الخميس، 20 يناير 2011

هـشـشـتـهـا

ذاكـرة الذباب على حـسـب ما أتـذكر هي خـمـس ثـواني فقط، لذلك عنـدما " تـهـشه " بـيـدك يـطيـر مبـتـعـداً ثم يـرجـع إليك بـعـد قليـل " لتـهشه " مـرة أخـرى حتى تمل منه أو تـفتـك بـه بـقلب قاس، أما الجـمل فهو على العكس تماماً، هو يـتـمتـع بـذاكرة حـديـديـة، لذلك إحـذر إن أسأت لجمل، فلن يـنـسى لك هذا، و يـوماً ما سيـفتـك بك هـو الآخـر بقدم قاسية.

هـذا هـو حـالنا، دومـاً أو غـالبـاً ما نـتـعامل مع المواقف المصيـريـة التي تـؤثـر على حـاضـرنـا و مستـقبـلنـا بـمنـطق الذبـابـة، و مع المواقف الفارغة التي لن تـحـل و لن تـربـط بـمنـطق الجـمل.

يعني من الجـمـل للذبـابـة يا قلبي لا تـحـزق، و أكيـد بكرة سيكون أفضل و (المواقف) تـتـغيـر و تـتـنـقـل بـرة " كيـردون " المديـنـة لأنها عاملة زحـمة، و قلق، و لبـش، و أي واحـد فيـنـا لم يـعـد يـحـتـمل ذلك التـلـوث السمعي و البـصري.

حتى السـادة المسـؤوليـن فطنـوا إلى أن حالات الإنتحـار المتكررة ليـس سبـبـها سوء الأحـوال الجـويـة و تـغيـر المنـاخ، بـل إن السبـب الحـقيـقي و الذي لم يـعلنـه برنامج الأطفال " عالم مشمش " هو (إرتـفاع) أسعار لاعبي كرة القدم ريـاضيـاً و (إنـخـفاض) قـيـمـة الجـنـيـه لسابـع أرض إقتـصاديـاً.

و حتى لا تـثـور تلك الجـماهيـر العريـضة على الفيـفا تم منع بـيـع البـنـزيـن في الجـراكن، حتى أنك لو ذهبت إلى أحـد محـطات البـنـزيـن هذه الأيام ستـجـد لوحـة تـنـبـيـهيـة كبـيـرة مكتوب عليها " البـنـزيـن ضار جـداً بالصحـة و يـسبـب الوفاة ".


بقلم م / مصطفى الطبـجي

الثلاثاء، 18 يناير 2011

مثلة مريـضة نـفسيـاً


مثال مشرف لأحـد رجـال الداخـليـة الذي رفـض رشـوة قـدرها 90 مليـون جـنـيـه عـرضها عـليـه بـعـض الأشخـاص للسماح لهم بـتـهـريـب مثلة موجـودة بأحـد قرى الشرقية، الآن أنا أتـخـيـل أن هؤلاء اللصوص يـتـحـيـرون كيـف لشخـص عاقـل يـمـكنه رفـض مبـلـغ بـهـذا الحـجـم .... أكيـد ده مريـض نـفسي ... هكذا سيـعتـقـدون.

الجـانـب الآخـر من الموضوع يـحـيـرني، لأنه لو فرضنا أن ذلك الظابـط الشاب البطل في حـد نـظـري قـبـل بذلك "السيـفـونـيـر" و تـركهـم يـنـقبـون الأرض بـحثـاً عـن تـلك المثـلة، فكيـف سـيـهـربـون بأثـر له كل هذا الحـجـم، أنا أعلم أن المثل العـريـق يقول " إن سرقت إسرق جمل "، لكن أيـن سأخبئ ذلك الجـمـل؟؟؟ كما أن أعمال الحـفـر و التـنـقيـب كيف لن تـثـيـر أهالي القـريـة؟؟؟؟

بـنـفس الطـريـقـة أو الفكرة التي رحـلت بها المثـلات واحـدة تـلو الأخـرى إلى عـواصم العـالم المخـتـلفة يمكن لهذه المثـلة أن تـرحـل، و هذا يـعـني أن هؤلاء الأشخاص الذين سمحـوا بـخـروج المثـلات قديماً ... قديماً ... مازالـوا يـعيـشون بـيـنـنـا، و أن الذيـن حـفـروا ليـسرقـوا الكابلات النحاسية لخطوط الهاتـف الأرضية مـدعيـن أنهم من مصلحة التـليـفـونات يمكن أن يـحـفروا ليسرقـوا المثلة مدعيـن أنهم مـن مصلحـة الصرف الصحي.

الموضوع يـتـوقـف على المصالح، و مصالح جـمـع (مصلحة)، و لـو كانوا نـجـحـوا في سـرقـة المثـلة لكنا الآن شعب (مصلحة).


بقلم م /  مصطفى الطبـجي

الاثنين، 17 يناير 2011

دورة .. فمـريـض ... فبـالطو

فـزنـا بـدورة حـوض النـيـل الوديـة لكرة القـدم في نـسخـتـها الأولى و ربـمـا الأخـيـرة، فـازت مـصـر (بالكأس) و فـازت باقي الـدول (بالنـيـل)، لهذا أشعـر أنـنـا بـدلاً من أن نـرفـع الكأس عالياً ....... رفعنا الحـوض.

منـذ مـدة حدثت مشكلة بـيـني و بـيـن أحـد جـيـراني في المنـطقة، هو يـصـر على ركن سيـارتـه أمام مدخـل الجـراج، حاولت مراراُ و تكراراً أن أوضح له أني بـذلـك لن أستـطيـع أن أخـرج سيـارتي من الجـراج، لكن كان رده الدائـم " قـول للحـكـومـة تـوسـع الشـارع علشان أعـرف أركن "!!!!

أهم ما في الأمـر هو أسلـوب الحـوار، بمعنى أنه يـجـب أن أتـحـدث بـحـزم لأني في مركـز القوة، أيضاً مـن الأفضل أن يـرافـق الحديـث زغللة الأعيـن بـبـعـض المال، لكن كيف أعـطي هذا الرجـل مالاً بدون أن يـقـال أنها رشوة " و العياذ بالله " أو يـفهم أنها إتـاوة " لا سـمـح الله "؟؟؟

نصحني أحد العالميـن (بـبـواطـن) الأمور لأنه دكتور (باطنة) أن أنظم مباراة " بـيـنـج بـونـج " بـيـني و بـيـن الرجـل، مباراة نـزيـهة في كل شيئ، حتى أني لن أدعي الهـزيـمة أمامه على أساس أنـه يـلعـب البـيـنـج بـونـج بـغـطى الحـلـة، كل ما في الأمـر أنه إن فاز أعطيـه مبـلغاً مـن المال على أساس أنها مكافأة المركز الأول، و إن فـزت أنا أعطيه مبلغاً من المال على سبـيـل التعـويـض النـفسي، يـمكنـه بهذا المبـلغ أن يـشتـري مضـرباً جـديـداً،  لا ليـلعب به، بـل ليـضـربـنـي به في الراحـة و الجـايـة.

المهم أني مازالت أحافظ على مركزي القوي، أو أني أدعي بـذلك، و الإدعـاء هذا الأيـام هـو سيـد الأدلـة، لذلك عنـدما إدعى البـقال المجـاور أنه ليـس بـصيـدليـة مع أن المخـلل (يـرفـع الضغط) إعتـبـرتـه على الفـور مريـضاً نـفسيـاً، و عندما إدعى الفكهاني اللي على أول الشارع أنه ليـس بـصيـدليـة مع أن الفواكهة كلها (فيتامينات) إعتـبـرتـه على الفـور مـريـضاً نـفسيـاً، كذلك عندما إدعى الصيـدلي أنـه ليـس بـمحـل خـردة مع أن (المقصات) تملأ المكان إعتـبـرتـه على الـفور مـريضاً نـفسيـاً و ممنـوع من حمل البالطو الأبـيـض.


بقلم م / مصطفى الطبـجي

الـديـك الـرومي و مـفـاعـل تـشيـرنـوبـل

تـأتـي الريـاح عـادة بـما لا تـشـتـهي السـفـن، و بـمـا أن السفن الآن لم تـعـد تـسيـر (بدفع) قـوة الريـاح، و إنما (بدفع) مهاجم في اللحظات الأخيـرة من عـمـرالمباراة لإحـراز هـدف الفـوز أو حتى التـعـادل، لذا فإن (التـغيـيـر) الذي نـحـلم به الآن هو نـزول جـدو بـديـلاً عـن أبـوتـريـكة، بـيـنـما في دول أخـرى كثـيـرة (التـغيـيـر) يـعـني تـعـديـل الأوضاع المعيـشيـة إلى الأفـضل.

قال لي أحد الأصدقاء أنـه فوجيء أن أهميـة كرة القـدم عنـد البـعـض أكبـر بكثـيـر من القضايا السيـاسيـة التي تـهـز العالم حـاليـاً على واحـدة ونـص، أمـور مـثـل  التـقـسيـم و الإحـتـلال و الإنكسار و الفـرار غـيـر ذات أهمية، المهم إن جـوزيـه يـرجـع و ميـدو يـخـلع و شيكا يـقـلع و سيـد يـرفـع و الحـضـري (يـقـطع) نـفـسـه مـن البـكاء، أو (يـقـطـع) البـطيـخـة.

ردي على ذلك الصديـق العزيـز سيكون عن طريـق حـدوتة صغيـرة، يوم أمس طلعت في دماغي أبـحـث عـن التاريخ السياسي لأوباما، طبعاً كلكم عارفيـنـه، المهم أني بعـد بـحـث و تـمحـيـص توصلت إلى ما كنـت أريـده و بالمناسبة هو رجل إبـن حـلال يعني، المهم أني في إحـدى حـواراتي مع أحـد الأصدقاء سألته " تـفـتـكـر أوبـامـا كان بـدأ حـيـاته السيـاسيـة إزاي؟ " فرد علي قائلاً " هو مين أوباما أصلاً؟؟؟؟؟ ".

يا صـديـقي العـزيـز أنـت في رحـمة، بـوس إيـدك وش و قـفـا و إحـمـد ربـنـا، غيـرك بـيـتـعـامـل مع ناس تـعـلـم عن السياسة و العالم الخارجي ما يعـلمه الديـك الرومي عن مـفـاعـل تـشيـرنـوبـل.


بقلم م / مصطفى الطبـجي

الأحد، 16 يناير 2011

ليـسـانـس الهنـدسـة


حتى أثناء النوم مازال ذلك العـقل المخـتـل يعمل بكامـل طاقته، فـلـقـد إستـيـقـظت من نومي في الخامسة فجـراً مفـزوعاً، لا لأني أخـاف من ضياع حـكمي و زوال سلطاني فأنا على باب الله، و لا من سقوط البورصة المتكرر و ضياع أموالي فأنا على فيـض الكريم، كل ما في الأمر أني حـلمت أني أكتب مقالاً جديداً تحت عنوان تخاريف نص كوم.

إستيقظت من نومي و كامل المقال في عقلي أراه كأني قد رفعته بالفعل على مدونتي الخاصة اللي محـدش معبـرها، العنوان كان مناسباً جداً للتخاريف الكثيرة التي كان يحـتـويها المقال، خـلـدت إلى النوم مرة أخـرى مع قرار إتخذته أن أول ما سأفعله في الصباح هو تـحـويـل ذلك الحلم إلى مقال جيـد.

عندما إستيقظت من جـديـد في الموعـد الطبـيـعي لباقي البـشـريـة لم أتـذكر من المقال سوى عنوانه و أول جملة منه و الذي كان يـبـدأ بـ "بعد حصولي على ليسانس الهنـدسة!!!".

أسكت ... لأ ماسكتـش، عقلي يهمد ... أبداً مايحصلش، لابـد أن أستـرجـع ما فقدتـه، و أنـسب طريقة لإسترجاع شيئ ما لا تـتـذكـره هي عـدم البـحث عنـه، و أنـسـب طريقة لإخفاء معالم جريمة هي إعادة إعمار المكان بـحـجـة المظهـر العام و مراعاة الحالة النـفسويـة للمتـضرريـن.

بذلك تكون قـد ضربـت عـصفـوريـن بـحـجـر واحـد، أخفيت معالم الجريمة و حصلت على أعلى تـقديـر في مادة الغباء، كونجـراتـيـوليـشـن.

لتحكم بلداً يكفي أن تكون غيـوراً عليه، أما لتغيـيـر الحاكم فيكفي أن تـسكب البـنـزيـن على نـفسك لتـحـرق النظام بأكلمه، في جميع الحالات المهم أن تكون مؤمناً بما تفعل، فلا يجوز أن تحكم بلداً فقط لأنك إستـيـقـظـت باكراً لتبحث عن وظيفة جديدة، و لا يجوز أن تحـرق نفسك فقط لأن هناك من سبـقك و فـعـل و تـأثـر الناس به.



بقلم م / مصطفى الطبـجي

اللي فوق و اللي تحت

دعـوة عـامة لتكويـن مجـموعـة دراسيـة لا يقل عـددها عـن 150 ألـف شـخـص لنـتـمـكن مـن إحـضار بـروفيـسيـر متـخـصص في علم النفس الإرتـجـاعي الإفـتـكاسي، عـسى وقـتـها نـستـطيـع أن نـفهم بـوضوح ماذا يحدث حولنا.

ألف باء رياضة تقول أنه عند خـفـض الضرائب على سلعة ما فإن ثمنها في السوق المحلي يـنـخـفـض بـنـفـس تلك النـسبـة، لكن علم النـفس الإفـتكاسي يؤكد أن ما يحدث هو العكس تماماً، فالسعـر يـزداد .... بـضعـف النسبة التي خـفـضت.

هذا يعني أني لست مجـنـوناً و لكني أتـجـمل، و الأسعار تـزداد و لا يـوجـد من يـتـعـلل، و اللي فوق فضل فوق و عمال يعلى لأن المـصعـد الكهـربـائي لا يـقـف أبـداً، و اللي تحـت فضل تحـت و عمال يـنـزل لأن القبـر لا يغلق أبوابه في العاشرة مساء، هـذه سنة الحياة.

بعـض أصحـاب القبـور قـرفـوا من التـراب و العـفـرة و وجع القلب، فكان الحـل البـحـث عن أي وسيـلة للحاق بالمصعد قبـل إقلاعـه من المطار، لكن 150 جنيه مرتب تعمل إيه في الزمـن المكحـول ده، دول يا دوب أجـرة التاكسي من البـيـت لحد المطار، و إحـتـمال السائـق يـاخـد باقي حـقـه شتـيـمة و قـلـة أدب.

الحـاجـة أم الإخـتـراع، و في أوقـات كثـيـرة تكون أم أربعة و أربـعيـن، لـذلك تـبـرر الرشـوة على أنهـا تـفـتـيـح مـخ و زكاوة، و تـبـرر الإتـاوة على أنهـا إصـطبـاحـة و رزق مبعـوت، و تـبـرر الكوسة على أنـهـا عـلاقـات و معـارف.


بقلم م / مصطفى الطبـجي

السبت، 15 يناير 2011

قـواعـد معـروفـة

عنـدما يـقع العجـل تـكثـر السكاكيـن، هذه قاعـدة فـقهيـة معروفة، أهم ما في الأمـر أنه عنـد وقـوع العجـل يجـب أن تكون موجوداً و محمي السكيـن على الآخر، حتى تنال من الحب جانب، و إروي نفسك يا عم الجعان، العجـل لا يلزم أن يكون حـيـوانـاً بل يمكن أن يكون شخصاً أو هيـئـة أو منظمة أو حتى دولة، و في هذه الحالة ستـجـد أن السكاكيـن تأتي من كل إتجاه و ميـن يلاحق.

سبب سقوط العجـل في أغلب الأحـوال هو أن نجـيـلة الملعـب لم تكن جـيـدة بالشكل الكافي، كانـت حـبـة فـوق و حـبـة تـحـت، مع إن سـوء الأرضية تـنـطبق على الفريـقـيـن، إلا أن سيادة العـقـيـد مازال يصـر على أن المارد الأحمـر له يـد في الموضوع، كذلك هو المسؤول عن هطول الأمطار بغزارة على دكة الإحتياطي.

حجج واهيـة لتـبـريـر كل هزيـمة، حتى لو كانت المباراة وديـة و لا طائل منها سوى تدريـب اللعيـبـة، لكن هرب المدرب و تـرك اللاعبـيـن يـديـرون المباراة وحدهم، فإنـصرف الجـمهـور و تـرك النادي يـجـمع تـبـرعاته بـنـفسه.

إذا شعباً يـوماً أراد (الحياة) يمكنه إدارة الطبـق الطائـر الموجود فوق سطح بـيـتـه ليكون في إتجاه الأقمار العربية، الأقمار الأوروبـيـة عادة لا يـوجد عليها سـوى (الحـيـاة الليـليـة).

بعـد السقـوط تـبـدأ عمـليـة الذبـح، هـذه قاعـدة كل الجـزاريـن و بالمناسبة هي قاعدة معروفة هي الأخرى، هنا تـتـسع حدقة العـيـن ليـرى العجـل الناس على حقيـقتـها، فـمـن كان كبـيـراً يـراه الآن صغيـراً و مـن كان صديـقاً يـراه الآن عـدواً و من كان حليـفاً يـراه الآن محتـلاً، هذه قـواعد قديمة معروفة أيضاً للعبة قديـمة تـسمى لعبـة كرة السيـاسـية.

بقلم م / مصطفى الطبـجي