الاثنين، 4 أكتوبر 2010

مين يدي لمين ؟؟؟

اليوم و أنا جالس أمام جهاز الكومبيوتر الخاص بي أحاول تجاهل آلام ظهري لأبقى تركيزي مستيقظاً لكتابة موضوع جديد يرضي غروري إذ بزوجتي تفاجئني كعادتها بسؤال لا توجد لدي إجابة عليه " تفتكر صاحبتي فلانة إتجوزت مين؟ "، لا أدري سبب سؤالها لمثل هذا السؤال، فأنا بالكاد أعرف صاحبتها هذه أو زميلتها في العمل! فمن أين لي معرفة زوجها و المفترض أنها تزوجته حديثاً؟؟، قلت لها بأسلوب رتيب " إتجوزت مين؟ " فقالت لي " إتجوزت شحات ..... "، هنا تركت الكيـبـورد و الجهاز بأكلمه و إلتـفت لها مذهولاً " أشمشم " عن رائحة مقال جديد.

طلبت منها أن تعد كوباً من الشاي و " ساندويتش " جبنة رومي و تحكي لي الحكاية " من طأطأ لسلام عليكم "، أعدت المطلوب وأعددت أنا ذهني و تركيزي و كل حواسي لسماع الحكاية الأعجوبة، قال لي أن صديقتها كان قد تقدم لها عريس منـذ سنة تقريباً و عندما سألوا عن العريس و أسرته و جدوا أنهم أناس طيبون " في حالهم " و مستواهم المادي ممتاز حيث أن هذا الشاب رغم صغر سنه إلا أنه يمتلك سيارة غالية الثمن كما أن باقي الأسرة يبدو من مظرهم العز ثم العز ثم العز، وافق أهل صديقتها على الفور بهذا العريس " اللقطة " و هذه الأسرة الكريمة و بدأت مرحلة فرض الشروط، عاوزين شبكة ب 15 ألف جنيه، " ماشي "، عاوزين شقة مساحتها حلوة، " موجودة "، عليكم الصالون و السفرة و النوم، " موافقين "، و تمت الزيجة على خير ما يكون، بعد شهرين من الزواج لاحظت الزوجة المخدوعة أن الجميع لا يذهب للعمل بما فيهم زوجها فسألت عن طبيعة عمل زوجها الذي ظل طوال فترة الخطوبة يكرر أنه " أعمال حرة "، قال لها الزوج ببساطة " إحنا بنشتغل شحاتـيـن، العيلة كلها شحاتة، بس شغلنا كل في شهر رمضان و اللي بينطلع بيه بيظبطنا طول السنة مع شوية إكراميات بقى بقيت السنة " ظنت الزوجة أن زوجها يضحك معها لكنه أكمل قائلاً " جهزي نفسك عشان هتنزلي معانا في رمضان الجاي، فاضل عليه أسبوعين كل سنة و إنت طيبة ".

ما سبق كان قصة حقيقية بدون زيادة أو نقصان، و يمكن أن يعرض في فيلم سينمائي ليكتب في الأفيش Based in true story، زوجتي بعد إنـتـهت من حديثها و إنـتـهيـت أن من تناول "ساندويتش " الجبنة الرومي و شرب الشاي وجدتني غير مندهش و كأني متوقع لحقيقة مثل هذه، سبب عدم إندهاشي ليس أني امتلك الحاسة السادسة و أشعر بالأشياء قبل حدوثها أو أني أمتلك الحاسة السابعة و أستطيع قراءة ما يدور بعقل من يكلمني، كل ما في الأمر أن كان لدي سابق تجربة مشابهة لما حدث.

عندما كنت طالباً في الثانوية العامة، و كأي شاب مراهق مازالت تتكون لديه مختلف المشاعر و الأحاسيس السلبية و الإيجابية، كنت أمر دائماً و أنا في طريقي للمنزل على " شحات " يجلس في نفس المكان يومياً، لا يتركه و لا يغيره و كأنه مكتوب بإسمه، كان منظر هذا " الشحات " دئماً أو غالباً ما يؤثر في نفسي مما يجعلني أخرج من جيبي ما تبقى من مصروفي اليومي لأعطيه إياه، إنحفر وجهه في عقلي من كثرة ما مررت عليه،و إعتقدت أنه أصبح يعرفني من كثرة ما أعطيته، حقيقة كنت سعيداً جداً وقتها مع إحساسي أني أساعد شخص لا يقوى على العمل، إلا أن جاء يوم تبدل في الواقع، و إختلطت فيه مشاعر الفرحة بالدهشة بالغضب بالحزن، فلقد قررت في يوم " التزويغ " من أحد الدروس و دخول السينما أنا وشلة أصدقاء الفشل، جلست على الكرسي المحجوز لي لأفاجأ بالشخص الجالس بجواري و هو يسألني إن كان معي ولاعة، أخبرته و أنا ألتفت إليه " لا و الله مش بدخن "، كان هذا الشخص هو نفسه الشحات الذي أعطيه مصروفي، أخذ مصروفي ليتشري ملابس جيدة " أشيك من اللي كنت لابسه " و يدخل السينما " و يروق على نفسه "، خرجت من هذه التجربة و أنا عندي ثقة أن جميع الشحاتين مهما إختلفت أعمارهم أو أحجامهم أو أسباب تسولهم أو نوع العلة التي يشكون منها ليسوا سوى أغنياء ... أغنياء ... أغنياء... بخلاء ... أذكياء.

تذكرت و أنا أكتب هذا المقال الكثير و الكثيرمن حالات النصب تحت إسم التسول و التي سوف أحتاج ليوم كامل لا أتوقف فيه عن الكتابة حتى أستطيع توضيح كل المواقف التي قابلتني أنا شخصياً أو قابلت أحداً من أصدقائي أو أقاربي، و إن كنت أرى أن كل هذه المواقف و الحكايات تعطي نتيجة واحدة، هي أن هؤلاء " الشحاتين " هم في الحقيقة نوع من أنواع " النصابين " الذين يستطيعون إياهم أو إقناع الناس بما هو غير حقيقي، و أنسب طريقة لإخراج زكاة المال هي إعطائها لجمعيات أو مساجد موثوق فيها، و ليس لأشخاصاً ينفقون ضعف ما تعطيهم لشراء زجاجة مياة غازية 3 لتر.

بقلم م / مصطفى الطبـجي

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

من زاوية عكسية

  • في ذات يوم حار عاصف كنت أسير على الرصيف على غير عادة البشر من حولي و إذ بي أرى رجلاً ضخم الجثة يصل طوله المترين عريض المنكبـيـن أصلع الرأس وزنه يتعدى المائتان كيلوجراماً يمسك بطفل لا يتعدى عمره العشرة أعوام ضئيل الحجم رث الثياب و ينهال عليه ضرباً، و على ما يبدو أن يده كانت " كالمرزبة " حيث أن كل ضربة من يده كانت تطيح بهذا الطفل و لولا أنه كان يضرب بإحدى يديه و يمسك الطفل بيده الأخرى لكانت أي ضربة من هذه الضربات المتكررة و السريعة و الخبـيـرة كفيلة بأن ترجع هذا الطفل إلى بطن أمه ..... و في قطار سريع.

العجيب أن هذا الطفل و مع كل هذه الضربات كان يحاول جاهداً أن يرد على هذا الرجل بالمثل، حيث كان يكيل له ضربات سفلية مستمرة بقدميه، كمان كان يحاول عض الرجل عدة مرات و كان ينجح أحياناً مما كان يـثـير غضب الرجل هرقلي الحجم عنتري القوي أكثر و أكثر، و حقيقياً لا أعلم من أين آتى صاحب هذا الوجه الملائكي بكل هذه الطاقة ليتحمل كل هذه الضربات التي أوجعتني أنا شخصياً مع أني مجرد مشاهد عابر سبيل.

بدأ الناس يتجمعون و يتزاحمون كل مهتم بألا تـفوته ضربة من الضربات أو ركلة من الركلات أو عضة من " العضات " و كأنهم يشاهدون مبارة في المصارعة الحرة غير متكافئة الأطراف حيث أن أحدهم قد نسي تناول المنشطات، إكتفى الجميع بالمشاهدة و السؤال عن سبب ضرب هذا الطفل و هنا بدأت تخرج بعض التعليقات و التلميحات " ده راجل مفتري "، " هتلاقيه مخبر و شايف نفسه "، " أكيد الواد حرامي ... شكله كده "، " حد يحوش الولد ده يا جماعة "، أيضاً إكتفى الجميع بالمشاهدة و إن كان البعض قد أبدى بعض ردود الأفعال الإيجابية، فلقد وجدت البعض " يمصمص شفايفه ".

  • · في ذات يوم حار عاصف حاول طفل في العاشرة من عمره ضئيل الحجم رث الثياب الهروب من حرارة الشمس المحرقة و ذلك بأن إحتمى بظل إحدى السيارات، سبب إختيار الطفل لهذه السيارة بالذات أنها كانت واقفة في هذا المكان منذ فترة طويلة و هذا قد يعني أن صاحبها سوف يتأخر، كما أن السيارة و التي يبدو من كبر حجمها و فخامتها أنها غالية الثمن كان نصفها تقريباً فوق الرصيف، هذه الميزة التي جعلت من السيارة مكاناً مناسباً للهروب من أشعة الشمس في ظل عدم وجود أي مظلات تقي المارة من هذا الجو الغريب، سند الطفل بـيـده المتـسخة على السيارة و كان يبدو عليه الإرهاق، تلفته يميناً و يساراً يؤكد أنه يبحث عن شيئاً ما أو شخصاً ما، و مظهر ثيابه الرثة يوحي بأنه يبحث عن طعام، أو من يساعده في شراء الطعام.

فوجئ الطفل برجل ضخم الجثة طوله يصل المترين عريض المنكبـيـن أصلع الرأس وزنه يتعدى المائتان كيلوجراماً يمسك به من ملابسه، كانت هناك نظرات مختلفة في عين كل منهما، نظرات الرجل كانت تحمل كل معاني الغضب و الكراهية، و نظرات الطفل كانت تحمل كل معاني الدهشة و الخوف، قبل أن يبدأ الرجل بالكلام أمسك بالطفل لمنعه من الهرب ثم إنهال عليه ضرباً، لم يكن هناك مبرر واضح لكي يضرب هذا الطفل سوى أن هذا الرجل هو شخص مفتري ليس لديه رحمة بالضعفاء، أثناء ضرب الرجل للطفل كانت تخرج منه بعض العبارات الغاضبة " أنا هابقى هاطلع عينك يا إبن ال..... " ، " محدش هيرحمك مني النهاردة " ، " ده منظر ... كده بوظت العربية " قالها و هو يشير إلى أثار يد الطفل الواضحة على السيارة.

  • · في ذات يوم حار عاصف قام رجل ضخم الجثة عريض المنكبـين أصلع الرأس بركن سيارته الواضح أنها غالية الثمن على الرصيف، كان واضحاً أنه لا يبالي بأنه بهذه الطريقة سيمنع المارة من المرور من هذه المنطقة، أو أنه لاحظ أن الجميع لا يستخدم الرصيف بعد أن أصبح مكاناً " لباترينات " المحلات أو كراسي لأصحاب المحلات أو إمتداد طبيعي للقهاوي و الكافتريات، أحكم الرجل غلق السيارة و إتجه مسرعاً إلى مكان لا يعلمه إلا الله .... و هو.

بعد فترة طويلة إقترب طفل يبدو أنه في العاشرة من عمره ضئيل الحجم رث الثياب من السيارة، تلفت حوله يميناً و يساراً ليتأكد من أن أحداً لا يراه، تظاهر بأنه يستند على السيارة للهروب من أشعة الشمس و تخفيف الإعياء الذي يشعر به إلا أنه في الحقيقة كانت يده تخفي مشرط حاد يقوم بخلع علامات السيارة من مكانها ليـبـيـعها في الأغلب لأحد سائقي التوك توك بخمسة جنيهات أو عشرة.

رآه صاحب السيارة من بعيد فآتى إليه مسرعاً حتى لا يهرب، أمسكه من ملابسه و إنهال عليه ضرباً، نظرات الطفل كانت تحمل كل معاني الدهشة لأنه لا يعلم كيف رآه و كل معاني الخوف لأنه يعلم المصير الذي ينتظره، نظرات الرجل كانت تحمل كل معاني الغضب لأن الطفل أتلف السيارة و كل معاني الكراهية لأنها المرة الخامسة التي يشتري فيها علامات جديدة " بالشئ الفلاني " للسيارة.

أشار الرجل إلى مكان العلامة التالف و قال للطفل " ده منظر ... كده بوظت العربية ".

بقلم م / مصطفى الطبـجي

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

على ما أتذكر أنه في الثانوية العامة كان من ضمن منهج مادة اللغة الإنجليزية في الصف الثاني الثانوي القصة الشهيرة و الشيقة أمير مونت كريستو للكاتب العظيم الكسندر دوماس، أما في الصف الثالث فكانت أكثر القصص كآبة على نفوسنا نحن الطلبة و هي أوقات عصيبة للكاتب الأعظم تشارليز ديكينز، و مع الإختلاف الكبير و الكلي و الجزئي في المضمون و النهاية بين القصتين إلا أنه في إمتحان آخر العام كان يوجد سؤال مشترك بينهما، ألا و هو ... من قائل هذه العبارة ؟؟؟

" هتودونا في داهية "، من قائل هذه العبارة؟ و لماذا؟ قائل هذه العبارة هو عامل مزلقان القطار، و قالها لأن ما حدث اليوم أثناء إنتظاري مصادفتاً عبور القطار لا يمكن أن يمر مرور الكرام، و لا يمكن أن يترك إلا بوضع تعليق عليه ... سواء كان هذا التعليق ساخر ... أم ساخر جدا ً.

بعض طلبة المرحلة الإعدادية لم تتجاوز أعمارهم الرابعة عشر و لم يتجاوز عددهم العشرة يتشاجرون مع بعضهم البعض شجاراً عنيفاً و طريفاً في نفس الوقت، عنيفاً لأن جميعهم تقطعت ملابسهم بشكل عجيب غير مدركين بأنهم في منازلهم ستكون لهم معركة اخرى مع الأب أو الأم .... و سيكونوا بالتأكيد هم الطرف الخاسر في جميع الجولات، أم سبب أن المعركة طريفة - من وجهة نظري على الأقل - هي أني كنت أرى على وجوههم الطفولية الشبه بريئة شراسة لا أعلم من أين أتى مصدرها و هم يحاولون تقليد بعض الحركات التي شاهدتها في العديد من أفلام الأكشن " الأمريـكيـة طبعاً مش الهندية " و التي أعرفها جيداً، و عندما إنتقلت بهم " الخناقة " من الرصيف إلى الطريق إلى قضبان السكة الحديد صاح فيهم عامل المزلقان " هتودونا في داهية " و حاول عبثاً أن يفرق بين هؤلاء الطلبة إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً ذلك أن هؤلاء الطلبة " الكتاكيت " ظنوا أنه قد تقمصتهم خفة " جيت لي " و رشاقة " جاكي شان " و سرعة " فان دام " و قوة " هولك هوجن " و ذكاء " جيمس بوند " و الذين أعتبرهم أحد ضحايا " بلطجة جسمك و رشاقته واكلة دماغك ... هاي بقولك إنت ".

بعد أن نجح عامل المزلقان في إبعاد الطلبة الأوفياء للعلم و التعليم عن شريط القطار فوجئ بأن أحد الأشخاص قد فتح بوابة المزلقان و قرر العبور فقط لأنه مل من طول الوقفة، صرخ فيه عامل المزلقان و كرر عليه نفس العبارة الشهيرة " هتودونا في داهية " لكن و الحق يقال أنه في هذه المرة سبقها بعبارة " الله يخرب بـيـوتكم "، العجيب أن الشخص الذي أراد العبور كان توجد على وجهه علامات الإستعجاب و الإستغراب من أن هذا الرجل الواقف على المزلقان و الذي يرتدي " الجيليه " الفوسفوري اللون يمنعه من العبور إلى الناحية الأخرى، بدا لي وقته أنه غير مدرك أن ما يقف عليه الآن هو مزلقان للقطار .... يـبدو أنه قد إعتقدها بوابة جمعية خيرية .... أو

عبر القطار مسرعاً ذاهباً إلى مصيره المجهول، و هنا قام بعض الأشخاص بفتح بوابة المزلقان ليعبر الجميع سيارات و موتوسيكلات و فيزب و سيراً على الأقدام و على الأيدي إذا لزم الأمر، و قبل أن أبدأ بالعبور سمعت ما كنت أنتظره " الله يخرب بـيـوتكم هتودونا في داهية في قطر تاني جاي " و يبدو أن الشعور بالذهاب " في داهية " هو شعور متأصل في هذا العامل على أساس أنه سيكون أول كبش فداء إذا حدثت أي كارثة، و قتها لا أدري لماذا تذكرت فيلم " ضد الحكومة " للقدير أحمد زكي.

أعتقد أني لو تقمصت دور مدرس يضع إمتحاناً في مادة اللغة القطارية و سألت عن قائل هذه العبارة و لماذا قالها فسوف يختلف الجميع على سبب القول، هل لأن الأطفال يتعاركون على شريط القطار و هو قادم و لا أحد يبالي سوى عامل المزلقان الغلبان، أم لأن شخصاً أثقلته هموم الدنيا بعد أن وصل سعر كيلو الطماطم إلى ثمان جنيهات فقرر العبور أملاً في الخلاص الرباني، أم لأن بعض الأشخاص الذين جعلوا أنفسهم مسؤولين عن فتح المزلقان بدون علم العامل و عما إذا كان هناك قطار آخر قادم في الإتجاه المعاكس أم لا .... أم أن قائل هذه العبارة هو مسؤول كبير إكتشف وجود إختلاس أو سرقة في إدارته و قرر تحكيم ضيره و عدم السعي وراء رزق مشبوه، .... أعتقد أن الإختلاف سيكون في الثلاثة إختيارات الأولى لأن الأخيرة يأتي ذكرها فقط في المرتبة الرابعة بعد الغول والعنقاء والخل الوفى.

بقلم م / مصطفى الطبجي

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

نصف ساعة غباوة

الزمان: الساعة الثانية عشر مساء، المكان: أحد الشوارع الرئيسية بجوار قاعة أفراح، وصف تفصيلي للحدث: توجد سيارات واقفة على جانبي الطريق و " محضّنة " على الرصيف كما قال الكتاب لذلك فإن المتبقى من الطريق يكفى " بالعافية " أن تمر سيارتان متقابلتان بجوار بعضهما البعض، سبب المشكلة: في إحدى المناطق الضيقة من الطريق " التي تكفي سيارة و نصف " صمم صاحب سيارة ملاكي على العبور أولا من هذه المنطقة و لكن السيارة القادمة في الإتجاه المقابل و التي كانت ميكروباص شعر سائقها بالإهانة لأن هذا الفسل صاحب الملاكي سيعبر قبله، فقرر أن يعبر هو بالميكروباص بال14 راكب قبل الملاكي، و هنا وقعت الأزمة، فكل منهما رفض أن يتراجع للآخر ليعبر هو أولا .... و كان هذا هو الدرس الأول في الغباوة.


ترتب على " نشوفية الدماغ دي " أن الطريق توقف تماماً، و تكون صف طويل من السيارات المنتظرة في الإتجاهين، ولأننا شعب يتميز بالسلبية فلم يحاول أي شخص أن يفض الإشتباك، كله جلس في سيارته يستمع إلى أبو الليف، أو من كانت معه " موزة " و وجدها فرصة لتبادل الحديث " الحديث فقط "، أو من وجدها فرصة للتحدث في المحمول لأنه شخصية مهمة و وقته من ماس، المهم حاول بعض سائقي الميكروباص حل المشكلة لأنهم أكثر الناس ضرراً من هذه العطلة و نجحوا في هذا و بدأ الطريق يتحرك و بكم ببطء، بعض أصحاب السيارات الملاكي إنتهوا مما كانوا يقومون به في سياراتهم و لم يريدوا الإنتظار أكثر فدخلوا في الإتجاه المقابل آملين أنهم يمكنهم العبور من هذه الموقف في وقت أقصر، لكن دخلوهم في الإتجاه المقابل أدى إلى توقف الطريق مرة أخرى .... و كان هذا هو الدرس الثاني في الغباوة.


تم حل هذه المشكلة أيضاً بعد جهد كبير، و أخيراً مررت من هذا الموقف السخيف و الممل و إعتقدت أني أخيراً سأنطلق بأقصى سرعة لأعود إلى المنزل، لكني فوجئت أن الموقف السابق لم يكن سوى فاتح شهية لما هو قادم، فبعد حوالي 300 متر كانت هناك حادثة غريبة، سيارة تقف على الناحية اليسرى من الطريق صدمتها من الخلف سيارة أخرى الأمر الذي جعل الحارة اليمنى من الطريق فقط التي تسمح بعبور باقي السيارات، و عندما مررت بجوارها سمعت " طراطيش " الحوار الدائر بينهما، فلقد كان يقول أحدهما للآخر " في حد عاقل في الدنيا يقف على الشمال و طافي النور عشان يكلم واحد صاحبه، ما تشغل الانتظار يا اخى "، و كان الآخر يقول " يعني هو في حد بيمشي بالليل من غير ما ينور النور بتاعه، أمال هما عاملين كاشفات للعربية ليه؟ " ..... الإثنان كانا مخطئان من وجهة نظري و في نفس الوقت كل منهما يرى أن الخطأ يقع على الشخص الآخر فقط .... و كان هذا هو الدرس الثالث في الغباوة.


لا أعلم ما هذا اليوم الذي لا يريد أن ينتهي، و ما هذه المنطقة التي لا أستطيع الخروج منها، هل أنا في مثلث بورمودا؟؟؟ لا أعلم، كل ما أعلمه أني أريد أن أصل إلى المنزل لأرتاح و أنام فغداً يوم آخر شاق، نظرت في المرآة نظرة وداع على مكان الحادث و أنا أحمد الله أني لم أكن في مثل هذا الموقف و أدعوه ألا يضعني فيه، و يبدو أني نظرت كثيراً في المرآة و لم ألتفت للطريق جيداً، و هذا خطأ كلفني الكثير، ..... لا أنا لم أصطدم بأحد " داروا نظرات الشماتة داروا "، كل ما في الأمر أنني فوجئت أن الطريق متوقف مرة أخرى و السبب لطيف جداً، فهناك سيارتان تقفان بجوار بعضهما البعض و سائقيها يتحدثان و يمزحان مع بعضهما البعض، و يبدو أنهما أصدقاء من زمن بعيد و شاءت الظروف أن يلتقيا في هذا التوقيت و في هذا المكان و في هذه الظروف، و لأن الإشتياق له أصوله فظلا هذان الظريفان يتحدثان بدون الإهتمام أو الإلتفات إلى الطريق الذي هو متوقف بسببهما .... و كان هذا هو الدرس الرابع في الغباوة.


بدأت الإنطلاق ... من جديد .... و توقفت أيضاً .... من جديد، " أصل " كان في لجنة، أوقفني الظابط المروري و طلب مني الرخص، أوراقي سليمة لذلك لا أخشى سوى من " غلاسة " متعمدة أو " رخامة " مقصودة أو خفة دم مصطنعة، المهم نظر الظابط في الرخص ثم نظر إلىّ ثم إلى الرخص ثم إلىّ ثم أعطاني الرخص و قال لي " إنت رايح فين يا باشمهندس ؟؟ " فقلت له أني ذاهب للمنزل " عاوز أنام " فقال لي و هو يضحك مستظرفاً " طب سوق على مهلك سوق " و أشار لي بالإنطلاق، و أخيراً شعور كبير بالحرية...... و الإرهاق.

بقلم م / مصطفى الطبجي


الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

تكـنـيـك عبور الطريق

إذا كنت عزيزي القارئ من ضمن هؤلاء الذين مازالوا يعبرون الطريق من المنطقة المخصصة لعبور المشاة - إن وجدت - أو الذين ينتظرون أن تكون الإشارة حمراء - إن كانت الإشارة تعمل - فإسمح لي أن أخبرك أنك شخص قديم الطراز أو Old Fashion حيث أنك و للأسف مازلت تمارس بعض العادات و الممارسات التي عفى عليها الزمان و نسيـها الإنسان و كتبت في كتب التاريخ البوهيمي " و أكلتها العتة كمان "، لماذا؟؟، دعني أخبرك لماذا، لأنه الآن و بعد التقدم المذهل في الحضارة، و بعد أن أصبحنا في زمن " قوليلي يا مرايتي " أصبحت توجد طرق أخرى أكثر فاعلية لعبور الطريق، طرق تساعدك على توفير وقتك الثمين في زمن أصبح كل شئ فيه ثمين ما عدا الإنسان نفسه الذي أصبح جلده " طخين "، طرق لولبـيـة حلزونية شركسية، طرق و إن كانت تحتاج إلى تدريب و تمرين و قطعة شاش ونصف كيس قطن و صبغة يود، إلا أنها تثبت كفاءتها مع مرور الوقت .... لنتعرف عليها.

1- إن كنت شاباً " شايف نفسك حبـتـيـن و فاتح صدرك للدنيا " أعبر الطريق بدون أن تلتفت يميناً أو يساراً، فإن حدث و صدمتك سيارة قادمة - و هذا لن يحدث - فلا توجد عليك مسؤولية، و النتيجة أنك ستدخل المستشفى لتبقى عدد من الأيام تحت الرعاية في غرفة مكيفة " بيخدم " عليك طقم ممرضات " زي العسل "، و الأهم .... كله بالمجان

2- إن كنت فتاة في مقتبل العمر فعند عبور الطريق يجب أن تقدمي خطوة و تأخري خطوتين حتى تصيبي جميع سائقي السيارات القادمة بجلطات دماغية أو سكتات قلبية، و لا تخافي لن يجروء أحد على أن يصدمك لأنك فتاة و سوف يلوم الجميع كل من يلمسك كأنه إرتكب كبيرة من الكبائر

3- إن كنت سيدة متزوجة و تخطى سنك الأربعين فلا تجربي هذه الطريقة، لأن من سيحاولون صدمك كثيرون جداً، و بعد أن يصدمك أحدهم لن يقف أحد بجانبك أو يتعاطف معك، بل سيعامل من صدمك على أنه بطل قومي

4- إذا كنت تخشى من منظر السيارات المسرعة فإستعمل طريقة " التموية "، و هي أن تنظر لليمين و أنت تعبر الطريق عندما تكون السيارات قادمة من الناحية اليسرى، و أنظر لليسار عندما تكون السيارات قادمة من الناحية اليمنى

5- بعد عبورك الطريق أنظر لأقرب سيارة إليك بنظرة تحمل كل معاني الشماتة و الإستهزاء، ذلك لأنك تغلبت عليه

6- أثناء عبورك الطريق و لمحت سيارة سائقها يبدو عليه التهور، لا تجازف بالعبور، و لكن إكتفي بالوقوف في مكانك و إلقاء بعض الشتائم على سائق السيارة و كأنه المفروض عليه أن يقف إكراماً و تبجيلاً لحضرتك، و لا يوجد مانع من إستخدام بعض الإشارات التي يفهم معناها

7- يمكن بدلاً من أن تعبر الطريق بالعرض أن تعبره بالطول، بمعنى أن تسير في منتصف الطريق مواجهاً السيارات القادمة، و في هذا التصرف تحدي صريح و إثبات لأحقيتك في السير في الطريق

8- إذا و جدت نفسك في منطقة تقاطع لا تتردد في العبور، ففي جميع الحالات السيارات سوف تهدء من سرعتها

9- لعمل بعض المفاجأت يمكنك الوقوف على الرصيف لفترة و كأنك في إنتظار شخص ما و لكن عند إقتراب أي سيارة أعبر الطريق بسرعة، و إن كانت هذه الطريقة لا ينصح بها مع كبار السن


بقلم م / مصطفى الطبجي

السبت، 11 سبتمبر 2010

ملاكي المنصورة

جميعنا أو على الأقل معظمنا شاهد برنامج حدث بالفعل و الذي كان يعرض على إحدى القنوات المصرية الأرضية و ذلك قبل ظهور عصر الأقمار الصناعية و سيطرة القنوات الفضائية على عقول و تفيكر و إنتباه السادة المشاهدين، المهم و حتى لا أطيل عليكم فإن هذا البرنامج كان يذكرنا - نحن السادة المشاهدين - بأحداث عالمية أو محلية أو مهلبية حدثت في مثل هذا اليوم الذي نعيشه حتى يتذكر الجميع تاريخنا بما فيه من إنتصارات و إنكسارات، بما فيه من تقدم و إنتكاسات، و الذي جعلني أتذكر هذا البرنامج الأكثر من رائع هو أني أثناء تواجدي على أحد الكباري التي تقطع نهر النيل العظيم - جداً – ذكرتني مشهد المياة بموقفين حدثا مع أشخاص كانت تربطني بهم علاقة زمالة و ذلك أثناء فترة الدراسة الجامعية، فدعوني أتذكر معكم الموقفين.

الموقف الأول حدث عندما قرر إثنين من زملائي أن يذهبا إلى مدينة المنصورة و ذلك لكي يحضرا فرح صديقهما الثالث و الذي تزوج على الرغم من أنه كان مازال طالبأ في الكلية و لكن القلب و ما يريد، و الفلوس موجودة، المهم و لأن الشابين كانا من سكان الإسكندرية فقررا أن أنسب و أسرع طريقة للذهاب إلى المنصورة هو أن يركبوا " بيجو سبعة راكب " و بالفعل ذهبا إلى موقف الإسكندرية - و ذلك قبل أن يتم نقله إلى أطراف الصحراء- و وجدا ما يبحثان عنه عندما سمع رجلاً يقف بجوار سيارة بيجو و ينادي بصوت عالي " منصورة .. منصورة ... منصورة و طالع نفر واحد .. منصورة " و إنطلق البيجو على بركة الله إلى عروس النيل مدينة المنصورة، و لكنهما عندما وصلا كانت في إنتظارهما مفاجأة كبيرة.

عندما نزلا الإثنين في الموقف المخصص للبيجو وجدا أن كل السيارات مكتوب عليها " ملاكي دقهلية " أو " أجرة دقهلية " و لا توجد أي سيارة " ملاكي المنصورة " و هنا علم الإثـنان أن سواق البيجو قد نصب عليهما حيث أنه أنزلهما في الدقهلية و ليس في المنصورة!!!! و عندما طلبا من أحد سائقي التاكسي أن يوصلهما للمنصورة كان رده " بطلوا اللي بتشربوه ده بقى "

الموقف الثاني حدث معي عندما قررت أنا و أحد زملائي و كان من سكان الأرياف أن نذهب لقضاء بعض الأيام مع زميل ثالث لنا و الذي كانت له شقته الخاصة في مدينة السادس من أكتوبر، و كانت فرصة جيدة لنا جميعا للخروج من أجواء الدراسة و المذاكرة و تعب القلب و الأعصاب، و عندما وصلنا إلى هناك و بعد أول يوم فوجئنا بزميلنا الريفي يطلب منا أن نذهب للشاطئ، نظرنا إلى بعضنا البعض و سألناه عن أي شاطئ يتحدث فقال بمنتهى البساطة و هو يعتقد أننا في قمة التخلف " البحر!! هو إنتوا في الطراوة و لا إيه؟ "، حاولنا كثيراً إقناعه أن مدينة السادس من أكتوبر تقع في قلب الصحراء و لكنه ظل طوال اليوم يعتقد أننا نكذب لأننا لا نريد الذهاب إلى الشاطئ.

بعد أن تذكرت الموقفين حزنت حزناً شديداً على أنني كنت شاهداً على هذا التخلف و الجهل، فكيف لشاب عمره تجاوز العشرون عاماً و مازال لا يعلم أي شئ عن بلده، لا يعلم أين توجد المدن، لا يستطيع أن يفرق بين مدينة و محافظة و مركز و قرية و نجع و عزبة و عجلة و فيزبا، لا يعلم أن لوحات السيارات - قبل أن تتجدد - كانت تكتب عليها إسم المحافظة و ليس إسم المدينة، من المسؤول عن خروج شباب مثل هؤلاء إلى الحياة العامة ؟ و السؤال الأهم هل شباب بمثل هذه العقلية المظلمة و هذه الثقافة الفارغة و التفكير المتوقف يمكنهم أن يساعدوا في نهضة بلدهم ؟ هل يمكن أن نعتمد في نهضتنا الصناعية - إن وجدت - أو الزراعية أو التجارية على شباب لا يعرف كيف يفرق بين الألف و ثمرة الباذنجان ؟ لا يعرف الماضي و لا الحاضر , لا يهتم إلا بأحدث صيحات الموضة و آخر أغاني العسولة و عدد أزرار القميص المفتوحة .... حقاً لك الله يا مصر

بقلم م / مصطفى الطبجي

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

توك توك ... كارّو ... جرار

من منا يهتم بإحصائيات قطاع الرعاية العلاجية و العاجلة بوزارة الصحة أو بإحصائيات إدارة بحوث وحدات المرور بوزارة الداخلية؟ أو من منا فكر في أن يقراءها و لو لمرة واحدة؟ أعتقد أنها فئة قليلة جداً هي التي تهتم بقراءة مثل هذه الإحصاءات، و الطريف أن الفئة التي تهتم بها هي نفس الفئة التي تكتبها، ذلك أن الجميع أصبح الأن مربوط في ساقية البحث عن لقمة العيش في ظل الإرتفاع الغير مبرر لأسعار جميع السلع , و جشع التجار - الكبار - و عدم الإنصياع لطلبات الحكومة المتكررة بعدم زيادة الأسعار على المستهلك .

المهم أن هذه الإحصائيات توضح أن مصر إستطاعت و بجدارة أن تصبح من أعلى الدول في معدلات حوادث الطرق، و هذا يعني أننا موجودن على الساحة العالمية و ننافس بشدة، حيث أشارت التقارير و الإحصائيات أن عدد حوادث الطرق في مصر يزيد عن 70 ألف حادث سنوياً مما يسبب خسارة 9 مليار جنيه سنوياً بالإضافة إلى أن عدد الضحايا من قتلى و مصابين يبلغ تقريباً 300 ألف شخص، ومن المعروف أن هناك عدة أسباب للحوادث فمنها الطرق الغير ممهدة " إشي مطب و إشي حفرة و إشي نقرة " و زيادة أعداد السيارات الحديثة التي تغري الشباب " الطايش الهايف السيس " على السرعة حتى الميكروباصات الحديثة أصبحت تغري أيضاً بعض السائقين " أو جايز كلهم " على السرعة و سيارات النقل الثقيلة خاصة " المقطورة " و سائقيها " اللي عاملين دماغ و محزمين الطاسة " و أسباب أخرى كثيرة .

و لكني هنا أود أن أتحدث عن ثلاثة مسببات لحوادث الطرق السريعة خاصة الطرق الزراعية و هي التوك توك و الكارّو و الجرار، فهؤلاء الثلاث كوارث توجد بينهم عوامل مشتركة كما يتميز كل منهم عن الآخر ببعض المزايا التي تسبب كوارث خاصة به، و إذا نظرنا إلى أوجه التشابه بينهم سنجد الآتي :-

1. الثلاثة لا يحتاجون إلى رخصة قيادة

2. الثلاثة يقودهم عربجي

3. الثلاثة يسيرون في الطرق السريعة بدون أدنى معرفة بتعليمات إدارة تسمى إدارة المرور

4. الثلاثة يسيرون في عكس الإتجاه

5. الثلاثة يسيرون في الجهة اليسرى من الطريق مع العلم أنها الجهة المخصصة للسيارات السريعة

6. الثلاثة لا توجد بهم كشافات إنارة

7. من الوارد أن تجد أن من يقود أحد الثلاث مصائب هو طفل لا يتعدى عمره العشر سنوات

8. الثلاثة قدرتهم واحد حمار

أما عن أوجه الإختلاف فيمكن أن نحددهم في النقاط الآتية :-

1. التوك توك و الكارّو يمكن أن تجدهم داخل المدن أيضاً إنما الجرار فهو موجود في القرى يونسه توك توك على يمينه و كارّو على يساره

2. يمكن للكارّو كسر إشارة المرور الحمراء و عسكري المرور لن يستطيع عمل أي شئ له لأنه ببساطة لن يجد رخصة لسحبها أو رقم لكتابة مخالفة و إذا حاول و فكر و تجرأ و تكلم مع " العربجي " فسيرد عليه بالكرباج

3. سائق التوك توك مع إنه متهور فإنه يخاف من أن تلمسه أي سيارة، أما سائقي الجرار و الكارّو فلا يخافون إلا من إلا من سيارات النقل الثقيلة لأنها يمكنها أن تحول الجرار إلى عجلة بجنزير أو أن تدهس الكارّو و تساويه بالأرض هو و الحمار " و هنزعل على الحمار قوي "

4. سائقي التوك توك لا بد أن يدفعوا المعلوم " الإصطباحة " كل يوم لشخص ما يرتدي زياً ما و يمسك بدفتر ما " يجعل كلامنا خفيف عليهم "، أما سائقي الجرار و الكارو " بلطجية " لا يدفعون شيئاً

بقلم م / مصطفى الطـبـجي