على حسب إختلاف المحافظات يختلف مفهوم المصطلحات (حلوة حتة السجع دي؟)، يعني محافظات وجه بحري غير وجه قلبي، ففي محافظة أمريكا العلمانية تعني اللادين، لا في السياسة ولا في الدين ذات نفسه، أما العلمانية في محافظة مصر فهي تعني فصل الدين عن السياسية، إلا أنه يظل لصيقاً بالحياة الإجتماعية (ده المفترض يعني)، لكن لو نزلنا إلى الريف مع الفقراء والغلابة فالعلمانية بمفهومهم البسيط تعني الإتجاه للعمل والعلم.
هذا يعني أن الطبقة الكادحة بطبعها تقدس العمل (هذا إن وجد) ربما لأنه خط دفاعهم الأول والأخير ضد الذل، أما الطبقة العليا وأصحابها فهي بطبعها تقدس الظهور في البرامج، وصفحات الجرائد، والمؤتمرات الصحفية، والندوات السياسية للتباهي بالحناجر الجهورية، والأفكار الألمعية، وإشعالاً للأوضاع الداخلية، لكن في نفس الوقت لم يسقط شهيد إلا من الطبقة الفقيرة... المتوارية عن الأنظار.
صفوة المجتمع الغربي أو النخبة نراهم يعملون ثم يعملون ثم يأخذون استراحة غذاء ثم يعملون ثم يتكلمون، أو ربما هو طبع الجميع في ذلك المجتمع الذي أصبح فيه "العمل" دوماً ما يكون عبادة، أما هنا "العمل" دوماً ما يكون في حجاب أو مُـرمى أسفل عقب الباب، وآشتاتاً آشتوت.
العجيب أن من يدّعون إنتماءهم لصفوة المجتمع والذين يتخذون الفكر الغربي مثلاً يحتذى به، وأسلوباً لابد وأن يتبع، نراهم يجيدون فن الكلام، بكل أنواعه وأشكاله، لكن بدون فعل أو حتى مفعول به، والعلم عند الله يبدو أن مصدر رزقهم الوحيد هو ما "يعكشونه" عقب إستضافتهم في أي برنامج.
قبل أن نفكر في حقوقنا يجب أن نخلص في واجباتنا، وقبل أن يشعل البعض شرارة الخلافات وهو يتكلم من المنطقة الأمنة، أتمنى أن نرى هؤلاء "المشعللتية" على أرض الواقع في قلب الحدث، لا كما يحدث دوماً ودائماً، نراهم يملؤن المكان بعد حدوث الكارثة، ويملؤن القنوات الفضائية حديثاُ عنها، ويملؤن عقول المشاهدين بما يشعل الأمور، ويملؤن جيوبهم بما يدفئ القلوب ثم يأكدون أنهم من... الكادحين.
م/ مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق