جملة مفتكسة تتكرر في الأفلام المفتكسة، "العدالة لازم تاخد مجراها"، يقولها البطل المفتكس في ظروف مفتسكة من صنع أحد كتاب السيناريو... المفتكسين، وبعيداً عن كل هذا الإفتكاس، فالمهم في الأمر أن كلمة العدالة تنتهي بحرف (التاء المربوطة)، وهذا يعني في اللغة العربية أنها كلمة مؤنثة، كما أن الفعل التابع لها (تاخد) يبتدي أيضاً بحرف (التاء)، وهذا يشير إلى أنها كلمة مؤنثة، أيضاً على جدار المحكمة ترسم العدالة على أنها إمرأة معصوبة العينين، وهذا يؤكد أنها أنثى.
هذه الجملة على قدر بساطتها فهي توحي للمتلقي وكأن العدالة شخصية حقيقية تستطيع أن تحدد الطريق الذي تسير فيه بكامل ارادتها، سواء كان هذا الطريق طريقاً عاماً آمناً تماماً، أو طريق زراعي مقطوع مفهوش صـرّيـخ ابن يومين.
لكن اتضح أنه في الأنظمة الديمقراطية العادلة فإن العدالة تأخذ مجراها، لكن عندنا الأمر مختلف، فلقد تم إختطاف العدالة والإعتداء عليها بوحشية، ثم عمل كشف عذرية لها أمام الجميع لإثبات أنها ماشية في البطـّال، بعد ذلك تم إلقاؤها في المجاري، وهذا يعني أنه في مصر العدالة لا تأخذ مجراها، بل تأخذ مجاريها، ولا عزاء للسُلطة القضائية أو حتى للسَلطة البلدي.
على ما يبدو أيضاً أن عمليات الإغتصاب هذه كانت تتم بأسلوب علمي ممنهج منظم مدروس محفوظ، أسلوب كانت تتبعه الأنظمة السابقة لأي عدالة ناشطة سياسياً، واكسر للعدالة ضلع يطلعلها 24، لكن لما تكسر الـ 24 ضلع، هتعيش مذلولة طول العمر.
لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل نحن في ظل هذه الظروف الإنتقالية الإستثنائية المُـتخبّـطة نحتاج حقاً إلى عدالة عمياء؟؟ أم نحتاج إلى عدالة "مفنجلة" عينيها 24 ساعة في الـ 24 ساعة، عدالة لا تعرف الخوف، عدالة لا تعرف التردد، عدالة اللي يرشها بالميـّـة ترشه بالدم، عدالة تضع في حقيبة يدها "صاعق كهربي"، تدافع به عن نفسها في حالة تعرضها لحالة تحرش.
م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق