الخميس، 13 أكتوبر 2011

طارئ بالتلاتة


عودة للكتابة بعد انقطاع دام حوالي عشرة أيام، وهو في الحقيقة انقطاع اختياري تماماً كما تقود سيارتك في عكس الإتجاه، لقد كنت في حاجة لفترة من الوقت لتحليل المستجدات والوقوف على المتغيرات وترتيب أرفف الدولاب، بمعنى آخر كنت في فترة تآمّـل، وجلسة مطولة مع النفس، ولأن المدارس تأديب وتهذيب و إصلاح، كان إضراب المعلمين هو مغناطيسي الأول.

تآملت ووجدت المعلمين مضربين عن العمل بهدف تحسين الأجور كمطلب أول، النتيجة أن بعض الطلبة أقاموا مظاهرة مضادة يطالبون فيها بعودة المعلمين بشرط أن يظل يوم السبت أجازة رسمية، والخميس أجازة اختيارية، واليوم الدراسي عامة لابد وأن ينتهي في الساعة 10 صباحاً، وإلغاء نظرية الـ30 غياب!!!

أولياء الأمور قرروا المساهمة في حل المشكلة بطريقة إيجابية وفعالة، هم أيضاً يهتمون بمصلحة التعليم في مصر، والحل الأنسب لإقناع الجميع بالعودة إلى المدارس، وشرح المواد الدراسية بضمير يقظ، وإلغاء الدروس الخصوصية اللي ناحلة وبر الأهالي، والتأكيد على إحترام الطالب للمعلم، هو حرق مبنى الإدارة التعليمية!!! عملاً بالمقولة ((الصُوبع اللي يوجعك... إحـرقـه))... وفوراً

تآملت أكثر لأجد أن مغناطيسي الثاني كان إضراب عمال هيئة النقل العام، وأيضاً كان أهم مطالبها صرف حافز الإثابة، يعني عدنا مرة أخرى لفكرة المال والأجور ومصاريف العيال والمرتب مش مكفي، المميز في هذا الإضراب أن الداخلية تهدد بتطبيق قانون الطورائ -اللي هو مطبق أصلاً- على المضربين عن العمل، والخوف كل الخوف أن يتم تطيق القانون على هذا المقال عملاً بالمقولة ((الصُوبع اللي يوجعك... إحبسه))... وهشتكه.

تآملت أكثر وأكثر حتى لم أعد أرى شيئاً، فالجو أصبح ملبد بالعساكر في كل حتة، قانون طوارئ بقى، وعربيات الأمن المركزي أصبحت تسد عين الشمس، قانون طوارئ بقى، هنا علمت وأدركت وتأكدت أن الثورة التي جمعتنا ووحدتنا في لحظة ما فاصلة في تاريخنا قد أصبحت... طارئ بالتلاتة.


م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق