لكل شيء وجهان، و العملة أم وجهين يشيلها إتنين، حتى الثورات لها وجهان، وجه بشوش بيضحك مؤيد معارض، و وجه بشوش بيضحك مؤيد معارض برضه، يعني أكيد لن نتفق على كل الأمور و كذلك لن نختلف على كل الأمور، و أكيد ما بين الإختلاف و الإتفاق في ناس راحة جاية.
الوجه الآخر للثورة، اللي هو الوجه البشوش اللي بيضحك، أن جميع فئات الشعب تستطيع الآن الكلام عن الدستور، و بفهم شديد، حتى هؤلاء الذين كانوا لا يتحدثون سابقاُ إلا عن البنطلونات المحـزقة و الباديهات الكارينة، أصبحوا اليوم لا يتحدثون إلا عن المواد المحـزقة و التعديلات الكارينة.
هؤلاء حولوا "الدستور (بضم الدال) الشرعي" إلى "دستور (بفتح الدال) يا إخوانا"، و كله عند العرب صابون، و لعل أشهر من تكلموا عن الدستور هي تلك الكتكوتة (عُـدلت الكلمة بواسطة الرقابة) التي كانت تتحدث أولاً عن تعذيب "الظبات" لشباب الثورة، ثم تحدثت عن الثورة "المكيدة"، ثم تحدثت عن "إستكالة" الرئيس، و أخيراً عن "الكرار" السليم في التصويت على التعديلات الدستورية.
لن نلمح للغة العربية "الركيكة" التي كانت تتحدث بها، و لا إلى ذلك العقل "الركيك" الذي كان يطالعنا، و لا ذلك الوجه "الرقيق" الذي كان يتمكيج، كل هذا لم يلفت نظري و لم يسترعي إنتباهي، كل ما لفت إنتباهي و سيطر على تفكيري هي تلك المروحة المعلقة على الحائط، و التي كانت تظهر بوضوح خلف الفتاة.
مع أن الإشاعات كانت تكثر حول أن هذه الفتاة تتحدث إلينا من موقعها السري بأحد مدن الجمهورية الأمريكية المتحدة، و كما يبدو من لهجتها أنها ولدت و تربت و عاشت هناك، و أنها تطبعت بطبعهم، و إرتدت مثلهم، و قد تعلم عن مصر فقط ما تراه في وسائل الإعلام، إلا أنه مع هذا لم تستطع التخلي عن مروحة اليد التقليدية المعلقة على الحائط... و لكن هل يعطيها هذا الإحتفاظ بالمروحة"المعلقة" الحق في "التعليق" على الدستور؟؟
بقلم م / مصطفى الطبجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق