الاثنين، 7 مارس 2011

عندما تحول القلم إلى جهاز

في مقالة سابقة من خمسة أيام طرحت سؤالاً محورياً، (هل جهاز أمن الدولة أفضل أم جهاز العروسين؟؟)، و يبدو أنه بعد عمليات الإقتحام الأخيرة تبـيـن أن جهاز 32 بوصة بريموت كنترول هو أفضل من الإثنين، لا لشيء، إنما لمشاهدة شرائط أفلام الكارتون التي وجدت داخل مقار أمن الدولة و التأكد من أنها قصة و ليست مناظر.
خرجت تصريحات كثيرة من بعض من كانوا معتقلين في أمن الدولة، تؤكد أن العاملين بهذا الجهاز تحولوا من (الأمن) إلى (القمع)، و تخطوا كل مراحل الفكر الإنساني، و لعل أجرء هذه التصريحات جميعاً هو تصريح (إبليس) من أمام مبنى أمن الدولة بمدينة نصر حينما قال عنهم:- "دول عالم كفرة يابا... إبني بقاله سنتين عندهم مش عارف أشوفه".
سابقاً كان المعظم منا يخشى أن يكون له ملف في أمن الدولة، و اليوم بعد أن أكتشف أن هذا الجهاز كان يتجسس على النمل في الجحور و الأموات في القبور، أصبح المعظم يخشى مما هو مكتوب في ملفه، و هل هناك أشياء لا يعلمها هو عن نفسه موجودة في ملفه، أم أن المكتوب في الملف مطابق للحقيقة.
و الحقيقة دوماً في وقت الأزمات ما تكون مُـرة، و إذا حاول أي شخص تجميل الحقيقة سيتحول بدون أن يدري إلى منافق ليفقد مصداقيته و ينسى هدفه ليبتعد عنه المؤمنين به، و هذا للأسف ما يقع فيه الكثيرون.
مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي إستطاعت بكل عنترية أن تحول (القلم) إلى (جهاز)، ذلك أن (جهاز) أمن الدولة يرجع تاريخه إلى أيام الإحتلال الإنجليزي و كان وقتها تحت إسم (القلم) السياسي، لكن أي كان صاحب فكرة تطوير و تجديد هذا القلم فهو يحتاج إلى (حل) وسطه.
 
 
بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق