الأربعاء، 2 فبراير 2011

يـوم الإمتـحـان

يـوم الإمتحـان يكرم المرء أو يـهان، لذا تـجـد أمام أي مـدرسـة من المـدارس الإبـتـدائـيـة أو الإعـداديـة أو أحـيـانـاً الثـانـويـة تـجـمعاً غـفيـراً من الأهالي، خـصوصاً أمهات الطلبة اللي بـيـتـعـجـنـوا جـوة، الكل جالس أمام باب المدرسة في إنـتـظار الخـروج العـظيـم لهؤلاء الفاتـحـيـن.

وقتـها يـتـم تـطبـيـق تـلك الحـكمة عمليـاً بحـذافيـرها، فإن كان الطالب الملهم قـد " قـفـل " - بتشديد الفاء - الإمتحـان فسـوف يكرم كما كـرم أحـمـد زويـل، أما إن كان " قـفـل " - بتشديد نفس الفاء - مع الإمتـحـان فسوف يكرم كما كرم سليـمان الحـلبي، ضـرب أو شتـيـمة ثم سحـل في الشارع.

الغريب أن كل هذا التجمع و الطبـطبـة و السحـل كانت لأجل مادة التـربـيـة الفنـيـة، يعني الطالب (يـرسـم) في اللجـنة و (يـتـرسم) عليـه من المراقب.

الطالب اللي ربنا كرمـه و عرف يـرسـم المطلوب منه لم يكن عبـقـريـاً و لا هو دافنشي القـرن، كل ما في الأمـر أنه كان يهـرب من الدروس الخـصوصيـة اللي ناحـلة وبـر أهله و يـذهـب إلى الغرزة، لذا عندما طلب منه رسم شباب يـدخـنـون السجـائر و يـتـعاطـون المخـدرات لم يكن الأمـر صعب عليه، أما الطالب الآخـر المسحـول على وجـهه فكل ذنـبـه أنـه كان مـن الدرس للمدرسة للبـيـت، و يـعيـش تـحـت مظلة مـن الممنـوعات، ممنوع اللعب في الشارع وقت الدراسة، ممنوع مشاهدة التلفاز وقت الدراسة، ممنـوع تـقـرأ أي شيئ غيـر الكتـب المدرسيـة، و في أوقات كثـيـرة ... ممنـوع تـتـنـفـس.


بقلم م / مصطفى الطبـجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق