من منا يهتم بإحصائيات قطاع الرعاية العلاجية و العاجلة بوزارة الصحة أو بإحصائيات إدارة بحوث وحدات المرور بوزارة الداخلية؟ أو من منا فكر في أن يقراءها و لو لمرة واحدة؟ أعتقد أنها فئة قليلة جداً هي التي تهتم بقراءة مثل هذه الإحصاءات، و الطريف أن الفئة التي تهتم بها هي نفس الفئة التي تكتبها، ذلك أن الجميع أصبح الأن مربوط في ساقية البحث عن لقمة العيش في ظل الإرتفاع الغير مبرر لأسعار جميع السلع , و جشع التجار - الكبار - و عدم الإنصياع لطلبات الحكومة المتكررة بعدم زيادة الأسعار على المستهلك .
المهم أن هذه الإحصائيات توضح أن مصر إستطاعت و بجدارة أن تصبح من أعلى الدول في معدلات حوادث الطرق، و هذا يعني أننا موجودن على الساحة العالمية و ننافس بشدة، حيث أشارت التقارير و الإحصائيات أن عدد حوادث الطرق في مصر يزيد عن 70 ألف حادث سنوياً مما يسبب خسارة 9 مليار جنيه سنوياً بالإضافة إلى أن عدد الضحايا من قتلى و مصابين يبلغ تقريباً 300 ألف شخص، ومن المعروف أن هناك عدة أسباب للحوادث فمنها الطرق الغير ممهدة " إشي مطب و إشي حفرة و إشي نقرة " و زيادة أعداد السيارات الحديثة التي تغري الشباب " الطايش الهايف السيس " على السرعة حتى الميكروباصات الحديثة أصبحت تغري أيضاً بعض السائقين " أو جايز كلهم " على السرعة و سيارات النقل الثقيلة خاصة " المقطورة " و سائقيها " اللي عاملين دماغ و محزمين الطاسة " و أسباب أخرى كثيرة .
و لكني هنا أود أن أتحدث عن ثلاثة مسببات لحوادث الطرق السريعة خاصة الطرق الزراعية و هي التوك توك و الكارّو و الجرار، فهؤلاء الثلاث كوارث توجد بينهم عوامل مشتركة كما يتميز كل منهم عن الآخر ببعض المزايا التي تسبب كوارث خاصة به، و إذا نظرنا إلى أوجه التشابه بينهم سنجد الآتي :-
1. الثلاثة لا يحتاجون إلى رخصة قيادة
2. الثلاثة يقودهم عربجي
3. الثلاثة يسيرون في الطرق السريعة بدون أدنى معرفة بتعليمات إدارة تسمى إدارة المرور
4. الثلاثة يسيرون في عكس الإتجاه
5. الثلاثة يسيرون في الجهة اليسرى من الطريق مع العلم أنها الجهة المخصصة للسيارات السريعة
6. الثلاثة لا توجد بهم كشافات إنارة
7. من الوارد أن تجد أن من يقود أحد الثلاث مصائب هو طفل لا يتعدى عمره العشر سنوات
8. الثلاثة قدرتهم واحد حمار
أما عن أوجه الإختلاف فيمكن أن نحددهم في النقاط الآتية :-
1. التوك توك و الكارّو يمكن أن تجدهم داخل المدن أيضاً إنما الجرار فهو موجود في القرى يونسه توك توك على يمينه و كارّو على يساره
2. يمكن للكارّو كسر إشارة المرور الحمراء و عسكري المرور لن يستطيع عمل أي شئ له لأنه ببساطة لن يجد رخصة لسحبها أو رقم لكتابة مخالفة و إذا حاول و فكر و تجرأ و تكلم مع " العربجي " فسيرد عليه بالكرباج
3. سائق التوك توك مع إنه متهور فإنه يخاف من أن تلمسه أي سيارة، أما سائقي الجرار و الكارّو فلا يخافون إلا من إلا من سيارات النقل الثقيلة لأنها يمكنها أن تحول الجرار إلى عجلة بجنزير أو أن تدهس الكارّو و تساويه بالأرض هو و الحمار " و هنزعل على الحمار قوي "
4. سائقي التوك توك لا بد أن يدفعوا المعلوم " الإصطباحة " كل يوم لشخص ما يرتدي زياً ما و يمسك بدفتر ما " يجعل كلامنا خفيف عليهم "، أما سائقي الجرار و الكارو " بلطجية " لا يدفعون شيئاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق