الاثنين، 28 مارس 2011

مبدأ التورتة و نظرية قطع الجاتوه


أحد زملائي في العمل يعشق (التزويغ) أكثر من عشقه لأولاده، في كل مرة يبحث عن مبرر جديد، و يتحجج بظرف قهري، و يؤكد أنها آخر مرة، آخر مرة لأنه بيستحرم مرتبه اللي بيقبضه كل أول شهر!!!!


مع تكرار جملة "آخر مرة" أكثر من مرة سألته حقيقة لماذا عملية (التزويغ) تحتل هذه المكانة الرفيعة من تفكيره؟ بادرني قائلاً أن وقوقه في طابور المزوغين كل مرة أكثر حلاوة من وقوفه في طابور العيش، على الأقل سيضمن أنه سوف يزوغ، لكن وقوفه في طابور العيش لا يضمن حصوله على رغيف يوحد ربنا.


مبدأ آخر بادرني به، هو شخص سريع المبادرة على ما يبدو، قال لي "أنا شايف كله بياخد من التورتة، يبقى أقف أتفرج ساكت و لا ألحق حتة منها، و يا سلام لو حتة كبيرة شوية".


كان مفهوم (التزويغ) بالنسبة لهذا الزميل ليس إلا (تورتة) لابد و ألا يضيع حقه فيها!!!، الآن إنتقل مفهوم التورتة من مجرد عملية (تزويغ) من العمل إلى مجرد عملية (رئاسة) للجمهورية، و هذا يؤكد أن اللي بنى مصر كان في الأصل (حلواني).


الموضوع أيضاً لم يكن مقتصراً على الترشح للرئاسة، بل سبقته عملية تقسيم تورته الثورة، الكل أعلن أن كان مؤيد للثورة من يوم 15 يناير كمان مش من يوم 25، الكل أكد أنه كان في الميدان من يوم 25، ده حتى لما كان بياكل أكلة متينة و الموضوع يبوظ معاه، كان بيعملها ورا أي عمود، الخلاصة مكنش (بيسيب) الميدان، مع فيه اللي شافوه (بيسب) في الميدان!!! بس سبحان من له الدوام.


أتمنى أن ننتقل من فكرة (التورتة) إلى فكرة (قطع الجاتوه)، بمعنى أنك عندما تكون معزوم في فرح محترم، و أنت جالس في مكانك سوف تأتي لك قطعة جاتوه، و إنت و نصيبك، يا تكون بالكريمة يا تكون بالشوكولاتة، المقصود أن حقك سيأتي لك دون أن تستولي على حق غيرك، و إن كنت لا أعني هنا ألا نقوم بعمل أي فعل نساند به الثورة، و نمنعها من الإنهيار، بالعكس، يجب أن يقوم كل منا بدوره، كل في مجاله، و كل بطريقته، مادام الهدف واحد، ومادمنا سنترك مبدأ تقطيع التورة و نعمل بنظرية قطع الجاتوه.



بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق