الاثنين، 9 مايو 2011

حتى أنتم فلول!!!!


أهلاً بك عزيزي القارئ، أبلغ سلامي الحار كالشتاء هذه الأيام لذلك الشخص الجالس بجوراك، نعم، ذلك الشخص الذي أدخل نصف رأسه ليقرأ هو أيضاً ما كنت تقرأه أنت في الأساس، هذا إن كنت مازلت تستطيع رؤية شبر واحد أمامك، ناهيك عن رائحة العرق التي تؤكد أن من يجلس بجوراك ليس إلا كائن طوفيلي.

إذا شاءت الأقدار و إبتعد برأسه أو إنتقلت أنت إلى الرفيق الأعلى أحب أن أبلغك أن نابليون بونابرت كان محقاً عندما قال لا يوجد شيء إسمه مستحيل، و مع أن هذه الكلمة أصبحت مرتبطة مؤخراً فقط بمساحيق الغسيل، إلا أنها بالفعل كلمة عامة تنطبق على كل مشاكل الدنيا.

لذلك لن يكون مستحيلاً أن تزحف الشعوب العربية التي عثرت على نفسها مؤخراً إلى فلسطين لتحريرها، قد تكون فكرة بعيدة الخيال، أو بعيدة المنال، أو بعيدة عدة كيلومترات، لكنها فكرة ليست مستحيلة.

كثير ممن آمن بإمكانية تحقيق هذه الفكرة بدأ مؤخراً في الدعوة لها، محمساً من حوله، مشجعاً من سمعه، محفزاً من قرأ له، لكني لم أكن أنا من ضمن هؤلاء المتحمسين المتشجعين المتحفزين، و السبب بسيط، أني أعلم حقيقة أخرى قد تكون غافلة عن الجميع.

من علامات يوم الساعة تحرير فلسطين من اليهود، إذاً معنى تحريرنا لفلسطين هو أن الساعة قد إقتربت، و هذا في حد ذاته أمر جيد، لكن مع إقتراب الساعة لكن يكون هناك وقت كافي لمحاكمة الفاسدين من أعمدة النظام السابق!!!!

أعتقد أن الصورة وضحت الآن، لذلك لا تستبعد عزيزي القارئ أن يكون المنادين بتحرير بيت المقدس هم أكبر الناس إتصافاً بالفلول، أو أنهم أتباع النظام المبارك السابق، فعلى ما يبدوا أن قيام الساعة هي الطريقة الوحيدة لهروب آل مبارك من المحاكمة.


بقلم م/ مصطفى الطبجي

الأخ الأكبر و الأخ الأصغر


آواخر القرن العشرين كنت على أعتاب مرحلة عمرية و عقلية و جسدية جديدة، بمعنى آخر كانت إحدى قدماي في مرحلة المراهقة و الأخرى مازالت في مرحلة الطفولة، لم يكن التفكير قد نضج بما فيه الكفاية حتى أحكم أفعالي و أقوالي بدرجة جيد جيداً مع مرتبة الشرف، كان هناك بعض القصور، كعادة الجميع، و الإنكار مش هينفعك.

سيناريو كان يتكرر كثيراً لازلت أتذكره حتى الآن، يتلخص ببساطة أن أخي الأصغر الذي يغوص وقتها في مرحلة الطفولة كانت تصدر منه بعض التصرفات التي تجعلني أشد في شعر موستاشي (شنبي باللغة الإنجليزية) الذي بالكاد بدأ يظهر و يبان عليه الأمان، كان رد فعلي هو الشكوى للأهل، و كان الطلب الدائم هو أن يعاقب أخي في التو و اللحظة حتى أشفي غليلي و أعيد لموستاشي مكانته.

كان رد فعل الأهل وقتها غريباً جداً، لم أفهمه إلا بعد عدو سنوات، فكلما كنت أشتكي كان أخي لا يعاقب، ثم علمت بعدها أنه كان يعاقب في وقت آخر لا أكون فيه موجود بالمنزل، السبب الأساسي من هذا التصرف الأبوي ألا يجرح كرامة أخي الصغير أمامي، فنكبر و تكبر معنا الكراهية، النتيجة من ذلك التصرف الحكيم ظهرت بعد عدة سنوات عندما كبرنا، فلقد أصبح الحب و الود هو سمة التعامل بيننا.

كان لا بد من هذه المقدمة، و عذراً إن كنت أطلت عليكم، لكن الوضع الحالي يتوجب هذا، فما يحدث هذه الأيام ليس إلا صورة مكبرة لما حدث أسَـريـاً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، الأخ الأصغر (المسيحيين) تصدر عنه بعض التصرفات جعلت دم الأخ الأكبر (المسلمين) يغلي في العروق.

لا يمكن الإجماع، فليس كل المسيحيين من هذه النوعية الماكرة، و لا كل المسلمين من تلك النوعية الغاضبة، أيضاً ليس كل السلفيين يسيرون على نفس المنهج، هناك إختلاف منهجي كبير فيما بينهم.

كيف و الثورة لم تبرد نارها بعد مازلنا ننساق كما كنا نفعل سابقاً وراء الشائعات، و أي شائعات، يأتي بعد ذلك الدور الحكومي، الذي هو إمتداد للدور الأبوي، فلا يجوز أن يسمح بالتجمهر أمام دور العبادة أي كان سبب التجمهر، و أي كان نوع دور العبادة.

الفتنة أشد من القتل، و الفتنة الطائفية هي القشة التي ستقسم ظهر الثورة، و الغباء في معالجة المشاكل فاق الإثنين خطورة، و التسرع في حل الأمور فاق الثلاثة شراً على البلاد، و التراخي في الوجود الأمني فاق الأربعة تضيعاً للبلاد.


بقلم م / مصطفى الطبجي

السبت، 7 مايو 2011

بلطجية لكن ظرفاء


مازلنا نعيش في دوامة الفلول، و دوامة الفراغ الأمني، و دوامة المرتبات، و دوامة محاكمة النظام السابق، لذلك فإن سيدة هذه المرحلة بلا منازع هي الفنانة صباح (الشحرورة) لأنها أول من قالت "الدوامة و أنا أصلي بحب الدوامة"، يبدو أنها وقتها لم تكن تقصد دوامة البحر أو دوامة الحب... بل دوامة الثورة.

تكلمت عن دوامة الفلول بما فيه الكفاية، وضعت تعريفاً لهم، حددت أصنافهم، علقت على أقوالهم، سخرت من أفكارهم، إستحملت ما صدر منهم، و دوامة المرتبات لن يجدي الحديث عنها لأن العين قصيرة و الإيد بصيرة و يا دوبك اللي جاي على قد اللي رايح و خلي الطابق مستور، أما دوامة سجن طرة، فهي دوامة من أجلك أنت.

لم يتبقى لي سوى دوامة الفراغ الأمني، الكل يعاني منها، كأنها وباء طاعون أو كوليرا أو إنفلونزا طيور اللهم إحفظنا، البلطجي من دول يسمع إن بلطجي زميله في مدينة تانية عمل كذا و كذا و كذا، تلاقي ضميره واكله، و إيده بتاكله، و لامؤاخذة رجله بتاكله و مش قادر يعيش في حاله، على طول يسحب السنجة أو السيف.... قصدي يسحب السلاح الآلي و يطلع على أول واحد يقابله في الشارع و يسرقه، مع إن الواحد ده ممكن يكون أبوه أو أخوه، بس مين يفهم؟؟ صنف الحشيش مغشوش.

من يومين ظهر نوعية جديدة من البلطجية، بلطجية لكن ظرفاء، واعيين فاهمين مذاكرين منظمين قادرين، قرار مفاجئ أصدرته جمعية البلطجية القدامى أنها من هنا و رايح و الغايب يعلم الحاضر ستكون هي المسؤولة عن تأمين جميع كابلات شبكات الإنترنت التي مـدّها أصحاب مقاهي الإنترنت إلى المشتركين في المنازل.

واعيين لأنهم إختاروا مشروعاً لا يمكن لأصحابه إبلاغ الشرطة، هم أنفسهم بمدهم توصيلات للمنازل يعتبروا مخالفين للقانون، فاهمين لأنهم إستفسروا عن عدد المشتركين في كل شبكة و على أساسه يتم تحديد مبلغ الإتاوة، مذاكرين لأنهم جلسوا طوال الليل يحفظون لماذا هم واعيين و فاهمين، منظمين لأنهم لم يذهبوا مباشرة لأصحاب مقاهي الإنترنت ليطلبوا منهم الإتاوة، بل أعطوا لكل شخص فرصة يومان ليفكر ماذا هو فاعل، قادرين لأنهم بعد إنقضاء المهلة إصطحبوا معهم أحد الفنيين العالم ببواطن الأمور ليبلغهم عن الأماكن التي يقطعون منها الكابلات، حتى لا يضروا شخصاً آخر دفع لهم الإتاوة و في نفس الوقت يتأكدوا أن من لم يدفع إنقطعت كابلاته بالكامل.

أهم ما في الأمر هو النظام، و هم كانوا منظمين أكثر من الألمان أنفسهم المشهورين بالدقة و النظام في كل شيء، بالكاد نتحمل المعيشة مع الدوامات المحيطة بنا حتى نفاجأ بدوامة جديدة، و ربنا يمسيك بالخير يا شحرورة.


بقلم م / مصطفى الطبجي

الأربعاء، 4 مايو 2011

الحلقة الأخيرة

لم أطلب الكثير، كل ما طلبته هو مشاهدة الحلقة الأخيرة من ذلك المسلسل الذي كنت أتابعه منذ البداية، و حتى لا يفهمني أحدكم فهماً خاطئاً، أو أن يصفني بعضكم "بالعـسّـول"، فأنا لا أطيق المسلسلات التركية طويلة الحلقات، و ألعن اليوم الذي حلت فيه هذه "البَـلوة" محل المسلسلات المكسيكية طويلة الأحداث، التي حلت بدورها محل المسلسلات الأمريكية طويلة العمر، كنت أشاهد مسلسل مصري خالص طويل التيلة، تدور أحداثه في الحواري و الشوارع و البيوت التي نعرفها و تعرفنا، نفهمها و تفهمنا.


كوب الشاي الدافئ كان بين يـديّ، رائحة النعناع البلدي كانت أقوى من رائحة الشمس ساعة العصاري، إرتكزت بظهري على الحائط غير عابئ بالرطوبة التي قد تسبب لي مشاكل عظميـّة في المستقبل، كل ما أردته هو مشاهدة الحلقة، ليس فقط المشاهدة، الإستمتاع مهم جداً هذه المرة، إنها الحلقة الأخيرة.


بدأت الحلقة و بدأ معها إنسجامي، توالت الأحداث و توالت معها ذكرياتي، لم تمر أكثر من خمس دقائق لتقف معها الحلقة بسبب فاصل إعلاني، توقفت الأحداث أو بمعنى أصح (قُـطِـعـت) أو (قُـطـِّعت) لتخرج كل الإنسجام و تحوله إلى غضب، غضب يحول مشاهدة الإعلانات مهما كانت رائعة إلى عملية مملة كئيبة للغاية تشبه سماع خطابات عيد العمال في العصر ما قبل الثورة.


عند بدأ الحلقة مرة أخرى لم تكن الظروف المحيطة ظروفاً مثالية، بل ظروفاً تشبه إلى حد كبير موجات تسونامي، الضرب من كل إتجاه، في الشارع كان بائع الروبابيكياااااااا ينادي على بضاعته، الجزء المستخدم من بضاعته كانت بطارية قديمة و الميكروفون الخاص بالملك فؤاد الأول، لذا كنا لا نفهم أي كلمة من كلامه، يبدو أن الإزعاج كان هو اللغة الوحيدة التي يتقنها.


قبل حتى أن ينتهي بائع الإزعاج من تجهيل بضاعته بدأ المؤذن في الدعوة للصلاة، أليس الأذان دعوة؟؟؟، أعلم أنه إستلف من بائع الروبابيكياااااااا الميكروفون، لكني لم أكن أعلم أنه إستلف خمسة من نفس الحجم و الشكل و الفكر و المرحلة العمرية و الحشرجة الصوتية.


إنتهى المؤذن، و إنصرف البائع، و إنقطع المسلسل مرة أخرى بسبب الإعلان عن آذان المغرب في ذلك المدعوء المسمى بالتلفاز حسب التوقيت المحلي للرخامة البلدي، أسندت رأسي على الحائط، فارداً قدمي أمامي شارباً من كِيـعَـاني.


رجعت أحداث المسلسل تتشقلط على الشاشة الكبيرة أم 42 بوصة، بدون فواصل إعلانية هذه المرة، أحداث درامية متتالية تجعلك تعض شعر رأسك من كثرتها و روعتها، هذا ما أخبرتني به زوجتي، فأنا لم أرى أي منها، ذلك أنني عندما أرجعت رأسي إلى الوراء قليلاً كانت تلك هي القشة التي قسمت ظهر بعير النوم.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الأحد، 1 مايو 2011

جاءني في المنام


جاءني في المنام
جاءني  كعادته أول كلامه إبتسام
سألني كيف أخبارك و أحوالك؟
نظرت له عجباً
غريبٌ أن يكون ده سؤالك!!
أنت بالأخص تعلم كل الأمور
تعلم كيف ربـيـتـنـا لنكون صقور
كيف نواجه الظلم و نعيده للجحور
أنت من علمتنا أن قبر الشهيد ليس كباقي القبور
صمتّ برهة ثم سألته عنهم
هل رأيتهم؟؟
هل تكلمت مع أحد منهم؟؟
ضحك والدي دهراً ثم قال
لم أرى شباباً... بل رأيت أبطال
تـُوزن شجاعتهم بأطنان من الذهب و المال
أعرف كل شخص منهم
فهذا من صال و هذا من جال
و هذا من وقف في وجه الرصاص صامداً كالجبال
و هذا من آمن بحلم كان وقتها بعيد المنال
أعرف كل شخص منهم
رأيتهم يوم كانوا في الميدان
يوم تحدوا الظلم و الطغيان
يوم إتحدوا هم خير البنان
كلهم الآن أحرار
في جنة الخلد ينعمون
أراهم الآن مع الأبرار
مازالوا كما ماتوا يضحكون
يتحدثون عن بلادنا و يروون
فكثير من أهل الجنة يتساءلون
سألته ماذا يقولون؟؟
هل عن الثورة يغنون
أم لعظمتهم ينكرون
قال لي إسمع...
في مصر كلٌ ينطق بلهجتها
حتى الصخر تراه يدافع عن حريتها
و الهرم شامخاً ليس لأن من بناه بناه
بل لأنه عازم على إستمرار ضحكتها
في مصر تقابل شعباً من خيرة الصناع
ساخراً حتى لو كانت معيشته في القاع
شعباً متقلباً متمرداً شامخاً مستقراً صادقاً زاهداً ضاحكاً مالكاً حتى لو كان زائراً عاشقاً مخلصاً خاشعاً باكياً كاتباً طاهراً على البلاء صابراً كريماً خجولاً جسوراً حنوناً شريفاً ثائراً على الأوضاع
في مصر يشعرك هواها بالحنين
و الشمس في كبد السماء ليس لأن هذا طبعها
لكن لأنها تطعم المحتاج فيقل الأنين
في مصر نهر النيل ليس كباقي الانهار
ليس لأنه ماءه عذب أو لأنه ملئ بالأخيار
تكمن عظمته في الأرض التي لها إختار
هي جنة الله على الأرض
هي مكان لا تخشى فيه على مال أو على عرض
هي كل الأكوان
هي الزمان و المكان
هي السؤال و الجواب
هي حينما يلتقي الأحباب
أفقت من نومي بعد أن أبلغني السلام
أفقت من نومي و على وجهي قسمات تعريفها الإبتسام


بقلم م / مصطفى الطبجي