الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

كارثة بالبهارات


الإنتخابات على الأبواب، أستطيع سماع خطواتها المميزة وهي تصعد السلالم رغم أني أجلس في الغرفة البعيدة عن الباب، أتمنى فقط أن تـنـتـبـه إلى الكام سلمة المكسورة حتى لا تقع على أم رأسها فتفلق كالشمامة، أو أن تتكهرب عند إستخدامها للجرس بسبب أنه غير معزول فتسقط  كلوح خشب يتصاعد الدخان منه، أو أن تنجح محاولات عرقلتها فتقع من على السلم مكسورة الرقبة.

هي مخططات ومؤامرات مع إضافة القليل من البهارات حتى تتعطل الإنتخابات، فتتوقف الحياة السياسية في مصر عن العمل، فتلحقها الحياة الإنتاجية وتكف عن الدوران، فتتأثر الحياة الإجتماعية ويبدأ التذمر، فيزداد تلعثم الحكومة المؤقتة في إصدار القرارات، فتناهر الدولة الإنتقالية في فخ الإنشقاق، فيترحم على أيام المخلوع كل مواطن موجوع، فيثور الشعب على الثـُوار ثورة رجل واحد، فيخرج من كانوا في السجن ويحاكم من كانوا في الميدان محاكمة عادلة... ويعدموا.

السؤال هنا، ماهي هي وسيلة الإعدام الأكثر بشاعة التي سيستخدمها النظام السابق (بعد ما ربنا فك سجنه) في إعدام كل من ظهرت خلقته البـهيـة في عدسات الكاميرة الخفية، أعتقد أن أكثر الطرق إيلاماً هي عندما يرى الثوار بأم أعينهم الشعب الذي فقد كل موارده وهو يهتف لهؤلاء الذين مصـّوا دماءه "بالروح... بالدم... إحنا آسفين يا زعيم".

سيموت كل ثائر بحسرته، وستدمع عين كل متضامن على مصيبته، وسيندم كل هاتف للنظام السابق على عقليته، وسيتباهى كل فلِ بفلولته، وسيبتسم كل متواطئ فرحاً بإنتصاره، وستعود البلاد مرة أخرى بلد الأمن والأمان، لسبب تافه للغاية، أن البلطجية لن يجدوا من يسرقونه فالكل في المعتقل، ولن يجدوا ما يسرقونه فالكل في جيب البيه الرئيس وأولاده وأتباعه.

توتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة؟؟
كل واحد قبل ما يدخل ينام لا ينسى غسل قدميه وأسنانه.

م / مصطفى الطبجي

الأحد، 16 أكتوبر 2011

الـمـشـعـلـلـتـيـّة


على حسب إختلاف المحافظات يختلف مفهوم المصطلحات (حلوة حتة السجع دي؟)، يعني محافظات وجه بحري غير وجه قلبي، ففي محافظة أمريكا العلمانية تعني اللادين، لا في السياسة ولا في الدين ذات نفسه، أما العلمانية في محافظة مصر فهي تعني فصل الدين عن السياسية، إلا أنه يظل لصيقاً بالحياة الإجتماعية (ده المفترض يعني)، لكن لو نزلنا إلى الريف مع الفقراء والغلابة فالعلمانية بمفهومهم البسيط تعني الإتجاه للعمل والعلم.

هذا يعني أن الطبقة الكادحة بطبعها تقدس العمل (هذا إن وجد) ربما لأنه خط دفاعهم الأول والأخير ضد الذل، أما الطبقة العليا وأصحابها فهي بطبعها تقدس الظهور في البرامج، وصفحات الجرائد، والمؤتمرات الصحفية، والندوات السياسية للتباهي بالحناجر الجهورية، والأفكار الألمعية، وإشعالاً للأوضاع الداخلية، لكن في نفس الوقت لم يسقط شهيد إلا من الطبقة الفقيرة... المتوارية عن الأنظار.

صفوة المجتمع الغربي أو النخبة نراهم يعملون ثم يعملون ثم يأخذون استراحة غذاء ثم يعملون ثم يتكلمون،  أو ربما هو طبع الجميع في ذلك المجتمع الذي أصبح فيه "العمل" دوماً ما يكون عبادة، أما هنا "العمل" دوماً ما يكون في حجاب أو مُـرمى أسفل عقب الباب، وآشتاتاً آشتوت.

 العجيب أن من يدّعون إنتماءهم لصفوة المجتمع والذين يتخذون الفكر الغربي مثلاً يحتذى به، وأسلوباً لابد وأن يتبع، نراهم يجيدون فن الكلام، بكل أنواعه وأشكاله، لكن بدون فعل أو حتى مفعول به، والعلم عند الله يبدو أن مصدر رزقهم الوحيد هو ما "يعكشونه" عقب إستضافتهم في أي برنامج.

قبل أن نفكر في حقوقنا يجب أن نخلص في واجباتنا، وقبل أن يشعل البعض شرارة الخلافات وهو يتكلم من المنطقة الأمنة، أتمنى أن نرى هؤلاء "المشعللتية" على أرض الواقع في قلب الحدث، لا كما يحدث دوماً ودائماً، نراهم يملؤن المكان بعد حدوث الكارثة، ويملؤن القنوات الفضائية حديثاُ عنها، ويملؤن عقول المشاهدين بما يشعل الأمور، ويملؤن جيوبهم بما يدفئ القلوب ثم يأكدون أنهم من... الكادحين.


م/ مصطفى الطبجي

الخميس، 13 أكتوبر 2011

عندما ترسو السفينة


على ما يبدو أن تصريح الرئيس السابق المخلوع على عينه والذي قال فيه "أنا أو الفوضى" لم يكن تهجيصة من تهجيصاته، بل يبدو أنه كان التصريح الصادق الوحيد الذي أتحفنا به ذلك الرجل على مدار ثلاثون عاماً، تعود المصداقية ليس لأنه كان يحمي البلاد ويحفظها من كل سوء، بل لأنه كان يدرك جيداً أن القرارات التي أخذها والقوانين التي سنها ستدمر البلاد فور فك الغراء الذي كان يلصقه بالكرسي.

فوضى عارمة تضرب البلاد كالأمواج العاتية التي تتلاعب بسفينة ركاب في ليلة سوداء ملبدة بالغيوم، الأسوء من هذا عندما نجد القبطان غير قادر على أخذ قرار واحد صحيح وسط كل هذا التخبط، هل يعود للميناء -نقطة الصفر-، أم يعاند التيار ويكمل الرحلة، أم يساير التيار ويترك السفينة تنساق على حسب الأهواء، أم ينزل الركاب في قوارب النجاة، كلها قرارات تحتاج إلى تفكير، الأهم ألا يكون السبيل الوحيد لتخفيف الحمولة هو رمي الركاب في المياة الباردة بدون قوارب أو سترات نجاة.

عند حدوث أي أزمة كلنا مدانون أيها السادة، كل فرد منا ساهم في تسرب المياة داخل السفينة، والسبب بسيط، بعضنا أراد أن يرتدي هو زي القبطان، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا أراد الإستسلام للأمواج والإكتفاء بالدعاء، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا وجدها فرصة لتصفية حساباته مع الشخص الجالس بجواره والمخالف له في الرأي، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا ترك مشكلة الغرق وقرر تغيير لون الدهان الخارجي، والبعض الآخر شجعه على ذلك، بعضنا وقف يتفرج على كل ما يحدث غير عابئ، والبعض الآخر تركه على ذلك.

نظرية الشماعة التي نحترف التعامل بها، والتي أثبتت فشلها على مدار الزمان والمكان، فلا يجب أبداً أن نعلق خيبات الأمل على تصرفات الآخرين، مرة أخرى... كلنا مدانون أيها السادة، بسبب تفرقنا وإبتعادنا عن حل الكارثة الحقيقية، معالجة الثقوب التي غربلت بدن السفينة، وإتجه كل منا إلى البحث عن مجد شخصي، غير مدرك أن ذلك المجد الزائف سيكون حليفه وونيسه في النهاية، عندما ترسو السفينة بمن عليها... في القاع.


ملحوظة ملهاش دعوة بالحياة:- الزمالك خسر بطولة الكأس


م / مصطفى الطبجي

قوالب طوب


عندما أتحفتنا وزارة البترول بأزمة في بنزين 80، قام البعض بركن سياراتهم والإعتماد على المواصلات توفيراً للنفقات، وهنا كانت الفرصة المثالية لتشكيل لصوص السيارات المخضرمين اللي ياما سرقوا البلد، قامت جماعات منظمة منهم بسرقة عجلة الإنتاج، وأصبحت البلد واقفة الآن على أربع قوالب طوب.

قوالب طوب مستهلكة لا تحتمل ذلك الحمل الثقيل، قوالب طوب كان يحتفظ بها التشكيل حتى يستخدمها في الأوقات المناسبة، قوالب طوب كان بعضها موالياً للتشكيل، يعني بتسمع الكلام ومكان ما تحطها تفضل موجودة، وقوالب طوب ظاهرياً معارضة للتشكيل وكل ما تنحط في مكان تقولك لأ... مليش دعوة، أنا عاوزة أكون تحت العجلة الشمال الأمامية.

آن أوان التخلص من كل قوالب الطوب التي عفى عليها الدهر، آن أوان تركيب عجل جديد مع وضع جهاز إنذار شديد اللهجة منعاً لتكرار عمليات السرقة والتسلق على السلطة، آن الأوان لنبدأ على نظيف، وكما كان يقول الإعلان القديم، إنسف حمامك القديم، وشكل حزب جديد بفكر ثوري جديد من أعضاء محترمين، وإبعد بقى عن فلول التشكيل السابق علشان يبقى كله جديد في جديد.

ما تحاول الأحزاب وبعض التيارات فعله أشبه بمجموعة من القردة الذين يتسلقون شجرة تفاح عالية للغاية، كل قرد يسابق الآخر للحصول على كل الموز!!!، وفي سباقهم هذا لم ينتبهوا إلى ذلك النجار الذي يحاول خلع الشجرة من جذورها، فقط لأن رائحتها الطيبة لا تعجبه، فلقد إعتاد على العبث في الظلام، فذلك يخفي الكثير من مساوءه.

الحل هنا لا يكون بكتابة نوع الفاكهة على كل شجرة حتى يعلم المتسلق عن ماذا يبحث، فالقاعدة الأبدية تقول (علّم في المتبلم يصبح واكل ناسه)، لذا الأفضل تنقية تلك الحديقة المليئة بخيرات الله من النجارين... والقردة.



م / مصطفى الطبجي


السقوط في بئر ضبع


في مصر كل شيء يتمصر، حتى الماء والهواء، فالماء يختلط فيه الكلور بمياة الصرف الصحي، والهواء تختلط فيه السحابة السوداء بعوادم المصانع، حتى الطيور المهاجرة عندما تمر بالأجواء المصرية تتمصر، وتكتسب من العادات والتقاليد ما يجعلها قيد العزل الإجباري فور دخولها سماء إحدى الدول المجاورة، هو أمر أشبه بالعزل السياسي الذي "إنتوى" مجلس الوزراء تطبيقه أخيراً على فلول النظام السابق.

ولأن الفلول لسانهم أطول من شريط السكة الحديد، ودماغهم أقدم من هرم خوفو، ونيتهم أسود من أخلاق شيكابالا، وأخلاقهم سقطت في "بئر سبع"، كان من المنطقي أن تكون مخاوفهم من تطبيق قانون الغدر دافعاً للإعلان عن نواياهم التخريبية "الحقيقية" البناءة، رغم تأكيدهم التام أن ليس كل من كان في لجنة السياسات المنحلةً (مخرباً) للبلد... على الأرجح كان (مخبراً) عنها.

في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والحزب اللي يجيلك منه الريح إعزله وإستريح، حتى نتمكن من إتاحة فرص جديدة لوجوه جديدة، حتى نتمكن من وقف سيطرة المال على الناخب، حتى نتمكن من التخلص من جملة "عائلات الجحش تؤيد وتبايع ابن الدايرة"، حتى نتمكن من نسيان شعارات مثل "وحبيبكم مين؟؟ العجل بيه"، حتى نتمكن من محو هتاف "الأسفلت بيضحك ليه من حلاوة البغل عليه".

نعم... هذه أسماء الأعضاء القدامى للمجالس السابقة، الأعضاء الذين نجحوا بالتزوير، أو التخدير، أو التمويل، الأعضاء الذين حولوا المجلس إلى زريبة، والقرارات إلى علف، والمعارضة إلى خيال مآتة، والبلد إلى مزرعة دواجن مليانة "بـيـض"، وهـوّ أنا مالي النهاردة، حاسس إن لساني مش قادر يمسك نفسه، بس والله غصب عنه، الأحداث الأخيرة وضحت إن في بعض الأشخاص يستحقون أن نرفع لهم القبعة، والبعض الأخر يستحقون أن نرفع عليهم الحذاء.

الآن الفلول يهددون، وقانون الطوارئ موجود أهوه... أهوه، والمجلس العسكري أشار أنه فعّـله فقط علشان يحمي البلد من الخراب على أيدي البلطبجة، طيب التخريب جاي أهوه... أهوه، يا ترى هل سيتم تطبيق قانون الطوارئ عليهم، أم أن قطعهم لسلوك الكهرباء وخطوط السكة الحديد وإحتلالهم لمباني المحافظات يندرج تحت بند... حرية الرأي؟؟؟

م / مصطفى الطبجي

فاقد الشيء لا يعطيه


عندما يقوم رجل ضرير -أعمى يعني- بتنظيم المرور في ميدان عام، النتيجة الوحيدة عدد لا نهائي من الحوادث، لأن الكل سيعتمد على الضرير مع علمهم أنه غير مؤهل لكنهم مع ذلك سيريدون منه تحمل المسؤولية وحده، أما عندما يقوم عسكري مرور-محسوب على الفكر السابق- بتنظيم المرور في ميدان عام، ستكون النتيجة أيضاً عدد لا بأس به من الحوادث، ولأنه عسكري سيطالب الجميع بعزله، قد يشكك البعض في كلامي، لكنها الحقيقة.

وهنا لابد أن نسأل أنفسنا، من المخطئ؟؟ من المتسبب الحقيقي في تتالي كل هذه الحوادث... أو الأحداث؟؟، هل ذلك الأعمى الذي وضعته الظروف -ربما رغماً عنه- في منصب اتخاذ القرار، أو ربما طالب البعض به وقتها ثقة في إحساسه العالي، كل هذا غير مؤكد، فقط الأمر المؤكد أن إدراكه للموقف يعتمد فقط على حاسة السمع لتصبح الرؤية النهائية للمشكلة مشوشة ينقصها الكثير من الحقائق لتخرج القرارات متخبطة في النهاية.

أما بالنسبة لعسكري المرور، فأولاً وحتى لا آخذ مخالفة عدم ربط حزام الأمان أحب أن أقول له "وأنا وأنا وأنا أحب العسكري"، لكن على ما يبدو أن ذلك العسكري يتعمد إثارة البلبلة، أو على الأقل يسعد بكثرة الحوادث، فتلك فرصة ليسجل الكثير من المخالفات، التي يحصل بالتأكيد على نسبة منها، وبذلك يؤكد ويرسخ ويبارك وجوده في موقعه، ومع أن استمراره في مكانه أمر حتمي ولا بد منه، إلا أنه سيكون حتمياً إذا كان فعلاً ينظم ويحمي.

الطرف الثالث في المشكلة هم السادة المواطنين، أينعم، إحنا، إحنا اللي لغينا عقولنا، وبعدنا أنفسنا، وأصبح كل فرد منا يبحث كيف يستطيع تفادي السيارات من حوله فقط... ليصل هو أولاً، طبعاً إلا من رحم ربي، لكن سباق التسلق أصبح على أشده، واللي يحصلني يكسرني، واللي هاشوفه هالوشه

في النهاية يتضح أن الأعمى والعسكري وجهان لعملة واحدة فاحدهما فاقد للبصر، والآخر فاقد للبصيرة، تلك العملة التي يقذفها في الهواء شخص ثالث... فاقد للضمير.


م/مصطفى الطبجي


محاكمة إلينين


بالأمس وكما كان متوقعاً تسبب إقتراب مذنب "إلينين" من ذلك الكوكب المأهول بالمتناقضات والمعروف علميـًا بكوكب الأرض في حدوث سلسة من الزلازل والبراكين والرياح السوداء، والتي أدت إلى تغيير التركيبة الفكرية لدى المواطن المصري، وإليكم أهم الأحدث
1-    في مباراة الجونة واتحاد الشرطة، كانت هناك لوحة من القماش الفاخر المعتبر سمراء اللون مكتوب عليها (الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة)، وعلى ما يبدو أن هذه اليد هي نفسها التي كانت تفلت منها الكرة دائماً، المثير في الأمر أنه فور بدء الشوط الثاني قام مجهول وبطريقة دقيقة بتعديل وضعية اللوحة، كرمشة خفيفة من المنتصف لتختفي كلمة الجيش ويتحول الشعار إلى (الشعب والشرطة إيد واحدة)!!!، ولأن هذا شعار غير منطقي، خسر الاتحاد المبارة.
2-    في الجولة الفجائية للبدلة في ميدان التحرير، وفي وجود كاميرا التلفزيون المصري بالصدفة البحتة، وحصري على قفا المواطن المصري، أتحفنا حفيد أم أربعة وأربعين أن تلك البدلة "التفصيل" يمكنها أن تصبح رئيساً للجمهورية، ولذا سيكون على السادة المواطنين الإختيار في القوائم الإنتخابية بين الراجل صاحب البدلة، والراجل صاحب البلوفر، والراجل صاحب البُـرنص، والراجل صاحب التيرنج، والواد أبو جلابية، ولا عزاء لسكان شارع الثورة.
3-    الداخلية تهدد جيمي، الداخلية تهدد جيمي، الداخلية تهدد جيمي، من حكمدار السجون إلى جيمي، لا تشر بإصبعك في وجود الصحفيون، لأنهم معهم كاميرا، لأنهم معهم كاميرا، وهنا يتضح أن الداخلية نبهت على جيمي أنها ستعاقبه بشدة إذا عاد لهذا الفعل القبيح، لكنها في نفس الوقت تجاهد لتبرئته من تهمة قتل المتظاهرين، بمعنى آخر، تقتل... آه، تسرق... ماشي، تنهب... وماله، تهدر مال عام... حقك، لكن تعمل حركات بذيئة... لأ، إحنا متربييييييييين.
وهنا يا سادة يا كرام إتضحت الآثار السلبية لذلك المذنب، فكل ما سبق يوضح أن الثورة تعطي إشارة شمال حالياً، لأنها تنوي الدوران للخلف عند أول تقاطع، وأنا بقول من دلوقتي وأجري على الله، يا تلحقوها يا ماتلحقوهاش.


م / مصطفى الطبجي

طارئ بالتلاتة


عودة للكتابة بعد انقطاع دام حوالي عشرة أيام، وهو في الحقيقة انقطاع اختياري تماماً كما تقود سيارتك في عكس الإتجاه، لقد كنت في حاجة لفترة من الوقت لتحليل المستجدات والوقوف على المتغيرات وترتيب أرفف الدولاب، بمعنى آخر كنت في فترة تآمّـل، وجلسة مطولة مع النفس، ولأن المدارس تأديب وتهذيب و إصلاح، كان إضراب المعلمين هو مغناطيسي الأول.

تآملت ووجدت المعلمين مضربين عن العمل بهدف تحسين الأجور كمطلب أول، النتيجة أن بعض الطلبة أقاموا مظاهرة مضادة يطالبون فيها بعودة المعلمين بشرط أن يظل يوم السبت أجازة رسمية، والخميس أجازة اختيارية، واليوم الدراسي عامة لابد وأن ينتهي في الساعة 10 صباحاً، وإلغاء نظرية الـ30 غياب!!!

أولياء الأمور قرروا المساهمة في حل المشكلة بطريقة إيجابية وفعالة، هم أيضاً يهتمون بمصلحة التعليم في مصر، والحل الأنسب لإقناع الجميع بالعودة إلى المدارس، وشرح المواد الدراسية بضمير يقظ، وإلغاء الدروس الخصوصية اللي ناحلة وبر الأهالي، والتأكيد على إحترام الطالب للمعلم، هو حرق مبنى الإدارة التعليمية!!! عملاً بالمقولة ((الصُوبع اللي يوجعك... إحـرقـه))... وفوراً

تآملت أكثر لأجد أن مغناطيسي الثاني كان إضراب عمال هيئة النقل العام، وأيضاً كان أهم مطالبها صرف حافز الإثابة، يعني عدنا مرة أخرى لفكرة المال والأجور ومصاريف العيال والمرتب مش مكفي، المميز في هذا الإضراب أن الداخلية تهدد بتطبيق قانون الطورائ -اللي هو مطبق أصلاً- على المضربين عن العمل، والخوف كل الخوف أن يتم تطيق القانون على هذا المقال عملاً بالمقولة ((الصُوبع اللي يوجعك... إحبسه))... وهشتكه.

تآملت أكثر وأكثر حتى لم أعد أرى شيئاً، فالجو أصبح ملبد بالعساكر في كل حتة، قانون طوارئ بقى، وعربيات الأمن المركزي أصبحت تسد عين الشمس، قانون طوارئ بقى، هنا علمت وأدركت وتأكدت أن الثورة التي جمعتنا ووحدتنا في لحظة ما فاصلة في تاريخنا قد أصبحت... طارئ بالتلاتة.


م / مصطفى الطبجي

إشاعات انقسام الذرة


بعد موقعة الجمل إلتحق الكثيرون بالثورة، البعض إنضم بسسب إقتناعه بها وإيمانه بأهدافها، والبعض إنضم لأنه وجد أن التصوير بجوار (الدبدوب) في ميدان التحرير أكثر شياكة من التصوير بجوار (الدبابة) في غرفة النوم، كما أنها طريقة سريعة لزيادة عدد أصدقائه الإفتراضيون على الفيسبوك.

المهم هو ما حدث بعد تنحي المخلوع، أو خلع المتنحي، الكل تناسى السبب الوحيد الذي كان أساسياً في نجاح الثورة، الإتحاد، إتحد الجميع بإختلاف الفكر والتيارات والدين، حتى الأحذية التي كانوا يهدمون بها أسس النظام السابق، كانت مختلفة المقاس، لكنها كانت ذات هدف واحد، أنها كانت تضرب النظام فوق رأسه.

الآن وبعد ذلك الإنقسام الشبيه بإنقسام الذرة، خرجت علينا (إشاعات) ذات تأثير أكثر ضرراً من (الإشعاعات) النووية، إشاعات مخلوطة بحقائق سببت الكثير من العيوب الخلقية التي أخلت بمسار الثورة، وربما أضاعت بمستقبلها، لتعيش فقط على ذكريات 18 يوم كانوا من أعظم الأيام في التاريخ المصري الحديث... والقديم.

قد يعتقد البعض أن المجلس العسكري والحكومة هما المسؤولان الوحيدان عن تدهور الأوضاع، وذلك باتباع أساليب سياسية تماثل سياسة التوأم في الزمالك، مما يعني أن البلد كلها شاكب راكب ستحجز مقعدها في المركز الثاني،... سؤال صغير فارض نفسه، أمال مين بقى اللي في المركز الأول؟؟

لكن بغض النظر عن الدرع الذي دوماً ما يضيع، فإن ذلك التدهور الذي وصل بنا إلى تفعيل قانون الطوارئ كنا نحن -القوى السياسية وحزب الكنبة- مشاركين فيه، فالبحث عن المصالح الشخصية، وتغليبها على المصلحة العامة، وحب الظهور وصوّرني صوّر كانت جميعها أسباب يمكنها أن تجعل من الشربات فسيخ، وبمنتهى البساطة.

التنصل من المسؤولية كانت أهم الأسباب من وجهة نظري، فعند حدوث أي كارثة بعد أي مليونية، يتسارع الجميع في إعلان عدم مسؤوليتهم عما حدث، وكأن المدبر في كل مرة هم أشخاص آخرون خرجوا من النيل أو هبطوا بالبراشوت، أما إذا أتت المليونية ثمارها، يتسارع الجميع في إعلان حسن التنظيم والإصرار والتواجد وبعد النظر والقدرة على البقاء والتحور.

أسلوب فيه جمع للمكاسب، والهروب وقت الإنكسار، لذلك كان تفعيل القانون هو خطوة للأسف صحيحة، لكنه للعجب فور تفعيله قام 25 بلطجياً بإقتحام أحد أقسام الشرطة وإستولوا على بعض الأسلحة، وهذا الحدث يلقي بسؤال هام جداً، على من سيتم تفعيل قانون الطوارئ بالظبط؟؟ أول الدوري أم ثان الكأس؟؟



م / مصطفى الطبجي

للعدالة ضلوع كثيرة


جملة مفتكسة تتكرر في الأفلام المفتكسة، "العدالة لازم تاخد مجراها"، يقولها البطل المفتكس في ظروف مفتسكة من صنع أحد كتاب السيناريو... المفتكسين، وبعيداً عن كل هذا الإفتكاس، فالمهم في الأمر أن كلمة العدالة تنتهي بحرف (التاء المربوطة)، وهذا يعني في اللغة العربية أنها كلمة مؤنثة، كما أن الفعل التابع لها (تاخد) يبتدي أيضاً بحرف (التاء)، وهذا يشير إلى أنها كلمة مؤنثة، أيضاً على جدار المحكمة ترسم العدالة على أنها إمرأة معصوبة العينين، وهذا يؤكد أنها أنثى.

هذه الجملة على قدر بساطتها فهي توحي للمتلقي وكأن العدالة شخصية حقيقية تستطيع أن تحدد الطريق الذي تسير فيه بكامل ارادتها، سواء كان هذا الطريق طريقاً عاماً آمناً تماماً، أو طريق زراعي مقطوع مفهوش صـرّيـخ ابن يومين.

لكن اتضح أنه في الأنظمة الديمقراطية العادلة فإن العدالة تأخذ مجراها، لكن عندنا الأمر مختلف، فلقد تم إختطاف العدالة والإعتداء عليها بوحشية، ثم عمل كشف عذرية لها أمام الجميع لإثبات أنها ماشية في البطـّال، بعد ذلك تم إلقاؤها في المجاري، وهذا يعني أنه في مصر العدالة لا تأخذ مجراها، بل تأخذ مجاريها، ولا عزاء للسُلطة القضائية أو حتى للسَلطة البلدي.

على ما يبدو أيضاً أن عمليات الإغتصاب هذه كانت تتم بأسلوب علمي ممنهج منظم مدروس محفوظ، أسلوب كانت تتبعه الأنظمة السابقة لأي عدالة ناشطة سياسياً، واكسر للعدالة ضلع يطلعلها 24، لكن لما تكسر الـ 24 ضلع، هتعيش مذلولة طول العمر.

لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل نحن في ظل هذه الظروف الإنتقالية الإستثنائية المُـتخبّـطة نحتاج حقاً إلى عدالة عمياء؟؟ أم نحتاج إلى عدالة "مفنجلة" عينيها 24 ساعة في الـ 24 ساعة، عدالة لا تعرف الخوف، عدالة لا تعرف التردد، عدالة اللي يرشها بالميـّـة ترشه بالدم، عدالة تضع في حقيبة يدها "صاعق كهربي"، تدافع به عن نفسها في حالة تعرضها لحالة تحرش.


م / مصطفى الطبجي



الحكم على الواقف


تجربة شخصية حدثت لي بعد زواجي مباشرة، بعد أن تلقينا التهاني من جميع الزائرين، وبعد أن سمعنا تعليق كل شخص عن فرش عش الزوجية، وبعد أن اتضح تركيز الجميع على السُـفرة، مع إن "العفش" كله حلو وربنا، بدأت الأثار تظهر بوضوح، فزجاج السفرة كسر مرتين حتى الآن، كما أن القرص الخاص بها انشق بقدرة قادر إلى نصفين... آن آن آن ن ن ن.

مؤمن أنا بالحسد فقط لأنه ذكر في القرآن الكريم، لكني مع ذلك لا أستطيع أن أتقبل فكرة أن شخصاً ما يمكنه أن يؤذيني بإستخدام عينيه... اللي هياكلهم الدود دول، ومع أني ذهبت بالقرص إلى أكثر من نجار إلا أن المعالجة فشلت، فـبـعـد استخدام الغراء بفترة ينشق القرص مرة أخرى معترضاً على نوع الغراء... أو مُـرغماً.

أحد النجارين المثقفين المخضرمين الذين احترفوا هذا المجال عن حب وليس عن احتياج للمال نصحني بالذهاب إلى أي وزارة وسوف أجد الحل هناك، أخبرته أن "العفش" الموجود في الوزارات في الأغلب استيراد بلاد بـرّة، يعني مش هنوصل لحاجة، ضحك بخبث وأخبرني أن أذهب للسؤال عن نوع الغراء المستخدم في لصق المسؤول بالكرسي... آن آن آآآآآه.

هنا تنبهت أن المشكلة في مصر ليست في الحاكم، سواء كان هذا الحاكم رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو وزير أو محافظ أو حتى رئيس مجلس محلي، المشكلة في الكرسي، سواء كان هذا الكرسي أثري أو بمسند أو بظهر أو بعجل أو حتى كرسي خشب، في جميع الحالات هو يسبب خلل ما في تصرفات السيد المسؤول، وهنا لن تـنـفع فكرة استبدال الكرسي بآخر تيفال (علشان ميلزقش)، لا بد من استبدال الكرسي بــ... كـنـبـة.

لكن بعض أولاد الحلال لـمّـحوا لي أن الكنبة ستجعل المسؤول "يـأنـتـخ" في منصبه، وأقرب مثال على ذلك... حزب الكنبة، الحل أن السيد المسؤول طوال فترة توليه لمنصبه سيظل واقفاً، فهو ليس بأفضل من عساكر التشريفة الذين يظلون واقفون لمدة تتجاوز الـ12 ساعة، بدون أكل أو شرب أو حتى... عمل "بـيـبـي".

هذا حلٌ عملي، فالمفترض أن يشعر المسؤول بمعاناة من هم مسؤولين منه، فكيف لشخص يُـوقـَف الطريق من أجله وهو في سيارته المكيفة أن يشعر بدرجة الحرارة وازدحام الطرق وتعطل المصالح والحالة النفسية للمواطن ومستوى المعيشة.

حتى يظل السيد المسؤول مستيقظاً ومنتبهاً لما يواجهه من هموم ومشاكل، اللي هي همومنا ومشاكلنا (إحنا الرعية)، يجب سحب غرفة النوم من منزل السيد المسؤول، بمعنى آخر... الحُـكـم من هنا ورايح... هيكون على الواقف... وقوم أقف وإنت بتكلمني.


م / مصطفى الطبجي

فل آخر من الفلول


تنبيه هام على السادة المواطنين، كوكب زحل ليس كوكباً من ضمن كواكب المجموعة الشمسية، إنما هو فلٌ من فلول النظام السابق، والدليل على ذلك الكلام العلمي المدروس الموزون بسيط وواضح وضوح الغباوة على وجوه المدافعين عن النظام السابق.

بعد انتهاء شهر رمضان، وكتقييم سريع للوجبة الإعلامية التي هلّت علينا كالقضاء المستعجل، كان رد الفعل الطبيعي لقلة عدد المسلسلات هذا العام مقارنة بالعام الماضي، هو زيادة عدد البرامج الحوارية، ولسبب خفي لا يعلمه إلا الله، كان معظم ضيوف حلقات تلك البرامج من أتباع النظام السابق!!!

وأنا في الحقيقة لست ضد ظهور أي شخص مؤيد للنظام السابق في أي برنامج، حتى لو كان برنامجاً سيذاع بعد انتهاء الإرسال، من حقهم الظهور وتوضيح وجهة نظرهم، كل ما أتمناه من مخرج البرنامج أنا يحاول جاهداً إخفاء الآذان الطويلة والذيل، غير كده كله هيبقى تمام.

المشكلة في ظهور هؤلاء تبدأ حقيقة بعد انتهاء البرنامج، هم بفكرهم الواسع اللي أوسع من خورم الإبرة، وضميرهم الحي اللي مات من 30 سنة، وأخلاقهم العالية اللي أعلى من طرف السجادة يصيبون أي مستمع عاقل بأمراض عصبية تحتاج إلى تأهيل نفسي لمدة لا تقل عن خمسة أيام.

هم ببساطة ينكدون عليك عزيزي المشاهد، يبحثون عن أي مصدر للسعادة، عن أي ملمح للتقدم ليلزقوا به خبراً أو معلومة تجعلك تفكر في صدقها أو زيفها، وحتى لو انتهيت بتفكيرك إلى أنها معلومة خاطئة، فهو أيضاً مكسب لهم، لقد جعلوك غصباً عنك تشغل عقلك بأمور تافهة، وتتوقف عن الإبداع والتفكير فيما يفيد البلد حقيقة، لقد جعلوك تغضب وتثور وتحرق في دمك، وبمجرد أن تتحرر مما أنت فيه، يتحفوك بكلام آخر ماسخ.

هذا ما فعله كوكب زحل بالتمام والكمال، استغل فرصة فرحك بالعيد، لينكد عليك عيشتك، ليقرفك في حياتك، لتنشغل عن أكل كحك العيد، وتفكر هل ضاع يوم من الصيام؟؟ وعندما تنتهي من تفكيرك ستكتشف أن الكحك خلص، واللي سبأ أكل النبأ، وانضحك عليك يا جميل.


م / مصطفى الطبجي

كش ملك... يا حلو


دوماً ما تكون الأغاني الوطنية على مستوى الحدث، لذلك عندما أبدع رجب البرنس وقال "هاتلنا ترابيزة ودومينا واللعب على المشاريب" لم يكن يقصد إطلاقاً أن يصدمنا بأغاني سطحية مسفة هابطة، بل كان يلفت النظر إلى أن القهاوي والكافيهات أصبحت أكثر إنتشاراً في الشوارع والحواري من أي مشروع آخر.

وعلى ما يبدو أن ذلك كان أحد توجهات حكومة تظغيط البط السابقة، فمع إرتفاع معدل البطالة، وعدم وجود فرص عمل سوى قيادة التوك توك، أصبحت القهاوي هي الملاذ الآخير لتنفيس الغضب المدفون في الصدور، كل شوية غضب يخرجوا مع نفس من الشيشة، وكل شوية إحباط يتبلعوا مع رشفة ينسون، وكل المشاعر أو الأفكار التي قد تقلق الحكومة سوف تـتـوه بين زهر الطاولة، و ورق الدومينا، ومربعات الشطرنج.

سيـبـنـا بقى من كل ده، مش عاوزين وجع دماغ، وتعالوا نركز مع بعض شوية في الشطرنج، كلنا نعلم الفكرة من هذه الرياضة العقلية حتى إن كنا لا نلعبها، اللعبة تحتاج إلى شخصين لا يمتلكان من متاع الدنيا سوى الوقت، كل طرف يحاول بإستخدام قطع جيشه أن ينتصر على الطرف الآخر، أن يحاصر ملك الخصم ليتحفه بالعبارة النهائية "كش ملك"... يا حلو.

بعد إنتهاء المعركة الحربية الشطرنجية، سيقيم المنتصر الأفراح ممسكاً ملكه ووزيره بعد أن استطاع حمايتهما، وهنا تأتيه التهاني من كل صوب، أما الخاسر فسوف ينكس رأسه محاولاً تجاوز الهزيمة التي طغت على طعم انتصاره السابق، هزيمة ساحقة تمت في ست ساعات رغم أنه كان يستعين بصديق طوال اللعبة، الآن سيحاول الوصول إلى هدنة أو إتفاقية يحمي بها سمعته ويحفظ بها ماء وجهه، بعد أن كان يتباهى سابقاً بقوة جيشه الشطرنجي الذي لا يقهر.

مازلنا نتكلم عن الشطرنج، محدش دماغه تودّيه لبعيد، المهم في الشطرنج أن يكون هناك طرفان متنافسان، فلا يوجد معنى من أن يلاعب شخص ما نفسه، حتى وإن كان هناك منافس يجلس أمامه كخيال المآتة، ينتظر ما يُـملى عليه، حرّك طابية، رجّع وزير، موّت فيل، إسجن عسكري أمن مركزي.

وقتها لن يصبح للإنتصار أي قيمة، فالمنتصر لم يكن هو من يتحكم فعلياً في قواته، حتى إن أراد نشر عساكره لحماية قطعه، فذلك يتطلب موافقة المنافس، المنافس الذي من المفترض أنه خسر، لكن على ما يبدو أنه مازال صاحب الكلمة العليا، على ما يبدو أنه رغم هزيمته فهو من قال في النهاية بصوت عالي..."كش ملك"... يا حلو.



م / مصطفى الطبجي