الخميس، 16 يونيو 2011

إنت بتعمل إيه يا طفنش؟؟


من أفضل مكتسبات الثورة من وجهة نظري المتواضعة، أن برامج "التوك توك" المعروفة مجازاً و إختصاراً بإسم "التوك شو" لم تتسبب في إصابة أي منا بصداع مزمن ناتج عن كثرة الجدل و الإعتراض الغير ذي داع و الغير ذو معنى حول إمتحانات الثانوية العامة.

على مدار عدة أعوام سابقة كانت فقرات البرامج تمتلئ بخبراء التعليم للوقوف على مدى صعوبة أسئلة الإمتحانات، و صور حصرية للطلبة في لجان الإمتحان، و صور فجائية للذين يبكون من صعوبة الإمتحان، و إن كانت أهم الصور جميعاً هي صورة تلك الفتاتان اللتان كانتا تراجعان أسئلة إحدى المواد بعد الخروج من اللجنة و على وجهيهما إبتسامة عبور خط ماجينو بتاع فرنسا، تلك الصورة كانت كالعلامة المسجلة، لابد أن تتحفنا بها الصحف كل عام.

السبب ليس الوعي الإعلامي، و لا الفكر الثورجي، بل هناك إمتحانات أكثر أهمية هي التي تشغل عقل و قلب "التوك توك"، أو بالأحرى هي ليست إمتحانات، هي إختبارات، إختبارات سياسية مصيرية، و يبدو و الله أعلم أن النتيجة ستكون لم ينجح أحد، الكل راسب و باقي للإعادة، بـِـدْأ من برامج "التوك شو"، مروراً بالأحزاب، وصولاً إلى الحركات والإئتلافات الشبابية، إنتهاءً بالتيارات الدينية.

مثل التلميذ الفاشل الذي أضاع وقته و مجهوده و عقله و تفكيره في تحضير "البرشام" الذي سيستخدمه في الإمتحان ليكون هو وسيلته المثلى للنجاح، بدلاً من أن يضيع وقته في ما هو أفيد وأفضل... كالمذاكرة و الإجتهاد، أضاع الجميع وقته و مجهوده و عقله و تفكيره في تحضير "الفيديو" الذي سيستخدمه في تشويه الطرف الآخر ليكون هو وسيلته المثلى للنجاح، بدلاً من أن يضيع وقته في ماهو هو أفيد و أفضل... كالحوار و النقاش.

لم ينتبه أحد هنا أن الغالبية العظمى من الشعب، الغالبية الغير منتمية لأي تيار ديني أو فكر  تحرري أو حزب لولبي تقوم الآن بدور المراقب في لجان الإمتحان، ذلك المراقب الذي تعرفونه جميعكم، ذلك المراقب الذي مر على كل منكم، الذي يظل طوال الثلاث ساعات رايح جاي  رايح جاي بين الصفوف و الطلبة، عينه ثاقبة، عقله متحفز، يده متحمسة، يبحث عن أي طالب خلبوص يستخدم "البرشام"، لينقض عليه مسرعاً، يفتك به متلبساً، يهمس له صارخاً "إنت بتعمل إيه يا طفنـش؟؟؟".



م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق