السبت، 30 أكتوبر 2010

ذباب أنواع


إستيقظت من نومي اليوم على صوت أكثر المخلوقات إزعاجاُ، ذبابة كبيرة الحجم عالية الطنيـن كثيرة الحركة مخيفة المنظر، فتحت عيني ببطئ و ظللت أتابعها، تمنيت كثيراً أن تخرج من الغرفة لتطنطن في مكان آخر، لا يهم أين هو هذا المكان الآخر فأنا لن أهتم كثيراً بهذا، كعدم إهتمامي من أين أتت أو كيف تسللت، المهم أن يوم أجازتي لا يضيع هدراً مع ذبابة قررت بدون سابق إنذار أن تقوم بدور المنبه " أبو دم تقيل "، خرجت الذبابة من باب الغرفة و قبل أن أحمد الله و أعود إلى نومي عادت مسرعة، على ما يـبدو أنها ذبابة عديمة الأخلاق تأصلت فيها صفة النكد و قلة تقدير المواقف، عديمة الإحساس نزعت منها الرحمة فأصبح قـلبها صلداً كالصخر، ..... إن كان مازال لها قلب.
و لأن المثل الشعبي يؤكد ( من عاشر القوم أربعين يوم ..... ) فأنا على يقين تام " و أقطع دراعي من هنا هو " أن هذه الذبابة كانت مستضافة من قبل ذبابة أخرى في فترة سابقة، ذبابة أخرى تعيش في أحد المستشفيات، أو أحد المستوصفات، أو أحد المراكز الطبية، لماذا؟ لأن المثل الشعبي مازال يؤكد تلك الحـقيقة، لماذا " برضه "؟ دعونا نستمع إلى قصتين مختلفتين في المكان و الزمان و البني آدمين و المادة، متـفـقـتـين في المضمون و المعنى.
ذبابة واضح عليها مظاهر العز، فالجسد ممتلئ فهي كبيرة الحجم و الصحة جيدة فهي تحلق عالياً و الحياة وردية فهي سعيدة و لماذا لا؟ فالهواء نظيف و الطعام متوفـر و المكان واسع، المكان هو أحد المستشفيات الخاصة التي لا يقترب منها إلا علية القوم من أصحاب الملايين و البلايين، كانت هذه الذبابة أثناء طيرانها شاهدة على تلك المرأة الثرية كما هو واضح من منظرها، الأجنبية كما هو واضح من لهجتها، المرتبكة كما هو واضح من لهفتها، الخائفة كما هو واضح من زوجها الموجود في عربة الإسعاف، لم تدري تلك الذبابة من ذلك المكان المرتفع ما هي علة الزوج بالتحديد، فقررت الهبوط مضحية بأمنها و سلامتها لتعرف ما هي القضية و على ماذا الخلاف، الحوار الذي على صوته وضح للجميع أن مسؤول الحسابات بالمستشفى طلب من الزوجة دفع ١٠٠ ألف جنيه تحت الحساب، و للأسف كان بحوزتها ٧٠ ألف جنيه فقط و لخطورة حالة زوجها طلبت منه وضع سيارتهما تحت أمر المستشفى لكنه رفض و أصر على دفع المبلغ كاملاً قبل دخول الزوج إلى المستشفى، إتصلت الزوجة بمدير الفندق الذي تقيم به و الذى تحدث إلى مسؤول الحسابات و أخبره أن المريض رجل أعمال ثرى و أن أمواله فى خزينة الفندق و أنه متكفل بإحضارها له، لكن مسؤؤول الحسابات بالمستشفى رفض وقال إن إدارة المستشفى ترفض هذا الأسلوب وتريد المبلغ كاملا، وأخبرهم أن الجراحة لن تتم حتى يدفع المبلغ كاملاً، النتيجة أن الرجل توفى بدون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاهه، لم تهتم الذبابة كثيراً بهذا الموقف التي كانت شاهدة عليه، ربما لأنه يتكرر كثيراً، أو أنها عامة لا تهتم إلا بغذائها و عدم الإقتراب من صاعق الناموس و الذباب المعلق في أكثر من مكان.
ذبابة واضح عليها مظاهر البهدلة، فالجسد نحيف فهي صغيرة الحجم و الصحة غير جيدة فهي كلما إرتفعت وقعت على الأرض و الحياة سوداء فهي تعيسة و لماذا لا؟ فالهواء معبأ بالأتربة و الطعام قلما وجد و المكان ضيق كحواري بيوت النمل، المكان هو أحد المستشفيات العامة التي لا يقترب منها علية القوم، فهي مليئة بالأمراض و الأوبئة مع عدم وجود سرائر، كانت هذه الذبابة أثناء وجودها على الأرض تحاول جاهدة تفادي هذه الغابة الكثيفة من الأرجل شاهدة على تلك المرأة المتوسطة الحال كما هو واضح من منظرها، بنت البلد كما هو واضح من لهجتها، المرتبكة كما هو واضح لهفتها، الخائفة كما هو واضح من الطفل الذي تحمله على كتفها، لم تدري تلك الذبابة وسط تلك السيقان الغزيرة ما هي علة الطفل بالتحديد، فقررت محاولة الطيران عالياً مستنفرة ما تبقى من طاقتها لتعرف ما هي القضية و على ماذا الخلاف، الحوار الذي على صوته وضح للجميع أن الشخص الجالس على شباك التذاكر رفض دخول تلك السيدة إلى المستشفى لأنها لا يوجد معاه باقي ثمن التذكرة، فالتذكرة ثمنها جنيه واحد و خمسة قروش، و السيدة دفعت جنيه واحد فقط و لا تمتلك أي نقود " فكة "، فمازلنا في أول الشهر و كل النقود ما زالت " مجمدة "، حالوت هذه السيدة توضيح الأمر لذلك الشخص الجالس بلامبالاة إلا أنه أصر على دفع المبلغ كاملاً قبل دخول الطفل إلى المستشفى، بدأت هذه السيدة في التكشير عن أنيابها خوفاً على الطفل و غيظاً من ذلك الشخص الغير آدمي، لم تهتم الذبابة كثيراً بهذا الموقف التي كانت شاهدة عليه، ربما لأنه يتكرر كثيراً، أو أنها عامة لا تهتم إلا بغذائها الغير متوافر و التجول في غرفة العناية المركزة المكان الوحيد المكيف في المستشفى.
مع الفارق الكبير بين الذبابتين إلا أنهما يتعرضان لنفس المواقف، مع إختلاف الشخصيات و النتائج، و السؤال الذي طرأ في ذلك العقل الصغير لتلك الذبابتين، هل لو كان المريض قريب أو نسيب لمسؤول الحسابات أو لموظف التذاكر، هل كان سيعامل بنفس تلك الطريقة التعسفية أم أنه " هيتشال من على الأرض شيل "؟ لصغر عقل الذباب فهو لم يستطع إيجاد إجابة على سؤال مهم كهذا، و إن كان ليس هو المخلوق الوحيد الذي يسأل هذا السؤال.




بقلم م / مصطفى الطبجي

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

نظرات غريبة المعالم


نظر لي ذلك الموظف نظرة طويلة خالية من أي مشاعر، لا أتذكر أين رأيتها من قبل، أنا فقط متأكد من أني رأيتها، أيضاً لم ينطق بحرف واحد يشفي غليلي، لم أكن أعلم ما الذي ينظر إليه بالتحديد بتلك النظرة عديمة الإحساس، هل السبب هي نظارة الشمس التي كنت أرتديها و أنا أتحدث معه؟ هل شعر أن في ذلك إستعلاء عليه؟ هل السبب هو شعري اللامع المصفف جيداً؟ هل السبب هو ذلك القميص الذي كلفني الكثير؟ أم الساعة التي تلمع مع ضوء الباقي من لمبات الإنارة الغير محترقة؟ حقيقة لا أعلم و لا أعتقد أنه من مكانه هذا يمكنه أن يرى حزامي و حذائي و بنطالي، إستمر على نفس تلك النظرة ثم تكلم أخيراً " إنت عاوز إيه بقى؟ "، أخبرته أني أريد تغيـير العنوان القديم إلى ذلك العنوان الجديد المكتوب في الإستمارة، نظر إلى الإستمارة ثم نظر إلى مرة أخرى بنفس تلك النظرة الغير واضحة المعالم و كأنه ولد بها و قال لي " إجري إلعب بعيد يا شاطر "
أبحث عن سلسلة المفاتيح لا أدري أين وضعتها، فأنا كالعادة أنسى دائماً أين أضعها عند دخولي المنزل، قررت كثيراً أني يجب أن أحدد مكاناً أضع به هذه المفاتيح الماكرة، لكني دائماً ما أنسى أو أتناسى و كأني أستبشر في الصباح برحلة البحث عن المفاتيح ثم الموبايل ثم سماعة البلوتوث ثم النظارة و أحياناً الساعة، خرجت من المنزل لست في عجلة من أمري، فأنا لست ذاهباً إلى العمل اليوم، بل ذاهب إلى مكان آخر فكرت كثيراً في الذهاب إليه من عدمه، و كان القرار بضرورة التغيـير، لا لشئ و لكن حتى يكون كل شئ سليم " ومية مية "، أنا لا أحب ألا يكون كل شئ سليم و في مكانه .... بغض النظر عن النظارة و الساعة و الموبايل و المفاتيح.
في هذا التوقيت ستكون الشوارع شبه خالية " و دي أحلى حاجة " فأنا لا أحب الزحام، مع أنه أصبح أمراً طبيعياً تعودنا عليه و لا يمكن العيش بدونه و كأنه إكسير الحياة، إلا أنني مازلت لا أحبه " وكل شئ بالخناق إلا حب الزحام بالإتفاق "، أمنية أخرى كنت أتمناها و أنا في طريقي هي ألا أجد مبنى مصلحة الأحوال المدنية مزدحم، فيا حبذا لو إنتهت كل الإجراءات بسرعة، دخلت إلى الموظف الذي كان مازال يفطر لأنه إنسان من روح و دم و لا بد أن يفطر قبل أن يزاول عمله، لا يهم أنه يضع سندوتشات الفول المليئة بالزيت على بعض الأوراق الحكومية، أو أنه في الأساس لماذا لم يفطر في منزله؟ كل هذه أمور تافهة لا طائل من الكلام عنها، المهم إن معالي الباشا يكمل فطوره، و بعد الإفطار لا بد من كوب من الشاي " عشان يظبط الدماغ "، و المواطن الغلبان الواقف في إنتظاره " يتحرق بجاز "، .... ما قلنا المهم إن معالي الباشا يفطر و يحـبس بالشاي.
عندما قال لي " إجري إلعب بعيد يا شاطر " أحسست أنني أريد أن " أنط في كرشه "، و لكن هذا ما يبحث عنه أي موظف مخضرم، لأني عندما " أنط في كرشه " سوف يدعي الإصابة و هنا سوف تكون جناية تعدي على موظف أثناء تناول إفطاره، أقصد أثناء تأدية عمله، أنا سأدخل السجن لمدة قد تصل إلى 6 شهور و هو سوف يأخذ إصابة عمل و " يأنـتـخ " في البيت و المرتب لن ينقص من مليم أحمر، أعتقد لذلك يتعمد كثير من الموظفين إثارة و إستفزاز المواطنين عسى أن ينولوا أحد الأمرين أجازة أو تعويض مادي محترم.
تمالكت أعصابي و ذهبت مباشرة إلى المديـر، نظر إلى الإستمارة و إلى العنوان الجديد، الآن علمت من أين آتى ذلك الموظف بتلك النظرة الخالية من المعاني، إنهم يأخذون دورات تدريبية بعد التعيين عن كيفية إلقاء مثل هذه النظرات، فلقد وجدت المدير يرمقني ينفس تلك النظرة، لكن و الحق يقال فلقد كان ذو خبرة عن ذلك الموظف الذي يبدو أنه مبتدئ، فنظرة المدير كانت تحمل الكثير و الكثير من اللاشئ، نظرة تدل عن أنه لم يصل لهذا المنصب من فراغ، لكن لإجتهاده في إلقاء مثل هذه النظرات المعبرة عن الفراغ، " إنت عاوز إيه بقى؟ " تكلم بعد طول إنتظار و شوقة، تكلم ليسأل نفس السؤال الذي سأله ذلك الموظف المبتدئ، الآن تأكدت أن هناك دورات تدريـبـية لهؤلاء الموظفين، بهدوء أوضحت أني أريد تغيير العنوان القديم بذلك العنوان الجديد.
الإسترخاء أمر ممتع، خاصة بعد وجبة غداء، تجلس أمام التلفاز، يدك اليمنى تحمل كوب نسكافيه ساخن، و اليسرى تحمل الريموت كنترول تقلب به بين القنوات، توقفت عند أحد البرامج الحوارية التي كانت تستضيف مسؤول كبير، أعجبني الحوار، أعجبتني الأسئلة، و الأكثر منها الإجابات، شعرت فيها إحساساً بالمسؤولية، دراسة منسقة، حلول لكل مشاكل الحياة، أحسست أنه مع الوقت سوف نشعر بالرخاء، سوف يرتفع دخل الفرد، سوف تنتهي أزمة إرتفاع الأسعار، سوف تختفي عمليات النصب و الإحتيال، ثم تهدم كل شئ دفعة واحدة بعد أحد التصريحات المفاجئة، " السوق ملئ بالمنتجات المحلية، أكثر من 90% من المنتجات الموجودة بالسوق المحلي هي منتجات محلية الصنع "، توقفت كثيراً جداً و تأملت نظرة ذلك المسؤول، لا أدري أين ضاعت كل التعبيرات الإيجابية من وجهه لتحل محلها تلك النظرة السلبية..... أو التي تعني شيئاً آخر.
تأكيدات بأن أغلب المنتجات هي منتجات محلية، حسناً، النظارة و الساعة و الموبايل صناعة صينية، سماعة البلوتوث و سلسلة المفاتيح و الكوب الي أشرب فيه النسكافيه صناعة صينية، القميص و البنطال و الحزام صناعة صينية، الألعاب التي إشتريتها لطفلي في عيد ميلاده الأول صناعة صينية، سجادة الصلاة صناعة صينية، عندما أصبت بنزلة برد نصحني الجميع بتناول الثوم الصيني، كذلك التسجيل الجديد و الأربع إطاارات و الأربع سماعات التي إشتريتهم للسيارة كانوا صناعة صينية، الكيبورد و الماوس اللذان أستخدمها الآن في كتابة هذه الكلمات صناعة صينية، المكنسة الكهربائية صناعة صينية، يوجد ذهب صيني، و سمك صيني، و اجهزة إلكترونية صينية و قطع غيار صينية و سيارات صينية، و ..... نكتفي بهذا القدر.
حتى أصدق هذه التصريحات الوردية كان هناك حل وحيد فكرت فيه كثيراً، تغيير عنوان الإقامة، لذلك توجهت إلى مكتب السجل المدي و في يدي إستمارة تغيـيـر بيانات البطاقة الشخصية أو الرقم القومي كما يقولون، الشئ الوحيد الذي كنت أريد تغييره هو عنوان الإقامة، فلد كتبت عنواناً في الصين، هذا هو الحل الوحيد، أني الآن أعيش في الصين و بذلك ستصبح تصريحات السادة المسؤولين تصريحات حقيقية بأن جميع المنتجات منتجات محلية الصنع، و لا أدري لماذا حتى الآن مازال ذلك المدير في مصلحة الأحوال المدنية ينظر إلى بتلك النظرة العجيبة.


بقلم م / مصطفى الطبجي

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

بابا .. إحذر هذه المنطقة


" سيبيه يمسكها يا فوزية "، " قال إيه ... بيعديني "، " بلاها نادية ... خد سوسو "، " ده جيل إيه المهبب ده "، الجميع يتذكر هذه الجمل المضحكة من مسرحية " سك على بناتك " التي و رغم تكرار عرضها إلا أننا مازلنا نضحك كثيراً عند سماعها، كنا نضحك لأننا نرى أباً يعلم إبنته " المقفلة " كيف يكون تعاملها مع شخص سيصبح زوجها بعد أقل من 24 ساعة، كان يطلب منها مزيداً من التحرر، لكنه مع كل هذا تحرر محسوب مدروس، له حدود و عليه واجبات، لا يمكن لأي شخص أن يتخطاها، و إن تخطاها سيرى الوجه الثاني من هذا الأب الغاضب، الوجه الذي يحمل تلك العصاة الموجعة و التي جعلت نفس هذه الإبنة تصرخ و تقول " بابا .. إحذر هذه المنطقة ".
سؤال دار في ذهني و أنا أشاهد المسرحية بالأمس جالساً مسترخياً على ذلك الأنتريه " اللي دفعت فيه دم قلبي "، ماذا لو كانت فكرة هذه المسرحية قد " شعشعت " في عقلية مؤلفها و هو يعيش بيننا في هذه الأيام؟ أيام القرن الحادي و العشرين و الفايس بوك و رسائل الموبايل و النغمات و نجم الجيل و الهضبة؟ كيف كان الأستاذ فؤاد المهندس سيحاول إقناع إبنته التي لن تكون منغلقة على نفسها كما كانت القديرة سناء يونس، سألت هذا السؤال لنفسي لأني أعلم جيداً أن بنات هذا الجيل لم يعدن منغلقات، حتى لو كان أبوهم هو سي السيد بجلالة قدره، و حتى لا أتهم بالتحيز الأعمى و أجد نفسي محارباً من جماعات حقوق المرأة، يجب أن أؤكد هنا أن سؤالاً آخر جال في ذهني بعد السؤال السابق، هل كان الكوميديان محمد أبو الحسن سيطلب فقط " مسك " يد فوزية أم كان وقتها - كباقي شباب هذه الأيام - سيطلب طلباً آخر.
كعادتي أستثمر أوقات فراغي في البحث عن ما هو جديد، كيس شيبسي، ورك فرخة، فكرة جديدة، حديث شيق، و كان لي ما أردت، تعرقلت في حديث بين مجموعة من الشباب " الروش الحلو الجانتي " على الفايس بوك لا اعرف أي منهم، الحديث كان يدور عن أكبر خطأ إرتكبه أي منهم في حياته، إختلف نوع الخطأ من شخص للآخر فكل بني آدم خطاء، تحول الحديث من نوع الخطأ إلى الأخطاء العاطفية، و كأننا في برنامج صراحة في صراحة، الجميع بدأ يتكلم بصراحة عن تجارب الحب الفاشلة التي مر بها و التي من وجهة نظره هي أكبر الأخطاء، الطريف أني وجدت كثيرون شباباً و فتيات يتحدثون عن علاقات عاطفية كانت من خلال الإنترنت فقط، أحدهم قال أنه أحب فتاة لمدة تسع سنوات " يا قلبه " من خلال برامج " الشات " فقط، هو لم يرها من قبل إلا من خلال الكاميرا، و هي كذلك، هذا الشاب يتكلم عن هذه العلاقة الخيالية بتأثر شديد، أحسست أني أراه أمامي يذرف الدموع و هو يتذكر كيف هجرته تلك الفتاة، ..... حسبي الله و نعم الوكيل.
الجيل لم يعد منغلق بل أصبح " مفتوح على البحري "، فالحكايات أكثر من أن تسرد جميعها في مكان واحد، لكنها جميعاً تصب في إتجاه واحد، العقلية تفتحت عن أمور تخطت مراحل العمر نفسه، و الملابس " تشخلعت " لتكشف أكثر مما تستر، فالشاب تجده مرتدياً قميصاً لا لشئ، فقط ليظهر شعر صدره، ليثبت أن شعر صدره بخير، و البنطلون " ساقط " لا لشئ، فقط ليظهر أن " البوكسر " ماركة عالمية، ليثبت إنه " هاي كلاس "، كذلك الفتيات، تجدها مغطاة الشعر لكنها عارية الأرجل معتقدة بأنها محجبه متبعة تعاليم الدين الإسلامي، تجدها تصلي جميع الفرائض في الجوامع لكنها ترتدي البنطلون الضيق في الصلاة معتقدة أنها " في السليم ".
الآن أشعر بالحيرة الشديدة التي تجتاح عقل مؤلف " سك على بناتك "، فهو لا يدري كيف سيكتب المسرحية في ضوء المتغيرات الجديدة، أولاً سيغير إسم المسرحية إلى " سك على ولادك كلهم "، ثانياً كيف سيقدم مطالب خطيب فوزية التي طلبها ليعبر بها الطريق بأسلوب لا يخدش الحياء العام و الأسرة التي تتفرج " من كبيرها لصغيرها "..... مازال  لا يعلم، و لا أنا أعلم، .... و العلم عند الله.

بقلم م / مصطفى الطبجي

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

فراغ

ملاحظته لم تكن صعبة، " شوفته بعيني محدش قالي "، فطوله الفارع مكن جميع ركاب عربة المترو الشبه ممتـلئة من رؤية يديه و هي تتحرك صعوداً و نزولاً متحسسة جسده، لأول وهلة سوف تعتقد أنه غريب الأطوار، لكنك لو إقتربت منه كما فعلت أنا سوف تعلم أنه يتحسس جيوبه الأمامية و الخلفية في تلك البدلة الصيفية التي يرتديها، لا لشئ، بل لأنه فقط يخشى من النشالين الذين يأخذون من وسائل المواصلات مقراً لهم، ليقتاتوا ما في الجيوب ليقتلوا ما في العقول، لم يهتم كثيراً بنظرات باقي الركاب إليه، أو بنظراتهم إلى تلك البدلة التي عفى عليها الدهر بعدما كانت فيما مضى رمزاً و علامة لكنها إنقرضت مع ما إنقرض من ديناصورات الماضي السحيق.
وصل إلى مكتبه في موعده المحدد، فهذه هي إحدى مميزات ذلك الإختراع المسمى بالمترو، مهما كانت الظروف يوصلك في الموعد " إلا لو ولع أو حد سرق القضبان "، جلس على مكتبه المترامي الأطراف، الساعة الآن الثامنة صباحاً، و أمامه ست ساعات حتى موعد الإنصراف كما تعود دوماً، بدأ يومه بقراءة الصحف الموجودة على سطح مكتبه، و لأنه في وظيفة حكومية فهو لا يقرأ إلا الصحف القومية، الصحف الأخرى ممنوع دخولها، ينتهي من قراءة جميع الصحف بعد مرور ساعة على الأكثر، جميع الأخبار متشابهة و جميع العناوين مكررة و الأحداث الهامة حلت محلها إعلانات القرى السياحية و المنتجعات الخيالية، الساعة الآن التاسعة صباحاً و مازال أمامه خمس ساعات من اللاشئ، منذ أن عينه قريبه الذي يحتل منصب مهم في وزارة الداخلية في تلك الوظيفة منذ أكثر من خمسة أعوام و هو لا يعلم بالتحديد متطلبات الوظيفة، كل ما يعلمه أنهم أجلسوه في غرفة واسعة و مكتب فخم و سجادة باهظة الثمن ..... و بس، كل يوم يأتي في تمام الثامنة صباحاً و ينصرف في الثانية ظهراً، على باب مكتبه " يافطة " مكتوب عليها " نائب رئيس الشؤون التجارية " مع العلم أنه لا يوجد رئيس لقسم الشؤون التجارية لأنه لا يوجد قسم بهذا الإسم، بينه و بين باقي الموظفين يحاول رفض فكرة أن هذه الوظيفة قد أخترعت خصيصاً من أجله، لكنه بينه و بين نفسه يعلم أنها الحقيقة، فماذا يفعل خريج كلية الأداب قسم مكتبات في قسم الشؤون التجارية؟ ... هذا إن وجد.
الساعة الآن التاسعة و النصف صباحاً، أخرج من جيبه جميع النقود التي كانت معه، قرر ترتـيـبها من الأكبر إلى الأصغر عسى أن يضيع هذا مزيداً من الوقت، أثناء ترتيب النقود توقف عند ورقة من فئة العشرون جنيهاً مكتوب عليها " الكبير عاوز العملية كلها تخلص النهاردة "، لا يدري لماذا لفتت إنتباهه هذه العبارة، لماذا توقف عندها كثيراً، هل هو الفراغ الذي يعيش فيه أم خياله الواسع، لا يدري، أياً كان السبب لا يهم، المهم أن تمر الأربع ساعات و نصف القادمة، نظر إلى العبارة مرة أخرى و قرأها من جديد، " الكبير عاوز العملية كلها تخلص النهاردة "، رجع بظهره إلى الوراء و بدأت الأسئلة تشرق في عقله كشروق الشمس في الصباح، من هو الكبير؟ عن أي عملية يتحدثون؟ ما نوع العملية؟ متى كان موعد العملية؟
يصعد السلم بهدوء، يحاول ألا يصدر صوتاً يمكن أن يوقظ أحد، طوله الفارع و جسده المتناسق و حركته الخفيفة الرشيقة يدلان على أنه شخص رياضي، أو شخص مدرب على أعلى مستوى، توقف قليلاً ليتأكد من أن أحداً لا يصعد على السلم ورائه أو أن أحداً ينزل، الجو ملائم تماماً، أكمل صعوده حتى وصل للدور الرابع، توجه مباشرة للشقة رقم 16، هو يعلم وجهته، لقد درسها كثيراً من قبل، وقف إلى جوار الباب ملتصقاً بالجدار، العرق يتصبب منه كماء المطر في شهر أمشير، ببطء و عينه على أبواب باقي الشقق نقر بإصبعه نقرة خفيفة على الجزء الخشبي من الباب و إلتصق بالجدار من جديد و عينه على أسفل باب الشقة، رغم الظلام إلا أنه إستطاع رؤية الورقة التي تخرج من أسفل الباب، إنحنى ليلتقطها ليفاجأ أنها ورقة من فئة العشرون جنيهاً، فتحها بحيرة ليجد أنها مكتوب عليها عبارة " الكبير عاوز العملية كلها تخلص النهاردة "، عبارة غامضة لكنه يعرف معناها، فالكبير هو أ/ أشرف الكبير مدرس الرياضيات في ذلك الدرس الخصوصي الذي يكره الذهاب إليه، فهو كالعادة " زوغ " من الدرس ليلعب كرة القدم مع أصدقائه، كرة القدم التي يعشقها و يمارسها ليل نهار، ما ينقذه دائماً هي جارته رشا التي تسكن في الدور الرابع و التي تخبره بما حدث في الدروس و تخبره أيضاً بالواجبات المطلوبة منه، و لأنه لا يريد إثارة المشاكل أو شك والده في أمره فهو لا يتحدث مع جارته تلك التي يعشقها في الهاتف بل يتسلل فجراً إلى شقتها و تكون هي في إنتظاره ملتصقة بباب الشقة تمرر له ورقة مكتوب بها الواجبات التي من المفترض أن يأتي للحصة التالية و هو منهيها، في تلك الليلة لم تجد أي ورقة أمامها، و لأنها خائفة من أن ينكشف أمرها هي الأخرى فلم تجد أمامها خياراً من أن تكتب المطلوب على الباقي من مصروفها، على أمل أن يرد لها في موعد الدرس القادم.
إنكب مرة أخرى على ذلك المكتب المترامي الأطراف و نظر إلى الساعة " الشيك " المعلقة على الجدار المغطى بورق الحائط " الشيك برضه "، إنها الآن الحادية عشر صباحاً، باقي من الزمن ثلاث ساعات، فتح درج مكتبه و أخرج " ريموت "  التكييف " آه عنده تكييف " ليظبط درجة الحرارة، نظر إلى ورقة العشرون جنيهاً و إبتسم قليلاً، فلقد أعجبته القصة التي تخيلها عن ذلك الشاب " اللي بيزوغ " من الدروس، لا يدري كيف طرأت إلى ذهنه بهذا الترتيب أو التنسيق، أخرج من درج آخر لمكتبه مجموعة أوراق و قلم لم يستعمل من قبل، فلقد قرر تدوين هذه القصية عسى أن تكون بداية لسلسلة من القصص الخيالية التي قد تسلي فراغه و وحدته.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

يوم عادي غريب جداً

" تررررررررررررررررررررررررررررررررررررررن " كان هذا صوت تقليدي للمنبه التقليدي على ذلك الكومودينو التقليدي في تلك الغرفة التقليدية و الذي أيقظه في الساعة الخامسة و النصف فجراً، قام من فراشه ببطء متملكاً منه شعور كبير بالكسل و الإرهاق و عدم الرغبة في الإستيقاظ، إحتار في سبب هذا الشعور الذي يراود لأول مرة، فكر فيه لمدة ثانية واحدة، فلقد كان يعلم أن سبب هذا الشعور لم يكن لأنه قد عاد إلى منزله بعد منتصف الليل بعدما إضطرته الظروف إلى السهر في العمل " لتخليص الشغل المتأخر "، أو لأنه لم يستطع النوم جيداً لأن الشاب الذي يسكن بالشقة المقابلة قد حول شقته إلى ستوديو تحليلي لمباريات البلاي ستيشن، أغلب الظن أن سبب هذا الشعور هو أنه لم يعد لديه حماس كافي للعمل، لم يعد لديه حماس كافي للقيام بما تعود طوال عشرون عاماً أن يقوم به، ربما لأنه بعد تخرجه من كلية العلوم بتقدير مرتفع إعتقد بأن مكانه سيكون في المعمل وسط الأبحاث و التجارب و لكنه وجد نفسه في الأرشيف بين الملفات و الأتربة، لكن ما باليد حيلة فال " الإيد قصيرة و العين بصيرة " و طلبات الزوجة و الأولاد لا تنـتهي.

قام من مكانه مطأطأ الرأس " منعكش " الشعر يجر قدماه جراً مما جعلهما تصدران صوتاً عند إحتكاكهما بأرضية الغرفة الخشبية الخالية من السجاجيد يشبه صوت فحيح الأفاعي " اللي بتقول فوو فوو فوو "، طرق باب الحمام لا يدري لماذا يطرقه فهو يعلم أن الجميع نياماً و لكن يبدوا أنها العادة، لا يستطيع أن يبدأ يومه إلا بعد أن يأخذ حماماً بارداً، صيف أو شتاء لا يهم، " الدش " لا بد أن يكون بارداً، هو لا يتشائم أو يتفائل بهذا لكنها العادة أيضاً، فتح " الحنفية " و نظر إلى " الدش " في إنتظار نزول المياة، طال إنتظاره و وقوفه، لم تـنـزل المياة التي دائماً ما تذكره بمياة الأمطار التي كان يركض أسفلها و هو صغير، كل ما حصل عليه هو صوت زمجرة أو حشرجة و إرتجاج في المواسير و كأنها تريد أن تنفجر، أن تبوح بأسرارها، أن تظهر ما كانت تخفيه طوال عشرون عاماً قضتها في كنف هذا الرجل، نظر لها راجياً مترجياً متوسلاً أن تترك كل ما تعانيه و تشعر به الآن، إستحلفها بكل ما هو عزيز، بكل ما هو غالي، بكل ما هو نفيس أن تـتـنـازل عن مشاعرها و أحلامها فقط من أجله، من أجل بضع قطرات من المياة التي لا بد أن يبدأ بها يومه المشحون.

إرتفع صوت الزمجرة و كأنه يعلن عن العصيان، إزداد الإرتجاج و كأنه علامة عن مزيد من الغضب، ثم سكت كل شئ دفعة واحدة، و بدون مقدمات هدوء تام، أصبح لا صوت يعلو فوق صوت المياة المنهمرة و المعبرة عن رضوخ تام لطلباته التي لا تنتهي هي أيضاً، رضوخ تام يـصاحبه سحابة من الكبرياء و لمحة من الكرامة و العزة بالنفس، فالمياة لم تكن كما تعودها دائماً، بل كانت مليئة بأتربة جعلت لونها الشفاف يتحول إلى لون بني داكن يلاحظه جيداً على الرغم من ذلك الضوء الواهن الضعيف لتلك اللمبة المعلقة وحيدة في سقف ذلك الحمام الضيق، لون داكن جعله يتخيل نفسه يأخذ حماماً في الوحل.

خرج غاضباً، فهو لم يأخذ حمامه المعتاد، راوده شعور بأن اليوم لن يمر على خير ما يرام " الفار بيلعب في عبه و عينه الشمال بترف "، سرعان ما نفض هذا الشعور عن كتفيه، فهو لا يتشائم أو يتفائل بمثل هذه الأمور، وجهته كانت إلى " فرن العيش البلدي " الذي يبدأ عمله من بعد صلاة الفجر و حتى العاشرة صباحاً فقط، تعود كل يوم أن يقف في هذا الطابور الطويل للحصول على خمسة أرغفة لكي يفطر بها هو و زملاءه في العمل، خيل له أن الطابور أقصر من المعتاد، لا يهم، بدأ في إضاعة الوقت و ذلك بالتحدث مع الواقف أمامه أو الواقف خلفه، الحديث دائماً ما يكون عن أمور الحياة، فلقد تكونت بينهم علاقة صداقة طابورية، لا يهم عن ماذا يتكلمون أو في ماذا يفكرون، فهو لن يتذكر كلمة واحدة مما قالها هو أو قالها أحد الواقفين معه، و كذلك حال الجميع، كل ما في الأمر أنه يريدون تهوين طول الوقفة بالإنشغال عنها بالحديث، بينما هو يتحدث قـفز إلى ذهنه سؤال هام، هل يخبزون العيش بنفس تلك المياة المحملة بالأتربة التي رأها في حمام منزله المتواضع؟ قبل أن يجد إجابة شافية هاجمه سؤال آخر، هل سيكون هناك فرق ما إذا كانت المياة المستخدمة نظيفة أم لا؟ أم في كلا الحالتين سوف يشتري العيش؟ كانت الإجابة واضحة كنور الشمس في كبد السماء الصافية، العيش يحتوي على أتربة على مسامير على ذيل فأر لا يهم، المهم أن يجد ما يكمل به وجبة الإفطار.

الطابور يتحرك ببطء شديد، و كأنهم في إحدى إشارات المرور اللانهائية، ثم توقف الطابور فجأة و لمدة طويلة، أفاد أحد الظرفاء بعد طول توقف " أكيد في موكب وزاري معدي "، ضحك الجميع ضحكة يخفون بها ما يتملكهم من هموم ألقتها الدنيا عليهم و علقتها في أعناقهم، طال الإنتظار و بدأت عملية الململة، كان السؤال و كانت الإجابة المفحمة " مفيش دقيق "، يعلم الجميع أن صاحب الفرن يـبـيع الدقيق في السوق السوداء، و مع ذلك لم يبلغ عنه أحد لسبب بسيط، إذا قامت الحكومة بغلق الفرن و سحب الترخيص، من أين سيأتون برغيف العيش؟؟ " لسة الفار بيلعب في عبه و عينيه الإتنين بيـرفوا "، " اليوم باين من أوله " لكنه لا يتشائم أو يتفائل بمثل هذه الأمور.

أكمل سيره متجهاً إلى محطة الأتوبيسات، هو يعلم أنه محظوظ أنه دائماً ما يركب الأتوبيس من محطته الأولى و هو تقريباً فارغ لينزل منه في محطته النهائية، فهذا لن يعرضه للوقوف أو المزاحمة أو السرقة من هؤلاء النشالين المحترفين، هو في الأمان، بحث بنظره عن رقم 78 و كان هذا هو رقم الأتوبيس الذي يستقله كل يوم، طال بحثه و لم يعثر على شئ، أخرج منديلاً مسح به عدسات النظارة و بحث من جديد، " هو الأتوبيس إتسرق ولا إيه "، كان هذا ما يدور بذهنه وقتها لكن الكمسري و الذي أصبح يعرفان بعضهما جيداً أخبره أن اليوم عطلة رسمية و أغلب الخطوط تم إلغائها و تحويلها إلى المنتـزهات العامة، كيف نسي هذا؟، كيف نسي أن اليوم عطلة رسمية، هنا فقط تذكر أنه بالأمس تأخر الجميع في العمل لتعويض يوم العطلة الرسمية، هنا فقط تذكر أن ذلك الشاب أقام حفلة في شقته لأن اليوم عطلة رسمية، هنا فقط تنبه لماذا كان هذا الشعور بالكسل و كأن عقله الباطن يريد أن يخبره، هنا فقط تنبه إلى أن زوجته لم تستيقظ باكراً كعادتها، هنا فقط أدرك لماذا الطابور كان أقصر من المعتاد، هنا فقط أدرك أنه " ظبط " المنبه على الخامسة و النصف فجراً لأنها على ما يبدو العادة فقط، فلقد تعود على ذلك طوال عشرون عاماً.

" تررررررررررررررررررررررررررررررررررررررن " كان هذا صوت تقليدي للمنبه التقليدي على ذلك الكومودينو التقليدي في تلك الغرفة التقليدية و الذي أيقظه في الساعة الخامسة و النصف فجراً، قام من مكانه مطأطأ الرأس " منعكش " الشعر يجر قدماه جراً، طرق باب الحمام، فتح " الحنفية " و نظر إلى " الدش " في إنتظار نزول المياة، طال إنتظاره و وقوفه و لكن لم تـنـزل المياة، كل ما حصل عليه هو صوت زمجرة أو حشرجة و إرتجاج في المواسير، تذكر ما حد يوم أمس، إرتدى ملابسه و عاد إلى فراشه لينام من جديد، هو لا يتشائم أو يتفائل بمثل هذه الأمور و لكنها على ما يبدو العادة، فلقد تعود على ذلك منذ ليلة أمس.

بقلم م / مصطفى الطبجي