الجمعة، 1 أبريل 2011

قطيع البطاطس


سئمت الحديث عن السياسة و السياسيين، عن الفساد و الفاسدين، عن الدستور بين المؤيدين و المعارضين، عن الديمقراطية الغير لها جاهزين، عن الرئاسة و سباق المرشحين، لذا قررت الحديث عن البطاطس، و البطاطس في لغة الساخرين أمثالي تعني الموتوسيكلات الصيني، من أطلق عليها لقب بطاطس؟؟؟ لا أدري، لقد إخترعته للتو.

كعادة الصين حاولت مشكورة رفع المعاناة عن الشباب المصري المطحون في وسائل المواصلات، و المرصوص في الأتوبيسات كرص السردين في العلب، و المحشور في الميكروباصات كحشر أعواد الكبريت في العلب، فصدرت لنا موتوسيكلات ثمنها في متناول العاطل و الفرفور قبل أن تكون في متناول الموظف و الشاب المكافح.

لن أتحدث عن المكافحين الذي يستخدمون هذه البطاطساية كبديل عن شحططة المواصلات، لهم مني كل تقدير و إحترام، بل سأتحدث عن الآخرون الذين تعرفونهم جميعاً، و الذين يستخدمون البطاطس في التهييس و التخميس.

كأي مجموعة من أفراد السنـونـو تجد أصحاب البطاطسات متجمعين في قطيع، قطيع لا يوجد له قائد بينما له ذيل، أثار الزهو تبدو واضحة على الوجوه، كأنهم جابوا الفيل من ديله، في محاولة لإظهار التمكن و التحكم يجب على كل منهم رفع العجلة الأمامية أثناء القيادة و إلا مايعتبرش إبن بارم ديله و قد يطرده البعض أو يطلبوا منه أن ينفصل عن القطيع.

كل ما سبق كان يمكن السكوت عنه، إلا أن ما بدأ يثير أعصابي و يحز في نفسي و يأكل في دماغي أن ألوان البطاطس تغيرت، فبعد أن كانت الألون تتلفلف حول الأسود و أحمر دم الغزال و برتقالي اللارنج، فجأة و بدون مقدمات "رزعتنا" الصين ببطاطس لونها بامبي و أزرق سماوي و حاجات كده تموع النفس تخليك تجيب اللي في بطنك و لا أجدع حامل.

تلاقي الشاب من دول طول بعرض، و شنبه و لا خط بارليف و راكب بطاطساية بامبي!!! يا حلاوتك يا جمالك خليت للحلوين إيه، كان مال البينك و مالك تركبهم أصلاً ليه، و برضه لازم يرفع العجلة الأمامية!!!

لن أحتاج لتوضيح أن معظم البطاطسات لم تذهب للمرور و لا توجد عليها لوحات معدنية، إنما بدلاً منها عبارات فلسفية مثل "أنا اللي فيهم" ، "محدش قدي لأن إيدي مش على خدي"، "الزمن غدار بس أنا جبار"، و الكثير من العبارات التي توضح أفكار البطاطسيون.



بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق