الاثنين، 1 أغسطس 2011

الثورة في المنتصف / الكرة في الهدف


الثورةُ في المنتَصَف
فاتنةٌ في المنعطف
يرقبها شيخُ الشرطِ وشيخ العسسْ
يترصَّدها خُدامُ السيف المنسيِّ المقهورِ،
ووعاظ التلفِ في ورع السلفْ
الكل يعلم المشهد المترتب عن انفجار ماسورة مياه، سواء كانت الماسورة في منطقة شعبية مأهولة بالحُـفر والنـُقر، أو في منطقة هاي كلاس مأهولة بالأسفلت، النتيجة تقريبًا واحدة، المنطقة ستغرق في شبر مياه، هذا ما حدث للأسف، عندما انفجرت ماسورة الالتحاق بالحياة السياسية وكأنها إحدى كليات القمة، البعض عن وعي، والبعض الآخر على طريقة أحمر ومن غير بذر يا بطيخ.
لعل أهم أسباب الإلتحاق بهذه الكلية هي الطالبة المقيدة بالسنة الأولى، تلك الفتاة الجامدة جداً التي سماها أبوها وأمها "ثورة"، سرقت العقول، ليس عيباً فيها، أو سوء تصرف منها، أو تفاخر كاذب، لكنه حب السطو على كل كبيرة وصغيرة، والسطو هنا لا يكون من لصوص عاديين، بل إنهم في كثير من الأحيان يتخفون وراء زي إسلامي، أو إستبليازر عسكري، أو حمالات بدلة ليبرالية.

الثورةُ في المنتَصَف
تحسدُها عاهرةُ السوقِ ترمي بالشررِ
المنتنِ، تزرعُ في وجهتِها آلاف الصدف
يدعوها من مكمنهم أوشاب السوق، وقوادو المخلوع الخرفْ
ما يميز الإنسان عن الحمار، أن له عقلا، - أنا أقصد الإنسان-، ما يميز الإنسان عن القرد، أنه يتكلم، - أنا أقصد الإنسان-، ما يميز الإنسان عن البغبغاء، أنه يفكر، - أنا أقصد الإنسان-.
عندما أجد شخصاً كل الحقائق مكشوفة أمامه، ومع ذلك يسلم عقله لقوى خارجية تتدعي أنها تحب الثورة، أنها تشجع على الديمقراطية، أنها تنفق ببذخ لترسيخ قواعد المهلبية، أنها توعي شعباً هو أكثر ما يبعد عن الجاهلية، سأعلم أني كنت مخطئاً في قصدي، مخطئاً في قصدي، مخطئاً في قصدي.... إحنا آسفين يا حمار.

الثورةُ في المنتَصَف
يتحينُ تعب خطاها جياعو القلب، وموثوقو الروح
بحبلٍ من شظفْ
الثورةُ في المنتَصَف
يتوعدها أرتالُ لحىً ما تعرف
صدفًا من خزفٍ من سعف
الثورةُ في المنتَصَف
يهواها، يخشاها، يأباها
أرباب الخسة أكالو الجيف
الفلول، إسم لم نكن نعرفه قبل ثورة 25 يناير، مصطلح ظهر فجأة وأعلن عن نفسه بشدة بعد أن أحرز عدة أهداف في مرمى الثورة، بالمناسبة فلول جمع فلة، وفلة تعني الجزء المتبقي الصغير، أي أن الفلول في جمعهم ليسوا إلا فئة قليلة، يعني أولهم عن أخرهم شاكب راكب لن يكملوا حاجات بسيطة كده، مع ذلك تأثيرهم في المجتمع المصري الآن ولا تأثير ناجي جدو في كأس الأمم 2010، أهداف في أوقات قاتلة، كل يوم عمليات بلطجة، وزعزعة استقرار، وحاجة تجيب الضغط الصراحة.
الهدف الأساسي معروف، هم يريدون عودة النظام السابق، يريدون الفتك بالثورة، حتى يعودوا للعب مرة أخرى في مركز المهاجم خط وسط المدافع، يحرزوا الأهداف، ويحصلوا على الألقاب، ويجمعوا الأموال... ولا عزاء لحراس مرمى الثورة، سيتوجب عليهم عمل مباراة إعتزال.

الثورةُ في المنتَصَف
سهم لك أيهذا الهدف
إذا قدر لي الوصف، فأنا أتخيل الثورة الآن كحيوان مفترس، سينقض على أعدائه ليفتك بهم فوراً، ليس لأنه حاد الطباع، أو عنيف المزاج، أو مخرب مثيير للفوضى، بل لأنه يبحث عن حقه الطبيعي، حقه الذي سلب منه أعواماً طوال، مع ذلك ظل ينتظر كثيرا، ظل يعطي لأعدائه عدة فرص ليتراجعوا عن منطقة نفوذه، لكن يبدو أن الغباء السياسي مازال يسيطر على تفكير البعض، ذنبهم على جنبهم، إحترسوا من الفك المفترس.


أحمد سراج & مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق