الخميس، 23 يونيو 2011

وثـيـقة البـيـضة و الفرخـة

الأخبار المتلاحقة تكون في الغالب نتيجة للأحداث المتتالية، والأحداث المتتالية تكون في الغالب نتيجة إختلاف في الأراء، وإختلاف الأراء يكون في بعض الأحيان نتيجة وجود أجواء من الديمقراطية، والديمقراطية لا تتواجد إلا بعد عدة أحداث متتالية ترسخ قواعدها، والأحداث لا تتوالى إلى بعض تلاحق الأخبار من هنا وهناك والتي قد تؤكد بعض الحقائق المفزعة.

هو موضوع أشبه بالبيضة والفرخة، أيهما يسبق الآخر، كما أنه و للعجب العجاب يشبه بدرجة كبيرة الحرب الفكرية الدائرة حالياً بين من يريدون الدستور أولاً، ومن يريدون الإنتخابات أولاً، كلٌ له فكره وإعتقاده وإقتناعه وإعتناقه، الحقيقة المؤكدة الوحيدة أن أي كان منهما (الدستور – الإنتخابات) سيحتل المركز الأول سياسياً فإن المؤكد الوحيد الآن أنّ الزمالك قد إحتل بالفعل المركز الثاني كروياً.

أنا من مؤيدي الإنتخابات أولاً، هذا حقي، وقد تكون أنت عزيزي القارئ من مؤيدي الدستور أولاً، هذا حقك، في كلا الحالتين يجب أن يحترم كلٌ منا نتيجة ما إختارته الأغلبية، وأن نتحمل معاً نتائجها المبـشّــرة أو عواقبها الوخـيمة، هذه أبسط قواعد الديمقراطية التي خرج من أجلها الملايين يوم 25 يناير، هذه أبسط قواعد الديمقراطية التي كنا نخبط كفاً على كف كيف لا يطبقها النظام البائد الذي كان يفتخر دوماً أنه مثال جيد للديمقراطية في المنطقة العربية.

على عكس مشكلة البيضة و الفرخة، بدأت يظهر في الأفق حلاً جذرياً لمشكلة الإنتخابات والدستور، والإبتعاد عن حملة الـ 15 مليون المواطن (الموافق) لمبدأ "الدستور أولاً"، فلقد انتهى أخيراً التحالف الديمقراطى من أجل مصر، بصياغة وثيقة مشتركة تنهى الجدل بالتأكيد على مبادئ حرية العقيدة والدولة المدنية والتأكيد على الاستمرار فى العمل من أجل بناء مصر وطناً للجميع مستقلاً وحراً، ومن ثم فالأمور أصبحت واضحة ولا يعنينا الدستور أولاً أم الانتخابات أولا.ً

الآن يمكن للجميع أن يتنفس الصعداء، إنفرجت الأزمة بعد أن كانت متفجرة، معظم القوى الوطنية تقبلت فكرة التضحية وأصبحت تفكر الآن في المصلحة (العامة)، إلا أنه مازال هناك تجاهل للثانوية (العامة)، ومجادلات مع النيابة (العامة)، لكن مع ذلك، هذه نتيجة مقبولة متوقعة بعد ثورة مشـــّرفة أحدثت الكثير من التغيير في حياة كل منا.


م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق