الجمعة، 25 نوفمبر 2011

ملاءة السرير


مساعدة الزوج لزوجته في إعادة ترتيب أو تنظيف عش الزوجية أمر مستحب، لا ينقص من هيبة الرجل، ولا يزيد من غرور المرأة، في النهاية كلاهما شركاء في ذلك الوطن الصغير، إلا أن هناك مهام -قد تكون في غاية البساطة- لا يقوى الرجل على القيام بها، من أهمها... ترتيب ملاءة السرير... عفواً... إعادة ترتيب ملاءة السرير.

ستطلب الزوجة من زوجها أن يتمم هذه المهمة الصغيرة بينما هي تقوم بعمل ماهو أصعب، تحريك كراسي الصالون -الثقيلة- بعد أن مسحت الأرض من أسفلها، مع ذلك الزوج سوف يتكاسل تماماً، فهذا المطلب بالتحديد  ثقييييييل على قلبه... وله في خلقه حِـكم.

لنترك هذين الزوجين في تلك الفوضى ونخرج إلى الشارع، حيث الفوضى الأكثر إزعاجاً للسُـلطات والبابا غنوج والشعب، فمساعدة التيارات المختلفة فكرياً لبعضها البعض أمر واجب في هذه المرحلة، أمر واجب لن ينقص من هيبة أحد الطرفين، ولن يزيد من غرور الطرف الآخر، في النهاية كلاهما شركاء في ذلك الوطن.

سيطلب طرفاً ما مساعدة من الطرف الآخر، لكن ذلك الطرف سوف يتكاسل تماماً، فهذا المطلب بالتحديد  ثقييييييل على قلبه... وله في أحزابه حِـكم، مع أن ذلك الإختلاف المستمر بين طرفي القضية لن ينتج عنه سوى إنتشار الأتربة بين العقول وأسفل كراسي السفرة، وقد يعشش العنكبوت في الأذهان مختبئاً من أشعة الشمس، وهذا يعني أن الثورة أصبحت مكاناً مهجوراً يسكنه الأشباح.... عاووووووو.

المشكلة التي تؤرق ربات المنازل الآن هو البحث عن خادمة أمينة ترتب لها شقتها، فكل الخادمات أصبحن إما يركبن على الثورة، أو يسرقن بعض مقتنياتها، أو يطلبن أجراً مبالغاً فيه، أو يتحدثن طوال النهار عن ظروفهن الأسرية ولا يقمن بالتنظيف كما يجب.

الحل في النهاية يعود إلى نقطة الصفر، ألا وهي ملاءة السرير، على الزوج بعدما إستيقظ من نومه ووجد الملائة من تحته قد تحولت إلى شكل غير محدد المعالم إثر تقلبه المستمر أن يمد يد العون إلى زوجته في هذا الأمر البسيط... ترتيب ملاءة السرير... عفواً... إعادة تريبت أوراق الثورة.


م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق