الاثنين، 28 نوفمبر 2011

ساندوتشات التحرير


منذ فترة ليست بالبعيدة فتح بالمنطقة محل فول وفلافل، شاب من الشباب المكافح أراد أن ينقذ المنطقة من صاحب محل آخر جاثم على صدورنا منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، رغم أن فوله طعمه لا يطاق، وفلافله رائحتها كالجيفة المتعفنة حديثاً، إلا أنه كان الوحيد في المنطقة، وتعودنا أن نأكل طعامه... الماسخ.

ذلك الشاب قرر مناطحة ذلك المحل المسمى بالفرعون - عائد لضخامة المحل ليس إلا- بمحله الصغير، تيمناً بالثورة المصرية أطلق على المحل "فول وفلافل التحرير"، وإنطلق نحو العالمية... في المنطقة يعني.

في أول الأمر تحاشيناه جميعاً، أحياناً خوفاَ من الفرعون المحلي الصنع وصبيانه، وأحياناً تصديقاً لكلام أشيع عنه أنه يستخدم خضروات فاسدة، رويداً رويداً بدأنا ننضم إلى ساندوتشات "التحرير"، رويداً رويداً أصبح هو الملاذ الآمن لبطوننا، رويداً رويداً إختفى الخوف من الأعين وصدّقت المعدة أن هذا الشاب... ميـّة مـيـّة.

ثـُرنـا وإنتفضنا أخيراً، ُأغلق الفرعون بعد أن خسر أغلب زبائنه أمام منافسه الشاب، من كانوا يجلسون على حِـجـر الفرعون هم فقط من حزنوا و غضبوا لرحيله، كان (يهشتكهم) جيداً، من اليوم سيضطرون إلى دفع ثمن ما يستطيعون أكله، من اليوم أصبح في الإمكان الإطمئنان على ما يأكله أولادنا.

حاول بعض شباب المنطقة تقليد فول وفلافل "التحرير"، حاول البعض منهم إرتداء ملابس الشيف وإجتذاب الزبائن، لكنه وكما يقال دوماً (على الأصل دوّر)، أغلقت كافة المحال بعد وقت قصير وظل "التحرير" نتيجة لجودة طعامه... شامخاً كما هو.

الكل إعتاد الآن على "التحرير"، وحتى وإن بدأت تظهر بعض السلبيات، منذ يومين كان العيش غير صابح إلا أن الشاب كان يؤكد أنه جاي من الفرن طازة، بالأمس البعض رأوه وهو يطحن الخضروات بدون أن يغسلها، اليوم سمعته يرفض دفع الإيجار الشهري المستحق بحجة أنه لا يربح جيداً.

بدأت تظهر بعض الشكاوى نتيجة إهمال الشاب المستمر، شكوى... إثنان... خمسة... أربعة عشر، التذمر أصبح رد الفعل الطبيعي أثناء الشراء، البعض إستغلوا الفرصة وبدأوا يكثرون من الشائعات ليقنعونا أننا أخطأنا عندما وقفنا في وجه فرعون، البعض الآخر إستغلوا الفرصة وإفتتحوا محلات آخر جديدة، محاولات كثيرة للفت إنتباهنا وصرفنا عن التعامل مع "التحرير"، إلا أنه رغم كل سلبياته مازال له ذكرى تـُسـعـد كل من يأكل ساندوتشاته، مازال له ذكرى طيبة في نفوسنا، وسنظل نأكل من فوله وفلافله حتى ينصلح حاله، أو يتحول إلى فرعون آخر.


م/ مصطفى الطبجي

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

أسباب لبقاء المجلس العسكري في السلطة


المثل بيقول "إبن الوز عوام"، لذلك كان من البديهي أن نتوقع فشل المشير فيما فشل فيه مبارك، ونجاحه فيما نجح فيه مبارك، نبدأ بجزئية النجاح، المشير في خطابه والقرارات التابعة له نجح تماماً في خلق إنقسام داخل أطياف الشعب المصري، تماماً كما حدث يوم 1 فبراير، لكن الإختلاف هنا أن موقعة الغاز سبقت الخطاب الموجّـه، أما موقعة الجمل فلقد تبعت الخطاب المزركش، وكل واحد لازم يكون له "الـتـاتـش" بتاعه.

أما الفشل فكان واحداً وكأنه تعليمات من كتاب مقدس يلتزم الجميع بها، أو تعليمات من جهة عليا... خارجية، فشل أخذ القرار السليم في الوقت السليم، دوماً هناك تأخير في تلبية الطلبات، مما يصعد بدوره من سقفها، وبعد كده الواحد مش هيعرف يعلق النجفة فين لأن السقف بقى عالي قوي.

رغم سيناريو الفشل المتكرر إلا أنه توجد عشرات الأسباب للإبقاء على المجلس العسكري كسلطة حاكمة للبلاد، أسباب قد تبدو ثانوية، إلا أنها جوهرية وذات أهمية، أسباب متمثلة في :-
1-    فشله في القبض على القلة المندسة والفئة المحركة لها
2-    فشله في حل الأزمات
3-    فشله في حماية المنشآت
4-    فشله في إدارة البلاد
5-    التخبط في إصدار القرارات
6-    إتباع نفس أساليب النظام القديم
7-    محاكمة الثوار عسكرياً ونفي ذلك في أول الأمر
8-    كشف عذرية إجباري وعلني لبعض الثائرات
9-    الإبقاء على قانون الطوارئ
10-      الإبقاء على البلطجية يجوبون الشوارع
11-      الإبقاء على ظاهرة الفراغ الأمني
12-      الإستعانة بمن يرفضهم الشعب المصري أو عديمي الكفاءة
13-      الإبقاء على رموز النظام السابق معززين مكرمين بدون محاكمات أو محاكمات كرتونية
14-      قتل المتظاهرين
15-      نفي قتل المتظاهرين وإستخدام الغازات السامة
16-      التهاون في إرجاع حق شهداء الثورة
17-      عدم تحقيق عدالة إجتماعية
18-      عدم إرجاع من إستطاع الهرب من البلاد
19-      ........
20-      ........
21-      ........
أنا تعبت.... وأكيد في حاجات أنا ناسيها، ممكن حضرتك بقى تضيف اللي إنت عاوزه، الأهم إنك تفضل مصر على بقاء المجلس.

م / مصطفى الطبجي

ملاءة السرير


مساعدة الزوج لزوجته في إعادة ترتيب أو تنظيف عش الزوجية أمر مستحب، لا ينقص من هيبة الرجل، ولا يزيد من غرور المرأة، في النهاية كلاهما شركاء في ذلك الوطن الصغير، إلا أن هناك مهام -قد تكون في غاية البساطة- لا يقوى الرجل على القيام بها، من أهمها... ترتيب ملاءة السرير... عفواً... إعادة ترتيب ملاءة السرير.

ستطلب الزوجة من زوجها أن يتمم هذه المهمة الصغيرة بينما هي تقوم بعمل ماهو أصعب، تحريك كراسي الصالون -الثقيلة- بعد أن مسحت الأرض من أسفلها، مع ذلك الزوج سوف يتكاسل تماماً، فهذا المطلب بالتحديد  ثقييييييل على قلبه... وله في خلقه حِـكم.

لنترك هذين الزوجين في تلك الفوضى ونخرج إلى الشارع، حيث الفوضى الأكثر إزعاجاً للسُـلطات والبابا غنوج والشعب، فمساعدة التيارات المختلفة فكرياً لبعضها البعض أمر واجب في هذه المرحلة، أمر واجب لن ينقص من هيبة أحد الطرفين، ولن يزيد من غرور الطرف الآخر، في النهاية كلاهما شركاء في ذلك الوطن.

سيطلب طرفاً ما مساعدة من الطرف الآخر، لكن ذلك الطرف سوف يتكاسل تماماً، فهذا المطلب بالتحديد  ثقييييييل على قلبه... وله في أحزابه حِـكم، مع أن ذلك الإختلاف المستمر بين طرفي القضية لن ينتج عنه سوى إنتشار الأتربة بين العقول وأسفل كراسي السفرة، وقد يعشش العنكبوت في الأذهان مختبئاً من أشعة الشمس، وهذا يعني أن الثورة أصبحت مكاناً مهجوراً يسكنه الأشباح.... عاووووووو.

المشكلة التي تؤرق ربات المنازل الآن هو البحث عن خادمة أمينة ترتب لها شقتها، فكل الخادمات أصبحن إما يركبن على الثورة، أو يسرقن بعض مقتنياتها، أو يطلبن أجراً مبالغاً فيه، أو يتحدثن طوال النهار عن ظروفهن الأسرية ولا يقمن بالتنظيف كما يجب.

الحل في النهاية يعود إلى نقطة الصفر، ألا وهي ملاءة السرير، على الزوج بعدما إستيقظ من نومه ووجد الملائة من تحته قد تحولت إلى شكل غير محدد المعالم إثر تقلبه المستمر أن يمد يد العون إلى زوجته في هذا الأمر البسيط... ترتيب ملاءة السرير... عفواً... إعادة تريبت أوراق الثورة.


م / مصطفى الطبجي

الحياة لونها مدخسي


جميلة هي الحكومة، وجميل هو المجلس، وعندما يتزوج جميل وجميلة سيملون الدنيا صبيان وبنات... كلهم فلول، وطبعاً الحياة بقى لونها "مدخسي"بعد أن خسرنا من البرازيل، لكننا تعودنا على ذلك من قبل الثورة، والإسكندرية غرقت في شبر ميّة، لكننا تعودنا على ذلك من قبل الثورة، وبعض القضاة يحكم بمبدأ حاصلتي ليها كرش، لكننا تعودنا على ذلك من قبل الثورة.

بحثت عن أمر ما أو عادة ما أو أسلوب ما أو فكر ما تعودنا عليه بعد الثورة، فلم أجد سوى أننا تعودنا على أن نتعود على ما تعودنا عليه قبل الثورة، الحكومة تقوم بالتهوية على الحاكم، والحاكم يقوم بالتطبيل للشعب، والشعب يتظاهر على واحدة ونص، ولا حياة لمن تنادي.

أمر واحد فقط أرى أننا نجحنا فيه وتأقلمنا عليه بسرعة شديدة، الحذف المؤقت لمبارك من فوق كرسي الرئاسة، أمراً آخر سوف ننجح فيه عما قريب، صنع مبارك آخر تشطيب سوبر لوكس... على المفتاح، أو على كرسي الرياسة، أو على دماغنا بعد كده.

ليس بقرار المحكمة يمكن منع الفلول من الترشح، ليس بقانون الغدر يمكن إبعادهم عن الحياة السياسية، المسألة ليست بالقوانين أكثر منها بالوعي القومي، فإذا وجد الماء بَـطـُل التيمم، وإذا وجد الوعي بَـطـُل الفوز، وخلي بقى الفل يصرف دعاية وهدايا وندوات وحبشتكنات والتعلب فات فات وفي **** سبع لفات.

دوماً ما تكمل القوانين ما يعجز المواطنون عن تنفيذه من تلقاء أنفسهم، وأحياناً تجبرهم على ذلك، في تونس لم تفرض غرامة على عدم المشاركة في العملية الإنتخابية، مع ذلك المشاركة وصلت إلى 90%، هنا ستفرض غرامة 500 جنيه، ومع ذلك المشاركة ستقل من باب العند يورث الحكم.

بأيدينا سنصنع حزب وطني "ديمقراطي" جديد وفلول جدد ما دمنا نتعامل مع مفهوم الحصانة كما نتعامل مع آية قرآنية لا يجوز المساس بها، أو كما نتعامل مع المناطق العسكرية ممنوع الإقتراب أو التصوير، أو كما تتعامل الأستاذة جميلة مع زوجها الأستاذ جميل... أيوة حاضر نعم يا سبعي يا مستتني يا مهنيني يا مدلعني.


ملحوظة :- كلمة **** تعني ذيله


م / مصطفى الطبجي

الحاجة أم أحمد


حكمة قديمة عفى عليها الدهر تعلمناها أيام ما كانت المدارس تعني طلبة ومدرسين وناظر وتعليم وكتب شكلها غريب، الحكمة كانت بتقووووول "الحاجة أم الإختراع"، الآن ومع تطور المدارس لتتحول إلى ديسكات وبلاط وناظر وجرس فسحة وفصول شكلها غريب تحولت الحكمة هي أيضاً لتصبح "الحاجة أم أحمد".

وأم أحمد إمرأة مصرية أصيلة، ست بيت مدبـّرة ولا أجدع وزير إقتصاد، إستغلت قاعدة "الصين أم الإختراع" وإستفادت منها في تجهيز إبنها أحمد، يعني ممكن نقووووول دلوقتي إن القاعدة بعد الفرح أصبحت "الصين أم أحمد".

كل ما حولنا يحمل ختم النسر الصيني، من أول الكيبورد اللي بستخدمه لكتابة هذه الخزعبلات التي تلقى إعجاباً -مش عارف إزاي- مروراً بالهواء، وأشعة الشمس، والسحاب، والمطر، والتراب، والدخان، وإنتهاء بالمنتجات الإستهلاكية التي يتهافت عليها الجميع، تفوقت مصر والصين في الإبتكار، هي في إبتكار المنتجات، ونحن في إبتكار إستخدام جديد غير مألوف لهذه المنتجات، لنقنع أنفسنا أننا مبدعون.

آخر هذه الإبتكارات هي ما يفعله الباعة المحتلون لأرصفة المحطات، تلاقي البائع من دول قاعد وحاطط رجل على رجل، وضارب النظارة الشمس، ومزاجه عالي عالي، بيسمع أغنية هابطة هابطة من على موبايله، وعلشان ينادي على أكل عيشه تلاقيه مسجل صوته على جهاز وموصله بميكرفون... ونادي يا عم براحتك.

كسل حتى في ترويج البضاعة، المهم ألا يحدث تداخل بين الأصوات المسجلة، إرتفاع الصوت مدروس حتى لا يغطي بائع على بضاعة البائع المجاور له، شغل على ميـّة بيضة يعني، شغل لا نراه في ترويج بضاعة مرشحي مجلس الشعب، فكل مرشح يحاول جاهداً أن يروج بضاعته بشرط أن يغطي على بضاعة منافسه، بشرط أن يكون فكره المسجل -المكرر- أعلى ممن حوله، لا يهم مدى جودة بضاعته التي قد تكون منتهية الصلاحية، المهم أن يبيع أكبر كمية ممكنة، ليحصل في النهاية على... الخير كله.

إستوقفني أن جميع "اليُـفـط" التي بدأت تملأ سماء المدن وجدرانها والتي هي دعاية إنتخابية للمرشح لا يوجد عليها سوى تهنئة بعيد الأضحى، طيب هل هناك من فكر في التلميح عن أفكاره... أو خططه... أو برنامجه... الكل إكتفى بالتهنئة وكأن الخوف من فوحان رائحة البضاعة الفاسدة هو سيد الأخلاق... حالياً.


م / مصطفى الطبجي

كلمات متقاطعة


·        أمريكا قررت التعامل مع الأحزاب الإسلامية الصاعدة في الربيع العربي، لكنها لم تحدد هل التعامل سيكون (بالإيجاب) أم (بالقبقاب)
·        إضراب عام في تل أبيب وبدأ الحديث عن "عجلة الإنتاج"... أخيراً أوجدنا سلعة نصنعها ونصدرها
·        في ذكرى وفاة صدام حسين، الكل يترحم عليه ويصفونه بالعظيم متناسين ما إرتكبه من جرائم، الحلقة القادمة الترحم على مبارك
·        بعد العيد البعض سيعود لعمله، والبعض سيعود إلى دراسته، والبعض سيعود إلى بيته، والبعض سيعود لينكد عليهم جميعاً
·        حديث كثير عن "الجزمة"، وحديث أقل عن من يرتديها
·        الملك الفاسد ورث الفساد عن أبيه، أما الرئيس الفاسد فهو يورث الفساد لإبنه
·        أخبرني بعدد أجهزة الإنذار التي تباع يومياً، أخبرك بقدر الفراغ الأمني الذي تعاني منه
·        إذا كان هناك من لا يثق بك، فإعلم أنك أولهم
·        (السياحة) في مصر مثل (السباحة) في الترعة
·        البعض تطلب منه خدمة يرفض وينهرك بشدة ويخبرك أنه شخص عصامي إعتمد على نفسه... في طلب الخدمات
·        بعد إختفاء (القطن) المصري طويل التيلة، أتمنى ألا يتبعه إختفاء (القطر) المصري طويل العمر
·        يا ترى هيكون في كام تسلل في إنتخابات مجلس الشعب؟؟؟
·        هناك طريقتين للوصول إلى هدفك، الأولى أن تحرك قدميك، الثانية أن تحرك قدميك بشكل أسرع
·        الأيام الحلوة بتجري بسرعة، وده علشان قانون الطوارئ بيجري وراها
·        عندما يضحى أحد ما بالشعب، فكيف يمكن تقسيم الأضحية؟؟
·        السؤال الصحيح ليس متى تتحول مصر إلى دولة ديمقراطية، بل متى تتحول مصر إلى دولة؟؟؟

م / مصطفى الطبجي

الأحد، 6 نوفمبر 2011

الثورة بـيـلا


إحترقت العبّارة "بـيـلا" ليستمر مسلسل التصاريح الوهمية لعبّارات يقال عنها أنها سياحية، مما يدفعنا للسؤال عن خط سير العبّارة، هل هو (العقبة - نوبيع) رايح جاي أم (العقبة - قاع البحر) رايح بس، ومع عدم معرفة نوع المسلسل المتسبب في إندلاع الحريق حتى الآن، إلا أن المتعارف عليه هو أن المسلسلات المصرية... أم الهندية.

تضاربت الأقاويل حول من أنقذ فعلياً ركاب العبّارة، وهذا ليس مجالاً للحديث لعدم توافر تردد قنوات الرقص الجديدة على القمر الصناعي الجديد، إلا أن المتوافر لدينا هو موقع العبّارة والتي كانت على بعد إثنين ميل بحري من ميناء نويبع المصري، وتسعة ميل بحري من ميناء العقبة الأردني، رغم هذا كان للبحرية الأردنية دور بارز، فاااااا إيه العبَارة بقى؟؟

المهم... نصيحة من لواء مطافي مخضرم، عند إندلاع حريق في شركة تعمل بها -لا قدر الله- قم بسكب "جردل" مياة باردة على مكان الحريق، قذف المياة من بعيد لن يحل المشكلة، لا بد من السكب من أعلى مباشرة لإخماد الحريق نهائياً، طبعاً قبل وصول عربات المطافي التي ربما "إنخرمت" عجلة الإنتاج خاصتها وتأخرت قليلاً.

سيبدأ تحقيق مكثف لمعرفة أسباب الحريق، في الأغلب سيكون ماس كهربي أو عقب سيجارة مشتعل مع إن الكهرباء قاطعة بقالها يومين، والأرض كلها سيراميك مفتخر، لكن أسباب (الإعتقال) دوماً منحصرة في هذين السببين، وأسباب (الحريق) منحصرة في التحريض على إثارة البلبلة أو سرقة سلاح ميري... والشاهد ماشفش حاجة، لأنه كان في القبر بتاعه، أو مدفون في الكتيبة بتاعته.

المفترض أن يتم محاسبة كبار المسؤولين في الشركة، لكنه تم إقصاءهم فقط، والأدلة كلها تشير إلى "أمين" مخازن هربان، لذلك حكم عليه سريعاً بأربعة إعدام سكر زيادة ومن غير وش، وحتى يتناسى شباب الموظفين الحريق الذي مازال مشتعلاً على إستحياء، تم إلهائهم بمجموعة من المطالب المكتبية عن طريق مجموعة من رموز النظام السابق إستغلوا إندفاع بعض من ينادون بالتحرر... أو الحرية.

أعتقد أن الفكرة وصلت إليكم الآن، واللي فهم يا ريت يفهم اللي جنبه، وعذراً لو كان كلامي غامض ومش معدول، لكن المقال جاني كده في المنام، آه وربنا... أسيبكم بقى وأدخل أكمل نوم.... سلام.

م / مصطفى الطبجي

في البحث عن صاحب الذراع


حصلت فلسطين على عضوية كاملة في منظمة اليونيسكو غصب عن الطخين فيها، وحصلت الحكومة (هُـون) على "فلس" شعبي وجماهيري بعد أن زادت "الطين" بـِلة بإتخاذها مجموعة من القرارات التي تفيد سكان كوكب عطارد، وتجاهلها لمجموعة أخرى من القرارات التي قد تفيد سكان كوكب الزهرة، مع التركيز والإهتمام فقط بما بينهما.

وما بينهما معروف معروف معروف يا ولدي، ألا وهو الفراغ، والفراغ في تعريف ديمقريطس هو "ما ليس موجوداُ"، وعندما تهتم الحكومة المبجلة الموقرة بشيء غير موجود فهذا يعني أنها تعاني من حالة فراغ عاطفي، وتحتاج فوراً إلى حضن دافئ، ولا يوجد أدفء من حضن الشعب، وكام قبلة ساخنة، والباقي في عهدة الأخ بتاع المونتاج.

وهذا ما لن يحدث، إلا عندما يجد الشعب حكومتة ماشية على الصراط المستقيم، وأن الثورة قد وصلت إلى متخذي القرار ولم تتوقف عند عتبة باب عقولهم، وأن تشجيع الحكومة لنزاهة الإعلام لا يتم بحضور حفلات غنائية، وأن حفظ الحكومة للأمن لا يتمثل في تقديم الإعتذارات، وأن غلق الباب في وجه أي مشكلة جديدة لا يكون بمحاكمة النشطاء عسكرياً، وأن إظهار الحكومة لقوتها وحكمتها وحزمها لا يكون بتجاهل طلبات الناس الغلابة، وأن الطريقة المثلى لحل المشاكل لا تكون بعمل جلسات صلح مع الأطراف المتنازعة... لأنهم مش ناس غلابة.

الطريف في الأمر أنه عند حدوث أي أزمة تتوجه "أصابع" الإتهام -التابعة للحكومة- فوراً وبسرعة إلى "اليد" الخفية -التابعة للفلول-، تلك اليد التي تثير الأزمات وتفتعل المشكلات، وتعرقل عجلة الإنتاج، وتنفخ الشعب المصري، أقصد تنفخ (إقتصاد) الشعب المصري، لكن الأطرف والألذ وعلى ما يبدو وخير اللهم إجعله خير أن "الأصابع" و "اليد" تنتميان فعلياً إلى نفس الذراع، والشاطر بقى هو اللي يعرف هي ذراع مين... تكونش ذراع اللهو الخفي أبو رجل مسلوخة؟؟؟؟


م / مصطفى الطبجي

كان لازمتها إيه الثورة


هناك ثورات مكتملة، وهناك ثورات ناقصة، وهناك ثورات فاشلة، وهناك ثورات ترسل إلى مستشفى "المجاذيب" لتصمت نهائياً، وهناك ثورات تهرب خارج البلاد بأهداف الشعب، وهناك ثورات تلقى من الدور العاشر على رؤوس أصحابها لتسقط متكسرة "ميت حتة" فنعود مرة أخرى إلى النقطة صفر، أو إلى ما قبلها بقليل.

الأمر في النهاية متوقف على من قاموا بالثورة، ومن قاموا عليها، الأمر في النهاية متوقف على من إشتغلوا بالثورة، ومن إشتغلوها، الأمر في النهاية متوقف على من ضحّـوا بأنفسهم، ومن ضحكوا على أنفسهم، وكأنها مباراة في النفس الطويل بين مجموعة من الهواة تتعلم الغطس، اللي نَـفـسُـه أطول هو من سيفوز في النهاية، أما الخاسر فيمكنك البحث عنه في القاع بعد أن فقد حياته يحلم بفوز لم يكن مستعداً له.

لم تتغير طباعنا كثيراً عن ما قبل الثورة، لا نزال نكسر إشارات المرور، ونمشي عكس الإتجاه، لا نزال نتفنن في كيفية إضاعة الوقت أثناء العمل، لا زال قانون الطوارئ يطبق فقط على من يلقي التحية على أصدقائه، لا تزال الأسعار طالعة نازلة بمزاج أمها، لا تزال أسباب الوفاة الطبيعية منحصرة في إبتلاع دبابة أو الدهس أسفل عجلات لفافة بانجو، لا تزال الحكومة في وادي والشعب "مدفون" في وادي تاني خالص.

 إذا كنا بعد الثورة وبعد كل هذه التضحيات لم نصل إلّا إلى نفس ما كنا عليه قبل الثورة، كان لازمتها إيه "المخمضة" دي بقى؟؟ فما أعرفه عن الثورات أن هناك من(يقوم) بها، وهناك من (ينبهر) بها، وهناك من (يستفيد) منها، وهناك من (يقفز) عليها، لكن على ما يبدو أن فعلي الإنبهار والإستفادة لا يتلائمان مع الشعب المصري!! ذلك أننا قمنا بالثورة لينبهر بها نصف سكان العالم، ويستفيد منها النصف الآخر، ونظل نحن نحلل ونتابع ونعلق ونقارن ونؤرخ ونترخ ونحقق أعلى نسبة مشاهدة على مباريات كأس العالم بدون مشاركة فعلية بها.


م / مصطفى الطبجي


آخر أشكال الفرقة


منذ فترة تصيبني حالة من "الإذبهلال" عندما كنت أشاهد أي مؤتمر إعلامي صحفي رسمي لمن يطلقون على أنفسهم إسم إئتلاف الثورة، أو إئتلاف شباب الثورة، أو أي مصطلح "ملزوق" في ظهره لفظ الثورة، فهم كثيرون، وبعد أن كانوا متحدين خلال 18 يوماً، أخذوا -بعد التنحي- من كل ميدان رجل، فتفرق دم الثورة بين القبائل.

ما أعلمه عن المؤتمرات الصحفية أن من يجلس على المنصة هو الشخص الذي سيتحدث، وغالباً هو من دَعى لعقد مؤتمر صحفي، أو أن يجلس بجواره شخص أو إثنين تكون لهما كلمة ما تخص الموضوع يؤيدان فيها الشخص إياه، أما مؤتمرات الإئتلافات فكان يلفت إنتباهي ذلك العدد الكبير من الشباب الواقف وراء من كانت أمه "دعياله" فأصبح الميكروفون أمامه والكرسي تحته، كان يقرأ ما أتفق عليه، أما من يقفون فكان بعضهم ينظر للورقة، وبعضهم ينظر للحضور، وبعضهم ينظر للساعة لمعرفة متى سيحل الدور عليه ليستولي على الكرسي.

ما فهمته من هذا المشهد الشبيه بمشهد محامي الحق المدني في أول جلسة من جلسات المسرحية هو أن كل شخص من الحضور كان يريد الظهور إعلامياً، ويا سلام لو ربنا كرمه وسمعنا صوته، بلبل مغرد والله، وإذا لم يتم المراد يبقى ربنا يكرم في أي برنامج أو حوار إعلامي آخر، أو حوار صحفي حتى لو في مجلة ميكي، أو عقد مؤتمر آخر يضمن فيه حق الكرسي.

لا يجوز أن نسأل لماذا تضيع الثورة من بين أصابعنا، لا يجوز أن نسأل لماذا لسنا مثل تونس الخضراء وليبيا الحمراء، لا يجوز أن نسأل لماذا لم تحقق الثورة أهدافها، لا يجوز أن نسأل لماذا نُضرب على قفانا كل يوم والتاني، السبب بسيط لكنكم لا ترونه يا سادة، لقد تفرقت صفوفنا بأيدينا عندما بحث كل فرد منا عن ميكروفون خاص به.

آخر أشكال هذه (الفـُرقة) هي الإنتخابات، والتي حولت الإئتلافات إلى (فـِرقة) فنون شعبية، لأنه في الرقص فقط يمكن أن تجد شخصان يثوران ضد النظام، ثم تجدهما "هُـمّا هُـمّا" يتنافسان على أحد مقاعد البرلمان تاركين المجال مفتوحاً لفلول النظام السابق، والسبب أيضاً بسيط يا سادة، فمن المعلوم أن كل عضو مجلس سيكون له كرسي خاص به، ومحدش هيقوله أنا رجلي تعبتني من الواقفة، وطبعاَ سيكون أمامه ميكروفون مستورد آخر حاجة... وغـرّد براحتك بقى.


م / مصطفى الطبجي