السبت، 2 يوليو 2011

موووود يا حماااار


فشل النظام السابق في توفير أي منتجات محلية يمكنها أن تنافس بضراوة في الأسواق العالمية، فأصبحنا دولة تمتلك الكثير من المواد الخام، والعوامل الملائمة، والأرض الخصبة، والأيدي العاملة الماهرة، لكنها مع ذلك تستورد القطن من دول لا توجد بها أرض زراعية، والكبريت من دول لا يوجد بها أشجار، وسجاجيد الصلاة من دولة لا يوجد بها مسلمون!!!

السلعة الوحيدة التي نجح النظام السابق في صنعها لكنه فشل كالعادة في تسويقها وتصديرها للخارج هي البلطجة، البلطجة... صناعة محلية بعقول مصرية وخبرة عصرية، البلطجة... تأتيك حيثما كنت، البلطجة... لكل مواطن وكل مواطنة، البلطجة... ليه تنضرب مرة لما ممكن تتغز مرتين، البطجة... من أجلك أنت.

سلعة ممكن نقول إنها رطرطت في السوق، تنزل العتبة تلاقيها على الرصيف، تدخل على الموسكي تلاقيها في وشك، تهاجر من القاهرة خالص وتنزل على أقاليم الوجه البحري تتكعبل فيها طول ما إنت ماشي، تعدي القناة وخط بارليف المنيع تتخبط فيها بعد إتنين تلاتة كيلو، تهرب من سيناء بدون غطاء جوي وعينك على وجه قبلي يطلعولك من بين غيطان القصب.

 المشكلة أن هذه البضاعة المحلية أصبحت فاسدة، أو أنها في الأساس فاسدة، رغم أنها لم تخزن في السجون لفترات طويلة، أو أنها لم تخزن نهائياً، بل كانت تـنـتـج وتـضخ في الأسواق مباشرة، لكن يبدو والله أعلم أن المواد الخام المستخدمة كانت منتهية الصلاحية، أو أن الحكومة -السابقة طبعاً... هِي هِي هِي هِي هِي هِي هِي- إستخدمت مواد خـام منـتـقاة بعناية، مواد خام غير صالحة للإستهلاك الآدمي.

فيما قبل الثورة كان مرشحي الحزب الشرير يوزعون البلطجة على منافسيهم في أي إنتخابات من باب إن النبي قـَــبــِـل الهدية، أي أنه كان معروفاً فيما تستخدم، ومن يستخدمها، أما الآن، تستخدم البلطجة لكسر الشعور بالأمان في ظل غياب الباذنجان، ولزعزعة الإستقرار في ظل إنسحاب الخيار، والقضاء على الثوار المسالمين في ظل بيانات زي الياسمين، لكنه حتى الآن لم يتم معرفة من الموزع الخفي ومن المورد المسؤول عن إنتشار ظاهرة البلطجة.

رغم القبض على العديد من أصحاب مهنة البلطجة، والحكم عليهم بعشر سنوات، إلا أنهم -المحكوم عليهم- بدو سعداء للغاية، فكل منهم عند دخوله السجن سيقابل إما أخاه أو أباه أو صديقه الصدوق ولو كان من إياهم... يبقى هيقابل الحِـتــّة بتاعته، يعني مزاجه حلو، أكل ببلاش، ونومة ببلاش، ولبس ببلاش، و.... ببلاش، يعني بقى في المووود!!! ولا في دماغه سجن، ولا في دماغه عقاب.


م / مصطفى الطبجي