الخميس، 19 أغسطس 2010

تعويض ما فات من رمضان

" ما لا يدرك كله لا يترك كله "، نصيحة نسمعها كثير من مشايخ المساجد و أئـمة الجوامع و كل شخص وجد في نفسه القدرة على دعوة الناس إلى التعبـّد في شهر رمضان الكريم، و بصراحة فهي مقولة أو نصيحة مفيدة جداً و عملية جداً و يمكن تطبـيـقها في جميع نواحي الحياة كالعمل و الدراسة و حتى التعاملات الشخصية و لا أدري لماذا يقتصرذكرها في شهر رمضان و كيفية التعبـّد في هذا الشهر كأن العبادة لوجه الله تعالى لا تجوز إلافي هذا الشهر.

و إن كانت هذه النصيحة تجـرنا جراً إلى سؤال فني ذو وجهين، كيف أعوض ما فاتـني من رمضان؟؟ الوجه الأول لهذا السؤال و هو وجه سئ يعني أن حضرتك كنت " نايم في العسل نوم " و " مقضيها "، أما الوجه الثاني و هو وجه حسن يعني أن بقايا ضميرك قد إستيقظ بعد نوم عميق و تريد تعويض ما فاتك، لهذا و لهذا فقط قررت أن أعـّوض ما فاتني من رمضان و يكفي الذي ضاع و كما أجمع كل المشايخ " ما لا يدرك كله لا يترك كله ".

نظراً لظروف عملي التي تتغير من أسبوع لآخر حيث أني أعمل بنظام الورادي أو كما يسميها " اللي عاملين نفسهم ولاد ناس " نظام "الشيفتات "، فلايوجد لدي وقت محدد لإستغلال اليوم أفضل إستغلال، فهذا الأسبوع على سبيل المثال يكون عملي من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الواحدة صباحاً والأسبوع القادم سيكون عملي من الواحدة صباحاً حتى الثامنة صباحاً وهكذا، و إن كان هذا النظام مهلك بدنياً إلا أن له فوائد عديدة سنـتكلم عنها في لقاء آخر.

المهم و حتى لا أطيل عليكم قررت أن أقـوّي عزيمتي و أعوض ما فات، و بدأت بأول خطوة و هي شراء أحد الجرائد القومية و فتحت الصفحة الفنية التي تنـشر مواعيد إذاعة المسلسلات على جميع القنوات المحلية منها و الفضائية، المصرية منها و العربية، و بدأت في تسجيل مواعيد هذه المسلسلات و البرامج الكوميدية و الحوارية حتى لا تفوتني حلقة ساخنة أو حوار " ملهلب " أوموقف طريف " روش آخر حاجة "، و بالطبع و لأني كما قلت سابقاً أن مواعيد عملي ليست ثابتة فلم أنسى أن أسجل مواعيد الإعادة على نفس القناة أو على القنوات الجديدة أيضاً و عملت جدول حكاية، جدول " مايخرش المية "، جدول و لا جدول كأس العالم، جدول يخليني أشوف أي مسلسل أنا عاوزه أو أي برنامج مهما إختلفت مواعيد العمل الرسمية و الغير رسمية.

جالكم إحباط ... مش كده ؟؟ أنا عارف لأني أنا كمان محبط من اللي بشوفه في خلال الشهر، يومياً عند ذهابي للعمل يكون دائما ً النقاش و الكلام بين أفراد الوردية من مهندسين و فنـيـيـن يدور في إتجاه واحد " شوفت حلقة الكبير قوي إمبارح؟؟ "، " أنا مش متابع غير باب الحارة الجزء الخامس"، " برنامج رامز حول العالم تحفة السنة دي "، " غادة عبد الرازق عاملة مسلسل جامد"، و يا ريت الموضوع يقف عند هذا الحد، حيث أنه بالرغم من أن الشيطان " متربـّط " في هذا الشهر الكريم إلا أنّ شيطان الإنس موجود و يعبث في الأرض فساداً، فالحوار و الكلام و الغمزات و الهمزات تـنـتـقل من الكلام على المسلسل نفسه إلى " نخاشيش المسلسل الجوانية " بمعنى ان الكلام سيتحول إلى " شوفت علا غانم كانت لابسة حتة دين فستان "، "ده كان في مشهد في مسلسل العار إنما إيه "، " أحمد عيد جاب حباية فياجرابس إيه .. حكاية " و كلام كتير من اللي المفروض إنه لا يتقال في رمضان و لاغير رمضان، و مرحب شهر الصوم مرحب.

اللي يحبطني أكثر و أكثر انه لا يوجد مسلسل ديني واحد يوحد الله، مسلسل يحكي حاية أحد من الصحابة أو التابعين، مسلسل يليق بهذا الشهرالكريم، و إذا نظرنا إلى البرامج الدينية فستجد ان أغلبها تكون مواعيد إذاعته في لوقت الغير مناسب و الغير ملائم و ..... أسيبكم بقى لأن مسلسل باب الحارة بدأ.... نلتقي بعد الفاصل.



بقلم م / مصطفى الطبجي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق