الإنتخابات على الأبواب، أستطيع سماع خطواتها المميزة وهي تصعد السلالم رغم أني أجلس في الغرفة البعيدة عن الباب، أتمنى فقط أن تـنـتـبـه إلى الكام سلمة المكسورة حتى لا تقع على أم رأسها فتفلق كالشمامة، أو أن تتكهرب عند إستخدامها للجرس بسبب أنه غير معزول فتسقط كلوح خشب يتصاعد الدخان منه، أو أن تنجح محاولات عرقلتها فتقع من على السلم مكسورة الرقبة.
هي مخططات ومؤامرات مع إضافة القليل من البهارات حتى تتعطل الإنتخابات، فتتوقف الحياة السياسية في مصر عن العمل، فتلحقها الحياة الإنتاجية وتكف عن الدوران، فتتأثر الحياة الإجتماعية ويبدأ التذمر، فيزداد تلعثم الحكومة المؤقتة في إصدار القرارات، فتناهر الدولة الإنتقالية في فخ الإنشقاق، فيترحم على أيام المخلوع كل مواطن موجوع، فيثور الشعب على الثـُوار ثورة رجل واحد، فيخرج من كانوا في السجن ويحاكم من كانوا في الميدان محاكمة عادلة... ويعدموا.
السؤال هنا، ماهي هي وسيلة الإعدام الأكثر بشاعة التي سيستخدمها النظام السابق (بعد ما ربنا فك سجنه) في إعدام كل من ظهرت خلقته البـهيـة في عدسات الكاميرة الخفية، أعتقد أن أكثر الطرق إيلاماً هي عندما يرى الثوار بأم أعينهم الشعب الذي فقد كل موارده وهو يهتف لهؤلاء الذين مصـّوا دماءه "بالروح... بالدم... إحنا آسفين يا زعيم".
سيموت كل ثائر بحسرته، وستدمع عين كل متضامن على مصيبته، وسيندم كل هاتف للنظام السابق على عقليته، وسيتباهى كل فلِ بفلولته، وسيبتسم كل متواطئ فرحاً بإنتصاره، وستعود البلاد مرة أخرى بلد الأمن والأمان، لسبب تافه للغاية، أن البلطجية لن يجدوا من يسرقونه فالكل في المعتقل، ولن يجدوا ما يسرقونه فالكل في جيب البيه الرئيس وأولاده وأتباعه.
توتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة؟؟
كل واحد قبل ما يدخل ينام لا ينسى غسل قدميه وأسنانه.
م / مصطفى الطبجي