الأربعاء، 30 مارس 2011

يعيش مبارك الإنسان... الآلي


الكلام بيجيب كلام، و العزول عامل مش سامع أو مش واخد باله، بس أنا وراه وراه، و على رأي اللي قال "الدنيا كلها أصغر من (حجر) الساعة، و أبرد من (حجر) الشيشة"، و إن كان هذا لا يعني أننا عندنا بتفكيرنا إلى العصر الحجري.

مين العزول اللي أنا قصدي عليه؟؟ أنا لو أعرف أقول على طول، بس أكيد كلكم عارفينه، هو أي واحد بيركب الموجة، و آخرهم الأستاذ "سيد قرارة" عضو الغرزة الموقر، و المفجر الجديد للثورة المصرية، و إن كنت أعتقد أن الثورة لم تكن قنبلة تحتاج إلى مفجر، و هذا يدل على أنه ما فجره هذا "القرارة" لم يكن سوى سيفون الحمام.

الكل كان ينصح الرئيس السابق من عواقب قراراته!!!، إذاً الفاسد هو الشعب في هذه الحالة، أو أن الرئيس كان وحش خالص و مش بيسمع الكلام، الكل يدّعي أنه حذره من فكرة التوريث!!!، إذاً الطامع هو الشعب في هذه الحالة، أو أن جمال كان مجبر على إنه يبقى الريس.

مالا يعلمه الجميع أن المشكلة ليست في جمال أو في والده، هم بالفعل مفترى عليهم، المشكلة كانت في الكرسي، و الله العظيم كانت في الكرسي، حد يقولي ليه؟؟؟ محدش قال؟؟؟ أقولكم ليه... أمريكا ضحكت علينا، آه و الله العظيم و من غير حلفان ضحكت علينا، كرسي الرياسة كان صناعة أمريكية من مادة التيتانيوم، و هي نفس المادة التي تستخدم في علاج كسور العظام، بمعنى أنه عند الجلوس على الكرسي لمدة تتعدى الثمان سنوات يلتحم الكرسي بعظام الرئيس، و تصبح التفرقة بينهم عملية غاية في الصعوبة، إنتشار مادة التيتانيوم حولته من بشري ذو مشاعر إلى إنسان آلي ذو صواميل و مفكات. 

طيب يعني نموت الريس علشان ننزع الكرسي، يبقى بقى مين المفتري و مين المفترى عليه؟؟ يا عالم يا ظلمة، و نفس الفكرة تنطبق على جمال، لأن إنتوا لو تفتكروا الصورة الشهيرة لمبارك و هو ماسك في الكرسي و جمال رجله على الكرسي هتعرفوا إن عظم رجل (بكسر الراء) جمال لزقت في التيتانيوم بتاع الكرسي، يعني مظلوم و حياتك مظلوم.

الآن أنا بالتأكيد من أنصار الثورة المضادة، فأعراضها بدأت في الظهور، إرتفاع في حرارة الجسم تصاحبه تبريرات خزعبلية لتصرفات مجنونة من أشخاص عقلاء، كما أني بدأت أحذر و أقرر و أؤكد و أذكر أن (البيض) بيجي من الفرخة، لذا إسمحوا لي بالإنسحاب فوراً قبل "حذفي" من قائمة الأصدقاء أو "حذفي" بالبيض الفاسد.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الاثنين، 28 مارس 2011

مبدأ التورتة و نظرية قطع الجاتوه


أحد زملائي في العمل يعشق (التزويغ) أكثر من عشقه لأولاده، في كل مرة يبحث عن مبرر جديد، و يتحجج بظرف قهري، و يؤكد أنها آخر مرة، آخر مرة لأنه بيستحرم مرتبه اللي بيقبضه كل أول شهر!!!!


مع تكرار جملة "آخر مرة" أكثر من مرة سألته حقيقة لماذا عملية (التزويغ) تحتل هذه المكانة الرفيعة من تفكيره؟ بادرني قائلاً أن وقوقه في طابور المزوغين كل مرة أكثر حلاوة من وقوفه في طابور العيش، على الأقل سيضمن أنه سوف يزوغ، لكن وقوفه في طابور العيش لا يضمن حصوله على رغيف يوحد ربنا.


مبدأ آخر بادرني به، هو شخص سريع المبادرة على ما يبدو، قال لي "أنا شايف كله بياخد من التورتة، يبقى أقف أتفرج ساكت و لا ألحق حتة منها، و يا سلام لو حتة كبيرة شوية".


كان مفهوم (التزويغ) بالنسبة لهذا الزميل ليس إلا (تورتة) لابد و ألا يضيع حقه فيها!!!، الآن إنتقل مفهوم التورتة من مجرد عملية (تزويغ) من العمل إلى مجرد عملية (رئاسة) للجمهورية، و هذا يؤكد أن اللي بنى مصر كان في الأصل (حلواني).


الموضوع أيضاً لم يكن مقتصراً على الترشح للرئاسة، بل سبقته عملية تقسيم تورته الثورة، الكل أعلن أن كان مؤيد للثورة من يوم 15 يناير كمان مش من يوم 25، الكل أكد أنه كان في الميدان من يوم 25، ده حتى لما كان بياكل أكلة متينة و الموضوع يبوظ معاه، كان بيعملها ورا أي عمود، الخلاصة مكنش (بيسيب) الميدان، مع فيه اللي شافوه (بيسب) في الميدان!!! بس سبحان من له الدوام.


أتمنى أن ننتقل من فكرة (التورتة) إلى فكرة (قطع الجاتوه)، بمعنى أنك عندما تكون معزوم في فرح محترم، و أنت جالس في مكانك سوف تأتي لك قطعة جاتوه، و إنت و نصيبك، يا تكون بالكريمة يا تكون بالشوكولاتة، المقصود أن حقك سيأتي لك دون أن تستولي على حق غيرك، و إن كنت لا أعني هنا ألا نقوم بعمل أي فعل نساند به الثورة، و نمنعها من الإنهيار، بالعكس، يجب أن يقوم كل منا بدوره، كل في مجاله، و كل بطريقته، مادام الهدف واحد، ومادمنا سنترك مبدأ تقطيع التورة و نعمل بنظرية قطع الجاتوه.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الأحد، 27 مارس 2011

المهنة السابقة لرئيس الجمهورية


شر البلية ما يضحك، و مع أني صوت (بتشديد الواو) بنعم على التعديلات الدستورية، إلا أني كنت أعلم جيداً أن تعديلات كهذه ستشجع البقال المجاور للترشح للمريسة، و إن كنت أظن أنه بما أن التعديلات قد فتحت "الباب"، فإن خير من يمثلنا هم "النجارين".

الكل فجأة قرر أن يرشح نفسه في إنتخابات الرئاسة، البعض يتعامل بمبدأ الوعي السياسي، و الخبرة السابقة، و الخطط العبقرية، و البعض الآخر يتعامل بمبدأ ع السكين و إكسر أحمر و مسكر يا بطيخ.

و أي كان نوع الجدع اللي مرشح نفسه، ربنا يكون في عونه، فالشيء الوحيد المضمون الذي سيقابله أن الحياة الرئاسية لن تكون بمبي مخططة فوشيا ملغمصة بينك، بل ستواجهه حفنة من الفلول مسلحين بحفنة من الأساليب الملتوية مسببين حفنة من الأزمات.

المثل القديم يقول "أزمة تفوت و لا حفنة تموت"، إلا أن أزمات كهذا يمكنها أن تفتك بأمة بأكملها، أن تفنيها عن بكرة أبيها، و بكرة أمها كمان، لتكون الظروف مهيئة لتقسيم البلاد إلى شمال و جنوب و شرق و شرق متوسط... كما يتمنى البعض.

مختصر الكلام أن الرئيس القادم يجب أن يحول ذلك اللون الأسود الظاهر في الأفق إلى لون سماوي مشرق يبعث التفائل في قلوب الجميع، أي أنه يجب أن تكون لديه خبرة في مزج الألوان، لذا توقعوا ترشيح "مدرسي التربية الفنية" أنفسهم قريباً.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الجمعة، 25 مارس 2011

مبروك... أنت هالاهوطا


يكثر الحديث الآن عن الفلول، و الفلول بعيدة تماماً عن الفول و الفلافل، فالفلول تسبب عصر هضم للأمة، و الإثنان الآخران يسببان عصر هضم للمعدة.

الفلول أنواع، هناك فلول الحزب الذي كان هو الحزب الحاكم، و فلول الرجل الذي كان هو وزيراً للداخلية، و فلول الرجل الذي كان هو ريساً للمنطقة، و فلول بالزيت الحار، و فلول بالزيت و البسطرمة.

و قد تكون حضرتك و جنابك أو اللي قاعد بيقرأ جنب معاليك برضه من الفلول، تعرف إزاي؟؟؟ تعرفه على طول من كلامه على الأزمات، من تكسير الحماس، من تهبيط الهمم و العزم، من اليأس البادي على وجهه، أحب أقول للشخص الفلفول ده... مبروك أنت هالاهوطا.

شخص آخر تجده ينشر الإشعاعات الغير ذات معنى، و الأخبار الغير ذات مصداقية، و يؤكد أشياء غير حقيقية، و يحلف أيمانات المسلمين، و بالطلاق و بروح الأم و بروح الأب، أحب أقول للشخص الحلفنجي ده... مبروك أنت هالاهوطا.

شخص ثالث ينشر أخباراً حقيقة، يؤكد أن مصادره من جوة المطبخ، يؤكد أنه (عفيف) النوايا، كلامه و إن كان يحمل بعض المصداقية إلا أنه يوجهه في المكان الخطأ، بطريقة لا تسبب إلا المزيد من الفوضى و الذعر و وجع القلب و صداع في النافوخ، أحب أقول للشخص البلبال ده... مبروك أنت هالاهوطا.

شخص رابع متشائم بطبعه، إذا وجد بصيص أمل يبحث سريعاً عن أي مشاكل أو أخطاء قد تكون أصغر من الصغائر، يبحث عن مبررات قد تكون واهية لإقناع نفسه و من حوله أن ما يحدث الآن ليس إلا مسرحية، أحب أقول للشخص المسود ده... مبروك أنت هالاهوطا.

شخص رابع، و لا باينه خامس، أنا مش فاضي أعد، شخص خامس متفائل بحذر، يراقب ما يحدث و عنده أمل كبير في التغيير، متجاوب مع المتغيرات، متفهم للأوضاع، في نفس الوقت لن يتنازل عن طلباته المشروعة و المنطقية، أحب أقول للشخص المية مية ده... مبروك أنت مش هالاهوطا.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الأربعاء، 23 مارس 2011

جيش قطاع خاص


إنتهت أزمة التعديلات الدستورية، إنتهت على خير، صقفة كبيرة لكلا الطرفين، و بدأت أزمة تداولات البورصة، يعني من أزمة لأزمة يا قلبي لا تحزن، و هذا إن دل فإنما يدل على أننا "بلد بتاعة أزمات صحيح".

هناك معنى آخر لكل تلك الأزمات، هو أن الفساد كان منتشراً، و مازالت بعض فلوله تلعب و تدبر و تدمر في الخفاء، هذا يؤكد أننا في الفترة الحالية لا نحتاج إلى حكومة "تكنوقراط"، بل إلى حكومة "تكنوجاز" حتى نتمكن من حرق كل مظاهر و عناصر الفساد.

بالأمس أكدت أني سأظل وقحاُ في وجه كل من تسول له نفسه أن يدمر أو يؤخر عجلة التنمية في بلادي... نعم... هي بلادي، هي بلادي وحدي، أحافظ عليها و أغار عليها و أكبرها على يدي، أعتقد ان هذا شعور كل وطني مخلص.

اليوم أظل على نفس المبدأ، و لكن بطريقة أكثر رقياً، مع وعد بعدم إستخدام "شتائم"، حتى تكون هناك فرصة لأي شخص أو شخصة (مؤنث شخص) أن يقرأ كلامي هذا.

جميعنا كنا نعاني من الديمقراطية المزيفة، من الديكتاتورية المغلفة، بعضنا كان يصرخ بصوت عالي في وجه الظلم، يصرخ منفرداً، اليوم الكل يصرخ، الكل لبس لباس الثورة و إدعى أنه "الثائر الحق"، مع أنه لم يسمع ما قاله الشيخ الشعرواي رحمة الله عليه عن هذا الثائر.

بالأمس كان بعض الجبناء لا يقدرون على رفع أعينهم في وجه مديرهم إذا قام بخصم يوم أو يومين من مرتباتهم، اليوم نفس هؤلاء الجبناء يشكلون وقفات إعتصامية إحتجاجية لأن المدير قال "صباح الخير" بطريقة مش ولابد!!!!

ليت الأمر يقتصر على الوقفات و التعطيلات، بل إنه في كل مرة يطلب فيها المعتصمون تدخل الجيش لحل المشكلة، لذلك لا أستبعد أن يخصص الجيش بعض العساكر يقومون بتغيير حافاظات الأطفال لأن أماتهم لا يريدون أن يتلفوا طلاء الأظافر الجديد.

دور الجيش هو حماية الأرض و الشعب، و قد قام بهذا الدور على أكمل وجه، و لا يمكن أن يتحول دوره إلى حل مشكلة المصروفات السنوية لإحدى الجامعات الخاصة، و إلا تحول بدوره إلى جيش قطاع خاص.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الثلاثاء، 22 مارس 2011

الدستور و المروحة


لكل شيء وجهان، و العملة أم وجهين يشيلها إتنين، حتى الثورات لها وجهان، وجه بشوش بيضحك مؤيد معارض، و وجه بشوش بيضحك مؤيد معارض برضه، يعني أكيد لن نتفق على كل الأمور و كذلك لن نختلف على كل الأمور، و أكيد ما بين الإختلاف و الإتفاق في ناس راحة جاية.

الوجه الآخر للثورة، اللي هو الوجه البشوش اللي بيضحك، أن جميع فئات الشعب تستطيع الآن الكلام عن الدستور، و بفهم شديد، حتى هؤلاء الذين كانوا لا يتحدثون سابقاُ إلا عن البنطلونات المحـزقة و الباديهات الكارينة، أصبحوا اليوم لا يتحدثون إلا عن المواد المحـزقة و التعديلات الكارينة.

هؤلاء حولوا "الدستور (بضم الدال) الشرعي" إلى "دستور (بفتح الدال) يا إخوانا"، و كله عند العرب صابون، و لعل أشهر من تكلموا عن الدستور هي تلك الكتكوتة (عُـدلت الكلمة بواسطة الرقابة) التي كانت تتحدث أولاً عن تعذيب "الظبات" لشباب الثورة، ثم تحدثت عن الثورة "المكيدة"، ثم تحدثت عن "إستكالة" الرئيس، و أخيراً عن "الكرار" السليم في التصويت على التعديلات الدستورية.

لن نلمح للغة العربية "الركيكة" التي كانت تتحدث بها، و لا إلى ذلك العقل "الركيك" الذي كان يطالعنا، و لا ذلك الوجه "الرقيق" الذي كان يتمكيج، كل هذا لم يلفت نظري و لم يسترعي إنتباهي، كل ما لفت إنتباهي و سيطر على تفكيري هي تلك المروحة المعلقة على الحائط، و التي كانت تظهر بوضوح خلف الفتاة.

مع أن الإشاعات كانت تكثر حول أن هذه الفتاة تتحدث إلينا من موقعها السري بأحد مدن الجمهورية الأمريكية المتحدة، و كما يبدو من لهجتها أنها ولدت و تربت و عاشت هناك، و أنها تطبعت بطبعهم، و إرتدت مثلهم، و قد تعلم عن مصر فقط ما تراه في وسائل الإعلام، إلا أنه مع هذا لم تستطع التخلي عن مروحة اليد التقليدية المعلقة على الحائط... و لكن هل يعطيها هذا الإحتفاظ بالمروحة"المعلقة" الحق في "التعليق" على الدستور؟؟


بقلم م / مصطفى الطبجي