الجمعة، 9 ديسمبر 2011

إختيار الأصدقاء... والأعداء


أصدقائك نوعان، نوع يخونك لسبب ما، وفي هذه الحالة ستعرف أنه لم يكن سوى صاحب أو منتفع إستغلك لخدمة أهدافه الشخصية، ونوع وفيّ يضحي من أجلك، وفي هذه الحالة ستعرف أنك أحسنت الإختيار.

لذا... عندما يخونك أحد أصدقائك لا تصاب بالدهشة، لا تفتح فمك ليصبح بإتساع نفق الأزهر، لا تجحظ عيناك لتصبحا أشبه بكرتي البينج بونج، لا تذرف دمعة، فقط إبتسم... وإضحك... وقهقه، فأن يقال عنك أنك مجنون أفضل بكثير من أن يقال عنك أنك مكسور.

نفس الأمر ينطبق على إختيارك للحزب الذي سوف تعطيه صوتك، أو الذي تفكر في الإنتماء إليه، أو حتى الذي تفكر في إطلاق التعليقات الساخرة عليه، فالأحزاب نوعان، نوع يبيعك لسبب ما، وفي هذه الحالة ستعرف أنه لم يكن سوى حزب كرتوني أو مزدوج المبادئ إستغلك لتحقيق أهدافه الشخصية، ونوع وفيّ يسعى من أجلك وحقك في الحياة، وفي هذه الحالة ستعرف أنك أحسنت الإختيار.

لذا... عندما يبيعك حزب ما لا تصاب بالصدمة، لا تخرج إلى الشارع تشد في شعر رأسك، لا تنفي أنك انضممت إلى ذلك الحزب، لا تحرق الكارنيه، فقط إغضب... وإعترف... وإنسحب، فأن يقال عنك أنك فلول أفضل بكثير من أن يقال عنك أنك منافق.

أعدائك نوعان، نوعك يعاديك بدناوة لسبب ما، وفي هذه الحالة ستعرف أنك عاديت أشرس خلق الله، وأنه عاداك فقط لأنه حاقد على تفوقك، ونوع شريف يعاديك بنزاهة، وفي هذه الحالة ستعرف أنك اكتسبت صديقاً بشكل ما.
لذا... عندما يصالحك أحد خصومك لا تصاب بالدهشة، لا تبحث عن ألف مبرر لترفض، لا تفعل كمن حرق منزله لطرد الذباب منه، لا تتردد، فكر... إدرس... قرر، فأن يقال عنك أنك تراجعت عن رأيك أفضل بكثير من أن يقال عنك أنك خصم غبي.

نفس الأمر ينطبق على إختيارك للحزب الذي سوف تعطيه صوتك، أو الذي تفكر في الإنتماء إليه، أو حتى الذي تفكر في إطلاق التعليقات الساخرة عليه، فالأحزاب نوعان، نوع يلاعبك بقذارة لسبب ما، وفي هذه الحالة ستعرف أنه لم يكن سوى حزب كرتوني أو وأنه عاداك فقط لأنه حاقد على شعبيتك، ونوع ينافسك بنزاهة، وفي هذه الحالة ستعرف أنك اكتسبت مؤيداً بشكل ما.

لذا... عندما يحالفك أحد منافسيك لا تصاب بالدهشة، لا تفرض شروطاً تعجيزية، لا تفعل كمن طعن بالتزوير حتى لا يفوز غيره، لا تتكبر، ناقش... إدرس... قرر، فأن يقال عنك أنك حليف قوي أفضل بكثير من أن يقال عنك أنك منافس غبي.


م/ مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق