الجمعة، 31 ديسمبر 2010

بـتـحـبـهـا بـطـعـم إيـه؟

الدويـتـو الشهير الذي كان بـيـن العنـدليـب و شاديـة كان يـقـول " حاجة غريـبة "، كانا يكررانها عدة مرات، مؤكدين على أنه يوجد شيئ ما غريب، شيئ ما غامض، و هذا حقيـقي، فعلى حد علمي أن الحـدود بـيـن الدول تختلف كثيـراً عن معارض الموبـيـليـا، بمعنى أنها ليـسـت سـداح مـداح، بـل إنـه بالتـأكـيـد هـنـاك قـواعـد و عـلامـات و إرشـادات و أسـلاك شائكة و جـدار عازل و رادارات و دوريـات حـراسة راحة جاية.



مع ذلك نسمع أن بعض الأشخاص إستطاعوا عبـور الحدود بمنـتـهى البساطة، ساعتها أتـصور أنهم بعبورهم العظيم هذا كمن يـسيـر من غرفة نـومـه إلى المطبخ، مفيش مشاكل، حتى لـن يـحتـاج وقتها إلى حـمـل بـطـاقـة شخـصيـة.


أين هي المشكلة إذاً؟ إما أن (الحدود) تحتاج إلى ليـبـرو للدفاع عنها، بـس يكون واد مخلص من الآخـر حتى يحمي منطقته من (القادمون) من الخـلـف، الحـل الآخر أن يـخطف (حارس) الحدود أحد مهاجمي الفريـق المنافس، علشان لو عمل "الـقـلّـة" و أحرز هدفـاً تـبـدأ عملية المساومة، إلغاء الهدف في مقابل إرجاع إبن النادي، لكن الدوري وقتها لن يكون له طعم .... أو هو كذلك بالفعل.


الجزء الثاني من الدويـتـو هو " الدنيا بقى ليها طعم جديد "، المعنى هنا واضح، أن مصر كلها إختارت طعمها، و لأن الإختلاف في الوز لا يـفـسـد للـبـط ملوخية، فإن الإختلاف في الطعـم لا يـفـسد للمعنى قـضيـة، و هل كنا فعلاً نـختـار (الطعم) الذي نـريـده، أم أن كل هذه البروباجندا كانت (طعم) - بضم الطاء- جديد لنا.


فطعم الإنـتـصارات بـدأ يـتـلاشى، و طعم الكبـريـاء بـدأ يـضمحـل، و طـعـم الأخـد على الـقـفـا أصبـح لاذع، أما طعم الحق الضائع فأصبـح منـتـشـر، هااااا و إنت بتحبها بطعم إيه؟؟؟؟؟





بقلم م / مصطفى الطبجي

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

نـظريـة الهـوبــّـا

نـشأت نـظريـة الهـوبــّـا عام 2000 عنـدما دخلت أحد المساجد الكبيرة لأصلي المغرب، كنـت متأخراً بالفعل عن صلاة الجماعة، لكن لحسن الحظ وجدت شخصاً يـصلي إماماً بـشخـصيـن آخـريـن، فـلحـقـت بالجماعة الثـانـيـة، ذلك الإمـام قال " الله أكبـر " بـصـوت عـالي و ركع، ركعنا ورائه، ثم قال..........

تحت الطبع



بقلم م / مصطفى الطبجي

السبت، 25 ديسمبر 2010

نقطة نظام

السـكيـنـة و القانـون وجهان لربع ريـال مخروم، لذلك (تـسـن) السـكاكيـن للتـقـطيـع الجيـد، و (تـسـن) القوانـيـن لفرض النـظام، النـتـيـجـة.......

تحت الطبع





بقلم م / مصطفى الطبجي

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

إبـتـسامة وداع

تـركض كما لم تركض من قبل، أو أنها لم تركض في حياتها قبل هذه المرة، هذه أول مرة لذلك لا توجد خبرات سابقة تـستـنـد عليها و قد تكون الأخيـرة و ذلك يعتمد على مدى تحملها و تأقلمها مع الظروف الحالية، ذلك الكعب العالي الذي ترتديه لا يناسب الوضع الذي هي فيه، النتيجة المتوقعة هي سقوطها المتكرر، في كل مرة تسقط و هي تـنـظر للخلف تـستـنـد على يـدها اليـمنى فقط لتـقـف من جديـد و تـكمل مشوارها الصعب، ذلك أن يدها اليسرى كانت تحمل طفلها الذي بالكاد بلغ شهره الخامس.



سعيدة للغاية، زوجها إشترى أخيراً السيارة الجديدة التي حلمت بها، الأجمل أنه قرر إصطحابها هي و طفلهما المولود حديثاً في رحلة قصيرة لمدة ثلاثة أيام بعد أن كان يعدها كثيراً من قبل لكن ظروف عمله كانت تمنعه، فرصة لها لقضاء بعض الأيام الرومانسية التي تـعيـد لها ذكريات مرحلة الخطوبة، كما أنها فرصة له لتجربة إمكانـيـات تلك السيارة الجديدة.


أشار لها بـيـده دون أن يـتـكلم، أشار لها أن تـبـتـعد بقدر ما تـستـطيع، قـبّـل طفله قبلة طويلة، و كأنها القبلة الأخيـرة، حتى الطفل نـفسه شعـر بذلك فنظر إلى والده و إبـتـسم، إبـتـسم ليـودعه، في لحظات كهذه يـبـكي الأطفال، لكن هذا الطفل و كأنه يعلم أنه إذا صدر منه صوت فسوف يعرف البـاقيـيـن المكان الذي يـخـتـبـؤن فيـه، لذلك ظل صامتاً ..... مبـتـسماً.


" الليلة دي سيبني أقول و أحب فيك و انسى كل الدنيا دي و غمض عينيك "، تعالت كلمات الأغنية داخل السيارة، كانت تغني و زوجها يغني معها، تلك الأغنية التي دائماً ما تكون معهما و كأنها طفلهما الآخـر، هي أغنـيـة ليـلـة الزفـاف، ليلة عمرهما التي لا تـنـسى، أثـنـاء غنـائـمها و إنسجامهما معاً لم يلاحظا السيارتيـن التي تـقتـربان منهما ببطء مرعب.


في رعب و إرتباك أخرجت هاتـفها و إتـصلت بالنـجـدة، الدموع تـنـهمـر من عيـنـيـها تـبـلل شفتـيـها، أخبرت من يحدثها أنهم يتعرضون لهجوم من رجال مسلحيـن يطلقون عليهم النار، بـبـرود سألها ذلك الشخص الذي من المفترض أن يكون عسكرياً عن موقعهما، سألت زوجها عن مكانهما فأخبرها أنه لا يدري فالطريـق الدولي الساحلي كله متـشابه و لا تـوجد عليه أي علامات، بـنـفس البـرود أخبرها ذلك الشخص أنه لا يستطيع تحديد مكانهم بدقة و أنهم في الأغلب في منطقة تابعة لمحافظة أخرى لذلك سوف يتحدث مع الأمن هناك ليـخبـرهم عن الحادث، و أغلق الخط.


أحاطت بطفلها و كأنها تحتـويه خوفاً عليه من زجاج السيارة الذي تطايـر في كل إتجاه، أما زوجها فقد أطلق للسيارة العنان، سألها أقصى طاقتها و أجابت، إنطلق بسرعة جنـونـيـة لكنها لن تكون أكثر جنوناً من الموقف الذي هم فيه، أراد الفرار من قطاع الطرق هؤلاء، بعد ثواني معدودة أدرك أنه لا توجد فائدة من السرعة، فالسيارتـان لحقتـا به في ثواني، حاول أن يـلتـقط أرقام لوحات إحدى السيارتـيـن لكنهما كانتا بلا لوحات معدنـيـة، و إستمر إطلاق النار لإرغامه على التـوقـف.


لم يجد حلاً للهروب من هذا الموقـف سوى أن يدخل بسيارته وسط الأراضي الزراعية، وقتها يمكنهم الهرب وسط عيـدان القمح، أو على أقل تـقديـر الإختباء حتى بزوخ فجر النهار، في حركة مفاجئة نفذ ما فكر به، إنحرف بسيارته عن الطريـق لتـختـفي في لمح البصـر ثم نزل منها هو زوجته حاملة الطفل و ركضوا بعيداً عن مكان السيارة، هذه الحركة أعطته بعض الوقت، كان يطمئن زوجته أنهم بالتأكيد قد ملوا و إنصرفوا بعيداً إلا أنه كان يعلم أنهم سيـعودون .... قريباً.





بقلم م / مصطفى الطبـجي

الخميس، 23 ديسمبر 2010

تـلـوث

إزداد العنـف في المدارس، فبعد أن كان المعلم يـضرب الطالب حتى يـفـقع عيـنـه، أصبـح الطالب يـقتل المدرس حتى يـرهب الباقيـن، و بعد أن كان الطالـب يتأكد من إحضار كتابه المدرسي خوفاً من عقاب المدرس، أصبح المـدرس يـتـأكد من حـشـو..........


تحت الطبع


بقلم م / مصطفى الطبجي

بـدلات المرتـب

لا توجد أي فائدة من أفلام الرعـب سوى أنها تصيـبـك بأزمة قلبـيـة يمكنك على أثـرها الإستـئـذان من العمل في أي وقت و تحت أي ظرف بحجة قلبـك المريـض اللي معتش مستحمل، في نفس الوقت إذا إقترح عليك زميل لك في العمل يطمح في أخذ مكانك أن تستقيل لظروفك الصحية فسوف تكـشر و تظهر ال.........





تحت الطبع






بقلم م / مصطفى الطبـجي

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

وزن الفراشة

إذا وقع هاتفك المحمول في الماء يمكنك إصلاحه عند الجزار اللي في أول الشارع، أما إذا أردت شراء آخر جديد لأن الجزار خلاه " مشفي " خالص توجه إلى البقال اللي على الناصية، و إطمئن هذه التصرفات لن تعطي إنطباع أنك مجنون، فقط و على أسوء تقديـر إن إنتبه أحد إليك سيقول أنك مفتي، لأن كل من هب و دب.......

تحت الطبع

بقلم م / مصطفى الطبجي

عـالـم جـليـل

تماماً كما توقع خبراء الأرصاد، طقس مائل للبرودة نهاراً شديد البرودة ليلاً، لكنهم في توقعاتهم المزعومة نسوا أن يخبرونا أن هذا الطقس السيئ ليس على وجه بحري و لا على وجه قبلي و لا حتى على وجه أبوالهول



تحت الطبع


بقلم م / مصطفى الطبجي

الأحد، 19 ديسمبر 2010

توائـم ملتـصقة

العشوائـية في البـنـاء هي أساس التـكويـن في مصر، هي القاعـدة الذهبـيـة الوحيـدة التي لا يخالفها أي مواطن، عنـدما تـسيـر على قدميك متجولاً في أي منطقة سكانية ستلاحظ أنـك تـمر على بـقال ثم سنـتـرال ثم سيـبـر ثم مسجد ثم حلاق ثم.......

تحت الطبع

بقلم م / مصطفى الطبجي

السبت، 18 ديسمبر 2010

تسجـيـل أبو دماغ ناشفة

أعتـقـد أني سأصاب قريـبـاً بنزلة بـرد شديـدة بقـوة سبعة ريـخـتـر بسبب الإنحفاض و الإرتفاع المتكرر في درجة الحرارة المعنوية، و سبـبـها تلك الإنـقلابات الجويـة التي أصبـحت أخطر على المرء من الإنـقلابـات العسكريـة و سمعني سلام .......




تحت الطبع






بقلم م / مصطفى الطبجي


الجمعة، 17 ديسمبر 2010

رسالة من ج.الطبـجي .


الفرق بيـن القرش و القرش و القرش أن قـرش البحار بـيعمل رعب و قـرش الحشيـش بـيـعمل دماغ و قـرش التـعـريـفة مش بـيـعمل حاجة خالص لأنه غلبان لا حول له و لا قوة لذلك إختـفى من جيـوب الكبار و من ذاكرة الصغار و من عناوين الأخبار لتحتل مكانه أخباراً أكثر أهمية كزواج أم مـرزوق مـن أبـو رضا في حـفـل بـهيج إجـتمع فـيه الأهل و الأحباب و الأصحاب و الجيـران مـاعـدا مـرزوق و رضا لأنهم .............



تحت الطبع



بقلم م / مصطفى الطبجي

الخميس، 16 ديسمبر 2010

على فيض الكريم


قلدنا الغرب تقليداً أعمى في كل شيئ، لماذا إذاً لا نقلدهم في كيفية التعامل مع الكوارث الطبـيـعيـة، لأن للبرد أصول و إن جالك الطوفان يا ريت تكون ساكن في الدور العاشر لأن الأدوار السفلى سوف تغرق، و سمعنا كثيراً عن شخص غرق في شبـر مية، لكننا لم نسمع من قبل عن مدينة غرقت في .......




تحت الطبع

بقلم م / مصطفى الطبجي

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

خـواطـر مـواطـن

عند قيادتي للسيارة أضطر دائماً أن أنظر للأمام للبحث عن شئ جديـد يـمكن الإرتـطام به، فأنا مازلت أتذكر ذلك اليوم الذي مر أمامي حمار فجأة على متـنـه كائن آخر له نفس عقلية الحمار، و حتى أتـفاداه إرتـطمت بكلب مسكين لا حول له و لا قوة سوى أنه يتبع ذلك الكائـن، ت........


تحت الطبع 


 
بقلم م / مصطفى الطبجي

السبت، 11 ديسمبر 2010

موقف و سؤال


الموقـف
الذيـن أنعم الله عليهم بنعمة التعليم درسوا في مادة الدراسات الإجتماعية قديماً أن هناك مدينة تطل على البحر الأبيض تسمى الإسكندرية، بناها الإسكندر الأكبـر بنى ( بضم الباء ) معلميـن، و الذين أنعم الله عليهم بنعمة قراءة الجرائـد و متابعة الأخبار علموا أن هناك مدينة صغيرة تسمى الضبعة المفترض أن تقام عندها محطة نووية منذ أكثر من خمسة وعشرون عاماً، و الذين أنعم الله عليهم بنعمة السفـر و المصايف ذهبوا إلى مرسى مطروح و إستمتعوا بسحر و جمال شواطئها.
كل هؤلاء لا يعلمون عن مدينة الحمّام ( بتشديد الميم ) سوى ما يقال عنها في أغنية " تاكسي اللي جاي من الحمّام عليه خميسة من قدام "، أيضاً كل هؤلاء - كنت أنا منهم - لا يعلمون المسافات الحقيـقيـة بـيـن الثلاث مدن السابـق ذكرهم ... و لا بـيـنـهم أربعة بايـن.
تبدأ القصة عنـدما وقع حادث لأحـد أقاربي عند رجوعه من مرسى مطروح، و اللي هيقولي هو الكلام ده حقيقي و لا تأليف من عنـدك هأقوله الصور موجـودة و القنـطة .......






تحت الطبع



بقلم م / مصطفى الطبجي

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

همالايا ... همالايا


إستـيـقظت من نومي متأخراً كعادة كل البـشـر على هذا الكوكب البـيـضاوي الشكل، أثناء سيـري المتـرنـح المتخبط مررت على ذلك الجزء من الحائط الذي لا أدري التـسميـة الصحيـحة له، فهو جزء صغيـر يكفي بالكاد لتعليق نتيجة حائط عليه، موجود بـيـن بابـيـن، باب غرفة النوم و باب غرفة المكتب، تسمرت قليلاً أمام هذه النـتـيـجة المجبـر على تعليـقها، وقفت في سكون لعدة أسباب، السبب الأول هو أني ليس لدي غرفة مكتب!!، إنما هو مكان مربع الشكل طوله مثل عـرضه 4م في 5م، يـوجد به بعض الكراكيـب و في ذلك الركن البعيد الهادي منه أرى على إستحياء ...................



تحت الطبع





بقلم م / مصطفى الطبجي

الخميس، 9 ديسمبر 2010

بدون عنوان


الإشاعات تختلف عن الإشعاعات، و يخـتـلفا بدورهما عن الأشـعات، و لأنـنـا مميزون عن جميع دول العالم، و " مشقلطيـن " الدماغ بالنيابة عن جميع الشعوب، فإننا نـبـتـكر الإشاعات و نصدقها، و نخاف من الإشعاعات و نبحث عنها، و نسمع عن الأشعات و لا نجدها لأن الجهاز عطلان، ........



تحت الطبع

بقلم م / مصطفى الطبجي

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

إمـسـك فلحـوس


إنـفض المولـد، و خلص الفرح، و إتـلمت العدة، و ذهب كل عريـس إلى كرسيه الموقـر، بغض النظر عن الطريـقة السحرية الحلزونية التي إستطاع بها الفوز بأصوات الحبايـب و الأهـل و الجيـران و كل المجتـمع و الناس........



تحت الطبع

بقلم م / مصطفى الطبجي

الأحد، 5 ديسمبر 2010

ثلاثة أيـام فقط


يـصعـد على درجات السلـم درجة درجة، يريد أن يـقـفـز، لكن هذا لا يـجوز، يـجـب أن يـظل محافظاً على المظهـر العام، يـنـظر حيناً إلى تلك الدرجات المغطاة بـتـلك السجادة الحمراء، و أحياناً أخرى ينظر أمامه، هو في أبهى صوره اليـوم، الشعـر مصفف بعناية فائقة، بدلة جديدة غالية الثمن، ... بل باهظة الثمن، حذاء لامع يـنـعكس عليه أضواء الكاميرات التي يأخذ حاميـليـها ألاف الصور له و التي ستـزيـن صحف الغـد.
حالة من الإكـتـئاب تـسيـطر عليـه، طوال حياته لم يحقق أي نوع من أنواع النجاح، في دراسته كان فاشلاً، بالكاد كان يـنـجح بعـد أن كان يستعين بمجهود بعض زملائه، عندما تخرج لم يـسعفه مجموعه الصغيـر بالإلتحاق بكلية ذات مستقبل جيد، فكان مصيره أحد المعاهد الخاصة الغير معروف فائدة حقيقة لها سوى نهب الكثير و الكثير من أموال الطلبة... أو أموال أولياء الأمور بمعنى أصح، مع ذلك تـخـرج بعد عناء، و أيضاً بـبعض المساعدات التي تلاقاها من زملائه.
رجع إلى المنزل يـنـظـر بشئ من الفخر إلى تلك الجائزة التي حصل عليها، تمنى كثيـراً لو كان أبواه على قيد الحياة في هذه اللحظة، حتى يـفـتخرا بما حققه من إنجاز، من كان يصدق أن ذلك الشاب الفاشل دراسياً و المتـنـقل بإستمرار من وظيفة لأخرى توجد به كل هذا الطاقة الإبداعية، طاقة جعلت منه صاحب أفضل عمل أدبي لهذا العاام، عمل إنتشر بين الأوساط الأدبية كإنتشار النار في الهشيم، الكل تكلم بإعجاب عن ذلك الكاتب الناشئ الذي فجر مفاجئة بكتابته التي تغوص في أعماق النفس البشرية، أعماق لم يقترب منها أحد.
بعد أن طرد من وظيـفتـه السابقة لعدم إلتزامه بمواعيد العمل و تكرار حضوره في وقت متأخر يعمل حالياً أميناً لأحد المكاتب العامة، وظيفة يمقتها من كل قلبه فهو لا يحب القراءة، و لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن تجبره الظروف على العمل وسط هذه الكمية المهولة من الكتـب التي لا يريد حتى أن يعلم عن ماذا تحتوي، لولا الظروف لكان قد رفض هذه الوظيفة، لكنه بعد وفاة والده لم يعد له هو و والدته أي باب رزق آخر، والده أنفق كل أمواله عليه حتى يكمل تعليمه، و جاء مرض أبيه في شهوره الأخيـرة ليقضي على الأخضر و اليابس فلم يـتـبـقى شيئ.
عـمله في المكتـبـة كان يـحتـوي على كثـيـر من الملل، و قليل من العمل، و في بعض الأحيان القراءة، في يوم طلب منه أن يـسجـل جميع أسماء الكتب الموجودة في المكتبة على ذلك الجهاز الجديد، فأخيراً واكبت المكتبة بعد مراحل التطور عندما تـقرر تسجيـل أسماء كل الكتب الموجوة بها على الكومبيوتر و من ثم توصيل الجهاز بشبكة تضم جميع المكاتب العامة الموجودة في جميع المحافظات، كخطوة أولى، الخطوة الثانية أنه سيتم تحويل هذه الكتب إلى كتب إلكترونية حتى يتمكن أي شخص من قراءة أي كتاب موجود في أي مكان، من ناحية رأى أن هذه العملية ستسليه و تضيع الكثير من الوقت الذي يمتلكه بالفعل، و من ناحية أخرى سيضطر للقراءة.

لم يعلمه أحد، و لم يلتحق بإحدى كليات الإعلام، كل ما في الأمر أن الموهبة الربانية هي التي فرضت نفسها عليه، و على خياله، و على حياته نفسها، أسلوبه السهل الممتـنـع أعجب الكثيرون، لم يكن يـبـحث عن شهرة أو مال أو أي مكسب شخصي، كل ما كان يبحث عنه هو ترتـيـب و تـنـظيـم و تفريغ لما يـدور في عـقـلـه من أفـكـار و إبـداعـات و مواقـف سجلتها عيناه و حفظتها ذاكرته، لم يهتم كثيراً إذا كانت كتاباته يقرأها أحد أم أنها تذهب أدراج الرياح، هو فقط يريد أن يعبر ما يدور بداخله.
تصفح الجريدة في لهفة، يتوقع أنه سيجد صورة له، ماحدث بالأمس لن يمر مرور الكرام، عشرات المصورين و آلاف الصور إلتـقـت له، وجدها أخيراً، صورة كبيرة له، أكبر مما كان يتصور، لم تكن بالألوان، كما كان يتصور، ترك الصورة و ذهب إلى العنوان قرأه متمنياً ألا يكون ما يقرأه حقيقة، " أجرء حرامي في التاريخ "، هذا هو العنوان الذي قرأته عيناه و نطقه لسانه و سمعه قلبه ليصرخ عقله في فزع، إنكشف أمره و ضاعت نشوة الإنتصار بعدما إستمتع بها لمدة ثلاثة أيام فقط، كانت هذه أسعد ثلاثة أيام في حياته، الآن فقط يحمد الله على ان أبويه قد ماتا، حتى لا يعيشا معه تلك اللحظات القاسية.
بينما كان يسجل أسماء الكتب على جهاز الكومبيوتر الجديد لفت إنتباهه عنواناً غريـبـاً لأحد الكتب، " كن مشهـوراً في دقائق "، لا يدري لماذا جذبه ذلك العنوان، و لماذا ترك عمله ليـبـدأ في القراءة، هو الذي يكره من يقولون أن هوايتهم القراءة وجد نفسه بدون مقدمات بدأ يلتهم أوراق ذلك الكتاب إلتهاماً كأنه متسول رأى طعاماً بعد ثلاثة أيـام من الجوع، بعد الإلتهام بدأ في التـنـفيـذ، و التـنـفيـذ هنا ليس الإبداع، إنما البحث عن ضحية تنطبق عليها تلك المواصفات، كان البحث مرهق لكن كانت النتيجة مرضية، ضحية مثالية يـمتـلك مدونة مليئة بما لذ و طاب من الأعمال الأدبـية المتـنـوعة، كان يقرأ بعض هذه الأعمال في عجالة و كانت مع ذلك تأسر قلبه، كل ما عليه الآن هو الإختـيار ... حسن الإختيار.
بعد فوزه بالجائزة بثلاثة أيام تمت دعوته لحضور مؤتمر صحفي بأحد الفنادق التي تحمل على كتفها سبعة نجوم، الهدف الرئيسي من ذلك المؤتمر أو تلك الندوة هو مناقشة كتابه الذي حقق أعلى مبيعات في زمن قياسي بالنسبة لكاتب شاب مجهول الهوية، رحب بذلك، فلا بأس من مزيد من الشهرة، بينما كان يناقش الحاضريـن خرج عليه شاب يسأله عن ذلك الكتاب، يستفسر عن كل كبيرة و صغيرة، نظر إلى عين ذلك الشاب و نظر الشاب إلى عينه نظرة تحمل كل معاني الصرامة، تعرفا على بعضهما البعض، فالأول هو صاحب المدونة و مبدع هذه الأفكار، و الثاني هو اللص الذي سرق بعض الأعمال و قدمها على أنها من إبداعه ليحصل بها على جائزة لم يكن يحلم أبداّ ان يلمسها، علم الحاضرين بهذه الحقيقة المفجعة، إنهال عليه الجميع بنظرات كالرصاص، و إنهال عليه المصورين بلقطات سريعة توضح إفترائه.


بقلم م / مصطفى الطبجي

السبت، 4 ديسمبر 2010

الرجل تـدب


سبحـان الله على ده شعـب
من اللي شوفته منه جالي ورم في القـلب
جالي صداع في النافوخ
كأني وقـعتـلي في حفرة أو كلت مطب
شعب مش معروف عنه هو فرحان  ولا..
زعلان ولا .. مخنوق ولا .. مزنوق ولا..
جعان ولا .. الرجل بـتـدب مترح ما تـحـب
النهاردة تلاقيـه بـيـلعـن العيـشة
و المواصلات و العيـش و الشيـشة
و الأكل و الشـرب نايم على الحـشيـشة
وبعد كاس الأمم كله إتـنـسى
ماهي الرجل تـدب مترح ما تـحـب
شعب زعلان من نفسه و زعلان على حاله
و على كرامته اللي موجوعة
و على فلوسه اللي مسروقـة
و أرضه اللي محروقة
و عند أول فرصة كله بيكون ليه في النهب
لأن الرجل تدب مترح ما تحب
شعب فكاهي .. عايـش خـرافي
تاريخه قصاده .. ماضيـه هو لسانه
لكن .. لا في مستـقبـل
و الغريب إنه الكل بـيـقبـل
و فرحان بحضارة و أعظم فنارة
و إنتخابات مجالس
ده رمز الفرخة و ده رمز الكلب
فالحيـن تريـقة
على ده و ده و ده و ده
فاكرينهم بـيـحوبنا و ده طبعاً لأ
معقول حد يـحب حد كلامه مـدب
أصل الرجل تدب مترح ما تحب
في كل حاجة نهـيـبة
في العمرة و الحج
و البـنى و الرصف
و المجاري و المية و الحـل و الربـط
علشان إحنا عباقرة
رجلنا بتدب مترح ما تحب



بقلم م / مصطفى الطبجي

الخميس، 2 ديسمبر 2010

إعتـذار واجـب


لا أدري بالتحديد أين هي المشكلة، فبعد ما رأيته من نزاهة - بحذف الألف - أصابـني إحساس كبـيـر باليأس و الإحباط، أصابني كأن شخص ما أطلق علي طلقة من إحدى بنادق البارود قديمة الطراز، الإصابة كانت مؤلمة جداً و غير معروف مكانها بالتحديد، إصابة جعلتني أتبـرجل كثيراً في كتابة أي خواطـر تجوب في ذلك العقل الذي قارب على الإنفجار من كثرة ما رآه، فشلت كتلميذ خايب في.........





تحت الطبع
بقلم م / مصطفى الطبجي

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

لا عـزاء للسيـدات

جميل جداً أن تـستـيـقـظ على خبر جـيـد، و الأجمل أن يكون الخبـر صحيـح إبن حلال، و أسوء ما في الوجود أن تـنـتـفض من مكانك على خبر يشبه وجه الذي أخبرك، لذلك كان من السيئ أن أستيقظ صباحاً لأفاجأ عند وقوفي بالبلكونة أن الشبورة أو كما تعلمنا من مدرسة المشاغبـيـن " الشمبـورة " كثـيـفة للغاية، شبورة ستكون السبب الرئيسي لتأخري عن العمل، شبورة أشبه بالضباب لا نهاية له، و عندما أقول أن الشبورة كالضباب فكأني أقول أن الإنسان زي البني آدم بالظبط، لما بـيـتـوفى بـيـموت.
بالإضافة لهذه الشبورة و كعادتي كل صباح كنت أقرأ بعض عناوين الصحف للوقـوف على الجديد، قرأت خبراً أثر في ثم فاجأني، الخبـر كان عن سيدة توفيت في صالة المطار أثناء إنتظارها لطائرتها، أثـر في هذا الخبر لأنه لم يكتشف وفاة هذه السيدة إلا من صراخ طفلتها التي كانت تحتـضنها، كأن هذه الطفلة تـنعي أمها التي بالكاد تعرفت عليها، أما المفاجأة فكانت بعد ذلك بعدة ساعات عندما علمت أن هذه السيدة هي قريبة أحد أصدقائي.
حقيقة هذه الدنيا صغيرة، صغيرة جداً، صغيرة للغاية، رحم الله كل موتانا و موتى المسلمين، و أدخل الفقيدة فسيـح جناته، و بمناسبة العزاء و حالات الوفاة، أحد زمـلائـي في العـمل الذي وهـبـه الله سعـة في البـطـن، و كثـرة في الأكـل، و خـفة في الدم، و فراغ في العقل، و وفرة في المال، و راحة في البال، و صحة في الجسم، هذا الزميل كان كلما إشتد عليه الجوع - و هذا ما يـحـدث كل ربـع سـاعة تقريـباً - يردد عبارة واحدة " العزاء قاصر على تشيـيع الجنازة "، و حتى الآن لا نعلم ما العلاقة بين الجوع و الجنازة، قد تكون محافظة منه على حرف " الجيم " و الذي تبدأ به أسماء بـنـاتـه، حيث أن الكبـيرة إسمها مريم و الصغرى إسمها منة الله.
و كما يـقال في كثـيـر من المناسبات الحزينة، " لا عزاء للسيدات "، لا أدري لماذا تسكت جمعية حقوق المرأة عن هذه العبارة؟ مع أنهم كثيراً ما أتحفونـا بإعتراضات بلورية عن أشياء فرعية في حياة سياسية تملأها الخزعبلات، لكنهم عند هذه العبارة يتصرفون كما لو أنهم مش واخدين بالهـم، و هذا إن دل فإنما يدل على أن مثل هذه الجمعيات الإستهلاكية في مضمونها التعاونية في هدفها ليست إلا مركز شباب الموضة.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الأحد، 28 نوفمبر 2010

زواج غيـر شرعي

دائـماً ما تـحقـق الأفـلام الأمريـكيـة بـإخـتـلاف أنواعها ( رومانسي - أكشن - رعب - خيالي - إثارة ) أعلى الإيرادات في جميع دور العرض المبعثرة هنا و هناك بأنحاء العالم، و لعـل السبـب معـروف فجودة التصوير و روعة الأفكار و قوة الحوار و خبرة الإخراج و تكلفة الإنتاج هي عوامل أساسية لنجاح أي فيلم مهما إختلفت جنـسيـتـه، و الأفلام الأمريكية متمكنة في هذا المجال، خاصة الأفلام الخيالية التي تدور أحداثها في عالم وهمي يعيش أبطاله بطريـقة خيالية، و لكنها مع ذلك كله تظهر في النهاية للمشاهد بصورة يمكن تـقبـلها بل و الإعتقاد أن ما يراه حقيقي.
على النقيـض و في الناحية الأخرى من العالم سنجـد أن الأفـلام الهنـدية خـاصة القديمة منها كانت تمتلئ بالكثيـر و الكثيـر من الإفتكاسات و الإشتغالات التي لا يصدقها عـقـل و لا يـتـقبـلها منطق، كانت لديهم بعض الأفكار المزركشة المنـتـفخـة المجنـونة لكنها كانت تـنـفذ بطريـقة العجيـن الفلاحي، كله على كله، و سيـبها تـخمـر، و كل حاجة هـتبـقى تمام، فحتى الآن لازت أتذكر مشهد ذلك البطل الأسطـوري الذي هـرب من عـربـة التـرحيلات و دمر وحده أكثر من نصف سيارات البلد بل و أنهى هروبه العظيم بأن " زحلق " الحصان من أسفل السيارة النقل.
السؤال هنا ماذا لو قدر لتـلك المدرستان المختـلفتان عقلياً و مادياً و نفسياً و معنوياً أن يـلتـقـيا؟ و لأن النفس عزيزة و الشيطان إبن كلب متـشرد، فـكل منهما رفض أن يذهب للآخـر، لذلك كان الإتـفاق على اللقاء على أرض محايـدة، و الأرض المحايدة هنا لا يجوز أن تكون سويـسـرا لأنه تذكرة الذهاب و العودة غالية الثمن، كانت الأرض المحايدة هي مصر، و من هنا نشأت الأفلام المصرية.
عندما يتزوج ذكر الحمار مع أنثى الحصان فالناتج هو مخلوق تعس إسمه ( البغـل )، سبب تعاسته أنه لن يرى أولاده أبداً، فهو حيوان عـقيـم، و هذا تماماً ماحدث عندما تـزاوجت الأفلام الهندية مع الأمريكية، نتج عن هذا الزواج الغير متكافئ أفلام مصرية غير قادرة على النضوج، غير قادرة على الوصول إلى العالمية و كأننا معزولون تماماً، صحيـح أن بعض الأفلام الحالية قفزت من ( جـزيـرة ) العزلة و تركت بعض البصمات، إلا أن الغالبـيـة العظمى تشبه ( الكتكوت ) المبلول، تموت بمجرد ولادتها.


بقلم م / مصطفى الطبجي

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

صفاااا .... إنتباه

قـابـلت صديـقاً قديـماً بالأمـس، تـكلمنا عن الذكريات، تـوقـف هـو عنـد ذكـريات المرحلة الجامعيـة و أجـواء الكـليـة و عدت أنا لماضي أكثر قدماً، بينما كان يحدثني رجعت بظهري أستند على مسند ذلك الكرسي عجـيب الشكل في ذلك المطعم غالي الثمن، و لأن ما يشغل بالي حالياً هو تحسين كتاباتي و تطويـر أسلوبي و تجديد أفكاري فـلقـد توقف بي قطار الذكريات عنـد المرحلة الإعدادية.
تحسن في أسلوب الكتابة كانت نـتـيـجة طبـيـعيـة لبعض المحاولات الفاشلة، تلك المحاولات التي كانت تطوراً مفاجئاً لحب القراءة، ذلك الحب الذي نـشأ عن منافسة طفولية، تـلك المنافسة التي كانت حلاً نـبـيـهاً للهروب من طابور الصباح المدرسي و رغبة مني في عدم الوقوف " صفا " و " إنـتـباه ".
عندما كنت في المرحلة الإعدادية و على الرغم من أني أحياناً كنت لا أحضر طابور الصباح بسبب أني أقدم بعض الفقرات في الإذاعة المدرسية، إلا أني لم دوماً من ضمن فريق الإذاعة الصباحية، و كان هذا يضرني آسفاً إلى الوقوف مع باقي زملاء الفصل للإستمتاع بالكثير و الكثير من الصفا و الإنـتـبـاه التي حتى الآن مازال مدرسون التربية الرياضية يمارسونها مع الطلاب معتقدين أنها بذلك تجلب النشاط الكافي لإستكمال يوم دراسي عنيف آخـر.
كان الحل اللـولبي هو اللجوء إلى المكتبة، وقتها كان السؤول عن المكتبة يريد من بعض الطلبة أن يساعدوه في تصنيف و ترتيب الكتب و تحديـد الكـتب المستعارة و هل تـم إرجـاعهـا من قـبل الطالب المثقف المستعير أم " إنضرب " على الكتاب و ذهب أدراج الرياح، و لأن ثقافة " الكوسة " و " المحسـوبـية " هي صفة متأصلة في الشعب المصري فلقد هداني تـفكيـري النموذجي إلى البحث عن من يكن له دلال عند أميـن المكتبة، و خدمني الحظ عندما علمت بالصدفة أنه أمين المكتبة صديق شخصي لأحد أقاربي المقربـيـن.
كنا على ما أتذكـر سبعة طلبة و طالبات مسؤولون عن المكتبة، ندخل في الصباح من بوابة المدرسة مباشرة إلى المكتـبـة، و نظل بها حتى صعود الطلبة إلى الفصول، في بعض الأحيان كان يمكننا الإستئذان من مدرس الحصة لأننا نـنجز بعض الأعمال في المكتبة، بعض الأعمال المهمة و المفيدة للحياة البشرية، و مع تطور الأمور بدأت تظهر بيننا نحن السبعة منافسة طريفة، من منا أكثر إستعارة للكتب، و لأن أي طالب يستعيـر من المكتبة لابد أن تكون له إستمارة خاصة به عليها إسمه و صورته، فقد كنا نـتسابق من منا سينـتهي من ملأ إستمارته التي كانت تكفي لإستعارة ثلاثون كتاباً.
لاحظ أمين المكتبة هذه الأفعال الطفوليـة، و هذا التـنـافس الغيـر مفيد لأننا لم نكن نقرأ أي من الكتب التي نستعيـرها، فقط كنا نبحث إستكمال أكبر عدد من الإستمارات، و يا عيني اللي كان ياخد يوم أجازة، سيصبح متأخراً عنا بكتاب!!! كان الحـل الغير ظريف وقتها هو أن مع كتاب تـستعيره لابد أن تكتب ملخص موجز عن الكتاب، و كانت هذه الصدمة الكبرى، فسوف نضطر للقراءة.
هنا كانت بداية مشوار طويل قصير جداً، فبعد أن كنا مضطرين للقراءة، تحولت إلى حب القراءة، بدأت أقرأ في جميع المجالات، أصبحت القراءة هوايتي الأولى ..... و الأخيـرة، عشقتـها أكثـر من عـشقي لكـرة القـدم و بسكويت الشمعدان و فيلم الشعلة الهندي الذي كان يعرض كل عيـد، بدأت تـقـليد بعض الكتاب الكبار في كتاباتهم، و فشلت، حتى ظهر أسلوبي الخاص، حاولت كتابة أشعار رائعة، و فلشت، حتى وجدت نفسي أكتب قصائد مرتبة معبرة، وقعت مراراً  و وقـفت على قدمي مرة أخرى، تعلمت أنك لكي تكون صلباً في عالم كهذا يجب أن تكون قد إنكسرت من قـبل، و نهضت من جديد.


بقلم م / مصطفى الطبجي