تـركض كما لم تركض من قبل، أو أنها لم تركض في حياتها قبل هذه المرة، هذه أول مرة لذلك لا توجد خبرات سابقة تـستـنـد عليها و قد تكون الأخيـرة و ذلك يعتمد على مدى تحملها و تأقلمها مع الظروف الحالية، ذلك الكعب العالي الذي ترتديه لا يناسب الوضع الذي هي فيه، النتيجة المتوقعة هي سقوطها المتكرر، في كل مرة تسقط و هي تـنـظر للخلف تـستـنـد على يـدها اليـمنى فقط لتـقـف من جديـد و تـكمل مشوارها الصعب، ذلك أن يدها اليسرى كانت تحمل طفلها الذي بالكاد بلغ شهره الخامس.
سعيدة للغاية، زوجها إشترى أخيراً السيارة الجديدة التي حلمت بها، الأجمل أنه قرر إصطحابها هي و طفلهما المولود حديثاً في رحلة قصيرة لمدة ثلاثة أيام بعد أن كان يعدها كثيراً من قبل لكن ظروف عمله كانت تمنعه، فرصة لها لقضاء بعض الأيام الرومانسية التي تـعيـد لها ذكريات مرحلة الخطوبة، كما أنها فرصة له لتجربة إمكانـيـات تلك السيارة الجديدة.
أشار لها بـيـده دون أن يـتـكلم، أشار لها أن تـبـتـعد بقدر ما تـستـطيع، قـبّـل طفله قبلة طويلة، و كأنها القبلة الأخيـرة، حتى الطفل نـفسه شعـر بذلك فنظر إلى والده و إبـتـسم، إبـتـسم ليـودعه، في لحظات كهذه يـبـكي الأطفال، لكن هذا الطفل و كأنه يعلم أنه إذا صدر منه صوت فسوف يعرف البـاقيـيـن المكان الذي يـخـتـبـؤن فيـه، لذلك ظل صامتاً ..... مبـتـسماً.
" الليلة دي سيبني أقول و أحب فيك و انسى كل الدنيا دي و غمض عينيك "، تعالت كلمات الأغنية داخل السيارة، كانت تغني و زوجها يغني معها، تلك الأغنية التي دائماً ما تكون معهما و كأنها طفلهما الآخـر، هي أغنـيـة ليـلـة الزفـاف، ليلة عمرهما التي لا تـنـسى، أثـنـاء غنـائـمها و إنسجامهما معاً لم يلاحظا السيارتيـن التي تـقتـربان منهما ببطء مرعب.
في رعب و إرتباك أخرجت هاتـفها و إتـصلت بالنـجـدة، الدموع تـنـهمـر من عيـنـيـها تـبـلل شفتـيـها، أخبرت من يحدثها أنهم يتعرضون لهجوم من رجال مسلحيـن يطلقون عليهم النار، بـبـرود سألها ذلك الشخص الذي من المفترض أن يكون عسكرياً عن موقعهما، سألت زوجها عن مكانهما فأخبرها أنه لا يدري فالطريـق الدولي الساحلي كله متـشابه و لا تـوجد عليه أي علامات، بـنـفس البـرود أخبرها ذلك الشخص أنه لا يستطيع تحديد مكانهم بدقة و أنهم في الأغلب في منطقة تابعة لمحافظة أخرى لذلك سوف يتحدث مع الأمن هناك ليـخبـرهم عن الحادث، و أغلق الخط.
أحاطت بطفلها و كأنها تحتـويه خوفاً عليه من زجاج السيارة الذي تطايـر في كل إتجاه، أما زوجها فقد أطلق للسيارة العنان، سألها أقصى طاقتها و أجابت، إنطلق بسرعة جنـونـيـة لكنها لن تكون أكثر جنوناً من الموقف الذي هم فيه، أراد الفرار من قطاع الطرق هؤلاء، بعد ثواني معدودة أدرك أنه لا توجد فائدة من السرعة، فالسيارتـان لحقتـا به في ثواني، حاول أن يـلتـقط أرقام لوحات إحدى السيارتـيـن لكنهما كانتا بلا لوحات معدنـيـة، و إستمر إطلاق النار لإرغامه على التـوقـف.
لم يجد حلاً للهروب من هذا الموقـف سوى أن يدخل بسيارته وسط الأراضي الزراعية، وقتها يمكنهم الهرب وسط عيـدان القمح، أو على أقل تـقديـر الإختباء حتى بزوخ فجر النهار، في حركة مفاجئة نفذ ما فكر به، إنحرف بسيارته عن الطريـق لتـختـفي في لمح البصـر ثم نزل منها هو زوجته حاملة الطفل و ركضوا بعيداً عن مكان السيارة، هذه الحركة أعطته بعض الوقت، كان يطمئن زوجته أنهم بالتأكيد قد ملوا و إنصرفوا بعيداً إلا أنه كان يعلم أنهم سيـعودون .... قريباً.
بقلم م / مصطفى الطبـجي
سعيدة للغاية، زوجها إشترى أخيراً السيارة الجديدة التي حلمت بها، الأجمل أنه قرر إصطحابها هي و طفلهما المولود حديثاً في رحلة قصيرة لمدة ثلاثة أيام بعد أن كان يعدها كثيراً من قبل لكن ظروف عمله كانت تمنعه، فرصة لها لقضاء بعض الأيام الرومانسية التي تـعيـد لها ذكريات مرحلة الخطوبة، كما أنها فرصة له لتجربة إمكانـيـات تلك السيارة الجديدة.
أشار لها بـيـده دون أن يـتـكلم، أشار لها أن تـبـتـعد بقدر ما تـستـطيع، قـبّـل طفله قبلة طويلة، و كأنها القبلة الأخيـرة، حتى الطفل نـفسه شعـر بذلك فنظر إلى والده و إبـتـسم، إبـتـسم ليـودعه، في لحظات كهذه يـبـكي الأطفال، لكن هذا الطفل و كأنه يعلم أنه إذا صدر منه صوت فسوف يعرف البـاقيـيـن المكان الذي يـخـتـبـؤن فيـه، لذلك ظل صامتاً ..... مبـتـسماً.
" الليلة دي سيبني أقول و أحب فيك و انسى كل الدنيا دي و غمض عينيك "، تعالت كلمات الأغنية داخل السيارة، كانت تغني و زوجها يغني معها، تلك الأغنية التي دائماً ما تكون معهما و كأنها طفلهما الآخـر، هي أغنـيـة ليـلـة الزفـاف، ليلة عمرهما التي لا تـنـسى، أثـنـاء غنـائـمها و إنسجامهما معاً لم يلاحظا السيارتيـن التي تـقتـربان منهما ببطء مرعب.
في رعب و إرتباك أخرجت هاتـفها و إتـصلت بالنـجـدة، الدموع تـنـهمـر من عيـنـيـها تـبـلل شفتـيـها، أخبرت من يحدثها أنهم يتعرضون لهجوم من رجال مسلحيـن يطلقون عليهم النار، بـبـرود سألها ذلك الشخص الذي من المفترض أن يكون عسكرياً عن موقعهما، سألت زوجها عن مكانهما فأخبرها أنه لا يدري فالطريـق الدولي الساحلي كله متـشابه و لا تـوجد عليه أي علامات، بـنـفس البـرود أخبرها ذلك الشخص أنه لا يستطيع تحديد مكانهم بدقة و أنهم في الأغلب في منطقة تابعة لمحافظة أخرى لذلك سوف يتحدث مع الأمن هناك ليـخبـرهم عن الحادث، و أغلق الخط.
أحاطت بطفلها و كأنها تحتـويه خوفاً عليه من زجاج السيارة الذي تطايـر في كل إتجاه، أما زوجها فقد أطلق للسيارة العنان، سألها أقصى طاقتها و أجابت، إنطلق بسرعة جنـونـيـة لكنها لن تكون أكثر جنوناً من الموقف الذي هم فيه، أراد الفرار من قطاع الطرق هؤلاء، بعد ثواني معدودة أدرك أنه لا توجد فائدة من السرعة، فالسيارتـان لحقتـا به في ثواني، حاول أن يـلتـقط أرقام لوحات إحدى السيارتـيـن لكنهما كانتا بلا لوحات معدنـيـة، و إستمر إطلاق النار لإرغامه على التـوقـف.
لم يجد حلاً للهروب من هذا الموقـف سوى أن يدخل بسيارته وسط الأراضي الزراعية، وقتها يمكنهم الهرب وسط عيـدان القمح، أو على أقل تـقديـر الإختباء حتى بزوخ فجر النهار، في حركة مفاجئة نفذ ما فكر به، إنحرف بسيارته عن الطريـق لتـختـفي في لمح البصـر ثم نزل منها هو زوجته حاملة الطفل و ركضوا بعيداً عن مكان السيارة، هذه الحركة أعطته بعض الوقت، كان يطمئن زوجته أنهم بالتأكيد قد ملوا و إنصرفوا بعيداً إلا أنه كان يعلم أنهم سيـعودون .... قريباً.
بقلم م / مصطفى الطبـجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق