الخميس، 13 أكتوبر 2011

إشاعات انقسام الذرة


بعد موقعة الجمل إلتحق الكثيرون بالثورة، البعض إنضم بسسب إقتناعه بها وإيمانه بأهدافها، والبعض إنضم لأنه وجد أن التصوير بجوار (الدبدوب) في ميدان التحرير أكثر شياكة من التصوير بجوار (الدبابة) في غرفة النوم، كما أنها طريقة سريعة لزيادة عدد أصدقائه الإفتراضيون على الفيسبوك.

المهم هو ما حدث بعد تنحي المخلوع، أو خلع المتنحي، الكل تناسى السبب الوحيد الذي كان أساسياً في نجاح الثورة، الإتحاد، إتحد الجميع بإختلاف الفكر والتيارات والدين، حتى الأحذية التي كانوا يهدمون بها أسس النظام السابق، كانت مختلفة المقاس، لكنها كانت ذات هدف واحد، أنها كانت تضرب النظام فوق رأسه.

الآن وبعد ذلك الإنقسام الشبيه بإنقسام الذرة، خرجت علينا (إشاعات) ذات تأثير أكثر ضرراً من (الإشعاعات) النووية، إشاعات مخلوطة بحقائق سببت الكثير من العيوب الخلقية التي أخلت بمسار الثورة، وربما أضاعت بمستقبلها، لتعيش فقط على ذكريات 18 يوم كانوا من أعظم الأيام في التاريخ المصري الحديث... والقديم.

قد يعتقد البعض أن المجلس العسكري والحكومة هما المسؤولان الوحيدان عن تدهور الأوضاع، وذلك باتباع أساليب سياسية تماثل سياسة التوأم في الزمالك، مما يعني أن البلد كلها شاكب راكب ستحجز مقعدها في المركز الثاني،... سؤال صغير فارض نفسه، أمال مين بقى اللي في المركز الأول؟؟

لكن بغض النظر عن الدرع الذي دوماً ما يضيع، فإن ذلك التدهور الذي وصل بنا إلى تفعيل قانون الطوارئ كنا نحن -القوى السياسية وحزب الكنبة- مشاركين فيه، فالبحث عن المصالح الشخصية، وتغليبها على المصلحة العامة، وحب الظهور وصوّرني صوّر كانت جميعها أسباب يمكنها أن تجعل من الشربات فسيخ، وبمنتهى البساطة.

التنصل من المسؤولية كانت أهم الأسباب من وجهة نظري، فعند حدوث أي كارثة بعد أي مليونية، يتسارع الجميع في إعلان عدم مسؤوليتهم عما حدث، وكأن المدبر في كل مرة هم أشخاص آخرون خرجوا من النيل أو هبطوا بالبراشوت، أما إذا أتت المليونية ثمارها، يتسارع الجميع في إعلان حسن التنظيم والإصرار والتواجد وبعد النظر والقدرة على البقاء والتحور.

أسلوب فيه جمع للمكاسب، والهروب وقت الإنكسار، لذلك كان تفعيل القانون هو خطوة للأسف صحيحة، لكنه للعجب فور تفعيله قام 25 بلطجياً بإقتحام أحد أقسام الشرطة وإستولوا على بعض الأسلحة، وهذا الحدث يلقي بسؤال هام جداً، على من سيتم تفعيل قانون الطوارئ بالظبط؟؟ أول الدوري أم ثان الكأس؟؟



م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق