الأربعاء، 20 أبريل 2011

حمار الثورة


تختلفون معي أو تتفقون، هذه الثورة الميـّة ميـّة لم يكن لها قائد، و لن يكون لها قائد، كذلك لم يكن لها ملهم واضح المعالم، حيث تعددت الأسباب و الدوافع، لكن كان للثورة شاعراً، و مطرباً، و حلاقاً، و إئتلافاً، و مؤيداً، و معارضاً، و كان لها زار، و أطباء، و عيادات... و أخيراً ظهر حمار الثورة.

الحمار لم يظهر وحيداً، يمشي شارداً لا يعلم من أين أتى و لا إلى أين يذهب، ينتقل من حقل برسيم إلى حقل حشيش آخر بدون هدف، بل ظهر ضمن قطيع كبير، قطيع يتحرك متضامناً يهز في ذيله معتقداً أنه من كثرة "الهز" سيحدث تأثيراً.

و كما الثورة هذا القطيع لم يكن له قائد، و حتى الآن لم يظهر له شاعر أو مطرب أو حلاق أو حتى تمرجي، لكن كان لهذا القطيع علاف،  و معـدّد، و بـلـّانة، و ماسح جوخ، و دفـّاس، و كداب زفة.

بعض منكم قد يكون قد إحتك بهذا القطيع، أو بفرد من أفراده، حتى قبل الثورة كان القطيع موجوداً، كان قطيعاً من الحمير الوحشي، تعامل مع الجميع بشريعة الغاب، لكنه (تحول) بعد الثورة إلى حمير بلدي، يتعامل مع الجميع بطريقة النهيق الغير المفهوم.

عند عمل دراسة عن قرب ستجد أن كل فرد من أفراد القطيع يشتاق جداً "للرفس"، فلقد تعود على ذلك، لكن سبحان مغير الأحوال، و سبحان من له الدوام، تبقى زنزانتك و تقسم لغيرك.

قبل أن يعترض أي منكم على تشبيهي لإخوانا البُـعدا (بالقطيع)، ظناً أن في هذا تشفي أو تطليع لسان، دعوني أسألكم سؤالاً واحداً، إذا سألك شخصاً ما عن الحكومة السابقة ماذا سيكون ردك؟؟؟ الرد في الغالب سيكون (قطيعة) تقطعهم و تقطع أيامهم.


بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق