لم أطلب الكثير، كل ما طلبته هو مشاهدة الحلقة الأخيرة من ذلك المسلسل الذي كنت أتابعه منذ البداية، و حتى لا يفهمني أحدكم فهماً خاطئاً، أو أن يصفني بعضكم "بالعـسّـول"، فأنا لا أطيق المسلسلات التركية طويلة الحلقات، و ألعن اليوم الذي حلت فيه هذه "البَـلوة" محل المسلسلات المكسيكية طويلة الأحداث، التي حلت بدورها محل المسلسلات الأمريكية طويلة العمر، كنت أشاهد مسلسل مصري خالص طويل التيلة، تدور أحداثه في الحواري و الشوارع و البيوت التي نعرفها و تعرفنا، نفهمها و تفهمنا.
كوب الشاي الدافئ كان بين يـديّ، رائحة النعناع البلدي كانت أقوى من رائحة الشمس ساعة العصاري، إرتكزت بظهري على الحائط غير عابئ بالرطوبة التي قد تسبب لي مشاكل عظميـّة في المستقبل، كل ما أردته هو مشاهدة الحلقة، ليس فقط المشاهدة، الإستمتاع مهم جداً هذه المرة، إنها الحلقة الأخيرة.
بدأت الحلقة و بدأ معها إنسجامي، توالت الأحداث و توالت معها ذكرياتي، لم تمر أكثر من خمس دقائق لتقف معها الحلقة بسبب فاصل إعلاني، توقفت الأحداث أو بمعنى أصح (قُـطِـعـت) أو (قُـطـِّعت) لتخرج كل الإنسجام و تحوله إلى غضب، غضب يحول مشاهدة الإعلانات مهما كانت رائعة إلى عملية مملة كئيبة للغاية تشبه سماع خطابات عيد العمال في العصر ما قبل الثورة.
عند بدأ الحلقة مرة أخرى لم تكن الظروف المحيطة ظروفاً مثالية، بل ظروفاً تشبه إلى حد كبير موجات تسونامي، الضرب من كل إتجاه، في الشارع كان بائع الروبابيكياااااااا ينادي على بضاعته، الجزء المستخدم من بضاعته كانت بطارية قديمة و الميكروفون الخاص بالملك فؤاد الأول، لذا كنا لا نفهم أي كلمة من كلامه، يبدو أن الإزعاج كان هو اللغة الوحيدة التي يتقنها.
قبل حتى أن ينتهي بائع الإزعاج من تجهيل بضاعته بدأ المؤذن في الدعوة للصلاة، أليس الأذان دعوة؟؟؟، أعلم أنه إستلف من بائع الروبابيكياااااااا الميكروفون، لكني لم أكن أعلم أنه إستلف خمسة من نفس الحجم و الشكل و الفكر و المرحلة العمرية و الحشرجة الصوتية.
إنتهى المؤذن، و إنصرف البائع، و إنقطع المسلسل مرة أخرى بسبب الإعلان عن آذان المغرب في ذلك المدعوء المسمى بالتلفاز حسب التوقيت المحلي للرخامة البلدي، أسندت رأسي على الحائط، فارداً قدمي أمامي شارباً من كِيـعَـاني.
رجعت أحداث المسلسل تتشقلط على الشاشة الكبيرة أم 42 بوصة، بدون فواصل إعلانية هذه المرة، أحداث درامية متتالية تجعلك تعض شعر رأسك من كثرتها و روعتها، هذا ما أخبرتني به زوجتي، فأنا لم أرى أي منها، ذلك أنني عندما أرجعت رأسي إلى الوراء قليلاً كانت تلك هي القشة التي قسمت ظهر بعير النوم.
كوب الشاي الدافئ كان بين يـديّ، رائحة النعناع البلدي كانت أقوى من رائحة الشمس ساعة العصاري، إرتكزت بظهري على الحائط غير عابئ بالرطوبة التي قد تسبب لي مشاكل عظميـّة في المستقبل، كل ما أردته هو مشاهدة الحلقة، ليس فقط المشاهدة، الإستمتاع مهم جداً هذه المرة، إنها الحلقة الأخيرة.
بدأت الحلقة و بدأ معها إنسجامي، توالت الأحداث و توالت معها ذكرياتي، لم تمر أكثر من خمس دقائق لتقف معها الحلقة بسبب فاصل إعلاني، توقفت الأحداث أو بمعنى أصح (قُـطِـعـت) أو (قُـطـِّعت) لتخرج كل الإنسجام و تحوله إلى غضب، غضب يحول مشاهدة الإعلانات مهما كانت رائعة إلى عملية مملة كئيبة للغاية تشبه سماع خطابات عيد العمال في العصر ما قبل الثورة.
عند بدأ الحلقة مرة أخرى لم تكن الظروف المحيطة ظروفاً مثالية، بل ظروفاً تشبه إلى حد كبير موجات تسونامي، الضرب من كل إتجاه، في الشارع كان بائع الروبابيكياااااااا ينادي على بضاعته، الجزء المستخدم من بضاعته كانت بطارية قديمة و الميكروفون الخاص بالملك فؤاد الأول، لذا كنا لا نفهم أي كلمة من كلامه، يبدو أن الإزعاج كان هو اللغة الوحيدة التي يتقنها.
قبل حتى أن ينتهي بائع الإزعاج من تجهيل بضاعته بدأ المؤذن في الدعوة للصلاة، أليس الأذان دعوة؟؟؟، أعلم أنه إستلف من بائع الروبابيكياااااااا الميكروفون، لكني لم أكن أعلم أنه إستلف خمسة من نفس الحجم و الشكل و الفكر و المرحلة العمرية و الحشرجة الصوتية.
إنتهى المؤذن، و إنصرف البائع، و إنقطع المسلسل مرة أخرى بسبب الإعلان عن آذان المغرب في ذلك المدعوء المسمى بالتلفاز حسب التوقيت المحلي للرخامة البلدي، أسندت رأسي على الحائط، فارداً قدمي أمامي شارباً من كِيـعَـاني.
رجعت أحداث المسلسل تتشقلط على الشاشة الكبيرة أم 42 بوصة، بدون فواصل إعلانية هذه المرة، أحداث درامية متتالية تجعلك تعض شعر رأسك من كثرتها و روعتها، هذا ما أخبرتني به زوجتي، فأنا لم أرى أي منها، ذلك أنني عندما أرجعت رأسي إلى الوراء قليلاً كانت تلك هي القشة التي قسمت ظهر بعير النوم.
بقلم م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق