حكمة قديمة عفى عليها الدهر تعلمناها أيام ما كانت المدارس تعني طلبة ومدرسين وناظر وتعليم وكتب شكلها غريب، الحكمة كانت بتقووووول "الحاجة أم الإختراع"، الآن ومع تطور المدارس لتتحول إلى ديسكات وبلاط وناظر وجرس فسحة وفصول شكلها غريب تحولت الحكمة هي أيضاً لتصبح "الحاجة أم أحمد".
وأم أحمد إمرأة مصرية أصيلة، ست بيت مدبـّرة ولا أجدع وزير إقتصاد، إستغلت قاعدة "الصين أم الإختراع" وإستفادت منها في تجهيز إبنها أحمد، يعني ممكن نقووووول دلوقتي إن القاعدة بعد الفرح أصبحت "الصين أم أحمد".
كل ما حولنا يحمل ختم النسر الصيني، من أول الكيبورد اللي بستخدمه لكتابة هذه الخزعبلات التي تلقى إعجاباً -مش عارف إزاي- مروراً بالهواء، وأشعة الشمس، والسحاب، والمطر، والتراب، والدخان، وإنتهاء بالمنتجات الإستهلاكية التي يتهافت عليها الجميع، تفوقت مصر والصين في الإبتكار، هي في إبتكار المنتجات، ونحن في إبتكار إستخدام جديد غير مألوف لهذه المنتجات، لنقنع أنفسنا أننا مبدعون.
آخر هذه الإبتكارات هي ما يفعله الباعة المحتلون لأرصفة المحطات، تلاقي البائع من دول قاعد وحاطط رجل على رجل، وضارب النظارة الشمس، ومزاجه عالي عالي، بيسمع أغنية هابطة هابطة من على موبايله، وعلشان ينادي على أكل عيشه تلاقيه مسجل صوته على جهاز وموصله بميكرفون... ونادي يا عم براحتك.
كسل حتى في ترويج البضاعة، المهم ألا يحدث تداخل بين الأصوات المسجلة، إرتفاع الصوت مدروس حتى لا يغطي بائع على بضاعة البائع المجاور له، شغل على ميـّة بيضة يعني، شغل لا نراه في ترويج بضاعة مرشحي مجلس الشعب، فكل مرشح يحاول جاهداً أن يروج بضاعته بشرط أن يغطي على بضاعة منافسه، بشرط أن يكون فكره المسجل -المكرر- أعلى ممن حوله، لا يهم مدى جودة بضاعته التي قد تكون منتهية الصلاحية، المهم أن يبيع أكبر كمية ممكنة، ليحصل في النهاية على... الخير كله.
إستوقفني أن جميع "اليُـفـط" التي بدأت تملأ سماء المدن وجدرانها والتي هي دعاية إنتخابية للمرشح لا يوجد عليها سوى تهنئة بعيد الأضحى، طيب هل هناك من فكر في التلميح عن أفكاره... أو خططه... أو برنامجه... الكل إكتفى بالتهنئة وكأن الخوف من فوحان رائحة البضاعة الفاسدة هو سيد الأخلاق... حالياً.
م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق