الخميس، 10 مارس 2011

المليون ... الفقير


حاولت بعض اللغات الغربية الإستيلاء على اللغة العربية، لكنهم فشلوا في ذلك لما هو معروف عنها بقوة كلماتها و صلابة مفرداتها و تعدد معانيها، و مع ذلك وقفت اللغة العربية عاجزة تماماً عن إستحداث أي مصطلح علمي يمكن أن يوصف به من كانوا يسمون فيما قبل... رجال أمن الدولة.

و لأنني سئمت الحديث عنهم، و أصبح يلازمني شعور بالقيء كلما سمعت أو قرأت عما كانوا يفعلونه في عامة الشعب بدون وجه حق أو مبرر منطقي أو أمني، قررت اليوم أن أتوقف عن الحديث عن رجال أمن الدولة لأبدأ في الحديث عن دولة أمن الرجالة.

قال لي أحد العاملين معي منذ حوالي سبعة أشهر "أنا لو معايا مليون جنيه هاستقيل من الشغل حالاً و أعيش ملك زماني أصرف من الأرباح"، وقتها كان المليون مازال مبلغاً مهولاً بالنسبة للجميع، أما الآن بعد أصبحت السرقة بالمليارات و تضخمت للترليونات و خوفاً من أن تصل إلى الترليارات أصبح المليون رقماً تافهاً لن يرضي أحداً.
مع ذلك مازال البعض يتظاهر و يعتصم فقط ليزداد مرتبه ليتخطى حاجز "الباكو"، و المليون ألف "باكو"، و في ظل الفراغ الأمني أصبح الحصول على "باكتة" بانجو أسهل من الحصول على "باكو" شاي أبو خرزة زرقا فما بالك بـ "باكو" جنيهات.

و إستمراراً لحرائق الأوراق و المستندات تم بالأمس عملية حرق لقطعة أرض صغيرة على طريق المحلة - المنصورة الزراعي، الجميل أن الأرض كانت مزروعة "حـشـيـش"، لذلك كان الدخان المتصاعد مريحاً للأعصاب مهدئاً للعقل مكيفاً للمزاج.


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق