إلى صفحات الفيسبوك، ثانياً اللاعبون إنتقلوا من الهجوم إلى الرقص على واحدة ونص، ثالثاُ الجمهور إنتقل من التشجيع إلى رحمة الله تعالى، طبعاً علمتم عن من أتحدث، مبروك عليك يا قارئ يا جميل، إنت فكرت صح، تكسب 100 جيه، أكيد... أكيد... أكيد... أنا أتكلم عن نادي الزمالك 
.
 من الثوابت الكروية التي تربى عليها الأباء و الأجداد والأحفاد أن "الدوري والأهلي إيد واحدة"، لكن ولأن لكل قاعدة شواذ، فإن القاعدة أحياناً تتحول إلى "الدوري والكاس والأهلي إيد واحدة"، ثم تتحول بقدرة قادر إلى "الأهلى والكاس والسوبر والدوري على الزمالك" وعلى المتضرر اللجوء لغرفة خلع الملابس، والحذر من المياة المسكوبة أو من العمل المدفون.

 هذا الموسم كانت الفرصة كبيرة ليحتل الزمالك أول الدوري منذ البداية، ويفوز بالدرع في النهاية، وما بين البداية والنهاية كنا سنرى أكثر المسلسلات الكروية شخلعة وهشتكة و بشتكة، فنادي الفن والهندسة كان يمكنه بكل بساطة حتى إن كان لاعبوه يلعبون برجل واحدة أو مغمي الأعين أن يقوم بعملية تصفية جسدية لحساباته القديمة مع كل نوادي مصر، من شرقها لغربها، وجه قبلي وجه بحري، رايح جاي. 

كما تعود ذلك النادي العريق مع جماهيره العريقة، دائماً وأبداً يطلع بهم سابع سما، ويحطهم فوق أعلى ناطحة سحاب، ثم يرميهم بدم بارد في حفرة عمقها 200 متر، فقط ليتأكد أنهم قد إنتقلوا إلى إذاعة خارجية على الهواء مباشرة، العجيب والمريب في نفس الوقت أن تلك الجماهير لا تتعلم من أخطائها، نفس الكلام يتكرر يوم يوم، لقاء لقاء، قمة قمة، دوري دوري، موسم موسم 
.
إلى هنا ينتهي كلامي، لكن عادة لا ينتهي الكلام، الأمر متروك لكم، كل يكمل باقي المقال بما يراه مناسباً، بما يراه واقعياً، لا أريد أحلام وردية، وتصريحات برسيمية، وتوقعات مرئية، وإجابات نموذجية.


م/ مصطفى الطبجي