السبت، 20 نوفمبر 2010

روح أبو السعود

عادة فرعونية متأصلة في ورثـتها عن جدود الجدود، دخول السينما لمشاهدة الأفلام الجديدة، الجيدة منها، أنا عاشق للسينما و لست عاشقاً للأفلام و الرفق كبيـر، فإن كنت في مزاج سئ و أشعر أن العالم كله منقلب ضدي يكون الحل دوماً هو الهروب إلى السينما، أخرج منها بعد مشاهدة الفيلم غير عابئ بهموم الدنيا و كأنها فرجت من عند ربنا و هو الشافي العافي، بل و أحياناً أخرى أجد حل لمشكلة كانت تؤرقني، عادة غريبة أعترف بهذا، لكنها لن تكون أعجب من عادة صديقي الذي عندما تواجهه أي مشكلة يتجه فوراً و بدون مقدمات ..... إلى الحمام.
لي مع السينما حكايات و روايات، مواقف و شقلبظات، لكني دوماً أحب أن أحكي موقفي مع الـلـب، منذ عدة سنوات أفتتحت دار عرض جديدة في المنطقة، سارعت بالدخول في أول فيلم تم عرضه، ممكن تقولوا داخل أعاين البضاعة أكتر من إني داخل أتفرج على الفيلم، تكيـيـف عالي الجودة، كراسي مريحة من النوع الفخم، موكيت لوه احمر على لون الكراسي، ديكور عصري رائع، صورة جيدة، صوت رائع، حاجة كده خمس ست سبع نجوم، على باب القاعة كتبت عبارتان " ممنوع التدخين "، " ممنوع إعطاء بقشيش للعاملين ".
في أول الأمر كان المسؤولين عن القاعة يمنعون دخول المسليات ك اللب و الفول السوداني، و لكن بعد أن تم تهريبهما بطرق إستعصى على البوليس الدولي كشفها لجأت إدارة السينما إلى حل عملي جداً، قبل بدأ عرض الفيلم يدخل شخص معه الكثير من الأكياس الصغيرة يوزعها مجاناً على كل من معه أي نوع من أنواع المسليات، و يطلب من الجميع طلب بسيط، عندما إلقاء المخلفات على الأرض بل وضعها في الكيس و وضع الكيس على الكرسي بعد إنتهاء العرض، للحفاظ على نظافة المكان، بعد إنتهاء العرض إكتـشفت أن الأكياس كانت ملقاة على الأرض فارغة و قشر اللب و الفول السوداني في كل مكان!!! عالم عجيبة تبحث عن التخريب بأي صورة، عالم عجيبة تستحق أن ترجم بالقباقيب في ميدان التحريـر.
الموقف الآخر الذي أحب أن أحكيه مع أني لا أحب أن أتذكره هو ذلك الكائن ذو الأربعة أطراف الذي كان يجلس بجواري أثناء مشاهدتي لأحد الأفلام، حتى الآن لا أدري نوعه بالتحديد لكنه كان يجيد العربية و بطلاقة، و كان يصطحب معه فتاتان تجيدان السنكحة بطلاقة و إحتراف، فتاتان ليس فيهما إلا بضع كيلوجرامات من السيليكون، كان هذا المخلوق السمج يحكي كل أحداث الفيلم، يحكي كل مشهد و كأن روح أبو السعـود بعثت من جديد، " شوفوا دلوقتي هتدخل عليه بنته "، " القصة بقى إن ولاده كانو عاوزين .... "، " الواد ده بقى هيطلع حرامي "، طلبت منه السكوت أكثر من مرة لكني أدركت أني أتحدث مع وحيد القرن و هنا تعرفت على نوعه أخيراً، فهو لم يستجب لي نهائياً لدرجة جعلتني أشك فيما كنت أتحدث العربية أنا أيضاً أم لغة أخرى غير مفهومة، حتى لا أغزه بقرن غزال بدأت في الفرك في أذني طوال عرض الفيلم حتى لا أسمع صوته الشبيه بصوت كلب البحـر، أو خيار البحـر ... لا أتذكر.


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق