الخميس، 13 أكتوبر 2011

الحكم على الواقف


تجربة شخصية حدثت لي بعد زواجي مباشرة، بعد أن تلقينا التهاني من جميع الزائرين، وبعد أن سمعنا تعليق كل شخص عن فرش عش الزوجية، وبعد أن اتضح تركيز الجميع على السُـفرة، مع إن "العفش" كله حلو وربنا، بدأت الأثار تظهر بوضوح، فزجاج السفرة كسر مرتين حتى الآن، كما أن القرص الخاص بها انشق بقدرة قادر إلى نصفين... آن آن آن ن ن ن.

مؤمن أنا بالحسد فقط لأنه ذكر في القرآن الكريم، لكني مع ذلك لا أستطيع أن أتقبل فكرة أن شخصاً ما يمكنه أن يؤذيني بإستخدام عينيه... اللي هياكلهم الدود دول، ومع أني ذهبت بالقرص إلى أكثر من نجار إلا أن المعالجة فشلت، فـبـعـد استخدام الغراء بفترة ينشق القرص مرة أخرى معترضاً على نوع الغراء... أو مُـرغماً.

أحد النجارين المثقفين المخضرمين الذين احترفوا هذا المجال عن حب وليس عن احتياج للمال نصحني بالذهاب إلى أي وزارة وسوف أجد الحل هناك، أخبرته أن "العفش" الموجود في الوزارات في الأغلب استيراد بلاد بـرّة، يعني مش هنوصل لحاجة، ضحك بخبث وأخبرني أن أذهب للسؤال عن نوع الغراء المستخدم في لصق المسؤول بالكرسي... آن آن آآآآآه.

هنا تنبهت أن المشكلة في مصر ليست في الحاكم، سواء كان هذا الحاكم رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو وزير أو محافظ أو حتى رئيس مجلس محلي، المشكلة في الكرسي، سواء كان هذا الكرسي أثري أو بمسند أو بظهر أو بعجل أو حتى كرسي خشب، في جميع الحالات هو يسبب خلل ما في تصرفات السيد المسؤول، وهنا لن تـنـفع فكرة استبدال الكرسي بآخر تيفال (علشان ميلزقش)، لا بد من استبدال الكرسي بــ... كـنـبـة.

لكن بعض أولاد الحلال لـمّـحوا لي أن الكنبة ستجعل المسؤول "يـأنـتـخ" في منصبه، وأقرب مثال على ذلك... حزب الكنبة، الحل أن السيد المسؤول طوال فترة توليه لمنصبه سيظل واقفاً، فهو ليس بأفضل من عساكر التشريفة الذين يظلون واقفون لمدة تتجاوز الـ12 ساعة، بدون أكل أو شرب أو حتى... عمل "بـيـبـي".

هذا حلٌ عملي، فالمفترض أن يشعر المسؤول بمعاناة من هم مسؤولين منه، فكيف لشخص يُـوقـَف الطريق من أجله وهو في سيارته المكيفة أن يشعر بدرجة الحرارة وازدحام الطرق وتعطل المصالح والحالة النفسية للمواطن ومستوى المعيشة.

حتى يظل السيد المسؤول مستيقظاً ومنتبهاً لما يواجهه من هموم ومشاكل، اللي هي همومنا ومشاكلنا (إحنا الرعية)، يجب سحب غرفة النوم من منزل السيد المسؤول، بمعنى آخر... الحُـكـم من هنا ورايح... هيكون على الواقف... وقوم أقف وإنت بتكلمني.


م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق