الأربعاء، 16 مارس 2011

خالتي أم أشرف.... تاني


فاكرين خالتي أم أشرف؟؟؟ لو كنتم حضراتكم فاكرينها يبقى الحمد لله ممكن أدخل في الموضوع على طول، أما لو مش فاكرينها أو مش عارفينها فلازم تعرفوا إنها تعتبر من برج من أبراج الجزيرة، يعني ممكن نقول عليها البرج الرابع، ليه ... إرجعوا و دعبسوا على مقالتين سابقتين الأولى بعنوان "إتفاقية نشر الغسيل" والثانية بعنوان "مراحل الثورة الثلاثة" ... راجعوها.

خالتي أم أشرف قررت تنزل يوم السبت بعد ما تخلص طبيخ علشان تقول رأيها، أنا معرفش رأيها إيه!! بس هي ديما كانت بتقول نعم للمشاركة في عملية الإستـفتـاء.

مع إن كل إهتمامات خالتي أم أشرف كانت بتنحصر في أنه مسحوق غسيل أفضل و أوفر، و يا ترى شهقت على الملوخية و لا نسيت زي العادة، لكني فجأة لقيتها بتتكلم عن الدستور و التعديل و الإستفتاء و الإنتخابات و طبعاً لم تنسى الفجل و الكرّات.

اللي كان تاعب خالتي أم أشرف مكنش إنها تختار (نعم) أو (لا)، هي كانت حاسمة رأيها من زمان، لكن ما كان يقلقها هي تلك الأبواق التي مع مرور الوقت يرتفع صوتها درجة بعد درجة من مبدأ خدوهم بالصوت لا يفرتكوكوا.

من حق أي شخص أو جماعة أو مجموعة أو حزب أن يتكون لديه الرأي الخاص به، و من حقه إقناع المحيطين به، لأنه مدرك أو مقتنع أنه على صواب، لكن أي كانت أساليب الإقناع فهي لا يجب أن تحتوي على إرهاب أو تخوييف أو تكفير أو ضغط أو تهديد، إقنع بس بشويش، فـهّـم بس براحة.

البعض مازال لا يفهم أصول الديمقراطية، ربما لأنه مصطلح جديد علينا جميعاً، فلقد عشنا طيلة ثلاثون عاماً في مهزلة سياسية إسمها "موافقون... موافقة"،  ما لا يعرفه البعض أن ألف باء ديمقراطية أن الحديث يتوقف عن الإستفتاء قبل 24 ساعة من موعده، الحديث عنه يتوقف و إلى الأبد.

من حقك أن تكون رافضاً للتعديلات، أو أن تكون مقبلاً عليها بصدر رحب، لكن ليس من حقك أن تحجر على أراء الغير، يوم السبت سوف ينتهي النقاش، و إذا كنت قد فشلت في إقناع عامة الشعب بإختيارك، فإنسحابك بعد ظهور نتيجة الإستفتاء ليس تقليلاً من حجمك، بل ستزداد إحتراماً عند الأغلبية لأنك فهمت أن دورك قد إنتهى هنا، و إلى اللقاء في جولة أخرى.
أيضاً لا يجوز أن تغير رأيك فوراً لتصبح مع رأي الرابحيين، فهذه ليست بالديمقراطية، لكنها طبق سلطة حمضان، مبدأك و رأيك لا يتغيران أبداً إلا و إن جدت ظروف جعلتك تغير من رأيك 360 درجة، لكن ليس من مبادئك، و إلا أصبحت منافقاً و بتلعب على كل حبل و لا أجدع أراجوز.

سابقاً عندما كان المجلس الموقر المزور المشمر يناقش قانوناً ما، كان من حقك أن تعترض و أن تظل معترضاً رغم تنفيذ القانون، ذلك أن الجميع يعلم لمن يتبع هذا المجلس، و لمن يدين بالولاء، و لمن يقولون موافقون و النعمة موافقون، لكن الآن بعد ظهور نتيجة الإستفتاء جنابك ستكون معترضاً على إرادة الشعب، أي أنك أنت الآن الذي تحولت إلى ديكتاتور......

إلى هنا إنتهى كلام خالتي أم أشرف، إنتهى لأن ريحة الشياط بانت و إفتكرت الرز اللي على النار، إنتهى لأنها عارفة إن أبو أشرف لما يرجع من الشغل هيكسرلها ضلع، ويقولها "و يا تري لما أكل التعديلات دي هاشبع يا ولية... فين الأكل".


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق