الخميس، 21 أبريل 2011

مبروك أبو الولدين حسونة

أقدر مدى الحيرة و الورطة و الحوسة التي سيقع بها السادة المسؤولين من اليوم و حتى عشرة أشهر قـدّام، أمامهم مهمة شاقة، ألا و هي تغيير أسماء مئات و ربما ألاف الأماكن، فعلى مدار ثلاثون عاماً توقفت ماسورة الإبداع عن الطفحان، و لم يعد هناك تسمية لأي منشأة جديدة إلا بإسم "مبروك أبو الولدين حسونة".
لم أفهم بعد سر تسمية جميع الأماكن بنفس الإسم، ده أنا لما حبيت أعمل "سيرش" في "جوجل إيرث" حتى أعلم تحديداً أين موقعي في هذا الوطن المترامي الأطراف، وجدت نفسي و بعد إدخال إسم المنطقة السكنية أعيش في عشرة مناطق على الأقل!!!
البعض قال أنه الزهايمر، مؤكدين أن الأستاذ مبروك تمت رؤيته يمشي في أروقة الشقة (مطرحين و صالة و عفشة مية) يخبط يده على رأسه، و عندما سألته زوجته مالك يا سي مبروك، قال لها "مبرووووووووووووووك"، و هو يشير إليها فرحاً.
ربما كان هذا نفس السبب الذي جعل سي مبروك يقنع الترزي اللي على أول الشارع إنه يفصّـل له جلابية صوف إنجليزي معتبر تنفع لصلاة العيد تكون التقليمة بتاعتها بالورب، بس لو حضرتك عملت زووم بكاميرا حديثة شوية هتلاقي التقليمة دي ليست إلا عبارة "أنا إسمي مبروك أنا إسمي مبروك أنا إسمي مبروك".
إنه الزهايمر لعنة الله عليه، الذي جعل سي مبروك ينسى تماماً أنه استلف 50 قرش من جاره الأستاذ راضي، و الأدهى أنه يتعجب لماذا يتصرف راضي بهذه الطريقة و لماذا كل هذه التلميحات عن أعمال الخنصرة و السفلقة و التطنيش.
كان الله في عون الجميع، سي مبروك في الزهايمر اللي جاله و من هو لسة شباب، و أستاذ راضي اللي مش عارف ياخد فلوسه من أبو الولدين، و الجماعة اللي هيفكروا في أسامي جديدة  لأماكن كثيرة، و إن كان البعض تضامناً معهم نادى بأن يظل إسم مبروك على دورات المياة العمومية على أساس أنها من أكبر الإنجازات، كما أن في ذلك توفيراً للوقت و الأسماء.

بقلم م / مصطفى الطبجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق