الخميس، 13 أكتوبر 2011

فاقد الشيء لا يعطيه


عندما يقوم رجل ضرير -أعمى يعني- بتنظيم المرور في ميدان عام، النتيجة الوحيدة عدد لا نهائي من الحوادث، لأن الكل سيعتمد على الضرير مع علمهم أنه غير مؤهل لكنهم مع ذلك سيريدون منه تحمل المسؤولية وحده، أما عندما يقوم عسكري مرور-محسوب على الفكر السابق- بتنظيم المرور في ميدان عام، ستكون النتيجة أيضاً عدد لا بأس به من الحوادث، ولأنه عسكري سيطالب الجميع بعزله، قد يشكك البعض في كلامي، لكنها الحقيقة.

وهنا لابد أن نسأل أنفسنا، من المخطئ؟؟ من المتسبب الحقيقي في تتالي كل هذه الحوادث... أو الأحداث؟؟، هل ذلك الأعمى الذي وضعته الظروف -ربما رغماً عنه- في منصب اتخاذ القرار، أو ربما طالب البعض به وقتها ثقة في إحساسه العالي، كل هذا غير مؤكد، فقط الأمر المؤكد أن إدراكه للموقف يعتمد فقط على حاسة السمع لتصبح الرؤية النهائية للمشكلة مشوشة ينقصها الكثير من الحقائق لتخرج القرارات متخبطة في النهاية.

أما بالنسبة لعسكري المرور، فأولاً وحتى لا آخذ مخالفة عدم ربط حزام الأمان أحب أن أقول له "وأنا وأنا وأنا أحب العسكري"، لكن على ما يبدو أن ذلك العسكري يتعمد إثارة البلبلة، أو على الأقل يسعد بكثرة الحوادث، فتلك فرصة ليسجل الكثير من المخالفات، التي يحصل بالتأكيد على نسبة منها، وبذلك يؤكد ويرسخ ويبارك وجوده في موقعه، ومع أن استمراره في مكانه أمر حتمي ولا بد منه، إلا أنه سيكون حتمياً إذا كان فعلاً ينظم ويحمي.

الطرف الثالث في المشكلة هم السادة المواطنين، أينعم، إحنا، إحنا اللي لغينا عقولنا، وبعدنا أنفسنا، وأصبح كل فرد منا يبحث كيف يستطيع تفادي السيارات من حوله فقط... ليصل هو أولاً، طبعاً إلا من رحم ربي، لكن سباق التسلق أصبح على أشده، واللي يحصلني يكسرني، واللي هاشوفه هالوشه

في النهاية يتضح أن الأعمى والعسكري وجهان لعملة واحدة فاحدهما فاقد للبصر، والآخر فاقد للبصيرة، تلك العملة التي يقذفها في الهواء شخص ثالث... فاقد للضمير.


م/مصطفى الطبجي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق