ذاكـرة الذباب على حـسـب ما أتـذكر هي خـمـس ثـواني فقط، لذلك عنـدما " تـهـشه " بـيـدك يـطيـر مبـتـعـداً ثم يـرجـع إليك بـعـد قليـل " لتـهشه " مـرة أخـرى حتى تمل منه أو تـفتـك بـه بـقلب قاس، أما الجـمل فهو على العكس تماماً، هو يـتـمتـع بـذاكرة حـديـديـة، لذلك إحـذر إن أسأت لجمل، فلن يـنـسى لك هذا، و يـوماً ما سيـفتـك بك هـو الآخـر بقدم قاسية.
هـذا هـو حـالنا، دومـاً أو غـالبـاً ما نـتـعامل مع المواقف المصيـريـة التي تـؤثـر على حـاضـرنـا و مستـقبـلنـا بـمنـطق الذبـابـة، و مع المواقف الفارغة التي لن تـحـل و لن تـربـط بـمنـطق الجـمل.
يعني من الجـمـل للذبـابـة يا قلبي لا تـحـزق، و أكيـد بكرة سيكون أفضل و (المواقف) تـتـغيـر و تـتـنـقـل بـرة " كيـردون " المديـنـة لأنها عاملة زحـمة، و قلق، و لبـش، و أي واحـد فيـنـا لم يـعـد يـحـتـمل ذلك التـلـوث السمعي و البـصري.
حتى السـادة المسـؤوليـن فطنـوا إلى أن حالات الإنتحـار المتكررة ليـس سبـبـها سوء الأحـوال الجـويـة و تـغيـر المنـاخ، بـل إن السبـب الحـقيـقي و الذي لم يـعلنـه برنامج الأطفال " عالم مشمش " هو (إرتـفاع) أسعار لاعبي كرة القدم ريـاضيـاً و (إنـخـفاض) قـيـمـة الجـنـيـه لسابـع أرض إقتـصاديـاً.
و حتى لا تـثـور تلك الجـماهيـر العريـضة على الفيـفا تم منع بـيـع البـنـزيـن في الجـراكن، حتى أنك لو ذهبت إلى أحـد محـطات البـنـزيـن هذه الأيام ستـجـد لوحـة تـنـبـيـهيـة كبـيـرة مكتوب عليها " البـنـزيـن ضار جـداً بالصحـة و يـسبـب الوفاة ".
بقلم م / مصطفى الطبـجي