في مصر كل شيء يتمصر، حتى الماء والهواء، فالماء يختلط فيه الكلور بمياة الصرف الصحي، والهواء تختلط فيه السحابة السوداء بعوادم المصانع، حتى الطيور المهاجرة عندما تمر بالأجواء المصرية تتمصر، وتكتسب من العادات والتقاليد ما يجعلها قيد العزل الإجباري فور دخولها سماء إحدى الدول المجاورة، هو أمر أشبه بالعزل السياسي الذي "إنتوى" مجلس الوزراء تطبيقه أخيراً على فلول النظام السابق.
ولأن الفلول لسانهم أطول من شريط السكة الحديد، ودماغهم أقدم من هرم خوفو، ونيتهم أسود من أخلاق شيكابالا، وأخلاقهم سقطت في "بئر سبع"، كان من المنطقي أن تكون مخاوفهم من تطبيق قانون الغدر دافعاً للإعلان عن نواياهم التخريبية "الحقيقية" البناءة، رغم تأكيدهم التام أن ليس كل من كان في لجنة السياسات المنحلةً (مخرباً) للبلد... على الأرجح كان (مخبراً) عنها.
في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والحزب اللي يجيلك منه الريح إعزله وإستريح، حتى نتمكن من إتاحة فرص جديدة لوجوه جديدة، حتى نتمكن من وقف سيطرة المال على الناخب، حتى نتمكن من التخلص من جملة "عائلات الجحش تؤيد وتبايع ابن الدايرة"، حتى نتمكن من نسيان شعارات مثل "وحبيبكم مين؟؟ العجل بيه"، حتى نتمكن من محو هتاف "الأسفلت بيضحك ليه من حلاوة البغل عليه".
نعم... هذه أسماء الأعضاء القدامى للمجالس السابقة، الأعضاء الذين نجحوا بالتزوير، أو التخدير، أو التمويل، الأعضاء الذين حولوا المجلس إلى زريبة، والقرارات إلى علف، والمعارضة إلى خيال مآتة، والبلد إلى مزرعة دواجن مليانة "بـيـض"، وهـوّ أنا مالي النهاردة، حاسس إن لساني مش قادر يمسك نفسه، بس والله غصب عنه، الأحداث الأخيرة وضحت إن في بعض الأشخاص يستحقون أن نرفع لهم القبعة، والبعض الأخر يستحقون أن نرفع عليهم الحذاء.
الآن الفلول يهددون، وقانون الطوارئ موجود أهوه... أهوه، والمجلس العسكري أشار أنه فعّـله فقط علشان يحمي البلد من الخراب على أيدي البلطبجة، طيب التخريب جاي أهوه... أهوه، يا ترى هل سيتم تطبيق قانون الطوارئ عليهم، أم أن قطعهم لسلوك الكهرباء وخطوط السكة الحديد وإحتلالهم لمباني المحافظات يندرج تحت بند... حرية الرأي؟؟؟
م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق