الخميس، 18 نوفمبر 2010

رحلة إلى مركز الحزن

جانا العيد أهو جانا العيد و مرحب مرحب بالعيد و العيد ( فرحة )، وعند بعض الناس العيد ( فرخة ) و موسم بقى و كل سنة و إنتوا طيـبـين و فين العيدية؟؟؟ أهم ما في العيد هي العيدية، فهي التي تحدد القيمة الشرائية " لبومب " العيد، و كم " بومبة " يمكن أن أفرقعها تحت أرجل الجميع، لا أنسى أبداً الماضي عندما كنت صغيراً، كانت العائلة تتجمع كلها طوال أيام العيد في البيت الكبيـر، بيت جدي رحمة الله عليه، و كنا نحن الصغار نفرك أيدينا طوال اليوم الأول من أيام العيد في إنتظار العيدية، وقتها لم تكن تتجاوز السبعون جنيهاً، لكنه مبلغ بالنسبة لنا بمثابة الثروة اللانهائية.
أتذكر جيداً في أحد الأعياد إنقضى اليوم الأول و لم " يشخلل " أحد من الكبار جيـبـه ليتحـفنا بالذهب و الياقوت و المرجان، في اليوم الثاني تجمعنا نحن الصغار و بدأنا نسأل بعضنا البعض " حد فيكم خد عيدية إمبارح؟؟ "، كل منا إعتقد أنه تم توزيع الثروة بالأمس و قد تناساه الكبار و هذه تعد كارثة من الكوارث تفوق في حجمها كارثة إيقاع برجي التجارة العالمي.
في الأعياد دائماً ما يكون هناك ( ذبح )، في عيد الفطر غالباً ما يكون هناك ( ذبح ) للطيور بشتى أنواعها، و في عيد الأضحى يكون هناك ( ذبح ) للأضحية بشتى أشكالها، و في العيدين يكون هناك ( ذبح ) في أسعار جميع السلع بشتى أنواعها و أشكالها، و إطبخي يا جارية كلف يا سيدي.
عند بعض العائلات لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يمر العيد مرور الكرام، فلابد من القيام بالرحلة الموسمية، رحلة إلى مركز الحزن، إرتداء السواد و الذهاب إلى المقابـر، و ربنا يرحمك يا خويا، يا مستتني يا مهنيني يا اللي إتبهدلت من بعدك يا عمري، يا اللي عمرك ما قلتلي كلمة وحشة، مع أنه كان يمسيها " بعلقة " و يصبحها " بعلقة " أخرى، لكنها طبيعة النفس البشرية المشتاقة للبكاء، بمجرد الخروج من المقابر تنـقشع الدموع و تختفي معالم الحزن و " يالا يا بت عشان نلحق نروح الملاهي ".


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق