الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

يا بااااشمهندس

" بقولك إيه يا باشمهندس، تحب تشتري ماتور جديد و لا نلفه و نخلص؟ " الذي قال هذه العبارة هو الكهربائي الذي إستعنت به ليصلح موتور المياة الذي إنفجر فجأة و بدون سابق إنذار، و بغض النظر عما إذا كان إسمه " ماتور " أو " موتور "، فإن هذا الموتور شئ أساسي في كل بيت مصري حيث أنه بدونه لن أستطيع أن أشم رائحة المياة العطرة أو أرى لونها الزهري أو أتذوق طعمها الجذاب، ذلك أني أسكن بالدور الرابع و كما يعلم الجميع فإن المياة في أرض هبة النيل ليست بالقوة الكافية لتصعد وحدها في مواسير يعلم الله وحده مما هي مصنوعة، لابد من عامل مساعد لكي تصعد المياة، و العامل المساعد هنا إسمه موتور بقدرة واحد حصان.

لماذا أخبركم بهذا الموقف الممل؟ لأنني بصراحة أسعد كثيراً عندما يخاطبني أحد ما و يقول لي يا " باشمهندس "، هذا ليس غروراً أو تفاخراً أو إستعلاء على الناس، و لكنه حب لمهنة أتشرف باني أمتهنها، تماماً كما يسعد الطبيب عندما يناديه أحد في موقف ما ب " يا دكتور "، و كذلك الصيدلي و المحامي و المحاسب و كل حسب وظيفته و مهنته، و هنا أنا لا أقصد أن تنادى بلقبك في محل عملك فهذا شئ بديهي و طبيعي، و لكني أقصد أن تنادى بلقبك خارج محل عملك و في تعاملاتك الشخصية.

لماذا أحكي لكم هذا الكلام الممل؟ هذا الكلام الملل هو مقدمة لحكاية أخرى مملة أحب أن أرويها لكم، ليس حباً في الكتابة أو لكي يستفاد البعض منها، و لكن فقط لأوزع طاقة الحزن التي أشعر بها على كل من يقرأ هذا المقال و يستمع لهذه الحكاية.

في يوم ذهبت إلى الأسطى عبده الميكانيكي لإصلاح مشكلة بالسيارة أعاني منها و لأنه كان يعرفني " لأني زبون قديم " قال لي أول ما رأني " كل سنة و إنت طيب يا باشمهندس خير في إيه؟؟ "، أخبرته بالمشكلة التي أعاني منها فطلب مني أن أستريح ربع ساعة و سوف تكون السيارة كالجديدة، و أنا في إنتظار إنتهاءه من إصلاح السيارة دخل علينا رجل ضخم و قال بصوته العالي الأجش " صباحك نادي يا باشمهندس و النبي سيب العربية اللي في إيدك و تعال شوف العربية دي مالها "، بغض النظر عن طلبه الغريب الذي يطلبه بأن يترك الأسطى عبده سيارتي ليصلح سيارتي، لكن الذي إستوقفني أن أسطى عبده أخذ لقب باشمهندس بسهولة " أمال أنا روحت الكلية ليه "، مع أنه و الحق يقال أسطى عشرة على عشرة.

المهم أن إنتظاري طال فقررت أن أذهب لقضاء بعض المشاوير حتى أكسب بعض الوقت، ركبت تاكسي و في الطريق وجدت سائق ميكروباص يدخل برأسه في شباك التاكسي و يسأل " معاك فكة عشرين يا هندسة ؟؟ "، السؤال كان للسائق و ليس لي!!، و هنا علمت أن السائق هو الآخر حصل على لقب باشمهندس و بنفس سهولة عم عبده.

و أنا في المحل أشتري بعض الملابس الجديدة، كان العامل بالمحل متعاون بشكل جيد، و يتعامل معي و مع جميع الزبائن بطريقة لبقة و بدون تحفظات و توجد على وجه إبتسامة و هو بذلك كأنه " بـيـربي زبـون "، المهم أن أحد الزبائن أعجبه قميص معلق و أراد مقاسه لذلك قال لذلك العامل " بقولك إيه يا باشمهندس القميص اللي على المانيكان ده بكام ؟؟ "، ...... كوني معي على الخط، من البديهي أن هذا السؤال لم يكن لي، بالتأكيد الباشمهندس الوحيد الموجود بالمكان هو المانيكان ... أقصد الفتى العامل بالمحل ... لأنه كان زميلاً لسائق التاكسي و عم عبده.

عقلي كان يدور كما تدور لعبة ديسكافري في ملاهي دريم بارك، و لكن، مازلت في أول اليوم و لم أنتهي من المشاوير بعد، فلقد كنت مع موعد مع أهم المشاوير جميعاً، إصلاح هاتفي المحمول، و لقد كنت أعرف أين سأذهب، إلى مركز " جبالي " الذي سمعت عنه أنه أقوى مركز صيانة في المنطقة، حيث أن المهندس المسؤول عن الصيانة لا يشق له غبار، المهم ذهبت إلى هناك و صعدت للدور السابع و وجدت شاباً كتـكوتاً يقابلني و سألته عن المهندس فقال لي " أأمر أنا المهندس إبراهيم "، يا عقلي الدوار ياني، فعُمر هذا الشخص لا تسمح له بأن يكون مهندس، بالكاد سيكون طالب في الكلية، المهم أعطيت له الموبايل لأني كنت في حاجة شديدة إلى الراحة و لست في حمل مناهدة و مجادلة غير ذات معنى، سألته من أي خلية تخرج و هنا علمت أنه خريج معهد فني، لا بأس ... المهم أن يصلح الموبايل كما يجب، بعد عشرون دقيقة رجع لي بالموبايل و حقيـقاً كان " زي الفل و أكتر " و أعطاني الكارد الخاص به لأنه هو أيضاً " بـيـربـي زيون "، نظرت على الكارد و وجدته مكتوب عليه " مركز صيانة جبالي للصيانة " و أسفلها " المهندس / إبراهيم أبو وردة "، و عملت وقتها أن هذا المدعو إبراهيم كان دُفعة عم عبده و سائق التاكسي و عامل المحل.

رجعت إلى عم عبده لأرى إن كان قد إنتهى من صيانة السيارة " الباشمهندسة " هي الأخرى، و كان عند حسن ظني، فهو رجل عبقري، أخذت السيارة و إنطلقت أريد العودة إلى البيت لأستريح من هذا الخلاط الذي وقعت فيه مع أني كنت أشعر أني نسيت شيئاً ما، و عندما كنت أقوم بركن السيارة و ألصقها بالجدار خوفاً من أن يأتي سواق " من إياهم " ليخدشها أو يخبطها كما حدث من قبل كان هناك شخص ما ينادي بصوت عالي " يا باشمهندس ... ياااا بااشمهندس "، صدعت إلى شقتي و إذا بهاتف المنزل يرن و عندما رددت وجدت شخصاً يقول لي " جرى إيه يا باشمهندس عمال أنادي عليك من ساعتها و إنت مش سامع، معلش تعال شيل عربيتك لأني بغسل السطح و نزل عليها مية مطينة !!! ".

قررت أن أترك السيارة في مكانها لأنه لم تكن لدي أي طاقة للنزول مرة أخرى لأبقى نصف ساعة أبحث عن مكان آخر أستطيع أن أركن فيه السيارة، و كنت كل ما أفكر فيه وقتها أن أقف تحت الدش لأستمتع ببعض المياة الباردة، ثم تذكرت أن الموتور مازال معطل و أني نسيت أن أمر على الكهربائي لأخذه .... و النتيجة أنه لا توجد مياة.

بقلم م / مصطفى الطبـجي

السبت، 28 أغسطس 2010

الحلم الحقيـقي

خير اللهم إجعله خير حلمت حلم غريب جداً، حلمت أني في مكان واسع و يوجد من حولي أشخاص كثيرون، رجلاً و نـساءً، الجميع ساكت لا يـتـكلم، درجة الحرارة عالية جداً و الكل يتصبب عرقاً، كان الجميع ينظر لأعلى و تبدو في أعينهم نظرات القلق أو الخوف لا أستطيع التحديد، لكن ما أعرفه بالتحديد أني عندما نظرت للأعلى أنا أيضاً أصابني شعور غريب، شعور يجمع بين الخوف و القلق و الرهبة و اللهفة، حاولت أن أسأل أي شخص من الموجودين بجواري عن كيفية الخروج من هذا المأزق، لكنه كانت توجد قاعدة واحدة في هذه اللحظة " يالا نفسي " و " اللي بيـشيـل قربة مخرومة "، بدأت أدعو أن ينجـيني الله من هذا المكان الموحش، و أن يشملني بعطفه و رحمته، لكن بعد فوات الأوان فمثل هذا الدعاء كان يجب أن أدعوه قبل دخول هذا المكان، أيضاً كان الجميع يدعو ألا تضطره أفعاله و أعماله أن يدخل في مثل هذا المكان.

كلا .. أنا لم أدخل النار ... ربنا يحفظنا ... أنا كنت في إدارة المرور بجدد ترخيص السيارة، و حقـيـقاً فهذا لم يكن حلماً، إنما هو واقع مرير أعيشه كل ثلاثة أعوام، حيث أنه كل ثلاثة أعوام أذهب لتجديد ترخيص السيارة لأقف أنا و مجموعة من المأسوف على أمرهم فترة زمنية لا يعلمها إلا الله تحت أشعة الشمس المحرقة في ساحة واسعة لا توجد بها مظلة واحدة، الكل يقف في سكوت لا يريد التحدث لأنه لا يريد بذل المزيد من الجهد الغير مفيد، الجميع ينظر للأعلى في إنتظار نزول الموظفين بعد إنتهاء الإجتماع الصوري الذي يعقده معهم كل يوم مدير الإدارة، في نفس الوقت لن أجد أحداً يفيدني بإجابة شافية عافية لأن كله " مظبط نفسه " و " محدش له دعوة بحد "، لذلك لا يوجد إلا الدعاء.

لأني كنت ذاهباً مبكراً جداً فكنت أول شخص يقف في طابور طوييييييييييل على شباك الموظف المبجل، و حقـيـقاً كان يبدو على هذا الموظف علامات الورع و التقوى حيث أن علامة الصلاة على رأسه و كأنه ولد بها كما أنه كان يمسك المصحف بيده يقرأ ورداً من القرآن، إستبشرت خيراً وقلت في سري أن هذا الموظف يتقي الله في عمله و سوف ينهي الإجراءات بسرعة، المهم و حتى لا تملّوا مني قلت له " السلام عليكم " فأشار لي بيده بمعنى أن أنـتـظر قليلاً و إستمر في القراءة لفترة قصيرة ثم رد عليّ السلام و قال لي " معلش أصل أنا مش ببدأ يومي إلا لما أقرا ورد من القرآن "، قلت في سري ربنا يكرمه و أعطيته الرخصة و ملف السيارة و وقفت أنتظر منه الإنتهاء منها، نظر إلى الورق سريعاً ثم نادى على شخص ما إسمه السيد " يا سيد ... يا سيد ... هو مجاش !! " ثم نادى على شخص آخر إسمه طارق " طااارق ... مجاش برضه " و هنا كان رد فعله ظريف جداً حينما قال " ولاد الم..... المع.... الأو... محدش فيهم جاه برضه، هما كل يوم كده يا إما أجازة أو يشرفوا متأخر و الشغل كله فوق دماغي، عالم ولاد ستين و... " كوكتيل طريف من الشتائم إنطلق في وجهي " على غيار الريق " على طارق و السيد اللذان لم يحضرا حتى الآن، قلت له " هدي بالك معلش إنت الخير و البركة و رمضان كريم " فرد علي قائلاً " و إنت بالصحة و السلامة هات بقى 30 جنيه " سألته لماذا فانا أعلم أن هذه الإجراءات مجانية فقال لي " دي مش عشاني، دي عشان مدام رشا اللي قاعدة على الكومبيوتر " فقلت له " يا باشا مدام رشا إيه بس ده إحنا في رمضان حتى !! " فقال لي " ياااه صحيح معلش الواحد نسى ... خلاص خليهم 15 جنيه بس !!!! ".

بقلم م / مصطفى الطبـجي

الاثنين، 23 أغسطس 2010

خلي عندك نخوة

و بعدها معاك يا مصر، خنقانا و كتمانا

يا غنية، يا غبية ليه في المشاكل غرقانة

لا عاد فيك زراعة و لا صناعة و الإسم محروسة

لا عاد فيك تجارة و لا سياحة حالتك بجد تعبانة

نيلك معتش نيلك طول ما إنت محتاسة

و الفقر مالي عينك و سايق في الغلاسة

فاكرة شعبك بيضحك مع إن القلوب موجوعة

إزاي بقيت في لحظة للفرحة كنـّاسة

معتش فيك يا مصر خلاص حاجة مصنوعة

كله من الصين و يا ريتها بضاعة مبلوعة

اللي إتغش و اللي إتسرطن و اللي كان قطران

و اللي حبك يلهف منك و سابك مخدوعة

بعد ما كنت وسط الدول رمز و كيان

بعد ما كنت وسط العرب رمز الأمان

مين خلاك تحت؟ مين السبب مين؟

مين خلاك متهانة و في عزبة من الحرمان

مين اللي مش شايف شعبك إنهم بني آدمين

عاوزين بس ياكلوا و يشربوا و راضيين

و يا سلام لو هدمة جديدة لو حتى بالإيحار

بس العيال تفرح و يناموا ضحكانيـن

مش كل شعبك من اللي بياكلوا الكفيار

و الصيف في مارينا و العشا منبار

كتير مش لاقيين ياكلوا يشكوا و محدش يسمع

فطار مفيش غدا مفيش و العشا صباع خيار

إزاي فيك السد و كل شوية الكهرباء تقطع

إزاي فيك الخير و الجوع لساه بيلسع

ولادك بيـهجروا بيـهربـوا كارهينك

بعد ما قالوا الآه دي عصاية المخبر بتوجع

ليه مش حباهم و لاّ هما اللي مش فاهمينك

و لا إنت اللي مش فاهمة و مش عاوزة حد يجيلك

إفهمي يا اللي مفيش زيك في الدنيا

عمر ما كان العساكر هما اللي نافعينك

يا اللي إسمك بيـتـقال و لا الغنوة

يا اللي صوتك عذب و لا النسمة

يا اللي في القلب عايشة يا بلح أمهات

بلاش تبيعي ولادك خلي عندك نخوة

بقلم / مصطفى الطـبـجي

الخميس، 19 أغسطس 2010

تعويض ما فات من رمضان

" ما لا يدرك كله لا يترك كله "، نصيحة نسمعها كثير من مشايخ المساجد و أئـمة الجوامع و كل شخص وجد في نفسه القدرة على دعوة الناس إلى التعبـّد في شهر رمضان الكريم، و بصراحة فهي مقولة أو نصيحة مفيدة جداً و عملية جداً و يمكن تطبـيـقها في جميع نواحي الحياة كالعمل و الدراسة و حتى التعاملات الشخصية و لا أدري لماذا يقتصرذكرها في شهر رمضان و كيفية التعبـّد في هذا الشهر كأن العبادة لوجه الله تعالى لا تجوز إلافي هذا الشهر.

و إن كانت هذه النصيحة تجـرنا جراً إلى سؤال فني ذو وجهين، كيف أعوض ما فاتـني من رمضان؟؟ الوجه الأول لهذا السؤال و هو وجه سئ يعني أن حضرتك كنت " نايم في العسل نوم " و " مقضيها "، أما الوجه الثاني و هو وجه حسن يعني أن بقايا ضميرك قد إستيقظ بعد نوم عميق و تريد تعويض ما فاتك، لهذا و لهذا فقط قررت أن أعـّوض ما فاتني من رمضان و يكفي الذي ضاع و كما أجمع كل المشايخ " ما لا يدرك كله لا يترك كله ".

نظراً لظروف عملي التي تتغير من أسبوع لآخر حيث أني أعمل بنظام الورادي أو كما يسميها " اللي عاملين نفسهم ولاد ناس " نظام "الشيفتات "، فلايوجد لدي وقت محدد لإستغلال اليوم أفضل إستغلال، فهذا الأسبوع على سبيل المثال يكون عملي من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الواحدة صباحاً والأسبوع القادم سيكون عملي من الواحدة صباحاً حتى الثامنة صباحاً وهكذا، و إن كان هذا النظام مهلك بدنياً إلا أن له فوائد عديدة سنـتكلم عنها في لقاء آخر.

المهم و حتى لا أطيل عليكم قررت أن أقـوّي عزيمتي و أعوض ما فات، و بدأت بأول خطوة و هي شراء أحد الجرائد القومية و فتحت الصفحة الفنية التي تنـشر مواعيد إذاعة المسلسلات على جميع القنوات المحلية منها و الفضائية، المصرية منها و العربية، و بدأت في تسجيل مواعيد هذه المسلسلات و البرامج الكوميدية و الحوارية حتى لا تفوتني حلقة ساخنة أو حوار " ملهلب " أوموقف طريف " روش آخر حاجة "، و بالطبع و لأني كما قلت سابقاً أن مواعيد عملي ليست ثابتة فلم أنسى أن أسجل مواعيد الإعادة على نفس القناة أو على القنوات الجديدة أيضاً و عملت جدول حكاية، جدول " مايخرش المية "، جدول و لا جدول كأس العالم، جدول يخليني أشوف أي مسلسل أنا عاوزه أو أي برنامج مهما إختلفت مواعيد العمل الرسمية و الغير رسمية.

جالكم إحباط ... مش كده ؟؟ أنا عارف لأني أنا كمان محبط من اللي بشوفه في خلال الشهر، يومياً عند ذهابي للعمل يكون دائما ً النقاش و الكلام بين أفراد الوردية من مهندسين و فنـيـيـن يدور في إتجاه واحد " شوفت حلقة الكبير قوي إمبارح؟؟ "، " أنا مش متابع غير باب الحارة الجزء الخامس"، " برنامج رامز حول العالم تحفة السنة دي "، " غادة عبد الرازق عاملة مسلسل جامد"، و يا ريت الموضوع يقف عند هذا الحد، حيث أنه بالرغم من أن الشيطان " متربـّط " في هذا الشهر الكريم إلا أنّ شيطان الإنس موجود و يعبث في الأرض فساداً، فالحوار و الكلام و الغمزات و الهمزات تـنـتـقل من الكلام على المسلسل نفسه إلى " نخاشيش المسلسل الجوانية " بمعنى ان الكلام سيتحول إلى " شوفت علا غانم كانت لابسة حتة دين فستان "، "ده كان في مشهد في مسلسل العار إنما إيه "، " أحمد عيد جاب حباية فياجرابس إيه .. حكاية " و كلام كتير من اللي المفروض إنه لا يتقال في رمضان و لاغير رمضان، و مرحب شهر الصوم مرحب.

اللي يحبطني أكثر و أكثر انه لا يوجد مسلسل ديني واحد يوحد الله، مسلسل يحكي حاية أحد من الصحابة أو التابعين، مسلسل يليق بهذا الشهرالكريم، و إذا نظرنا إلى البرامج الدينية فستجد ان أغلبها تكون مواعيد إذاعته في لوقت الغير مناسب و الغير ملائم و ..... أسيبكم بقى لأن مسلسل باب الحارة بدأ.... نلتقي بعد الفاصل.



بقلم م / مصطفى الطبجي




الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

ليلة القدر و الكلام الفاضي

هل هلال شهر رمضان، هذا الشهر الكريم الذي يزورنا على إستحياء في العام مرة واحدة، شهر الرحمة و المغفرة، و إن كنا للأسف نختلف كثيراً في طريقة إستقبال هذا الشهر المبارك " مش قصدي مبارك ده "، فمنا من يراه فرصة عظيمة للتكفير عن ذنوبه، و البعض الآخر يراه فرصة للعبادة، و البعض الآخر يراه فرصة للنوم و عدم الذهاب للعمل بحجة الصيام، و البعض الآخر ينتظره بفارغ الصبر ليشاهد الجديد و الجديد من المسلسلات الدرامية التي سيتم عرضها على شاشات القنوات الفضائية و الأرضية و المحلية و .... " حصري على التلفزيون العصري " و كل عام و أنتم بخير.

لكني في الحقيقة لا أنوي التحدث عن هؤلاء أو هؤلاء و لكني و قبل أن نصل إلى العشر الأواخر من الشهر الكريم أحب أن أتكلم عن أمر ما، و قبل الجميع، لأنه و كما يحدث كل عام في العشر الأواخر ستجد أن الكل يتحدث عن شئ واحد، ليلة القدر، و ستجد أن هناك بعض العبارات المستهلكة التي تتردد كل عام مثل " هو ليلة القدر كانت إمتى ؟ "، " يا جماعة ليلة القدر كانت يوم 25، ده في الحرم المكي كان الجو حلو قوي " ، " أنا حاسس إنها كانت إمبارح " ، " ليلة القدر مكنتش إمبارح ده إمبارح و إحنا بنصلي القيام كانت الكلاب عمالة تنبح " ، " ليلة القدر كانت إمبارح أصل الناس في جامع إبن حزلقون بعد ما خرجوا من الجامع لقوا سحابة على شكل كلمة الله " ، " النهاردة الشمس مش حامية تبقى أكيد كانت إمبارح " و الكثير و الكثير من العبارات التي تتردد في محاولة لتطمين النفس بأن ليلة القدر كانت في اليوم الفلاني، مع أن الجميع يعلم أن علمها مرفوع و أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال " إلتمسوها في العشر الأواخر "، لكن أصحاب النفوس الضعيفة لا يريدون التعبد طوال العشرة أيام، يرونها كثيرة، لذلك هم يريدون " التـنـشـيل " على ليلة القدر و يجتهدوا في الدعاء على أمل أن يستجيب الله لهم و لدعائهم، و الله على كل شئ قدير و يعلم ما في الصدور.

عن تجربة شخصية بأحد المساجد الكبيرة بالمنطقة في رمضان السابق أو قبل السابق، ذهبت لصلاة القيام طوال العشرة أيام الأواخر، وكان ما يحدث يستحق التسجيل، أولاً فالكل يعلم أن ليلة القدر ستكون بإذن الله في أحد الليالي الفردية لذلك كان المسجد في الليالي الزوجية يكون غير ممتلئ " يا دوب 10 صفوف "، في الليالي الفردية كانت الصفوف تصل إلى 20 صفاً و أحياناً تمتد خارج المسجد إلى الساحة الموجودة حول المسجد، في ليلة السابع و العشرين كان الموضوع يختلف كثيراً و كانت أوجه الإختلاف عن باقي الليالي كالآتي:-

1- فعدد المصلين يفوق الثلاثة آلاف من رجال و نساء و شباب و أطفال

2- لم تكفي الساحة فكانوا يصلون في الشارع خارج سور المسجد

3- لأن العدد كثير فستجد أن الرجال يصلون بجوار النساء بدون أي مشاكل، أو أن تجد صفاً من النساء و خلفه صفاً من الرجال و طبعا كله مركز في الصلاة لا في شئ آخر

4- بعد إنتهاء الصلاة كانت أحياناً تتم بعد المقابلات الغرامية و العاطفية

5- المصلين داخل الساحة و خارجها و بسبب الزحام بعضهم لا يصلي في إتجاه القبلة

6- لاحظت أن كثيراً من الفتيات كانوا يحضرن بملابس ضيقة و كأنهن في رحلة ترفـيـهيـة أو ذاهبات إلى السينما و يضعون مساحيق تجميل و عطور فواحة

7- الكثير من الأهالي قرر ألا تكون هذه الليلة ليلة عادية، لذلك و بعد صلاة القيام تم فرش الحصر و إخراج صواني الأكل من محشي إلى مكرونة إلى

أرز معمر ... و لن ننسى الفراخ و اللحمة

لم أرى في هذه الليلة أي إحترام لقدسيتها، أي إحترام لقيمتها، أي فهم لمعناها، و بعد ذلك يستعجبون لماذا لم تقبل دعواتهم!!

الملاحظ أيضاً أن المسجد بعد ليلة السابع و العشرين أصبح خاوياً و كأن رمضان قد إنتهى بعد هذه الليلة و رحل بعيداً عنا، مع أنه مازالت توجد ليلة فردية أخرى قد تكون هي ليلة القدر، لكن لا، أصبحت المساجد خاوية إلا من أصحابها و مرتاديها، حتى أئمة المساجد و علماء الدين الأفاضل يختمون القرآن في صلاة التراويح ليلة السابع و العشرين و كأنهم يخبروا الناس بألا يأتوا بعد ذلك فلقد إنتهى رمضان، كما قال الله عز و جل في كتابه الكريم " ليلة القدر خير من ألف شهر " لذلك يجب التعامل مع هذه الليلة بكثير من الإحترام، بكثير من الإدراك لمعناها و أهميتها و قدسيتها و قيمتها، لا يجوز الكلام عنها بهذا الإستهتار، لا يجوز الإستهانة بما حدث بها من نزول لوحي على رسول الله، ... و رمضان كريم.

بقلم م / مصطفى الطبجي

كيف تكون حقيراً

ليس من السهل على أي شخص أن يكون حقيراً، فهذه الصفة تتطلب مواصافات فنية عالية الجودة حتى يستطيع صاحبها أن يتسللبين الأفراد - كما تفعل الأفاعي - مستغلاً الثقة التي أعطيت له و الحب الذي أحيط به و هنا تصبح الفرصة ملائمة ليـصل إلى هدفه بدون أن تنكشف نواياه الحـقيـقية، هذه النوايا التي تتلخص في إيذاء من حوله حتى أقرب الناس إليه، هذه النوايا التي تترجم إلى تشويه سمعة الشرفاء ليخفي بها صاحبها عيوبه و قذاراته، هذه النوايا التي يستخدمها للوصول لأعلى المناصب أو لتحقيق مكاسب شخصية .

كلامي ليس دعوة لنـتـنازل عن ما بنا من صفات كريمة و خلق حسن و طباع طيبة، و لا أدعو كذلك لأن نعامل هذا الشخص بنفس طريقة تعامله، و لا أن نـتجه لهذه الصفة الغير أخلاقية و الغير آدمية، و لكنها دعوة للحذر من أن شخصاً يستغل ذكاءه في إيذاء من حوله و الإفتراء عليهم بكلام باطل هو شخص يعيش بيننا، نقابله كل يوم و لا ننتبه لوجوده، نتحدث معه عن مشاكلنا الخاصة - جداً- و لا نعلم بأنه يستمع فقط ليستغلها في يوم من الأيام، إنها دعوة لعدم الثقة في كل من أظهر لنا مشاعر الحب و الوفاء و الإخلاص، و لكي نميز هذاالشخص السخيف عن أشخاص كثيرون يستحقون كل الإحترام و التقدير لابد أن نعلم جميعاً المواصافات الفنية للشخص الخسيس و الحقير .... فقط لنتجنبها .

لكي تكون حقيراً لا بد أن تتميز بالآتي :-

1- تطفل على الحياة الخاصة و الشخصية لمن حولك حتى تستطيع أن تؤذيهم بشكل مباشر أو علىالأقل لتعلم عنهم ما يمكن أن تستغله ضدهم فيما بعد

2- يجب أن يكون لديك خيال مريض تستطيع به أن تؤلف حكايات و أحداث و أفعال يمكن تصديقها عن أشخاص تريد تشويه سمعتهم

3- لا تحاول أن تواجه أي شخص وجه لوجه، و لكن لا بد أن تكون جميع هجماتك في الخفاء حتى تحافظ على مقدار الثقة الذي أعطي لك

4- إبحث عن شخص ضعيف الشخصية يعجز عن الوقوف أمامك حتى يكون فرصة لتجرب فيه أساليبك الغير آدمية و أيضاً لتجعل منه عبرة لكل من يحاول الوقوف في وجهك

5- لا تصنع معروفاً لأحد إلا لو كانت هناك مصلحة لك في هذا و يجب أن تكون هذه المصلحة أكبر بكثير من قيمة هذا المعروف

6- دافع عن حقك بكل قوة حتى لو كان حقاً غير مشروع و في نفس الوقت إحرص جيداً على ألا يحصل أحد على حقه منك ذلك لأنك لا بد أن تعطي إنطباع بأنك لا تخطئ أبداً

7- لا تغفر لمن أخطأ في حقك و حتى إن أظهرت له أنك غفرت له و أن "المياة رجعت لمجاريها" ، فمن وراء ظهره لابد أن يعلم الجميع أنه سافل منحط لا أخلاق له حتى و إن كان عكس ذلك

8- إعمل بمبدأ " فرق تسد " و هذا يحتاج ذكاء شديد منك و مجهود أكبر، و لإيضاح الطريقة دعنا نفرض أن لديك صديقين و أنكم أنتم الثلاثة أصدقاء مقربون جداً، إذهب للصديق الأول و أخبره أن صديقكما المشترك قال عنه كذا كذا و لكنك دافعت عنه و إطلب منه ألا يخبر أحداً خاصة الصديق المشترك لأنك أنك تثق به بأنه لن يخبر أحداً لعدم حدوث مشاكل، ثم إذهب للصديق الآخر و كرر معه نفس السيناريو ، بهذه الطريقة فإن الصديقين سيشعران بتغير في العلاقة بينهما و سيعتقدان أن كلامك سليم و بأنك المخلص الوفي لهما و النتيجة أنك ستكون المسيطرعليهما في جميع الأمور المشتركة بينكم أنتم الثلاثة

9- لا يهم إذا كنت تكذب كثيراً أو قليلاً، الأهم ألا ينكشف أمرك و أن تظل صورتك أمام الجميع بأنك تكره الكذب و الكذابين , و إذا تعرضت لموقف يمكن أن تنكشف فيه حقيقتك إبحث عن أي شخص غير موجود - ليدافع عن نفسه - لتلصق به التهمة

10- لابد أن تكون وصولياً، و لا تترك أي فرصة تفوتك يمكن إستغلالها لتصل لمنصب أعلى حتى و إن كانت هذه الفرصة على حساب كرامتك

11- عندما تكون في جلسة جماعية أو إجتماع ما يجب أن تلفت الأنظار إليك بأن تحرص على أن تظهر شموخك الهش و كبريائك المصطنع

12- إحرص على أن تظهر بمظهر الشخص النزيه و في نفس الوقت إياك أن تصرف مليماً أحمر على شخص غيرك، و إذا إضطرتك الظروف أن تصرف نقودك على أشخاص آخرين فإبحث عن شخص آخر يتصف بالطيبة ليصرف نقوده بدلاً عنك و في نفس الوقت يجب أن تكون متاكداً أن الجميع مازال يعتقد أنك أنت الشخص النزيه الموجود بينهم

13- عندما تـتـنـاقش أنت و شخص ما في موضوع ما على إنفراد إستخدم أقبح الألفاظ و العبارات في النقاش حتى تنهيه لصالحك، و العكس صحيح عندما يكون النقاش عاماً حيث أنه لا بد أن تحافظ على لبقاتك المزيفة

14- جميع الأشخاص القريبون منك حافظ على ألا يحققوا نجاحاً في حياتهم العملية أو العائلية حتى يظلوا في مستوى أقل منك، و إذا وجدت أحد ما ناجح في مجال ما أطلق عليه الشائعات التي يمكن تصديقها - كما سبق و ذكرنا- المهم ألا يستمر هذا النجاح

15- في حالة وجود خلاف مع أحد الأشخاص إحرص جيداً على أن يكون معزولاً عن باقي الأصدقاء المشتركين حتى يشعر بالوحدة، و في هذا مكسب كبير لأنه إذا لم يحتمل الوحدة فسيتصالح معك و هو في مركز الضعيف، أم إذا أصر على موقفه فسيصبح وحيداً معزولاًعن الجميع و هنا تكون لك الفرصة لكي تشوه سمعته كما تشاء لأنه لن يكون موجوداً ليدافع عن نفسه

16- إحرص على أن تحيط نفسك بمجموعة من الأشخاص الذين يثقون بك و يمكن إستخدامهم في الضغط على أي شخص آخر يوجد بينك و بينه خلاف، و لكن يجب أن تعلم انه إذا لزم الأمر يمكنك أن تضحي بأحد الذين ساعدوك ليكون عبرة لمن يعتبر

17- لا يوجد شخص عزيز لديك، فأقرب شخص لك يجب أن يكون على مسافة كبيرة منك حتى يكون من السهل التخلص منه إذا أردت هذا حتى و إن كان هذا الشخص زوجتك

18- أي كانت طبيعة عملك فيجب أن تعطي إنطباعاً بأنه عمل شاق و مهم و أنك في مركز حساس حتى تكتمل الصورة المزيفة التي تريد رسمها لنفسك

19- عظم من أي خطوة إيجابية تقوم بها حتى تعطي إنطباعاً بأنك حققت نجاحاً لا مثيل له

20- عندما تتحدث عن شخصاً ما أذكر مميزاته بسرعة ثم تكلم ببطء و وضوح عند التحدث عن عيوبه و لا تنسى أن تعظم من هذه العيوب مع التلميح في كل مرة أنك تحتقر هذه العيوب و لامانع من أن تمدح نفسك في وسط الحوار

بقلم م / مصطفى الطـبـجـي