الخميس، 12 مايو 2011

و تغير الميدان

مع دوران الكرة الأرضية كعب داير حول الشمس، و مع تقلب شهور السنة و فصولها، تتغير أمور كثيرة في حياتنا، إذا كنت بالأمس القريب طولك 170 سم فاليوم طولك قد يصل إلى 171 سم، و إنت جيناتك بقى.

التغيرات السنوية لا تؤثر على الإنسان فقط، بل يؤثر دوران الأرض و لفلفتها على الحيوان  النبات... و الجماد أيضاً، و خير مثال على ذلك هو الميدان، طبعاً مفيش غيره، لما أقول الميدان يبقى أكيد قصدي على ميدان التحرير.

قبل 25 يناير كان ميدان التحرير مثله كمثل باقي ميادين العاصمة، و إن كان يميزه أنه شبيه بميدان شارل ديجول بفرنسا، كما أنه يحتوي على مجمع التحرير، و المتحف المصري، و الجامعة الأمريكية، و مقر جامعة الدول العربية، و بعض محلات التوكيلات، إلا أنه ماعدا ذلك كان كأي ميدان آخر، يحتوي على صينية تتلفلف السيارات من حولها.

أثناء ثورة 25 يناير تحول ذلك الميدان إلى رمز لكل المصريين، لا.... ليس لكل المصريين، بل ظلت هناك فئة مشتتة التفكير، أصبح الميدان رمزاً لـ 99.9% من الشعب المصري، و هذه هي آخر مرة سنسمع عن هذه النسبة الشهيرة، أصبحاً رمزاً للحرية كما كان رمزاً للإستقلال، أصبح موطناً، أصبح ملاذاً، أصبح فكرة آمن بها الجميع.

بعد ثورة 25 يناير، و بعد هدوء الأوضاع إلى حد ما تحول الميدان مرة أخرى، صحيح أن السيارات عادت تتلفلف حول الصينية اللي محيرانا دي، صحيح أنه مازالت هناك بعد المظاهرات الصغيرة العدد، إلا أن الجديد الذي تغير في الميدان هم الباعة الجائلون، الذي إحتلوا الأرصفة يبيعون كل ماهو يحمل علم مصر، قبعات، تيشيرتات، أعلام، أنتيكات، خزعبلات، شرابات، مين يقول هااااات.


م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق