الخميس، 28 أبريل 2011

التأثير البهايمي للإعلام

أثبت الطب الحديث أن 70% من جسم الإنسان يتكون من الماء، و 7% علاوة تشجيعية، و 10% فهلوة و نصاحة، و 8% رشاوي و محسوبيات، و 5% بلطجة.

لعل هذا ما يوضح ما يقوم به الآن هؤلاء المنادين بعدم محاكمة سي مبروك، لأنه بعد قيام الثورة إختفت الـ23% المكملة لعقلهم الألمعي، هو أمر شبيه بنقص الفيتامينات، نتج عنه هذه الهرتلة.

المسؤولية لا تقع فقط على السيد وزير الصحة لمعالجة هذا الفقر الفكري الشبيه بفقر الدم الناتج عن فقر أزلي دام ثلاثون عاماً، إنما تقع أيضاً على السيد وزير الإعلام لأنه هو الوحيد القادر على محو أثـار التأثير البهايمي للإعلام في عصر ما قبل الثورة.

واحدة من هؤلاء البهايميين أكددت أن الثورة المصرية بكل ما إحتوته من أحداث و معاني ليست إلا ثورة أمريكية بمخطط أمريكي بتنفيذ أمريكي بكنتاكي أمريكي، و الدليل أنها رأت "ميكي ماوس" في ميدان التحرير!!!

لعن الله الغباء في الأرض، و رحمنا جميعاً مِـن مَـن يريدون دمار هذه البلاد، هؤلاء الأشخاص الذي تتكون أجسامهم من 100% ماء، لذلك تجد الدهون محيطة بهم من كل جانب، من تحت و فوق، و من جوّة و برّة.

و إن كنت في الحقيقة أحترم هؤلاء المؤيدين لسي مبروك على بعض المهاجمين له، الذين يستخدمون أفظع الصفات، مع أنهم هم أنفسهم كانوا يتمنون لو يمسحون حذاءه الشخصي بلسانهم الشخصي.


بقلم م / مصطفى الطبجي

الأحد، 24 أبريل 2011

سجن الذكريات


الغرفة كانت واسعة، لكنها لم تحتوي على أثاث كثير، فقط كرسيان كل منهما يواجه الآخر، كل منهما في إحدى أركان الغرفة، يشبهان إلى درجة كبيرة بطلي الملاكمة عندما إنتهى وقت الراحة لتبدأ جولة جديدة عسى أن تنتهي بفوز أحدهما.

مع أن الظلام كان هو الصفة السائدة إلا أن كل منهما كان يرى الآخر بمنتهى الوضوح، أنا لا أتحدث عن الكراسي هنا، بل أتحدث عن الجالسين فوق الكرسيين، في الركن الأول جلست "فادية" ترتدي زيها الأزرق، و تلك القبعة الزرقاء على رأسها، و في الركن الثاني جلس "جافريلو" يرتدي الجاكيت الغامق اللون، و شنبه المحدد يميز وجهه.

طالت النظرات، لم تكن هناك حاجة إلى الحديث، فالواقع الذي عاشوه و الذي كانوا سبباً مباشراً لحدوثه أبلغ من أي حروف يمكن أن تخرج من الأفواه، لذلك كان الصمت هو الصفة الثانية السائدة في الغرفة، مع ذلك لم يكن للهدوء وجود.

إستندت "فادية" بظهرها على الكرسي رافعة عينها إلى السماء التي تخيلت أنها تراها من وراء سقف الغرفة، تتذكر ما حدث في ذلك اليوم، لم يكن أفضل أيام حياتها، و ربما كان الأسوء، لم تكن تتخيل أن صفعها لشاب و مصادرة العربة التي يبيع عليها الخضروات ستحول ذلك اليوم العادي إلى ثورة تهز أركان البلاد.

نظر لها "جافريلو" نظرة تحتوي على كثير من المشاعر المتناقضة، نظرة إحتوت على الشماتة بقدر ما إحتوت على الغيرة، فإذا كانت هي بتصرف واحد أشعلت فتيل الثورة في إحدى الدول العربية لتنتقل بدورها إلى عدة بلدان عربية، كان هو بتصرف واحد أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى بين دولتين لتنتقل الحرب إلى عدة دول ذلك عندما قام بإغتيال ولي عهد النمسا.

تبادل النظرات كان هو الحوار الوحيد المتوافر في الغرفة، مع أن كل منهما يتلكم بلغة غير التي يتكلم بها الآخر إلا أنهما كانا يفهمان بعضهما جيداً، هو كان ينتمي لعصابة غير رسمية تسمى (الأيدي السوداء)، و هي كانت تنتمي لعصابة رسمية تسمى (جهاز الشرطة).

أحست "فادية" أن هواء الغرفة أصبح ثقيلاً عليها، تمنت لو إستطاعت الخروج من هذه الغرفة، لكنها إكتشفت أن الغرفة لم يكن بابٌ و لا شباك، إنه سجن الذكريات، لا مفر منه، و لا هروب.

لكسر الشعور باليأس و في محاولة للبحث عن مخرج بدأت "فادية" في تبرير ما حدث، في تجميله، حتى لا تقارن بذلك القاتل، هي حصلت على البراءة مؤخراً من صفع "محمد بو عزيزي"، إنما "جافريلو" لم يحصل على البراءة عندما قتل "فرانز فرديناند"و زوجته أثناء زيارتهما لسراييفو.

نظر لها ضاحكاً، البراءة لن تغير في الأمر شيئاً، في كلا الحالتين سيظل العالم يتذكرها على أنها السبب الرئيسي في قيام ثورة الياسمين، التي أشعلت بدورها الثورات في ثمان دول عربية، أخبرته منكسرة أن العزاء الوحيد لها أن هذه الثورات على إختلافها ستكون سبباً في مجتمع عربي أفضل.



بقلم م / مصطفى الطبجي

الخميس، 21 أبريل 2011

مبروك أبو الولدين حسونة

أقدر مدى الحيرة و الورطة و الحوسة التي سيقع بها السادة المسؤولين من اليوم و حتى عشرة أشهر قـدّام، أمامهم مهمة شاقة، ألا و هي تغيير أسماء مئات و ربما ألاف الأماكن، فعلى مدار ثلاثون عاماً توقفت ماسورة الإبداع عن الطفحان، و لم يعد هناك تسمية لأي منشأة جديدة إلا بإسم "مبروك أبو الولدين حسونة".
لم أفهم بعد سر تسمية جميع الأماكن بنفس الإسم، ده أنا لما حبيت أعمل "سيرش" في "جوجل إيرث" حتى أعلم تحديداً أين موقعي في هذا الوطن المترامي الأطراف، وجدت نفسي و بعد إدخال إسم المنطقة السكنية أعيش في عشرة مناطق على الأقل!!!
البعض قال أنه الزهايمر، مؤكدين أن الأستاذ مبروك تمت رؤيته يمشي في أروقة الشقة (مطرحين و صالة و عفشة مية) يخبط يده على رأسه، و عندما سألته زوجته مالك يا سي مبروك، قال لها "مبرووووووووووووووك"، و هو يشير إليها فرحاً.
ربما كان هذا نفس السبب الذي جعل سي مبروك يقنع الترزي اللي على أول الشارع إنه يفصّـل له جلابية صوف إنجليزي معتبر تنفع لصلاة العيد تكون التقليمة بتاعتها بالورب، بس لو حضرتك عملت زووم بكاميرا حديثة شوية هتلاقي التقليمة دي ليست إلا عبارة "أنا إسمي مبروك أنا إسمي مبروك أنا إسمي مبروك".
إنه الزهايمر لعنة الله عليه، الذي جعل سي مبروك ينسى تماماً أنه استلف 50 قرش من جاره الأستاذ راضي، و الأدهى أنه يتعجب لماذا يتصرف راضي بهذه الطريقة و لماذا كل هذه التلميحات عن أعمال الخنصرة و السفلقة و التطنيش.
كان الله في عون الجميع، سي مبروك في الزهايمر اللي جاله و من هو لسة شباب، و أستاذ راضي اللي مش عارف ياخد فلوسه من أبو الولدين، و الجماعة اللي هيفكروا في أسامي جديدة  لأماكن كثيرة، و إن كان البعض تضامناً معهم نادى بأن يظل إسم مبروك على دورات المياة العمومية على أساس أنها من أكبر الإنجازات، كما أن في ذلك توفيراً للوقت و الأسماء.

بقلم م / مصطفى الطبجي

الأربعاء، 20 أبريل 2011

حمار الثورة


تختلفون معي أو تتفقون، هذه الثورة الميـّة ميـّة لم يكن لها قائد، و لن يكون لها قائد، كذلك لم يكن لها ملهم واضح المعالم، حيث تعددت الأسباب و الدوافع، لكن كان للثورة شاعراً، و مطرباً، و حلاقاً، و إئتلافاً، و مؤيداً، و معارضاً، و كان لها زار، و أطباء، و عيادات... و أخيراً ظهر حمار الثورة.

الحمار لم يظهر وحيداً، يمشي شارداً لا يعلم من أين أتى و لا إلى أين يذهب، ينتقل من حقل برسيم إلى حقل حشيش آخر بدون هدف، بل ظهر ضمن قطيع كبير، قطيع يتحرك متضامناً يهز في ذيله معتقداً أنه من كثرة "الهز" سيحدث تأثيراً.

و كما الثورة هذا القطيع لم يكن له قائد، و حتى الآن لم يظهر له شاعر أو مطرب أو حلاق أو حتى تمرجي، لكن كان لهذا القطيع علاف،  و معـدّد، و بـلـّانة، و ماسح جوخ، و دفـّاس، و كداب زفة.

بعض منكم قد يكون قد إحتك بهذا القطيع، أو بفرد من أفراده، حتى قبل الثورة كان القطيع موجوداً، كان قطيعاً من الحمير الوحشي، تعامل مع الجميع بشريعة الغاب، لكنه (تحول) بعد الثورة إلى حمير بلدي، يتعامل مع الجميع بطريقة النهيق الغير المفهوم.

عند عمل دراسة عن قرب ستجد أن كل فرد من أفراد القطيع يشتاق جداً "للرفس"، فلقد تعود على ذلك، لكن سبحان مغير الأحوال، و سبحان من له الدوام، تبقى زنزانتك و تقسم لغيرك.

قبل أن يعترض أي منكم على تشبيهي لإخوانا البُـعدا (بالقطيع)، ظناً أن في هذا تشفي أو تطليع لسان، دعوني أسألكم سؤالاً واحداً، إذا سألك شخصاً ما عن الحكومة السابقة ماذا سيكون ردك؟؟؟ الرد في الغالب سيكون (قطيعة) تقطعهم و تقطع أيامهم.


بقلم م / مصطفى الطبجي

كام سؤال خلبوص


بسبب إرتفاع ضغط السكر، و زيادة معدل الدم في الشرايين، و حتى لا أصاب بإنفجار في ضيق الخلق او إنفلات أمني في اللسان أريد أن أطرح عليكم بعض الأسئلة الخلبوصة، عسى أن تكون لديكم بعض الإجابات الشافية العافية الكافية.

السؤال الأول
على مدار ثلاثون عاماً لا يمكن أن ينكر أي منا المنشأت التي ظهرت للنور و التي حمل الكثير منها إسم (مبروك أبو الولدين حسونة)، منشأت كالكباري و المناطق الصناعية و المجمعات المدرسية و المدن الجديدة و الطرق الدولية، لكن هل يمكن إعتبار كل هذه المنشأت من إنجازات سي السيد أم أن هذا هو الدور الطبيعي و البديهي لأي حكومة تتولى حكم أي دولة؟؟؟

السؤال الثاني
عندما تسبب عبد الحكيم عامر و بعض أعوانه في هزيمة عام 1967، نادى الجميع بمحاكمة المسؤولين عن الوكسة مهما كانت مراكزهم و مناصبهم، على الرغم من أن الشعب كان يعلم جيداً أن المسؤول عن الوكسة سيكون بالتأكيد شخصاً أو عدة أشخاص من ضمن الظباط الأحرار الذين خاطروا بأنفسهم (بنفس ذات نفسهم) من أجل تحرير البلاد، الظباط الأحرار الذين خرج وراءهم الشعب المصري يهلل و يبارك، لماذا لم تظهر وقتها تلك الأبواق التي تنادي بالعفو عن المتسبب نظراً لتاريخه العسكري المشرف و أنه رمز من رموز البلد؟؟؟

السؤال الثالث
بعد الثورة تشكلت عدة إئتلافات و حركات و تقسيمات منها من هو يساري، و منها من هو يميني، و منها من هو (4-2-4)، جميع هذه الجماعات لديها الكثير من الأفكار البناءة، و الأهداف النبيلة، و النوايا الحسنة الطيبة، و إن كان بعضهم يفتقد للوعي الكافي لمناقشة بعض القضايا إلا أنه يمكن الصبر على ذلك، بكرة يتعلموا، لكن ماداموا قد ثاروا على النظام السابق لأنه كان نظاماً ديكتاتورياً لماذا الآن يتحدثون بنبرة الصوت العالي مؤكدين أنهم الأغلبية مع أنهم ليسوا كذلك؟؟؟


بقلم م / مصطفى الطبجي