بعد دراسة تحشيشية (جاية من كلمة حشيش) للأحداث إكتشفت أن كل رئيس جمهورية عند توليه السلطة يقوم أولاً بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ثم بعد فترة زمنية متغيرة على حسب المزاج و الهوى و الظروف و الأحداث يقوم بإعادة إعتقالهم و معهم بعض المستجدين.
المشكلة التي أخشى منها الآن أننا في الفترة الحالية قمنا بالفعل بإخراج كثير من المعتقلين السياسيين، لذلك عندما يأتي دور الرئيس القادم فإنه لن يبدأ من نقطة الصفر، بل سيبدأ مباشرة في إعتقال السادة الأفاضل.
المعتقلات عندنا كثيرة و تشيل من الحبايب ألف، و ألفين، و تلاتة، و عمو فؤاد شحاتة ساكن على البلاطة، ذلك ان المعتقلات لا يوجد بها سجاجيد في الزنازين، و لا هواء بالأكسوجين، و لا ضوء شمس متين، و لا حتى حمام يصلح للحيوانات... مابالك للبني آدمين.
أفضل عقاب لهؤلاء الذين إستحلوا ما حرم الله، و إستغلوا ما وصلوا إليه من مناصب أن يتم وضعهم لمدة شهر واحد فقط في تلك التي من الممكن أن نطلق عليها زنزانة، و إن كان الإسم الأقرب لها هو قبر.
شهر واحد فقط كفيل بأن يعترفوا بكل ما إقترفوه و ما لم يقترفوه حتى، يعني هي جات عليهم، شهر واحد فقط كفيل بأن يعترف كل منهم بأنه هو الذي كان يسرق السكر من دولاب مطبخ أمه و هو صغير، شهر واحد فقط و ستجد من يعترف منهم بأنه جاسوس يعمل لحساب جنكيز خان الله يرحمه و يبشبش الطوبة اللي تحت لامؤاخذة رجليه.
شهر واحد فقط سوف يحل كثير من المشاكل المادية و السيولة المعنوية إذا تم تحويل تلك المعتقلات الدموية إلى مزارات سياحية، كثيرون من الداخل و الخارج سيكونوا سعدا جداً عندما يشاهدوا المدخل السري للغرف السفلية و القبور الجماعية و الكاميرا الخفية.
بقلم م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق