السبت، 28 أغسطس 2010

الحلم الحقيـقي

خير اللهم إجعله خير حلمت حلم غريب جداً، حلمت أني في مكان واسع و يوجد من حولي أشخاص كثيرون، رجلاً و نـساءً، الجميع ساكت لا يـتـكلم، درجة الحرارة عالية جداً و الكل يتصبب عرقاً، كان الجميع ينظر لأعلى و تبدو في أعينهم نظرات القلق أو الخوف لا أستطيع التحديد، لكن ما أعرفه بالتحديد أني عندما نظرت للأعلى أنا أيضاً أصابني شعور غريب، شعور يجمع بين الخوف و القلق و الرهبة و اللهفة، حاولت أن أسأل أي شخص من الموجودين بجواري عن كيفية الخروج من هذا المأزق، لكنه كانت توجد قاعدة واحدة في هذه اللحظة " يالا نفسي " و " اللي بيـشيـل قربة مخرومة "، بدأت أدعو أن ينجـيني الله من هذا المكان الموحش، و أن يشملني بعطفه و رحمته، لكن بعد فوات الأوان فمثل هذا الدعاء كان يجب أن أدعوه قبل دخول هذا المكان، أيضاً كان الجميع يدعو ألا تضطره أفعاله و أعماله أن يدخل في مثل هذا المكان.

كلا .. أنا لم أدخل النار ... ربنا يحفظنا ... أنا كنت في إدارة المرور بجدد ترخيص السيارة، و حقـيـقاً فهذا لم يكن حلماً، إنما هو واقع مرير أعيشه كل ثلاثة أعوام، حيث أنه كل ثلاثة أعوام أذهب لتجديد ترخيص السيارة لأقف أنا و مجموعة من المأسوف على أمرهم فترة زمنية لا يعلمها إلا الله تحت أشعة الشمس المحرقة في ساحة واسعة لا توجد بها مظلة واحدة، الكل يقف في سكوت لا يريد التحدث لأنه لا يريد بذل المزيد من الجهد الغير مفيد، الجميع ينظر للأعلى في إنتظار نزول الموظفين بعد إنتهاء الإجتماع الصوري الذي يعقده معهم كل يوم مدير الإدارة، في نفس الوقت لن أجد أحداً يفيدني بإجابة شافية عافية لأن كله " مظبط نفسه " و " محدش له دعوة بحد "، لذلك لا يوجد إلا الدعاء.

لأني كنت ذاهباً مبكراً جداً فكنت أول شخص يقف في طابور طوييييييييييل على شباك الموظف المبجل، و حقـيـقاً كان يبدو على هذا الموظف علامات الورع و التقوى حيث أن علامة الصلاة على رأسه و كأنه ولد بها كما أنه كان يمسك المصحف بيده يقرأ ورداً من القرآن، إستبشرت خيراً وقلت في سري أن هذا الموظف يتقي الله في عمله و سوف ينهي الإجراءات بسرعة، المهم و حتى لا تملّوا مني قلت له " السلام عليكم " فأشار لي بيده بمعنى أن أنـتـظر قليلاً و إستمر في القراءة لفترة قصيرة ثم رد عليّ السلام و قال لي " معلش أصل أنا مش ببدأ يومي إلا لما أقرا ورد من القرآن "، قلت في سري ربنا يكرمه و أعطيته الرخصة و ملف السيارة و وقفت أنتظر منه الإنتهاء منها، نظر إلى الورق سريعاً ثم نادى على شخص ما إسمه السيد " يا سيد ... يا سيد ... هو مجاش !! " ثم نادى على شخص آخر إسمه طارق " طااارق ... مجاش برضه " و هنا كان رد فعله ظريف جداً حينما قال " ولاد الم..... المع.... الأو... محدش فيهم جاه برضه، هما كل يوم كده يا إما أجازة أو يشرفوا متأخر و الشغل كله فوق دماغي، عالم ولاد ستين و... " كوكتيل طريف من الشتائم إنطلق في وجهي " على غيار الريق " على طارق و السيد اللذان لم يحضرا حتى الآن، قلت له " هدي بالك معلش إنت الخير و البركة و رمضان كريم " فرد علي قائلاً " و إنت بالصحة و السلامة هات بقى 30 جنيه " سألته لماذا فانا أعلم أن هذه الإجراءات مجانية فقال لي " دي مش عشاني، دي عشان مدام رشا اللي قاعدة على الكومبيوتر " فقلت له " يا باشا مدام رشا إيه بس ده إحنا في رمضان حتى !! " فقال لي " ياااه صحيح معلش الواحد نسى ... خلاص خليهم 15 جنيه بس !!!! ".

بقلم م / مصطفى الطبـجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق