الاثنين، 1 أغسطس 2011

يا ريت تفهمي بقى يا حكومة

علـّمنا "فس يلوف" الجيل الأستاذ لمبي أفندي كعب الغزال أن "الكارنيه غلب الجنيه"، وهنا كان يقصد أن كارنيه الحزب الوطني المخلوع - قصدي المنحل - يمكنه أن يفتح لك كل الأبواب المغلقة المتربسة بدلاً من دفع الرشاوي وخسارة فلوسك يمين وشمال، على اللي مايسواش واللي مايسواش.

الآن وبعد تطورات أحداث مابعد الثورة، تغير الوضع، الآن "الكارنيه غلب الكارنيه"، بمعنى أن من معه كارنيه جماعة الإخوان المسلمين اللي كانت محظورة - سبحان مغير الأحوال - أصبح في مركز القوة، صحيح أن فكر الرشاوي غير متوافر لدى المنتمين للجماعة التي أصبحت حزباً، أو على الأقل (معظمهم) يحكم ضميره ودينه في تعاملاته، لكن الأكيد أن أصحاب كارنيهات الحزب الوطني المتنيل على عينه أًصبحوا يمشون جنب الحيط، وظل حيطة ولا ظل حزب.

الوحيدون الذين سقطوا من غزوة الكارنيهات هم أصحاب الإئتلافات، عندنا بسم الله ماشاء الله 170 إئتلاف شبابي، يعني العدد في الليمون، وإن كنت لا أعلم هل هم إئتلافات أم إختلافات، فالمفترض أن أهدافهم واحدة، لذلك كان من الأدعى عدم تكوين هذا العدد المهول، لكن يبدو أن إختلاف الطلبات أدى إلى تعدد الإئتلافات، أو ربما هو... حب الظهور، المهم في الموضوع أن كل أعضاء هذه الإئتلافات ليس معهم كارنيهات... عاوزين كارنيهات لهم بسرعة يا حكومة.

لماذا أنادي بعمل كارنيه مزركش لكل إئتلاف؟؟، حتى نعلم بالتحديد هو مين تبع مين؟؟ ومنين يودي لفين؟؟ وإمتى كان إمبارح ولا أول إمبارح؟؟ لنعلم بالتحديد هل الذين أغلقوا مجمع التحرير من شباب 25 يناير، أم من شباب بير السلم، بعد الإغلاق أعلنت مجموعة من الشباب أن من يغلقون المجمع ليسوا من ضمن من خرجوا يوم 25 يناير، بل إنهم مجوعة إندست وسطهم، سؤال رفيع فارض نفسه، هو أي واحد فينا يقدر يعرف مين اللي كان في الميدان أيام الثورة، دول كانوا كام مليون نسمة يا عم الحاج؟؟؟، يعني محدش يقدر يعرف كل اللي كانوا موجودين واحد واحد، فرد فرد، شخص شخص، إسم إسم، كيف لي أن أؤكد أن من يغلق المجمع الآن لم
يكن معي يوم25 يناير وحتى 11فبراير؟؟؟

الموضوع إذاً يحتاج تقنين، تقنين غصب عن الطخين، واللي عامل فيها تنين، والتقنين يحتاج إلى حزم، وهذا ما تفتقده حكومة تسيير الأعمال ونفخ عجلة الإنتاج، بل كانت على العكس تماماً، حكومة تبليط في الخط... أو تبليط الرخام، أيهما أصح لا أدري، كانت حكومة ظريفة لطيفة خفيفة "شريفة"، أينعم لايوجد بها فساد مالي على حد علمي، لكن يوجد بها الكثير من الفكر المبارك السابق، ذلك الفكر الذي أثبت عقمه في مواجهة شعب لا يمر يوم إلا وينجب بطلاً يعلم معنى الشهادة.

وقد يكون هذا ما حاول المجلس العسكري إظاهره، حاول إظهار الكثير من الحزم والقوة في مواجهة من يريد تخريب مصالح البلاد وسرق عجلة الإنتاج، ذلك الحزم الذي تمثل في إصبع اللواء الفنجري، لكنه في الخطاب الذي بدى فيه عصبياً بطريقة واضحة لم يحدد إلى من يوجه كلامه، هل كان يتحدث إلى من يريدون غلق القناة وغلق المجمع، أم من يريدون تحقيق مطالب الثورة بطريقة سلمية، وهذا ما جعل الكثيرون يفقدون معزة هذا الرجل، بالمناسبة... تنطق معـزّة بتشديد حرف الزين، وليس مِـعزة بكسر حرف الميم.

إلا أنه في الحقيقة كان لابد من بعض الحسم، حتى وإن كان بصورة خاطئة، إلا أنه كان مطلوباً، العجيب أن الجميع كان يشتكي من تراخي الحكومة، الجميع كان يريدها أكثر شراسة في مواجهة الأحداث، لكن بشرط ألا تكون ظالمة، وعندما جاءت الشراسة الغير ظالمة من المجلس إنتقدها الجميع!!! يبدو أن عقدة الخواجة عادت للظهور، أتمنى من المجلس الموقر إستعارة شراسة توم كروز في سلسلة أفلامه "المهمة المستحيلة"، أو النظرات الثاقبة للمصارع الملقب بالصخرة في مبارياته في راسلمينيا.

صحيح بالمناسبة... هو ميدان التحرير إيجار ولا تمليك؟؟ أنا أتعجب كثيراً من أن البعض أصبح يقرر من له حق دخول الميدان، طبعاً أنا لا أتكلم عن الفلول أي كان شكلهم ووظيفتهم ومصدر رزقهم، هؤلاء يجب أن يمنعوا من دخول الحـمّام نفسه كنوع من أنواع العقاب، بل أتكلم عن المراسلين من القنوات المختلفة، أتكلم عن بعض الشخصيات العامة، أيضاً لا أتكلم عن تلك الشخصيات مثل "تمورة" التي ليس لها مبادئ أو فكر أو حتى مهلبية، تلك الشخصيات التي تعمل بمبدأ معاهم معاهم عليهم عليهم، تلك الشخصيات التي تريد ركوب الموجة، لكنها لا تعرف أبسط أساسيات العوم، وعلمني العوم والنبي يا إئتلاف.

أنا أتحدث عن من يشهد لهم بمعاداة النظام السابق، إلا أنه يختلف في الرأي مع البعض، أي أنه مؤيد للطلبات، ومعاه كارنيه الثورة، وإنضرب كام عيار مطاطي، وشم شوية غاز مسيل عمله حموضة على صدره، إلا أنه مع ذلك يرفض فكرة الإعتصام، هذا حقه، كيف لي أنه أمنعه من دخول الميدان لمجرد أنه مختلف معي في الرأي؟؟؟

الآن وبعد أن كنا منقسمين إلى ثورجية وفلول، بعد أن كنا منقسمين إلى تحرير ومصطفى محمود، أصبحنا منقمسين إلى معارض ومؤيد وفلول، أصبحنا منقسمين إلى تحرير وروكسي ومصطفى محمود، ويا عالم أنهي ميدان عليه الدور، والدور الدور الدور الدور موعودة يا اللي عليك الدور.

السؤال الذي يطرح نفسه، راح فين شعار "الجيش والشعب إيد واحدة"؟؟ تقريباً راح يجيب أومو علشان ينظف الوزارة، سؤال تاني بيطرح نفسه، لماذا دوماً ينجح الفلول في ما يخططون له؟؟ هل هو غباء منا في التعامل مع الأزمات، أم دهاء منهم في إدارة الأزمات، أم كما قال أحد أصدقائي... غباء منهم!!!

الطلبات كلها طلبات مشروعة، ويمكن تحقيقها في خلال أيام، لن تحتاج إلى ميزانية، أو خطة، أو تفكير، شيل ده من ده يرتاح ده عن ده، أشخاص يجب إقالتهم من منصبهم، والبدائل متاحة، بالإسم و السن و العنوان، قرارات يجب أن تتخذ، والنتائج جيدة، بالورقة والقلم وتوفيق مع عند ربنا، يا ريت بقى تفهمي يا حكومة‘ ياريت تفهمي يا حكومة إن حاسة السمع عندنا إنتقلت إلى الرفيق الأعلى، والتشاور والحوار إنتقلا إلى تحت السرير، نريد أفعال لا أقوال ووعود خلابة، بمعنى تاني "شِـعبي"، نريد أن نرى تغيير على أرض الواقع، مش تغيير في درج المكتب.




م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق