هناك ثورات مكتملة، وهناك ثورات ناقصة، وهناك ثورات فاشلة، وهناك ثورات ترسل إلى مستشفى "المجاذيب" لتصمت نهائياً، وهناك ثورات تهرب خارج البلاد بأهداف الشعب، وهناك ثورات تلقى من الدور العاشر على رؤوس أصحابها لتسقط متكسرة "ميت حتة" فنعود مرة أخرى إلى النقطة صفر، أو إلى ما قبلها بقليل.
الأمر في النهاية متوقف على من قاموا بالثورة، ومن قاموا عليها، الأمر في النهاية متوقف على من إشتغلوا بالثورة، ومن إشتغلوها، الأمر في النهاية متوقف على من ضحّـوا بأنفسهم، ومن ضحكوا على أنفسهم، وكأنها مباراة في النفس الطويل بين مجموعة من الهواة تتعلم الغطس، اللي نَـفـسُـه أطول هو من سيفوز في النهاية، أما الخاسر فيمكنك البحث عنه في القاع بعد أن فقد حياته يحلم بفوز لم يكن مستعداً له.
لم تتغير طباعنا كثيراً عن ما قبل الثورة، لا نزال نكسر إشارات المرور، ونمشي عكس الإتجاه، لا نزال نتفنن في كيفية إضاعة الوقت أثناء العمل، لا زال قانون الطوارئ يطبق فقط على من يلقي التحية على أصدقائه، لا تزال الأسعار طالعة نازلة بمزاج أمها، لا تزال أسباب الوفاة الطبيعية منحصرة في إبتلاع دبابة أو الدهس أسفل عجلات لفافة بانجو، لا تزال الحكومة في وادي والشعب "مدفون" في وادي تاني خالص.
إذا كنا بعد الثورة وبعد كل هذه التضحيات لم نصل إلّا إلى نفس ما كنا عليه قبل الثورة، كان لازمتها إيه "المخمضة" دي بقى؟؟ فما أعرفه عن الثورات أن هناك من(يقوم) بها، وهناك من (ينبهر) بها، وهناك من (يستفيد) منها، وهناك من (يقفز) عليها، لكن على ما يبدو أن فعلي الإنبهار والإستفادة لا يتلائمان مع الشعب المصري!! ذلك أننا قمنا بالثورة لينبهر بها نصف سكان العالم، ويستفيد منها النصف الآخر، ونظل نحن نحلل ونتابع ونعلق ونقارن ونؤرخ ونترخ ونحقق أعلى نسبة مشاهدة على مباريات كأس العالم بدون مشاركة فعلية بها.
م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق