الخميس، 13 أكتوبر 2011

عندما ترسو السفينة


على ما يبدو أن تصريح الرئيس السابق المخلوع على عينه والذي قال فيه "أنا أو الفوضى" لم يكن تهجيصة من تهجيصاته، بل يبدو أنه كان التصريح الصادق الوحيد الذي أتحفنا به ذلك الرجل على مدار ثلاثون عاماً، تعود المصداقية ليس لأنه كان يحمي البلاد ويحفظها من كل سوء، بل لأنه كان يدرك جيداً أن القرارات التي أخذها والقوانين التي سنها ستدمر البلاد فور فك الغراء الذي كان يلصقه بالكرسي.

فوضى عارمة تضرب البلاد كالأمواج العاتية التي تتلاعب بسفينة ركاب في ليلة سوداء ملبدة بالغيوم، الأسوء من هذا عندما نجد القبطان غير قادر على أخذ قرار واحد صحيح وسط كل هذا التخبط، هل يعود للميناء -نقطة الصفر-، أم يعاند التيار ويكمل الرحلة، أم يساير التيار ويترك السفينة تنساق على حسب الأهواء، أم ينزل الركاب في قوارب النجاة، كلها قرارات تحتاج إلى تفكير، الأهم ألا يكون السبيل الوحيد لتخفيف الحمولة هو رمي الركاب في المياة الباردة بدون قوارب أو سترات نجاة.

عند حدوث أي أزمة كلنا مدانون أيها السادة، كل فرد منا ساهم في تسرب المياة داخل السفينة، والسبب بسيط، بعضنا أراد أن يرتدي هو زي القبطان، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا أراد الإستسلام للأمواج والإكتفاء بالدعاء، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا وجدها فرصة لتصفية حساباته مع الشخص الجالس بجواره والمخالف له في الرأي، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا ترك مشكلة الغرق وقرر تغيير لون الدهان الخارجي، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا وقف يتفرج على كل ما يحدث غير عابئ، والبعض الآخر تركه على ذلك.

نظرية الشماعة التي نحترف التعامل بها، والتي أثبتت فشلها على مدار الزمان والمكان، فلا يجب أبداً أن نعلق خيبات الأمل على تصرفات الآخرين، مرة أخرى... كلنا مدانون أيها السادة، بسبب تفرقنا وإبتعادنا عن حل الكارثة الحقيقية، معالجة الثقوب التي غربلت بدن السفينة، وإتجه كل منا إلى البحث عن مجد شخصي، غير مدرك أن ذلك المجد الزائف سيكون حليفه وونيسه في النهاية، عندما ترسو السفينة بمن عليها... في القاع.


ملحوظة ملهاش دعوة بالحياة:- الزمالك خسر بطولة الكأس


م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق